المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

البر والإنفاق في القرآن الكريم
18-7-2021
Syphilis
22-2-2016
معنى كلمة رحق
8-06-2015
الصّفات الإلهيّة في ختام كلّ آية
13-11-2014
إزاحة "دوپلر" Doppler displacement = Doppler shift
8-9-2018
جهاز (إبي) الجنازي.
2024-08-23


من هو الطفل الموهوب؟  
  
1137   09:58 صباحاً   التاريخ: 15/10/2022
المؤلف : د. توما جورج الخوري
الكتاب أو المصدر : الطفل الموهوب والطفل بطيء التعلّم
الجزء والصفحة : ص19 ــ 20
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

قبل أن نبدأ بالإجابة عن السؤال المطروح أعلاه علينا التذكير بأن الطفل الموهوب هو واحد من أهم أرصدة الأمة وذخيرتها للمستقبل. وأننا في عالمنا العربي لم نقم بما يلزم نحو هؤلاء الأطفال الموهوبين بتقديم ما يلزم من موارد تساعدنا في تحقيق أهداف الأمة.

أجمع معظم علماء التربية وعلم النفس على القول بأن الطفل الموهوب هو ذلك الطفل الذي أظهر تفوقاً ملحوظاً في مجال معين ومتمتعاً بقدرة ذهنية ممتازة. وهذا يعني أن الطفل الموهوب هو ذلك الطفل الذي يمتاز (بالقدرة العقلية)(1)، التي يمكن قياسها بنوع معين من اختبارات الذكاء المختلفة التي يمكنها أن تدلنا عليه عبر قياسها لقدرته على التفكير والاستدلال من جهة وقدرته على تحديد المفاهيم اللفظية، بالإضافة إلى القدرة على الإدراك لأوجه الشبه من الأخطاء والأشياء المماثلة من جهة أخرى، فإذا ما أضفنا إليها القدرة على ربط الخبرات والمهارات والتجارب السابقة بالمواقف والأمور الراهنة نكون قد وضعنا التعريف السابق في إطاره العملي الصحيح لأن النجاح العملي ـ وهو الأساس ـ مرتبط كل الارتباط بتلك القدرات المذكورة أعلاه.

ومن الجدير ذكره أن الطفل الموهوب هو ليس الطفل التقليدي الذي يتفوق على زملائه في الصف من الناحية المدرسية الأكاديمية فحسب بل المتفوق في مجالات أخرى كالأعمال اليدوية (الأشغال)، والفنية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتجارية وسواها من المهارات النوعية الأخرى. ولقد دلت الدراسات التي قام بها العلماء والباحثون أن الأطفال الذين يملكون مواهب نوعية تنطبق عليهم المعايير العامة للتفوق العقلي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ جيمس جالجر، سعاد نصر فريد، الطفل الموهوب في المدرسة الابتدائية، 1963، ص18.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.