المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ترفيع وتسريع تعليم الطفل الموهوب  
  
1327   10:14 صباحاً   التاريخ: 19/11/2022
المؤلف : د. توما جورج الخوري
الكتاب أو المصدر : الطفل الموهوب والطفل بطيء التعلّم
الجزء والصفحة : ص45 ــ 47
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-11-2018 2918
التاريخ: 15-12-2021 2076
التاريخ: 24-1-2021 2446
التاريخ: 8-6-2017 2108

لا زلت أذكر شخصياً ترفيع أحد زملائي الطلبة في الصف الخامس الابتدائي إلى صف أعلى كونه كان موهوبا. وكان الدافع إلى ذلك وضع الطالب المتفوق في صف يكون رفاقه مساوين له في القدرة العقلية، وعلى الرغم من تمكن الطفل الموهوب من الاستمرار في صفه الأعلى إلا أن هذه العملية لم تراعِ نضج الطفل الاجتماعي والانفعالي سيما في المراحل اللاحقة، وعلى وجه التحديد المرحلة الجامعية، حين يجد الطالب نفسه بين رفاق أكبر منه سناً وأنضج عقلاً وهذا ما جر بدوره إلى مشاكل أثرت بدورها على الطلبة وكانت عائقاً إلى حد ما. ولكن هذه المعوقات والمشاكل لم تضع حدا لهذا الاتجاه في التشريع والترفيع بل جاءت الدراسات والبحوث الحديثة تؤكد صحة هذا الاتجاه.

وبالعودة إلى مرحلة التعليم الابتدائي نجد أن بعض المدارس لجأت إلى قبول الطفل في الصف الأول الابتدائي في سن مبكرة عما يفترض. وهنا نقف أمام وجهتي نظر: الأولى تقول بأن تلتزم المدارس بإدخال التلامذة ضمن سن معينة واحدة لجميع الأطفال مهما كانوا وأياً كان مستواهم، ولم تأخذ هذه الوجهة بعين الاعتبار التقدم الملحوظ لطرق التعليم الحديثة ولا الفروقات الفردية الملحوظة بين التلامذة في سن السادسة ضمن قدراتهم الفعلية: أما وجهة النظر الثانية فتلحظ في اعتبارها ضرورة فتح المجال أمام المدرسة بان ترفع وتسرع في تعليم الطفل الموهوب كلما دعت الحاجة وعند الضرورة.

ومن الناحية العملية دلت الدراسات والبحوث التي أجريت في هذا الخصوص بأن الأطفال الموهوبين، الذين سمح لهم بمتابعة التعلم في صف أعلى، حققوا نجاحاً وأحرزوا تقدماً في دراستهم وان النتائج التي حصلوا عليها خير دليل ودافع على الاستمرار فيها.

ويجب أن لا يسهى عن بالنا وجود بعض العقبات والمشاكل الملازمة لعملية الترفيع والتشريع في مجالين اثنين:

الأول: وهو مشاكل إدارية تتطلب إجراء عدد من الاختبارات على الأطفال في سن الخامسة للتأكد من قدرتهم على الالتحاق بالصف الأول وهذا من شانه ان يجعل الأمر متعذراً لمدارس أخرى وهي كثيرة ـ من القيام بهذا العمل نظرا لافتقارها إلى مستلزمات القيام بهذا العمل من أخصائيين وإداريين وسواهم.

الثاني: وهو تسريع الانتقال بشكل يتم فيه الترفيع ليس من صف إلى صف أعلى بل إلى صفين أعلى من الصف الأساسي ويتم هذا دفعة واحدة، كأن ينتقل الطفل الموهوب من الصف الثالث الابتدائي إلى الصف الخامس الابتدائي مثلاً.

ومن الجدير ذكره أن المجال الثاني رغم حصوله في بعض المدارس لكنه نادر لندرة الحالات. وقد دلت الدراسات والبحوث التي أجريت أن الضرر المترتب على الاعتماد عليها أكثر من النفع المتوقع من إجرائها، لذلك أوحت هذه الدراسات باللجوء إليها في الحالات غير العادية أو ما تسمى الحالة الاستثنائية Exceptional!.

ولا يسعنا في هذا المجال من التطرق إلى طريقة لجأت إليها بعض المدارس وهي إزالة الحواجز بين الصفوف في السنوات الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية بحيث يتمكن الأطفال الموهوبين من اجتياز برنامج المرحلة الدراسي في مدة أقل من ثلاث سنوات. وهكذا تكون المدرسة قد أمنت لهؤلاء الموهوبين فرصة دراسة المنهاج المدرسي اللاحق قبل الأطفال العاديين على أن ينظم لهؤلاء برنامجاً خاصاً يتناسب مع قدراتهم لتتناسب مع مستواهم العقلي. وهنا يفترض في المدرسة أن تراعي ـ بالإضافة إلى مستواهم العقلي ـ عنصر التكيف الاجتماعي والعاطفي الانفعالي بحيث يكون هذا التكيف في مستوى المطلوب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.