المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

محمد بن علي بن الحسين بن عمر
13-08-2015
flat (adj.)
2023-09-01
معنى التفسير
2024-09-01
أمثلة لمجالات العمل- المجالات البشرية- التسويق
14-6-2022
حسن المجالسة
31-12-2021
منشطات مناعة الدواجن
20-4-2022


ملامح عصر الإمام الصادق ( عليه السّلام )  
  
1455   07:20 مساءً   التاريخ: 25/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 8، ص71-73
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

تصدّى الإمام جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السّلام ) لموقع الإمامة بعد أبيه محمد الباقر ( عليه السّلام ) سنة ( 114 ه ) فكان مرجعا في الدين والسياسة والفكر والثقافة للمسلمين عامة ولأتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) بشكل خاص .

وهذا الأمر نجده واضحا في جوابه لأبيه عندما أوصاه بصحابته وخاصّته . قال الإمام الصادق ( عليه السّلام ) : لما حضرت أبي الوفاة قال : يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا . قلت : « جعلت فداك واللّه لأدعنّهم والرجل منهم يكون في مصر فلا يسأل أحدا »[1].

بهذا المستوى العالي من الإقدام الشجاع أعرب الإمام ( عليه السّلام ) عن نواياه وبرنامجه الذي أعدّه لمستقبل الشيعة في ظل إمامته والخطة التي تؤهلهم لأن يكونوا ذلك النموذج السامي في المجتمع الإسلامي حيث يتحرّك كل منهم برؤى واضحة المسار ، بلا فوضى في الاختيار ولا ضلالة في الفكر والسلوك ؛ لأنّ هذا الإعداد العلمي والثقافي يجعلهم أغنياء عن الأخذ من غيرهم ويرتقي بهم إلى مستوى استغنائهم عن سؤال أحد من المسلمين وغير المسلمين ما داموا قد تمسّكوا بالحبل المتصل باللّه وهو حبل أهل بيت الرسالة الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا .

وكان الإمام الباقر ( عليه السّلام ) قبل هذا الوقت قد هيّأ الشيعة وأعدّهم لأخذ معالم الشريعة من الإمام الصادق ( عليه السّلام ) عندما قال : « إذا افتقد تموني فاقتدوا بهذا فإنّه الإمام والخليفة بعدي وأشار إلى ابنه جعفر »[2]  .

وباشر الإمام الصادق ( عليه السّلام ) مسؤولياته بدء بالتعريف بإمامته وإثباتها بشكل علمي وعملي .

جاء عن عبد الرحمن بن كثير : أنّ رجلا دخل المدينة يسأل عن الإمام ، فدلّوه على عبد اللّه بن الحسن ، فسأله هنيئة ثمّ خرج ، فدلّوه على جعفر بن محمد ( عليه السّلام ) فقصده فلمّا نظر إليه جعفر ( عليه السّلام ) قال : « يا هذا إنّك كنت دخلت مدينتنا هذه ، تسأل عن الإمام ، فاستقبلك فتية من ولد الحسن فأرشدوك إلى عبد اللّه بن الحسن ، فسألته هنيئة ثم خرجت ، فإن شئت أخبرتك عمّا سألته ، وما ردّ عليك . ثم استقبلك فتية من ولد الحسين ، فقالوا لك : يا هذا إن رأيت أن تلقى جعفر بن محمد فافعل فقال : صدقت كان كما ذكرت »[3].

وهكذا أخذ الإمام ( عليه السّلام ) يمارس ألوانا من الأساليب لئلّا يضيع أتباع أهل البيت بين القيادات المتعدّدة إلى أن تبلور في الأذهان أنّ الإمام جعفر بن محمد ( عليه السّلام ) هو الرمز الإلهي والقائد الحقيقي للأمة بعد أبيه الباقر ( عليه السّلام ) .

واستمرّ الإمام بتعزيز خطواته فتحرّك بأسلوب آخر بغية تعميق العلاقة بينه وبين الوجود الشيعي الذي أعدّ تفاصيله ورسم معالمه الإمام الباقر ( عليه السّلام ) .

ومن هنا نجد الإمام الصادق ( عليه السّلام ) يشحذ هممهم ويثير في نفوسهم الحماس ويخاطب مواطن الخير والقوة فيها مشيرا إلى أنّ الكثرة من الناس قد خذلتهم وجهلت حقّهم . وإنّ المسلم الذي تحمّل ساعة الشدة وبقي ملازما لهم حتّى صقلته التجارب ولم يستجب للإغراءات لهو جدير بحمل الأمانة ومواصلة الطريق معهم .

ولنقرأ النص الثاني الذي يرتبط بجماعة موالية لأهل البيت ( عليهم السّلام ) قدمت من الكوفة ودخلت على الإمام الصادق ( عليه السّلام ) في المدينة بعد استشهاد أبيه . قال عبد اللّه بن الوليد : دخلنا على أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) في زمن بني مروان ، فقال ممن أنتم ؟ قلنا : من الكوفة . قال : ما من البلدان أكثر محبّا لنا من أهل الكوفة ، لا سيّما هذه العصابة[4]  ، إنّ اللّه هداكم لأمر جهله الناس فأحببتمونا وأبغضنا الناس ، وبايعتمونا وخالفنا الناس ، وصدّقتمونا وكذّبنا الناس ، فأحياكم اللّه محيانا ، وأماتكم مماتنا[5].

 


[1] الارشاد : 1 / 40 ، وعنه في بحار الأنوار : 47 / 12 .

[2] كفاية الأثر : 254 ، وبحار الأنوار : 47 / 15 .

[3] المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 241 وعنه في بحار الأنوار : 25 / 184 ، و 47 / 125 .

[4] يقصد الشيعة لأنها أخص .

[5] امالي الشيخ الطوسي : 144 ح 234 و 678 ح 1440 وعنه في بحار الأنوار : 68 / 20 ح 34 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.