أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-1-2023
1444
التاريخ: 2023-02-27
965
التاريخ: 2023-03-15
1145
التاريخ: 2-7-2022
1273
|
عندما نتحدث عن مشكلات الطفل بطيء التعلم فإننا نعني المعلم من جهة والأسرة من جهة أخرى نظراً لعلاقتهما المباشرة بمعظم المشكلات التي يواجهها هذا التلميذ.
ولعل الدور الذي يقوم به المعلم أشبه ما يكون بدور الأخصائي الاجتماعي بالإضافة إلى دوره كمرشد نفسي وما يترتب عليه من تفهم للمشكلات الانفعالية والشخصية والعقلية للأطفال بطيئي التعلم.
وبما أن بعض هذه المشكلات شخصية بحتة فإنه من الصعب أن يلجأ المعلم إلى حلها في أثناء الصف بشكل علني بل عليه أن يقوم بدرسها بشكل مباشر ودقيق تبعاً لظروف كل تلميذ على حدة لذلك نفترض في المعلم أن يقوم بما يلي(1):
- خلق جو نفسي مناسب يؤمن للتلميذ أمناً اجتماعياً.
- تنمية الميل الاجتماعي.
- الشعور بالانتماء والإحساس بالقدرة على التحصيل والنجاح.
- جعل التلامذة ينظرون إلى المعلم كصديق كبير يتطلعون إليه بالنصح والإرشاد.
المشكلات المنزلية وأثرها على بطيء التعلم
يلعب الوالدان دوراً كبيراً ومؤثراً في حياة الطفل بطيء التعلم بشكل أو بآخر. ومن الجدير ذكره أن وضع الأسرة الاجتماعي والثقافي والاقتصادي من الأهمية بحيث أنه يوثر سلباً أو إيجاباً في سلوك هؤلاء الأطفال. فتأمين الحاجات الأساسية كالمأكل والملبس والمشرب والمأوى والرعاية الطبية والنشاطات المختلفة كلها تؤثر في حياة الطفل. مثلاً ان سوء التوافق بين الوالدين وعدم الانسجام بينهما بترك بصماته على الأطفال. كذلك سوء الفهم وسوء التربية أمثلة أخرى تسيء إلى نمو الأطفال بشكل صحيح. فإهمال الأطفال والقسوة الجسمية، وتفضيل بعض الأخوة على البعض الآخر خير أمثلة على ذلك.
ومما يزيد الأمر سوءاً الفقر والفاقة والعوز بحيث يؤدي إلى انتشار الرذيلة. فازدحام الشوارع بالمنازل يدفع بالأسرة إلى زج الأولاد للتسكع في الطرقات، بل قد يهرب إليها الأطفال من حدة العراك والشجار المستمر في المنزل. ومن الطبيعي والحالة هذه أن ينخرط الأطفال في مجموعات السوء التي تهدف إلى التدمير والتخريب ومعاداة المجتمع. وهنا نلفت النظر إلى أمر هام جداً وهو عدم النظر إلى أن جميع الأطفال بطيئي التعلم هم نِتاج هذه الأسرة فقط دون سواها. من هنا ضرورة وعي المعلم لمثل هذه الظروف حتى يتمكن من الإحاطة بالموضوع. لذلك يقتضي النظر إلى الموضوع بشكل يجعل المعلم قادراً على التمييز بين الحالات المختلفة للأطفال. فالتلميذ الجائع أو الخائف، أو المتردد، أو المهمل، أو المضطرب سوف لا يكون في حالة عقلية تسمح له ببذل الجهد الكافي، والتعاون الإيجابي مع زملائه ومعلميه في المدرسة. مثل هذا التلميذ بحاجة ماسة إلى حزم وعناية وإشراف دقيق.
بالعودة إلى ما سبق الحديث عنه من أن الأسرة الفقيرة لا تعتبر المصدر الرئيسي للأطفال بطيئي التعلم، فإن الأسر ذات المدخول الأعلى قد تنتج هي بدورها أطفالاً بطيئي التعلم، إذ أن الكفاية الاقتصادية لا تعني بالضرورة كفاية في النواحي النفسية والانفعالية لأنه قد يأتي عدم الكفاية هذا من إهمال الطفل بطيء التعلم نتيجة للاهتمام المفرط الذي يلقاه أخوته العاديون أو النابهون، وعادة ما يحدث هذا الإهمال دون قصد، كما أن سوء التقدير للتلميذ في المدرسة، والعلامات الضعيفة التي يحصل عليها، والتنافس الذي لا يستطيع مجاراته بين زملائه، كل هذه العوامل منفردة ومجتمعة لها تأثيرها على قدرة التلميذ وفي ضبط انفعاله، بل إنها تؤدي إلى صراع انفعالي بينه وبين أخوته في البيت، الأمر الذي يجعل حياة التلميذ بطيء التعلم غاية في الضعف والارتباك. فوفرة الطعام والملبس والرعاية الصحية ليست كافية لتحقيق الاتزان الانفعالي(2).
وأحياناً يساهم الآباء في حدة هذا الصراع دون وعي عبر محاولاتهم إطراء ومدح أبنائهم العاديين والنابهين دون سواهم ـ بطيء التعلم ـ مما يؤدي إلى زيادة الشرخ في العلاقة بين الآباء وهؤلاء الأطفال على الرغم من أن هذا التعليق أو ذاك ليس مقصوداً ولا يحمل في ذهن قائله أية أهداف سلبية.
الحاجة إلى زيارات منزلية
إن حالات كهذه التي سبق ذكرها ـ مشكلات أسرية ـ تستدعي أحيانا اللجوء إلى هيئات خيرية لحلها أو عبر تدخلات رجال الشرطة، ولكن يمكن حلها بطريقة أسهل عبر زيارات يقوم بها المعلم إلى منازل تلك الأسر شريطة أن يكون المعلم مؤهلاً ومدرباً على مواجهة هكذا مشاكل، ولعل جذب اهتمام التلامذة وإشباع حاجاتهم أفضل الطرق وأقصرها للوصول إلى الحل المناسب. إن زيارة المنزل تعطي المعلم فرصة للتعرف على الظروف المنزلية التي يعيش فيها أولئك الأطفال والاطلاع عن كثب على العوامل المختلفة التي تؤثر فيهم.
وهناك أسر لا ترغب في زيارة المعلم وتعتقد انه يأتي من أجل تحقيق كسب مادي ـ وهذا يعني شك في النوايا كونهم يعتقدون، أحياناً ـ أن المعلم ما جاء ليزورهم إلا لمجرد الشكوى من ولدهم لا رغبة في المساعدة.
من هنا ضرورة تجنب المعلم دور المرشد الواعظ بالإضافة إلى عدم إظهار التأفف والاشمئزاز أو ضيق المدر.
الإفراط في العناية والرعاية الزائدة
قد يحدث أن يواجه المعلم أطفالاً ضمن أسر مفرطة في الرعاية الزائدة مما يجعلهم غير قادرين على فهم نفسهم بشكل حقيقي وواقعي هذا الإفراط في العناية يجعل الطفل إتكالياً يعتمد على الآخرين عوض الاعتماد على نفسه.
إن المديح المبالغ فيه والعطف المفرط، وعدم الصبر في السماح للتلميذ بطيء التعلم بان يأخذ الوقت الذي يحتاج إليه، وعدم التعلم من الأخطاء التي يقع فيها كلها منفردة ومجتمعة تجعل من هذا التلميذ غير قادر على الوقوف على قدميه بثبات وثقة.
من هنا ضرورة بذل جهد خاص من قبل المعلم لمساعدة التلميذ بحيث يفهمه بان المديح في غير محله أمر لا لزوم له وانه لن يمدح على عمل أهمل فيه.
ومن الجدير ذكره بانه كلما لجأ المعلم إلى جمع أكبر قدر من المعلومات عن خلفية الطفل النفسية والعاطفية والاجتماعية استطاع تشخيص الموقف أو المواقف التي تستدعي تدخلاً مباشراً أو غير مباشر. إن من شان التعرف هذا أن تزداد الصداقة وتتعمق، مما يساعد المعلم في التعرف على كيفية التكيف العام للتلميذ وللأسرة على وجه العموم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ Lewis Therstone. “Problems Facing Slow Learners”. London: University Press, 1988, Chapter Eleven.
2ـ Noris Haring and Linda McCormick ." The Exceptional Child Macmillan College publishing Company. Inc. 1994, Chapter Four.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|