المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

آلة التذرية Winnowing machine
8-8-2022
counter-agent (n.)
2023-07-29
الوشَّاء
29-12-2015
شروط قائد في علي أبن أبي طالب (عليه السلام).
2023-06-20
كيف نستفيد من الطاقة الشمسية ؟
21-7-2016
حديث تصريح
30-4-2020


إقبال الإمام الصادق (عليه السّلام) على العبادة  
  
1864   03:15 مساءً   التاريخ: 2023/02/08
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 8، ص31-34
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

أما الإقبال على عبادة اللّه تعالى وطاعته فإنه من أبرز صفات الإمام ، فقد كان من أعبد الناس للّه في عصره ، وقد أخلص في طاعته للّه كأعظم ما يكون الإخلاص ، وإليك صورة موجزة عن عباداته :

أ - صلاته : ان الصلاة من أفضل العبادات وأهمّها في الإسلام ، وقد أشاد بها الإمام الصادق ( عليه السّلام ) في كثير من أحاديثه :

قائلا ( عليه السّلام ) : « ما تقرب العبد إلى اللّه بعد المعرفة أفضل من الصلاة »[1] .

وقال ( عليه السّلام ) : « إن أفضل الأعمال عند اللّه يوم القيامة الصلاة ، وما أحسن من عبد توضأ فأحسن الوضوء »[2]  .

وقال ( عليه السّلام ) : « الصلاة قربان كل تقي »[3].

وقال ( عليه السّلام ) : « أحب الأعمال إلى اللّه عزّ وجلّ الصلاة ، وهي آخر وصايا الأنبياء ، فما أحسن الرجل يغتسل أو يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم ينتحى حيث لا يراه أنيس فيشرف اللّه عليه وهو راكع أو ساجد إن العبد إذا سجد فأطال السجود نادى إبليس : يا ويله أطاعوا وعصيت ، وسجدوا وأبيت »[4].

وقال أبو بصير : دخلت على أم حميدة - زوجة الإمام الصادق ( عليه السّلام ) - اعزّيها بأبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) فبكت وبكيت لبكائها ، ثم قالت : يا أبا محمّد لو رأيت أبا عبد اللّه عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال : « اجمعوا كل من بيني وبينه قرابة » . قالت فما تركنا أحدا إلّا جمعناه ، فنظر إليهم ثمّ قال : « إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة »[5].

ومن الجدير بالذكر أن الإمام ( عليه السّلام ) لم يدع نافلة من نوافل الصلاة إلّا أتى بها بخشوع وإقبال نحو اللّه .

وكان ( عليه السّلام ) إذا أراد التوجّه إلى الصلاة اصفرّ لونه ، وارتعدت فرائصه خوفا من اللّه تعالى ورهبة وخشية منه . وقد أثرت عنه مجموعة من الأدعية في حال وضوئه ، وتوجهه إلى الصلاة وفي قنوته ، وبعد الفراغ من صلاته[6].

ب - صومه : انّ الصوم من العبادات المهمة في الإسلام ، وذلك لما يترتب عليه من الفوائد الاجتماعية والصحية والأخلاقية ، « وهو جنّة من النار » - كما قال الإمام الصادق ( عليه السّلام ) -[7].

وقد حث الإمام الصادق ( عليه السّلام ) الصائم على التحلي بالأخلاق والآداب التالية ، قال ( عليه السّلام ) : « وإذا صمت فليصم سمعك ، وبصرك ، ولسانك من القبيح والحرام ، ودع المراء ، وأذى الخادم ، وليكن عليك وقار الصيام ، ولا تجعل يوم صومك مثل يوم فطرك سواء . . »[8].

وكان ( عليه السّلام ) صائما في أغلب أيامه تقربا إلى اللّه تعالى . أما شهر رمضان المبارك فكان يستقبله بشوق بالغ ، وقد أثرت عنه بعض الأدعية المهمة عند رؤيته لهلاله ، كما أثرت عنه بعض الأدعية في سائر أيامه وفي ليالي القدر المباركة وفي يوم عيد الأضحى الأغرّ[9].

ج - حجّه : أما الحج فهو بالإضافة إلى قدسيته فإنه من أهم المؤتمرات العبادية السياسية التي تعقد في العالم الإسلامي ، حيث تعرض فيه أهم المشاكل التي تواجه المسلمين سواء أكانت من الناحية الاقتصادية أم الاجتماعية أو المشاكل السياسية الداخلية والخارجية ، مضافا إلى أنه من أهم الروابط التي يعرف بها المسلمون بعضهم بعضا .

وقد حجّ الإمام الصادق ( عليه السّلام ) مرات متعددة والتقى بكثير من الحجاج المسلمين ، وقد كان المعلم والمرشد لهم على مسائل الحج ، فقد جهد هو وأبوه الإمام محمد الباقر ( عليهما السّلام ) على بيان أحكام الحجّ بشكل تفصيلي ، وعنهما أخذ الرواة والفقهاء أحكام هذه الفريضة ، ولولا هما لما عرفت مسائل الحجّ وأحكامه .

وكان الإمام الصادق ( عليه السّلام ) يؤدّي بخضوع وخشوع مراسيم الحج من الطواف ، والوقوف في عرفات ومنى ، وقد روى بكر بن محمد الأزدي فقال :

خرجت أطوف ، وإلى جنبي الإمام أبو عبد اللّه الصادق ( عليه السّلام ) حتّى فرغ من طوافه ثم مال فصلّى ركعتين بين ركن البيت والحجر ، وسمعته يقول في أثناء سجوده : « سجد وجهي لك تعبّدا ورقّا ، لا إله إلّا أنت حقا حقا ، الأول قبل كلّ شيء ، والآخر بعد كلّ شيء ، وها أنا ذا بين يديك ، ناصيتي بيدك فاغفرلي إنه لا يغفر الذنب العظيم غيرك ، فاغفر لي ، فإني مقرّ بذنوبي على نفسي ، ولا يدفع الذنب العظيم غيرك » .

ثم رفع رأسه الشريف ، ووجهه كأنما غمس في الماء من كثرة البكاء[10].

وروى حمّاد بن عثمان فقال : رأيت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد بالموقف رافعا يده إلى السماء . . . وكان في موقف النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وظاهر كفّيه إلى السماء [11].

وكان ( عليه السّلام ) إذا خرج من الكعبة المقدسة يقول : « اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، اللهم لا تجهد بلاءنا ، ولا تشمت بنا أعداءنا ، فإنك أنت الضار النافع »[12].

وروى حفص بن عمر - مؤذن علي بن يقطين - فقال : كنا نروي أنه يقف للناس في الحجّ سنة ( 140 ه ) خير الناس ، فحججت في تلك السنة ، فإذا إسماعيل بن عبد اللّه بن العباس واقف فداخلنا من ذلك غمّ شديد ، فلم نلبث ، وإذا بالإمام أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) واقف على بغلة له ، فرجعت أبشّر أصحابي ، وقلت : هذا خير الناس الذي كنا نرويه[13].

وكان من أعظم الخاشعين والداعين في مواقف الحجّ ، فقد روي أنّ سفيان الثوري قال : واللّه رأيت جعفر بن محمّد ( عليه السّلام ) ولم أر حاجّا وقف بالمشاعر ، واجتهد في التضرّع والابتهال أكثر منه ، فلمّا وصل عرفات أخذ من الناس جانبا ، واجتهد في الدعاء في الموقف[14].

 

[1] مجموعة ورام : 2 / 86 .

[2] وسائل الشيعة : 6 / 432 و 8 / 129 .

[3] المصدر السابق : 4 / 43 - 44 و 7 / 262 .

[4] المصدر السابق : 3 / 26 .

[5] وسائل الشيعة : 3 / 17 .

[6] راجع الصحفية الصادقية . وهي مجموعة الأدعية المأثورة عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) .

[7] وسائل الشيعة : 3 / 290 .

[8] المصدر السابق : 1 / 165 .

[9] راجع الصحيفة الصادقية ، باقر شريف القرشي : 5 / 119 - 147 .

[10] قرب الإسناد : 28 .

[11] قرب الإسناد : 31 .

[12] المصدر السابق : 3 .

[13] المصدر السابق : 98 .

[14] حياة الإمام الصادق ( عليه السّلام ) : 1 / 71 نقلا عن ضياء العالمين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.