أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-2-2017
2443
التاريخ: 26-7-2016
8607
التاريخ: 25-1-2016
2219
التاريخ: 4-3-2018
3412
|
عملية النطق عملية شاقة، يبذل الطفل مجهوداً ضخماً للوصول إلى إجادتها بطلاقة. ويُسر الأهل كثيراً وهم يستمعون إلى أولى الكلمات تخرج من فم أطفالهم حتى ولو كانت مشوبة بالتحريف والاجتزاء، فهي محببة إلى قلوبهم جدا، فهي الإشارة إلى النطق السليم الذي يتوخونه في أطفالهم باعتباره من أهم وسائل الاتصال الاجتماعي، وهم يشعرون بكثير من القلق إذا ما تأخر النطق عند هؤلاء الأطفال أو إذا لم يحسنوا إجادته، فتراهم يهبون لاستشارة طبيب، أو إجراء الفحوصات ومعرفة الأسباب ومعالجتها.
(وصعوبة النطق عند الأطفال هي نوع من الاختلال في التوافق الحركي بين أعضاء النطق المختلفة)(1)، ومن المعروف أن من مراكز الكلام في المخ الذي يسيطر على الأعصاب، إلى المنظومة الصوتية المتمثلة بالرئتين والحنجرة والفم واللسان هي التي تمكن الفرد من التعبير عما يجول في فكره بواسطة الكلام. والكلام يحدث بواسطة ذلك التآزر بين الأصوات التي يطلقها الانسان.
والطفل ينقل عن والديه عن طريق التقليد والسرعة أو الإبطاء في الكلام، كما ينقل عيوبهم اللفظية بطريقة مماثلة، حتى إن تكرار الكلام المغلوط الذي يقوله الطفل (من قبل الوالدين إهمالاً أو استحساناً)، من شأنه تثبيت هذا الغلط، حتى ليصعب تصحيحه في المراحل التالية من العمر، لذلك ينصح الآباء في حال اكتشافهم لبعض عيوب النطق عند أطفالهم إجراء الفحوصات المخية عند أخصائيين، وفحص حاسة السمع، فالذي لا يسمع جيداً لا ينطق جيدا، وقد تكون المسألة ناتجة عن عقدة نفسية مكبوتة في اللاوعي، لذلك يقتضي العلاج السيكولوجي في هذه الحالة ، حيث يضطر المعالج لتدريب الطفل على الكلام من جديد وبصيغة جديدة .
ويشكل تعلم اللغة بشكل سليم القاعدة الأساسية لسلامة النطق عند الطفل كذلك يجب احترام الطفل وتقديره عندما يتكلم (فالطفل الذي لا يجد أذناً صاغية لكلامه وتعبيراته، لا يحاول معاودة الكلام، ويفقد الرغبة في الكلام والتعبير عن رغباته باللغة)(2).
وللجو الأسري العام الذي يحيط بالطفل أثره في تنمية قدراته اللغوية. ففي بعض الأسر يستحسن الأهل أو الأخوة استعمال بعض الكلمات المغلوطة عندما ينطق بها الطفل فيضحكون لها ويعتبرونها من قبيل الطرافة والدعاية - وهذا خطأ شائع - فعلى الأهل أمام هذه الظاهرة أن يصححوا تدريجيا وبشكل لطيف الالفاظ المغلوطة حتى يتمكن الطفل من استعمالها بعد الدربة والمران بشكل صحيح وسليم، ولأن عيوب النطق قد تكون عائدة إلى عدم النضوج الفسيولوجي للأجهزة الصوتية أو أجهزة النطق فلا داعي للقلق أمام هذه الظاهرة.
وهناك أمران أساسيان في عملية النطق السليم وهما: نضوج أجهزة النطق وإتمام التعلم من أجل ذلك نرى الأطفال يبدأون باستعمال الألفاظ التي يسهل عليهم النطق بها مثل (بابا وماما). وقد لوحظ أن الأطفال الذين ينشأون في جو اجتماعي فقير في الطبقة الدنيا، تقل لديهم القدرة على استخراج المقاطع الصحيحة للكلمات، بعكس أولئك الذين يعيشون في أسر مثقفة، ذات المستوى الاجتماعي الرفيع، وذلك يؤثر فيما بعد على درجة التحصيل الدراسي سلباً أو إيجاباً. ويجب أن نعود الطفل وعن طريق التدريب والمران ومنذ نعومة أظفاره على تسمية الأشياء بأسمائها (ومن الخطأ تربوياً أن يتعلم الطفل في المراحل الأولى لتعليمه اللغة أن يستعمل لفظين مختلفين لمعنى واحد أو يستخدم لفظاً واحداً لمعنيين مختلفين)(3).
وهذه مجموعة من الأسباب، قد يكون بعضها أو معظمها السبب في صعوبة النطق أو تعثره أو تأخره. من هذه الأسباب: تشوه الأسنان، ووجود الزوائد الأنفية، وانشقاق الشفة العليا، أو تقليد بعض المصابين فيتعثر النطق فتصبح عند الطفل عادة.
أما العيوب اللفظية كالتأتأة، والفأفأة، والحبسة، فمنها ما يعود إلى أسباب فسيولوجية محضة، نتيجة لخلل وظيفي في مركز الكلام في الدماغ، ومنها ما يعود لأسباب نفسية أما صعوبات النطق العارضة والتي تحدث لمعظم الناس في فترات معينة فتعود بأسبابها إلى الأمور التالية:
أ- الخوف، ولا سيما في المواقف الجديدة، أو الكلام أمام الجماهير المحتشدة أو أمام المذياع لأول مرة.
ب- المفاجأة ومحاولة الكلام المرتجل.
ج- تدفق الأفكار بسرعة هائلة، لا تستطيع الأجهزة الصوتية استيعابها بسهولة فيحدث التلعثم أو صعوبة النطق.
وفي دراسة الحالات التي أحيلت إلى العيادات النفسية تبين أن أسباب بعضها يعود إلى ما يلي:
- التوتر العصبي الناشئ عن الإحساس بعدم الثقة، نتيجة استجابة كل طلبات الطفل والمبالغة في خدمته وحثه على تقليد الكبار والمذاكرة على حساب حرمانه من اللعب مع باقي الأطفال.
- الأسباب الوراثية، مع توافر الظروف الملائمة.
- عسر الولادة.
- المخاوف المكبوتة، نتيجة حوادث معينة غير سارة بالنسبة للطفل كمطاردة كلب شريد له أو إشراف على الفرق، أو سماع دوي انفجار.. الخ.
ويلاحظ أن عيوب النطق في البنين أكثر منها في البنات، وذلك لأن الضغط التعليمي على البنين أكثر، ثم إن عيوب النطق في المدن أكثر منها في القرى، لأن أهل المدن أكثر تعرضاً للإجهاد العصبي من أهل الريف. وعيوب النطق تنتج أحياناً عن خلل وظيفي في الدماغ. ويمكن إيجاز الموضوع بأن عيوب النطق لا تتعلق بالنطق بحد ذاته بدليل أن المصابين قد يتكلمون بطلاقة خلال الحلم، ثم هم لا يجدون حرجاً في الإنشاد مع المجموعة.
وقد انقسم العلماء حول هذا الموضوع إلى قسمين:
أ- فريق يرى أنه نتيجة اختلال المراكز العصبية.
ب- والفريق الثاني يرجعه إلى ضعف التوافق بين سهولة التعبير وسرعة التفكير.
أما علماء النفس المحدثون فيرون أنه يحدث بسبب القلق المكبوت، أو بسبب التقليد والوراثة ويجب عدم المبالغة بتقدير قيمة وأثر التحليل النفسي في كشف أسباب تعثر النطق وقد اتفق الباحثون على خطوط عريضة لعلاج هذه المسألة تتلخص في منح الطفل الثقة الكاملة بنفسه، وإبعاد الخوف والأمور المثيرة من حوله، ثم إجراء بعض التمرينات، كأن يتكلم وهو في حالة تراخ تام بعيداً عن كل مراقبة ناقدة.
وتدريجياً تزول العيوب ويعود إلى سلامة النطق.
ويرى بعض المربين وجود أسباب أخرى لصعوبة أو تعثر النطق عند الأطفال منها: المباشرة بتعليمهم اللغة الفصحى، أو إرغامهم على الإجابة، وهم في حالة الخوف، دون أن تترك لهم الفرصة للتفكير واستعادة الشجاعة لمواجهة الموقف الجديد، أو سخرية بعض المعلمين والتلامذة الباقين منهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. عبد العزيز القوصي، أسس الصحة النفسية، ص 298.
2ـ د. محمد عبد المؤمن حسين، مشكلات الطفل النفسية، ص 75.
3ـ المصدر السابق، ص 78.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|