المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاعلام
عدد المواضيع في هذا القسم 6912 موضوعاً
اساسيات الاعلام
السمعية والمرئية
الصحافة
العلاقات العامة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



مسؤولية الخبر في تحقيق أهداف ومبادئ التربية  
  
1308   03:43 مساءً   التاريخ: 16/11/2022
المؤلف : د. رفعت عارف الضبع
الكتاب أو المصدر : الخبر
الجزء والصفحة : ص 282-298
القسم : الاعلام / الصحافة / التحرير الصحفي / فن الخبر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1/11/2022 982
التاريخ: 16/11/2022 1036
التاريخ: 2023-05-17 963
التاريخ: 20/10/2022 1659

مسؤولية الخبر في تحقيق أهداف ومبادئ التربية

للخبر الصحفي دور في المجتمع عموما فإن هذا المجتمع أي مجتمع ينبني ويتأسس على مبادئ تربوية وفكرية وثقافية وغيرها إذن من الطبيعي أن يكون للخبر الصحفي دور في تحقيق الأهداف والمبادئ التربوية.

لكن.. ما هي المبادئ التربوية للمجتمع؟

1- المبدأ الإنساني الذي يحقق مكانة الإنسان وحقوقه الأصلية وقدرته على التعلم ومسئوليته عن واجباته الدينية والاجتماعية والقومية.

2- التربية على الإيمان الذي يؤكد النزعة الأصلية للتدين والإيمان بالله وبالإسلام خاتم رسالات السماء والأديان الأخرى.

3- المبدأ القومي الذي يؤكد على الانتماء القومي للتربية ووظيفتها في وحدة الأمن وتقدمها.

4- المبدأ التنموي الذي يؤكد على التنمية الشاملة واعتبار الإنسان محورها وأدائها وغايتها على السواء.

5- المبدأ الديموقراطي الذي يؤكد على العدالة والمساواة والحرية والشورى

6- مبدأ التربية للعلم الذي يؤكد العلم منهجا ومحتوى وفكرة وتطبيقا.

7- مبدأ التربية للعمل الذي يؤكد صلة العمل بالفكر وأهميته القصوى في حياة الإنسان وفي تقدم المجتمعات.

8- مبدأ التربية للحياة الذي يؤكد على اعتماد التربية على الخبرات الإنسانية وتجليها في الأنماط السلوكية وعلى تطورها لحياة الإنسان وحياة المجتمع.

9- مبدأ التربية للقوة والبناء وباعتبارها من أبعاد الجناة الفاعلة على مستوى الفرد وعلى مستوى الدولة.

10- مبدأ الأصالة والتجريد بما يتميزان به من الذاتية والابتكار والمواقف الحضارية.

11- مبدأ التربية الإنسانية ويؤكد على وحدة الجنس البشري وعلى إسهام التربية في تحقيق الإخاء والمساواة.

ويلاحظ أن هذه المبادئ تتناول: الإنسان والمجتمع والحضارة والتربية وهي شاملة ومتكاملة مترابطة ويتفاعل بعضها مع بعض، ومن خلال هذه المبادئ التربوية نضع خططها في التربية العامة ووسائل تحقيق هذه الخطط.

ومن الضروري أن تصبح وسائل الإعلام عموما والصحافة بوجه عام أداة من أدوات المجتمع في تحقيق الأهداف التربوية.

وينبغي أن ندرك أن بناء الإنسان في أي مجتمع من المجتمعات تشارك فيه روافد عديدة من بينها الأسرة الصغيرة وما تلقاه الطفل فيها من قيم وسلوك ومزاد والميراث الحضاري في الأمة التي ينتمي إليها الفرد وبالتربية التي تقدم للإنسان وهو في بداية عهده أنماطا من التعليم من السلوك، ومن حركة المجتمع الثقافية وأهمها تأثير الدين والتنظيمات السياسية القائمة في المجتمع، كل هذه الروافد تصيب في الإنسان لبنائه على أساس سليم ومن هذه الروافد كما قلنا الإعلام الذي يشارك في عملية البناء بل هو أهم الروافد ولذلك يجب أن يركز الإعلام عموما على تأكيد دوره في تحقيق المبادئ والأهداف التربوية من خلال نشر الأخبار.

والخبر الصحفي يستطيع أن يحقق مبادئ التربية من خلال وظيفته الإعلامية وبشكل واضح، ففي مجال "الأخبار" وهي الوظيفة الأولى للإعلام عموما وللخبر على وجه الخصوص يستطيع الخبر الصحفي أن يحقق المبدأ التربوي الهام الذي يحقق مكانة الإنسان في المجتمع وذلك بنشر الأخبار الهامة للفرد مهما كانت خطورتها، وفي ذلك تحقيق مبدأ هام يتعلق بحرية الفرد وهو حقه في الاتصال مع حقه في معرفة كل ما يدور حوله وبصدق وواقعية وبدون تضليل، والمبدأ التربوي الذي يؤكد على حق الإنسان في "التعليم" بمعناه العام قد يتحقق في حرية حصول الصحفي على المعلومات وحرية المصدر في تقديم المعلومات المطلوبة.

كما أن نشر الأخبار لمجرد الإعلان عن الأحداث والقضايا التي تتعلق بالدين الإسلامي والتي تهدف إلى حل مشكلات معقدة من خلال علماء الإسلام يحقق المبدأ الخاص "بالتربية على الإيمان" ولقد استطاعت الصحف ووسائل الإعلام عموما أن تفرد لها باباً ثانياً يتعلق بالدين في الصحف وبرامج دينية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وفي مثل هذه الأبواب المقالات، وكذلك الأخبار التي تتعلق بأمور الدين من خلال النشر عن النشاطات الدينية داخل المجتمع، ونحن هنا نتحدث عن طبيعة المضمون الإخباري في هذه الأبواب الدينية، ونقول: أن طبيعة هذا المضمون لا تحقق في معظم الأحيان الهدف من نشرها فهي إما سطحية أو أن مضمونها لا يحقق نفعا للمتلقي.

ومن خلال الوظيفة الأخرى للأخبار وهي التربية والتعليم فإن النشر المتواصل من خلال المعلومات والحقائق عن التربية والتعليم يحقق هذه الوظيفة.

ونقول في هذا المجال : أن هناك علاقة كبيرة بين الإعلام عموما والصحافة من خلال الخبر وبين التعليم وأن التعليم هو الدرجة الأولى والوسيلة الأساسية إلى التربية وفي مجالاتها المختلفة من تربية دينية وثقافية وسياسية وفكرية وغيرها.

ولقد بات مؤكدا أن الفرد في عالم اليوم لا يمكنه "بالخبز" وحده أن يعيش وإنما يعيش أيضا الشعور بقيمته، وبالعمل وبالحرية والهدف المشترك والانتماء القومي إلى جماعة وبالاتصال، وأولا وأخيرا بالمعلومات وما يبني عليها أو يتصل بها من قيم ومن أجل هذا كله ينبغي أن يكرس نفسه ويعيش. ولقد طرأ على المعلومات في حياتنا المعاصرة تحولات أساسية نقلتها من مادة نادرة محررة قابلة للنفاذ بحكم الاستخدام أو تجاوز الزمن إلى طاقة متجددة النمو والانتشار بغير حدود، وأصبحت ضرورة ملحة لكل إنسان أسوة بالهواء والماء والغذاء، ولقد أصبح المعيار النهائي لقوة الدولة هوما تملكه من معلومات "كما ونوعا" ومن قدرة على السيطرة على هذه المعلومات وتوجيهها والإفادة منها وما وراء هذه المعلومات والقدرة من وجود تكنولوجيا عقلية وآلية متقدمة.

وعندما نتحدث عن المعلومات وخطورتها، فإننا نعني بذلك "الأخبار" التي تنشر هذه المعلومات، والتربية في مجالاتها المختلفة تقام وتؤسس على المعلومات الجديدة والمعلومات المتوارثة في صورة قيم وتقاليد وعادات وأطر اجتماعية متعددة، وعلى المعلومات الواحدة من ثقافات مختلفة لها نظم تربوية أخرى.

والخبر الصحفي الذي يعتمد على المعلومات بكل أنواعها يساعد بدرجة كبيرة على تحقيق الأهداف التربوية للمجتمع خاصة وأن المعلومات الآن أصبحت تتصف بخصائص جديدة ضخامة وحجم ودقة وسرعة الحركة ويسر في التخزين والاسترجاع.

ونظرا لأهمية المعلومات، والتي أصبحت كما قلنا سمة من سمات العصر، ظهرت فيها بحوث ودراسات ومؤلفات قيمة وكثيرة بعضها صالح ديناميات المعلومات واتجاهاتها، وبعضها يتناول قيمتها وإقتصادياتها وبعضها الثالث يختص بعلومها وتكنولوجياتها، وبعضها الرابع يتصدى لقضاياها ومشكلاتها المحلية والإقليمية والدولية، وفي الدول المتقدمة وجدنا أن الخبر له دور هام في التعليم وأصبح قادرة على خلق بيئة تربوية كسرت احتكار النظام التعليمي للعلم والمعرفة ولقد ظهرت نظريات متعددة بشأن العلاقة بين الصحافة والخبر بالذات وبين التعليم المدرسة نذكر منها ثلاثة وهي:

1- نظرية نادى بسقوط المدرسة أو فكها على الأقل لتحل محلها إلى غير رجعة وسائل الإعلام المتعددة في تربية الأفراد صغارا وكبارا ومع وسائل الإعلام للمؤسسات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية المتقدمة، وهذه النظرية لم تجد سبيلها إلى التنفيذ إلا في حدود ضيقة للغاية وعلى سبيل التجريب، ويرى بعض نظار المستقبل أن موجة حضارية ثالثة بعد الموجة الحضارية الزراعية والموجة الحضارية الصناعية) توشك أن تظهر في العالم إن لم تكن بدأت بالفعل في بعض الدول المتقدمة لأنه في هذه الموجة سوف تصبح الآلة المتقدمة بوسائل الإعلام الإلكترونية بالذات - قرين الإنسان وواسطته في عمله وتعلمه في (بيئة ذكية) وتصبح المدرسة التي غطت أصلا على غرار المصنع أثر من آثار موجة حضارية سابقة.

2- نظرية متقدمة تنادي بتجديد المدرسة (بنية وأسلوبا) وذلك باستيعاب للتقنيات الجديدة المستخدمة في الإعلام داخل جدرانها وبذلك تصبح بيئة تربوية أكثر حيوية وفاعلية وأقدر على مد نشاطها إلى بيئات بعيدة جغرافياً عنها، وهذه النظرية دخلت دور التجريب والتنفيذ وصارت لها نماذج متعددة يعرف بعضها باسم التعليم المفتوح.

3- نظرية معتدلة تدعو إلى تنمية التعاون والتنسيق والتكامل بين جهود المدرسة وجهود أجهزة الإعلام من أجل تحقيق تربية أفضل للطفل ومن أجل تعويض ما يقصر عنه كل منهما في تحقيقه في تكوين الشخصية ومن أجل ضمان تربية شاملة كاملة مستديمة لكل فرد، وهذه النظرية هي الأكثر رواجا وتنفيذ حتى الآن وهي لا تخرج عن مجرد اتجاه تكنيكات أكثر وأفضل الاستراتيجية سبق الوصول إليها والاتفاق عليها في التعاون بين التعليم والإعلام.

ومما لاشك فيه أن الخبر الصحفي والتعليم يعتمدان على مصدر واحد وهو المعلومات والحقائق ويستطيع الخبر أيضا من خلال المعلومات التي تؤدي إلى الفرد وظيفة "تعليمية عامة" أن يفسر المعلومات ويشرحها ويوضحها، وهذه هي الوظيفة الثانية للأخبار، ولنضرب مثلا لتقريب المعنى الذي أوضحناه ويتعلق هذا المثال بتعليم الفرد "تعليماً عاماً" نحو فكرة ما أو حدث.

قامت الصحافة في دول الخليج بتعليم أفراد الشعب كيفية استخدام الأقنعة الواقية من الغازات السامة، والتي من الممكن أن يستخدمها قوى التحالف على العراق الشقيق وفي الصحافة نشرت الأخبار المدعمة بالصور حول الطريقة السليمة الاستخدام هذه الأقنعة، وفي مقام آخر نشرت هذه الصحف بل والصحف العربية والعالمية معلومات في أشكال تقارير إخبارية عن أنواع أسلحة الدمار الشامل وعن الغازات الكيماوية وعن الأسلحة البيولوجية وخصائص كل سلاح وطرق الوقاية منه وهكذا.

بل وأكثر من ذلك فإن الصحف أعطت للمتلقين صورة عامة تعليمية عن تاريخ استخدام هذه الأسلحة الكيماوية وثقافية في نفس الوقت.

وفي مجال التعليم وجدنا بلاد كثيرة اعتمدت على الصحف والمجلات في التعليم وخاصة تعليم الكبار (محو الأمية) وعن طريق المراسلة وغيرها من الوسائل الأخرى، كما حدث بالفعل في الصحف التعليمية التي تصدر في مصر أو في الملاحق التعليمية لبعض الصحف، كما أن الصحافة تستطيع عن طريق دور النشر التابعة لها أن تصدر مطبوعات لتعليم الكبار أو الصغار إما محو الأمية وإما إصدار مطبوعات عن مناهج دراسية معينة.

ولقد وجدنا أن صحف ومجلات كثيرة تنشر مطبوعات متعددة في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي أو الفني مثلما نشرت مطبوعات في مجال التعليم، ووجدنا أيضا بعض دور النشر الصحفية تبيع "كاسيتات وأخبار اليوم والجمهورية والمصور وخاصة جريدة الأهرام وشرائط مضغوطة لتعليم اللغات الأجنبية (الإنجليزية والفرنسية)، وقد نجحت هذه الوسيلة وحققت أغراضها لدى عدد كبير من المقبلين على شراء هذه الكاسيتات ولكي نكون منصفين نقول : إذا صح الحديث عن دور الخبر في الدول المتقدمة في مجال الإعلام والتعليم فإنه في الدول النامية والعربية بالذات مازال دوره قاصرة في هذا المجال فنظم التعليم الحديثة القائمة في الدول العربية هي في بعضها منقولة أصلا من ثقافات أخرى خارج ثقافاتها الأصلية، ومازال أكثرها مبهورة بما يجري في التعليم في الخارج.

ووسائل الإعلام جاءت حديثة إلى الأرض العربية محملة بدورها "بالتبعية" أكثر من التعليم وذلك بحكم طبيعة أدواتها ومحتواها وتقنياتها وبحكم كونها جزءا لا يتجزأ من نظام إعلامي دولي غير متكافئ أو عادل ومن أجل هذا كان السؤال الذي يستوجب الإجابة قبل الدخول في معرفة التنسيق والتكامل بين نظم التعليم والإعلام من أجل تربية المواطن هو : كيف يمكن تحرير هذه النظم في دولة ما من تلك التبعية" وكيف يمكن تنمية قدرة هذه النظم على استقلال "الثقافي" وعلى الإسهام في عملية الاستقلال الثقافي للدول العربية بالذات.

وسوف نتحدث عن ذلك من خلال وظيفة الخبر الصحفي في مجال التثقيف وهذا المجال يعتبر ركنا أساسيا من أركان الشكل والمضمون التربوي العام في دولة ما، والخبر الصحفي كما قلنا يمكن أن يؤدي وظيفته في التعليم بشكل فعال وهذه الوظيفة على درجة كبيرة من الأهمية، فالمؤسسة لها مكانتها بين المؤسسات الاجتماعية في ضوء

اعتبارين:

1- الحجم : فالتعليم يتصل بكافة ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية وينطوي تحت جناحه عدد كبير من الأفراد.

2- المهمة: التعليم يهيئ للمواطن لمهام أخرى وفي الوقت نفسه ينمى الشعور والإحساس بالمسئولية.

والإعلام بمعناه الاتصالي يتلقاه التلميذ اعلاما شخصياً معبراً عن شخصية المعلم ولكن هذا المعلم في الأعم يعيد ما سطرته الكتب أن نشر الأخبار التعليمية أو الكتب الخبرية التي تصدرها المؤسسات الصحفية يحقق جماعية الحصول على المعلومات وخاصة تلك التي تريد نشره المؤسسة الرسمية التي توجه العملية التربوية. إن هذا اللون من الإعلام الجماعي قد درس إذا كان معبرة عن الحقائق الاجتماعية، فمن حيث الضرورة ينبغي أن يكون التلميذ ملماً بمتطلبات المجتمع الذي سيعمل فيه.

وهناك إعلام آخر غير المباشر ذلك الذي يتلقاه التلميذ يومياً من معطيات العالم الخارجي، ومن خلال خريجي الإعلام التربوي النوعي والذين يقع على عاتقهم مسئولية الإعلام التربوي في المؤسسات الإعلامية التربوية، هذه المسئولية قد تنقسم إلى جزئين:

الأول : وهو إمكانية تدريس مادة الاتصال والإعلام ودورها في حل المشكلات التربوية.

الثاني : من خلال إصدار الصحافة التربوية ونقول أنه من خلال هؤلاء الخريجين يمكن أن يؤدي الإعلام التربوي "كإعلام خبري" دورا هاما في التركيز على العلاقة بين المعلم والمتعلم وعلى دور المعلم في إعطاء المعلومات للمتعلم وعلى هؤلاء الخريجين أن يعرفوا جيدا أن العلاقة المباشرة لن تتسم بالفاعلية والجدوى إذا لم تتصل بعلاقة "إعلامية خبرية غير مباشرة تأتي عن طريق النشرات والدوريات والصحف.

إن التعليم المثالي كما هو معلوم هو الذي يتجه للفرد، ولكن هل يمكن للمعلم أن يتوجه لكل فرد من المتعلمين في زحمة الفصول والأقسام واكتظاظها بالطلبة، ثم بعد ذلك إذا تعطي البرامج التعليمية للتلميذ.. هل تعطيه الإعلام الذي هو بحاجة إليه ؟ من خلال صحافته التربوية أو إذاعته التربوية أو التليفزيون التربوي والسينما والمسرح التربوي.

هل يستطيع هذا الإعلام بمعناه التربوي أن يستجيب للحاجات المدركة والأخرى الكامنة وتهيئة فرص المعرفة والثقافة الشاملتين للتعلم، فضلا عن فرص التخصص للقيام بمسئولية مهمة محددة في المجتمع. إننا نقول أن الإعلام العام وكذلك الإعلام التربوي عن طريق الخبر الصحفي يحقق كل ذلك، إن مسئولية الخبر الذي ينقل المعلومات والحقائق التي تتعلق بالتعليم مسئولية كبيرة خاصة إذا عرفنا هذه الحقائق التي تتعلق بالعالم العربي بوجه عام.

يوجد قرابة 7% من أطفال الأمة العربية (من 3-5) دون حضانة أو رياض أطفال وإذا طرأ تحسن على هذه النسبة خلال السنوات القادمة فسيكون محدودة في معظم الأحوال، ويوجد أكثر من (خمس) أطفال الأمة العربية (من 6-14) أي أكثر من 5 مليون طفل وطفلة خارج المدرسة دون تعليم نظامي كليا أو جزئيا وكثير من هؤلاء الأطفال ينتمون إلى بيئات وأوساط أقل حظا اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وجغرافياً، ولا يستجيبون للتعليم النظامي بمحتواه وتنظيمه الحالي إذا وصل إليهم أو أصبح قريبا منهم ويوجد أكثر من (عشر) الأمة العربية (من 15-17) خارج المدرسة الثانوية بمختلف أنواعها ومع التعليم بتوقع حدوث انخفاض في هذه النسبة خلال العقدين القادمين بسبب التوسع في فرص التعليم لما فوق المرحلة الأساسية فإن النسبة لا يستهان بها وبالتالي ملايين من الشباب (من 15-17) ستبقى بغير تعليم ثانوي.

ويوجد حوالي 60% من شباب الأمة العربية (من 18-24) دون تعليم عالي أو جماعي ولن تنخفض هذه النسبة بدرجة كبيرة، ويوجد نقص كبير في الدول العربية بوجه عام في برامج تعليم الكبار ومحو الأمية التي تساعدهم على مواكبة تطورات العصر وتطوير أعمالهم ووظائفهم. كل هذه الحاجات لا يمكن للتعليم النظامي وحده أن يمدها على المدى القريب وبأساليبه وتنظيماته التقليدية أو المحسنة.

ومن هنا تأتي ضرورة مساهمة وسائل الإعلام في عملية المراجعة وهي مساهمة لابد وأن تكون ذات قيمة وفاعلية كبيرة بحكم طبيعة هذه الوسائل من حيث قدرتها على تجاوز حدود الزمان والمكان وعلى استخدامها طرق متعددة في التعبير والتأثير في الناس. وفي نفس الوقت فإن رفع كفاءة النظم التعليمية القائمة وتحسين جودتها وتجديد أساليبها ووسائلها يتطلب من نظم الإعلام العون والمساعدة ببرامج تعليمية ومدرسية وشريطة أن تكون هذه البرامج أكثر من نقل صورة إلى شاشة التليفزيون أو صوت المعلم إلى الراديو أو بمساحة في صحيفة لا تحقق المساهمة المطلوبة.

إن الإعلام عليه خلق بيئة تعليمية أكثر فاعلية وحيوية داخل المؤسسات التربوية كإعلام خبري تربوي وتعليمي بل في إخراج المؤسسات التربوية عن المجتمع والحياة، والإعلام وخاصة الصحف تطالب بإتاحة القدر الكافي من المساحة والخبر الزماني والمكاني لحفز التعليم على التطوير وتمكينه من التطور بالفعل ولا يعقل ألا يكون التعليم وهو حاجة أساسية وأداة فعالة في تربية الأمم - حظ مثل الرياضة والفن على سبيل المثال.

ولكي يؤدي الخبر دوره في التعليم يقتضي ذلك حساب إمكانيات وحدود الصحافة المادية والاقتصادية، وتجدر الإشارة هنا أن جوهر ومحتوى التعليم في الخبر الصحفي يشوبه عدم الملائمة أو الوظيفة والحشو والسطحية التي تزيد الفرد سلبية واسترخاء بدلا من أن تنمي عقله وشخصيته على النحو الذي يجعله قادرة على مواجهة تحديات الحياة وتطورها، ومن أجل هذا كانت الحاجة إلى مراجعة هذه المادة وتنميتها بعد تقويمها لخدمة أهداف الأمة العربية، وما ينبثق عنها من أهداف تعليمية وإعلامية.

ولقد آن لنا أن ندخل بالفعل وبقوة كافية "عصر المعلومات" بثماره العلمية والتكنولوجية التي تفيد في تطوير حياتنا وأن تسرع الخطى في تنمية ثقافتنا، والتربية في أي مجتمع وظيفتها المحافظة على ثقافة هذا المجتمع وتنقيتها وتجديدها.

فالمجتمع، أي مجتمع شديد الحرص على التمسك بثقافته (هويته) والتربية في أي مجتمع هي أداته في تحقيق هذه الهوية وصقلها فالثقافة إذن هي الشغل الشاغل للتربية والتربية في خدمتها دائما وليس معنى ذلك أن ثقافة المجتمع وكل ما يخصها هكذا على التربية بمؤسساتها المعروفة بل أن الأسرة وأماكن العبادة والتنظيمات الاجتماعية وأجهزة الإعلام والجامعات كلها مؤسسات لها وظائفها الثقافية.

ويقوم الخبر الصحفي بدور هام وخطير في تربية وتثقيف المجتمع والثقافة التي نقصدها هي الثقافة بمفهومها العام وعندما يقوم الخبر بأداء هذا الدور فإنما يقوم بما يسمى بالثقافة المدرسية، وقد تكون التربية المدرسية أعمق أثر في نفوس الأطفال بل والكبار وفي بعض المجالات من التربية المدرسية فعندما يقرأ الشاب.. مثلا : أخبار حول إنجازات السابقين في المجالات المختلفة وتستمر هذه الأخبار في النشر عن مآثر هؤلاء الذين كانوا يتولون مناصب ويتركوها لسبب ما وعندما يقرأ الشاب أخبارا عن أن الدولة قامت بتكريمهم (الأحياء منهم والأموات وعندما يتلقى محتويات إعلامية على شكل قصص إخبارية لتضحيات هؤلاء السابقين بالوقت والجهد والمال في أعمالهم.

عندما يتلقى الشاب هذه المضامين الإخبارية باستمرار في الصحافة أو في أي وسيلة إعلام أخرى فإنه بالتأكيد يستقبل قيمة تربوية على جانب كبير من الأهمية، بل أنها تشكل جزءا ومساحة هامة في قيمة الثقافة العامة وهي تكريم رموزنا في المجالات المختلفة وعدم الجحود أو نكران الجميل.. وهكذا

وعندما يتلقى الفرد في مجتمعه معلومات على شكل أخبار أو قصص إخبارية حول إقامة مشروعات هامة بالجهود الذاتية وأن عددا من الأفراد المقتدرين يقومون ببناء المدارس أو المستشفيات، فإن هذا المتلقي يتربى على قيمة هامة وهي ضرورة أن يشارك الإنسان في بناء مجتمعه إما بالأموال إذا كان مقتدرة أو بالجهود الأخرى ويتربى كذلك على قيمة الالتحام بين أفراد الشعب وبين الدولة وهكذا.

وعندما يتلقى القارئ مضامين إخبارية على أشكالها المختلفة حول الجمعيات الإسلامية التي تهتم بالأسر المنتجة ومساعدتها المادية في شراء بعض الأدوات لزيادة دخلها أو يقرأ عن بعض المساجد ودور العبادة التي لم تعد تصبح أماكن للعبادة فقط ولكنها أصبحت تؤدي خدمات جليلة في مختلف النواحي وفيها الرعاية الصحية للفقراء والعلاج الرمزي للقادرين وممارسة الرياضة البدنية فإن للمتلقي في الواقع يستقبل محتويات تؤكد على قيمة دينية هامة وهي أن الذين ليس عبادات فقط ولكنه يشتمل كل مناحي الحياة وأن رسالة المسجد القديمة قد أصبحت تطل علينا من جديد برسالة المسجد الجامع.

وقد تكون التربية المدرسية أعمق كما قلنا في التأثير على أفراد الشعب بكل فئاته وعلى اختلاف أعمارهم وثقافتهم، ويستطيع الخبر الصحفي أن يقوم بدور هام في عملية التطبيع الاجتماعي مما لاشك فيه أن قيام الأخبار في الصحف أو وسائل الإعلام عموما ينقل أنماط السلوك المقبلة والقيم الأصلية ومساندتها ويؤدي إلى أن يمتص الطفل مثلا: هذه القيم والمعايير الاجتماعية وبالتالي يكتسب شخصية ذات سمات معينة.

وتقوم الأخبار بدور في عملية التطبيع الاجتماعي سواء عن عمد أو بدون قصد ولا يتوقف أثر الأخبار في التطبيع الاجتماعي على الأطفال والمرأة بل يتعدى ذلك إلى الكبار إذ يساعد الخبر الكبار في التكيف للظروف الجديدة. وتعتبر " وظيفة الخبر الثقافية من أهم وظائفه فإن كانت رسالة التربية في أي مجتمع وأن تحافظ على ثقافة هذا المجتمع (هويته) على كل ما هو أصيل في تاريخه وماضيه فإن الخبر يؤدي هذه الرسالة على أكمل وجه والثقافة ترفع بالمجتمع أثناء وبعد اكتسابه هويته ليعيش حاضره ويستعد لمستقبله، ويتفاعل مع مشكلاته ويسعى لحلها، ويعيش عصره مؤثر ومتأثرة به (المعاصرة) وإذا كانت هذه هي رسالة التربية فهي إن لم تكن كلها فبعضها، هي رسالة الإعلام فمن نفس المصادر التي تشتق التربية أهدافها، يشتق الإعلام أهدافه وبنفس الغايات النهائية يسعى الإعلام والتربية لخدمة المجتمع والإعلام الصحيح والتربية الصحيحة لابد وأن يلتقي كل منهما مع الآخر في منتصف الطريق.

وأن وجه تعارض بين الإعلام والتربية فليس العيب في الإعلام أو في التربية وإنما في القائمين على أمور التربية وأمور الإعلام.. وخلاصة القول أن الخبر الصحفي في الصحف والمجلات يمكن أن يؤدي دورا هاما في التعليم داخل المدرسة والأسرة والجامعة وخارجها، كما يستطيع أن يعالج الكثير من مشكلات التنمية البشرية والمشكلات التربوية الأخرى وذلك على النحو التالي:

أول : في مشكلات التعليم والتعلم :

1- أن نشر الأخبار العلمية والتعليمية في الصحف والمجلات التعليمية أو بثها عبر الإذاعة والتليفزيون التعليمي في الأبواب العلمية الثابتة أو في الموضوعات الإخبارية المنفصلة يفتح آفاقا جديدة من المعرفة وتثير اهتمامات الطالب منذ بداية حياته التعليمية فعندما يقرأ الطالب عن الحاسبات الآلية والكمبيوتر وأهميتها الحضارية وقيمة الذين يدرسونها وتطورها ويقرأ الطالب عن الكليات ومعاهد الحاسبات الآلية وعن الأقسام الجديدة التي أنشئت في كليات الهندسة التدريس هذا الفرع الجديد من المعارف وكذلك وجود أقسام جديدة في كليات التجارة يعتمد التدريس فيها على الكمبيوتر فإن الطالب قد تجذبه هذه الاهتمامات وقد تشبع استعداداته لدراسة هذا النوع من المعارف ويبدأ في إعداد نفسه لهذه الدراسة التي يرغبها وذلك بالالتحاق في الإجازة الصيفية لكي يتعلم في أحد الجامعات أو المؤسسات التي تقوم بتعليم الكمبيوتر.. وهكذا.

2- إن نشر الأخبار التعليمية والعلمية يساعد الطالب على التأمل ودقة الملاحظة وإتباع أسلوب التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات بما يساعد على تحسين نوعية التعلم ورفع مستوى الأداء لدى الطلاب.. فمثلا: عندما يقرأ الطالب التقارير الإخبارية حول السفن الفضائية وعن طبقة الأوزون التي اتسعت في الغلاف الجوي بسبب زيادة التلوث ويقرأ كذلك عن الاستثمار الأمثل للإعلام الحديث بأنواعه المختلفة في التعليم والتعلم والتثقيف فإن مثل هذه المضامين تساعد الطالب على التأمل ودقة الملاحظة.

3- إن عرض المادة التعليمية من خلال الخبر على شكل عمليات ذات خطوات منطقية ومتسلسلة يساعد الطالب على ترتيب أفكاره وعلى حسن وفهم المادة التعليمية.

4- إن استخدام المادة العلمية أو التعليمية على شكل معلومات تستخدم الإمكانيات الفنية في الصحيفة أو المجلة (مثل إخراج المادة بشكل جيد) يساعد الطالب على تفهم المضمون التعليمي أو العلمي بشكل يؤدي إلى المزيد من القدرة على الاستيعاب.

ثانيا : في مجال مواجهة مشكلات التغير المعاصرة:

نحن نعرف أن أهداف التربية ومناهجها تتأثر بتلك التغيرات المتعددة التي يمر بها العالم مما يتطلب من رجال التربية أن يواجهوا تحديات العصر بالأساليب والوسائل الحديثة وكي يقوم التعليم بمسئولياته في تطوير المجتمع، ومن أهم تلك المتغيرات: الانفجار السكاني مما أدى إلى زيادة الإقبال على المؤسسات التعليمية والتربوية وازدحام فصولها ومعاملها ومدرجاتها، ولذلك استعانت كثير من الدول بالوسائل الحديثة في الإعلام والتعليم كالإذاعة والتليفزيون وأجهزة العرض وكذلك الصحافة التربوية ويتطلب ذلك تغييراً في مسئوليات ودور المعلم من حيث تھيئة الخبرة للطلاب وتوجيه عمليات التعليم وإعداد الوسائل المؤدية إلى ذلك وإنتاجها وتقييم تحصيل الدارسين، كما استتبع ذلك إعادة النظر في تصميم المباني المدرسية والجامعية وتصميم حجرات الدراسة لتحقيق الهدف من استخدام الوسائل الإعلامية الحديثة.

فمثلا : في كل مؤسسة تربوية يمكن تخصيص حجرة لصحيفة هذه المؤسسة يتم فيها

الاجتماع بهيئة تحرير الصحيفة والاتفاق على المادة التحريرية بها وعلى المعلومات ومصادرها وبالطبع فإن هذه الصحيفة سوف تتضمن في معظمها الأخبار العلمية والتعليمية وأخبار المؤسسة والأخبار تستطيع أن تقوم بدور هام في خلق كوادر مهيئة قادرة على سد متطلبات التنمية في كافة المجالات وبما يساعد على تكيف الأفراد على التغيرات السريعة التي تمر بها المجتمعات العربية، لذلك فنحن في حاجة إلى الملصقات والصحف والنشرات في تحقيق معدلات مرتفعة في الإنتاج وترشيد الاستهلاك وحسن استخدام مرافق الخدمات والمحافظة عليها.

مثلا : النشرة الإخبارية التي تقدمها المؤسسات العلمية والتربوية وهي نشرة دورية تؤدي لمن يقرؤها إلى ارتباطه بأجهزة البحث العلمي في مصر على أساس أنها تقوم بإجراء البحوث العلمية التي تساهم في حل مشكلات كثيرة في المجتمع، وفي هذا الأمر احترام وإجلال لعملائنا في مصر الذين يقبعون في معاملهم من أجل بحوث تعمل على زيادة الإنتاج الزراعي أو بحوث تعمل على التطور الصناعي والتوصل إلى أنواع حديثة من الطاقة أو بحوث في مجالات صحية وهكذا نشر الأخبار المستمر عن المواقع السياحية والاستثمارية في مصر، وكيف ان مصر دفعت مليارات الدولارات وكيف أن الدولة قامت ببناء هذه المرافق على أحدث الوسائل والأساليب التكنولوجية، إن مواصلة النشر تؤدى إلى الإحساس بضخامة هذه المرافق وبقيمها المادية والمعنوية وبضرورة المحافظة عليها. وعندما تقـوم الـصحيفة بالدعوة إلى ترشيد الاستهلاك في المياه والكهرباء وذلك في حملة صحفية إخبارية عمودها الفقري في النقاط التالية:

1- ملايين الدولارات التي تذهب هباء من الإسراف في استخدام المياه والكهرباء نهاراً وبدون داع .

2- القروض التي حصلنا عليها وبفوائد عالية من أجل بناء محطات الكهرباء ومحطات لمياه الشرب والصرف الصحي.

3- إن ترشيد الاستهلاك سيوفر على الدولة ملايين الدولارات.

4- هذه الوفرة سوف نبني بها محطات للمياه والكهرباء والصرف الصحي جديدة في منطقة محرومة.

5- إن عدم الترشيد يؤدى إلى إجهاد محطات التوليد والتنقية وهكذا ونشاطاتها في مجال العلم والتعليم.. الخ.

وفي مواجهة مشكلات التغير المعاصرة نقول : لقد أصبح لزاماً في ظل التقدم العلمي في جميع فروع المعرفة وميادينها أن يتزود الفرد بكثير من الخبرات كي يعيش ويتكيف مع متطلبات هذا العصر وتبعاً لذلك تغير مفهوم المنهج، فأصبح يعني كل الخبرات التي يمكن أن تقدمها المدرسة والجامعة إلا أن التمسك بالأساليب القديمة لن يجدى في تقديم المنهج بهذا المفهوم مما يتطلب أن تستعين المدارس والجامعات بالوسائل الحديثة في التعليم والإعلام لما يتميز به من خصائص والخبر هنا له دور هام كـما يتميز هو الآخر عن بقية الفنون التحريرية الأخرى من خاصية نشر المعلومات وبموضوعية شديدة وبدون تحيز.

وهذه الموضوعية تساعد على نشر التعليم والعلم ومن صفاتها الأساسية الموضوعية والدقة. فالتعليم في منهج يتصل بالجغرافيا أو العلم الذي يتعلق بمادة "العلوم" لا يمكن على الإطلاق أن تتضمن المعلومات الرأي والرأي الآخر أو إبداء الرأي في معلومة جغرافية تقول "أن الأرض كروية" فيقول أحد أن الأرض بيضاوية أو أن "لسان الإنسان ليس جزءا رئيسية في الجهاز الهضمي للإنسان.

ثالثا : في مجال علاج مشكلات التعليم :

ومشكلات التعليم تتركز في ازدحام الفصول بالطلاب ونقص أعضاء هيئات التدريس وندرة الوسائل التعليمية الحديثة والحاجة إلى التعليم مع انتشاره وتنوعه يحتاج إلى أعداد كبيرة من الكفاءات الخاصة في جميع المجالات وهؤلاء يتعذر توافرهم بالأعداد الكافية، هذا النقص يدعوا إلى الاستفادة من الطاقات المتوافرة على أوسع نطاق على التليفزيون التعليمي والمسجلات الصوتية واستخدام الأقمار الصناعية وبنوك المعلومات والأخبار العلمية تعتبر الأساس في هذه البنوك.

وتتضح أهمية الأخبار التربوية في علاج مشكلات التعليم في أن المدرسة لم تعد وحدها المسؤولة عن التنمية الاجتماعية بل يشاركها في ذلك مؤسسات أخرى ومنها الإعلام بكل أنواعه ووسائله، إن مثل هذه الحملة الإخبارية سوف تؤدي بالمتلقي إلى استخدام سلوك حضاري في استخدام المياه والكهرباء داخل منزله أو في مكتبه.




تتمثل في دراسة الجماهير والتعرف عليهم وعلى أفكارهم وآرائهم واتجاهاتهم نحو المنظمة أو الإدارة التي تتعامل معهم، ومن ثم نقل هذه الأفكار والآراء والمبادئ والاتجاهات إلى الإدارة ليصبح ذلك مستنداً لديها في تعديل سياستها وبرامجها بشكل يتناسب مع تلك الآراء والاتجاهات الجماهيرية، وهذا ما يجعلنا نقول بأن العلاقات العامة تقوم على تبادل الآراء وعرض الحقائق وتحليل الاتجاهات للرأي العام.


حرفة تقوم على جمع الأخبار و تحليلها و تحقيق مصداقيتها و تقديمها للجمهور، غالبا ما تكون هذه الأخبار ذات علاقة بما استجد من الأحداث سواء على الساحة السياسية أو المحلية أو الثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية و غيرها.فالصحافة قديمة قدم الأزمنة بل يرجع تاريخها الى زمن الدولة البابلية، حيث كانوا قد استخدموا كاتبا لتسجيل أهم ما استجد من الأحداث اليومية لتتعرف الناس عليها .و في روما قد كانت القوانين و قرارات مجلس الشيوخ لعقود الأحكام القضائية و الأحداث ذات الأهمية التي تحدث فوق أراضي الإمبراطورية تسجل لتصل إلى الشعب ليطلع عليها .و في عام 1465م بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة، و عندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دورية أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي و كان ذلك في بدايات القرن السادس عشر، وفي القرن السابع عشر و الثامن عشر أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوربا و أمريكا و أصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها و قد كانت الثورة الفرنسية حافزا لظهور الصحافة، كما كانت لندن مهداً لذلك.

يعد التلفزيون واحدا من أهم اختراعات القرن العشرين؛ إذ بدأت أولى التجارب على إرسال الصور الثابتة باللونين الاسود والابيض عن بعد في منتصف القرن التاسع عشر، وتطور هذا الاختراع حتى استطاع الألماني (دي كورن) من اختراع الفوتوتلغرافيا عام 1905,، وجاء بعده الفرنسي ( ادوارد بلين ) الذي طور الاختراع الاول واطلق عليه اسم البيلنوغراف عام 1907, واستمرت هذه التجارب بالتطور مستخدمة وسائل ميكانيكية اولاً ثم كهربائية ، حتى توصل كل من الانكليزي( جون بيارد) والامريكي ( س. ف. جنكيس) إلى وسيلة ارسال تستعمل فيها اسطوانة دورانية مثقوبة عام 1923.ويرتبط اختراع وظهور التلفزيون باسم العالم البريطاني ( جون بيرد) الذي استطاع عام 1924 من نقل صورة باهتة لصليب صغير عن طريق اجهزته التجريبية إلى شاشة صغيرة معلقة على الحائط.. وبعد ذلك بثلاث سنوات بدا هذا العالم تجاربه على التلفزيون الملون ، كما اجريت عدة تجارب لنقل الصور سلكياً ، نجح من خلالها الباحثون من ارسال صورة تلفزيونية عبر دائرة مغلقة من واشنطن إلى نيويورك عام 1927 ( ).وقد تكللت التجارب التي اجريت خلال الثلاثينات من القرن العشرين بالنجاح ، حتى بدأ مركز اليكساندر بلاس البريطاني بالبث التلفزيوني لمدة ساعتين يومياً عام 1936.