أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2021
1902
التاريخ: 18-5-2021
1767
التاريخ: 18-5-2021
1673
التاريخ: 22-8-2022
1538
|
تأثير الظروف الجغرافية على بناء التحصينات وتعزيز الارض
لا شك ان لاشكال سطح الارض من جبال تلال سهول هضاب اودية صحاري، خوانق اودية، وانهار، اثراً كبير على تسهيل او اعاقة بناء التحصينات وتعزيز الأرض لجعلها اكثر ملائمة لغايات الدفاع. ومن البديهي ان المناطق الجغرافية المتموجة، والجبلية الوعرة، توفر فرص أفضل لبناء التعزيزات الاصطناعية للاغراض الدفاعية غير ان المناطق الجبلية لا تلائم عمليات حفر الخنادق بسبب قلة سماكة التربة، ووجود الصخر القاسي. في حين يمكن الاستفادة من الحطام الصخري المتراكم في قيعان الأودية والسفوح السفلى للمناطق الجبلية في بناء التحصينات الخفيفة وتعزيزها.
وتعيق المناطق الجبلية عمليات بناء التحصينات، ذلك أن المناطق الوعرة ذات الصخور الصلبة العارية من غطاء التربة تحول دون حفر الخنادق فيها وتزداد صعوبة حفر الخنادق وبناء التحصينات اذا كانت المكونات الصخرية للجبال تتألف من الصخور النارية الصلبة. غير انه وفي حال بناء تلك التحصينات فانها توفر حماية منيعة وجيدة، نظرا لصلابتها وصعوبة تدميرها .
وتضعف المناطق الجبلية المتموجة من امكانات الوحدات المدافعة من اختيار مواقع مناسبة للعسكرة، نظرا لافتقار السطح للمواقع الجغرافية المستوية. وتعتبر المناطق القليلة الانحدار والقريبة من الأودية هي افضل المواقع للعسكرة، حيث يجب توزيع الخيام عن بعضها البعض. وفي حال اختيار مواقع المعسكرات يجب ابعادها عن مواطن الانهيارات المحتملة، وأبعادها عن ضفاف الانهار المعرضة للفياضانات.
ويرى القائد العسكري كلاوزوفيتز ضرورة عدم اقامة تحصينات دفاعية في السفوح الجبلي المواجهة للعدو، ذلك ان امر اخلاءها سيكون في غاية الصعوبة، وأنه من الافضل للجيش اقامة تحصيناته في السفح الصديق، لأنه يصعب على القوات المعادية محاصرتها، نظرا لوقوعها تحت سيطرة القوات الصديقة.
ويحتاج. بناء التحصينات في المستنقعات والسبخات الى تدريبات خاصة، تتعلق بطرق وكيفية بناء تلك التحصينات المواقع العسكرية والجزر الاصطناعية، في أرض وتربة مشبعة بالرطوبة. كما يحتاجون الى تدريب على الاعمال الخاصة بحفر الخنادق والحفر في ترب المستنقعات، التي يرتفع فيها منسوب الماء. ومن المشاكل التي تواجه القوات المتقاتلة في المستنقعات، امكانية الحركة والتنقل فوقها . ولذا تجرى الجيوش المتوقع مشاركتها في معارك فوق المستنقعات تدريبات خاصة على انشاء الطرق بناء الجسور واستخدام وسائل التنقل المختلفة فوق ترب المستنقعات اللزجة المشبعة بالماء. وكثيرا ما تنشأ ظروف صحية غير ملائمة لصحة الجنود في بيئات طبيعية كتلك الموجودة في المستنقعات نظرا لتوفر الرطوبة والغطاء النباتي، التي تشكل بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات والعناصر الناقلة للمرض.
وفي المستنقعات والسبخات يلجأ المدافعون الى تعزير وتحصين الجزر المرتفعة، والكثبان العالية وبيوت المزارعين كمواقع بديلة للعسكرة في ارض المستنقعات الموحلة. وقد يشمل نظام الدفاع في المستنقعات بناء الجزر الاصطناعية من الرمل والحجارة والاخشاب. وقد اضطر سلاح الهندسة الالماني لحفر الخنادق للجنود بواسطة المتفجرات، حيث ازيل الثلج، واشعلت النيران لحماية الجنود من الموت المحقق اثناء الانسحاب الالماني من روسيا في الحرب العالمية الثانية. وقد اسهمت تلك الخنادق في تقليل حجم ا الخسائر البشرية في صفوف الجيش الالماني والتي وصلت الى ۸۰۰ قتيل يوميا في المعدل، بسبب انخفاض درجات الحرارة، وعدم وجود مأوى للجنود يحميهم من البرد والنار المباشرة والشظايا.
وتتيح السهول الرسوبية ذات التربة العميقة للمدافعين فرصة بناء التحصينات، وحفر الخنادق العميقة المضادة للدبابات والاليات العسكرية. وعلى الرغم من ان مثل تلك التحصينات والاستحكامات تكون أقل متانة من مثيلاتها في المناطق الصخرية الصلبة لما توفره تلك الصخور من مناعة لصلابتها الا ان سهولة وسرعة بنائها تعوض عن سلبيات ضعفها. وتساعد طبيعة السطح الجغرافي السهلي ذو الترب الرسوبية العميقة اللينة، على الحد من كفاءة اسلحة العدو وقوة انفجارها حيث تقوم الترب الغضارية الهشة بامتصاص قوة الانفجار، والحد من قدرته على الانتشار والتدمير.
وتكون عملية بناء التحصينات في السهول المفتوحة والصحاري المكشوفة، عملية صعبة وغير مجدية في كثير من الاحيان حيث تلجأ الجيوش الى بناء التحصينات والاستحكامات العسكرية تحت الارض. وهذا اجراء تحصيني يسبق بدء العلميات العسكرية، وتكون مثل هذه التحصينات مطمورة تحت رمال الصحراء، بحيث تكون لها القدرة على مقاومة القذائف المدفعية والصواريخ كما انها مصممة بحيث يصعب الكشف عنها بواسطة التصوير الجوي والفضائي. وتكون مثل تلك التحصينات مزودة بالذخائر والتموين اللازم لفترة طويلة نسبيا. وتتفادى القوات المختبئه في مثل تلك التحصينات الدخول والخروج منها اثناء النهار، حتى لا يتم الكشف عن مواقعها.
وتعمد الجيوش الى حفر الخنادق المضادة للدبابات على طول جبهات القتال، بهدف اعاقة تقدمها. كما تبني الجيوش الخنادق لتفادي التعرض المباشر للنيران والشظايا. فقد اثبتت التجارب ان الخنادق البسيطة ذات العمق القليل التي يحفرها الجنود ، تخفف حجم الاصابات بمقدار النصف. وبالاضافة الى ان الخنادق تحمي الجنود من النيران وتمنع الدبابات المعادية من اجتيازها بسهولة، فهي وفي المناطق الصحراوية بالذات تساعد على امتصاص قوة انفجار القنابل والصواريخ الساقطة عليها. فقد اثبتت التجارب ان نسبة مرتفعة تصل في بعض الاحيان الى 40% من مجموع القذائف والصواريخ الساقطة على الرمال والترب الطينية اللينة لا تنفجر
وقد تضطر الجيوش الى بناء السواتر الترابية الضخمة على طول جبهات القتال فهي فبالاضافة الى دورها في امتصاص قوة الانفجار الذي تحدثنا عنه مسبقا ، فان السواتر الترابية تقف عائقا ضخما في وجه تقدم وحركة القوات المعادية. كما انها تمنح القوات المدافعة وقتا اضافيا لمعالجة وحدات القوات المهاجمة وتدميرها او تأخير تقدمها. وقد وقف الساتر الترابي
الذي بناه الجيش الاسرائيلي على الضفة الشرقية لقناة السويس في وجه تقدم القوات المصرية واعاق اجتيازها للقناة لفترة من الوقت في حرب عام ۱۹۷۳ . كما بنى الجيش العراقي ساترا ترابيا لاعاقة. القوات الامريكية نحو الكويت، في حرب الخليج عام ١٩٩١. وقد تستخدم تقدم الجيوش وسائل تعيق تقدم القوات المعادية كحقول الالغام وخزانات الوقود القابلة للاشتعال وقد استخدمت مثل تلك الوسائل في خط بارليف وعلى الجبهة العراقية عام ۱۹۹۱.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|