وظيفة النقل والمواصلات

تمثل استعمالات النقل جانب مهم من استعمالات الأرض الحضرية ، إذ تعد بمثابة الشرايين التي تربط أجزاء المدينة مع بعضها البعض فلا يمكن أن نتصور وجود مدينة لا تؤدي وظيفة النقل ، وعليه اصبحت استعمالات الأرض الخاصة بالنقل عاملا أساسيا في بناء المدن وتطورها وتعزيز كفاءتها وأداء وظائفها المختلفة ، إذ لايمكن أن يحدث تفاعل وتكامل بين استعمالات الارض المختلفة داخل المدينة وبين المدينة وإقليمها ما لم تحدث عمليتا الحركة والنقل ، وهاتان العمليتان مرتبطتان بتوفر عناصر أساسية لخدمتها كي يستطيع الإنسان أن ينقل نفسه وبضائعه بين المناطق المختلفة مما يسهم في تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية في المدينة ، ويؤدي بالتالي إلى تشغيل كافة قطاعات الأنشطة وذلك من خلال ما يحققه لسكان المدينة وإقليمها من سهولة الوصول في رحلات الذهاب والإياب لممارسة الأنشطة المختلفة ، فضلا عن ما توفره شبكة طرق النقل من ربط أجزاء المدينة ببعضها البعض ، وبما يؤدي إلى تكامل وظائفها ، كما يوفر النقل سهولة حركة انتقال السكان القاطنين في الضواحي باتجاه مركز المدينة في حركة العمل اليومية ، كما يساعد أيضا على انتقال اليد العاملة والسلع إلى المناطق التي تكون أكثر نفعا ويعمل على توطن المشاريع والأشخاص على التوطن في الأماكن الأكثر ملائمة ، وتعد كثافة النقل وسهولة الوصول احد اهم المعايير التي توضح مدى قوة التفاعل بين المدينة وإقليمها ، لأنها تعد عنصر الترابط بين الوظائف والخدمات وبين الإقليم ، وتستخدم الطرق الإحصائية لتحديد إقليم النقل والتي تساعد في إعطاء صورة واضحة عن التنبؤ بالرحلات المحددة التي يقوم بها الأفراد بين مدينتين مختلفتين في حجمهما كنموذج نظرية التفاعل ، ونظرية نقطة القطع لرايلي ، والتي حدد فيها النقطة التي تمثل الحد الفاصل بين تأثير مدينتين لا تتساويان في الحجم.