الوحدات العامة في الصفحة الأولى   

يمكن للإخراج الصحفي أن يقوم بدوره في مجال إخراج الصفحات الأولى في الصحف مرتكزاً على القواعد التي سيقت الإشارة إليها من خلال استخدام العديد من الوحدات الطباعية المميزة للصفحة الأولى، حيث تتكون الصفحة الأولى من عدة وحدات طباعية ثابتة، تتكرر بشكل يومي لفترة طويلة نسبياً، ممثل الشكل الأساسى للصفحة، وأخرى غير ثابتة، وهي الوحدات التي تستجد بشكل يومي، بحيث تكونان مع بعضهما التصميم الأساس لها، ولعل أهمية الوحدات الثابتة ترتبط بتكرار نشرها بصفة يومية وبمحافظتها على مواقعها في الصفحة، بحيث يمكن أن تسهم في تحقيق أهداف الإخراج الصحفي، وبخاصة أهداف إخراج الصفحة الأولى مع مراعاة الاعتبارات المهنية الواجب النظر إليها عند بناء هذه الوحدات، التي منها أن تكون هذه الوحدات بسيطة في أحجامها وأشكالها، وأن تسعى من خلال دورها فى تكوين الشكل الأساس للصفحة ؛ لأداء وظيفة صحفية وفنية محددة ذات ارتباط وثيق بوظيفة الصفحة الأولى ومتطلباتها.

ويمثل رأس الصفحة الأولى الجزء الثابت من مساحتها ويستمر لفترة طويلة نسيباً، وذلك لثبات الوحدات الطباعية التي يتكون منها، ويرتبط ثبات هذه الوحدات، لفترات طويلة، بالسعي إلى محافظة الصحف على شخصيات متميزة خلال مدد طويلة بحيث تعبر عن اتجاهاتها ومواقفها، وبذلك تكتسب علاقة مستديمة بقرائها.

وتؤيد بعض الدراسات تضييق رأس الصفقة الأولى بكل ما يحتوي عليه من وحدات، ليبدو أقل عرضاً من عرض الصفحة بكاملها بحيث يمكن استغلال المساحات العرضية الناتجة عن ذلك في نشر وحدة تحريرية غير ثابتة تستحق الإبراز، حيث يتيح هذا الإجراء زيادة المساحة المتاحة لإعداد التصميم الأساس للصفحة، كما أن ذلك قد يوفر المساحة التي تترك للأذنين لاستغلالها في نشر وحدات أخرى تبعاً لكون الأذنين قد تمثلان أحياناً وحدات تقليدية، إضافة إلى أن التزام الرأس بالمدى العرضي للصفحة بأكمله، قد يصيب الصفحة بشيء من الجمود تبعاً لاستمرارية هذا الشكل بصفة مستديمة خلال فترة طويلة نسبياً، ويستلزم هذا الإجراء تصغير الوحدات الثابتة المكونة لهذا الجزء من الصفحة مع البحث عن مواقع أخرى في الصفحة لنشر بعض البيانات الخاصة بالعدد.

ويرتبط تصفير حجم رأس الصفحة بتحريكه عن موقعه المعتاد والواقع في أعلى الصفحة، ليبدو في موقع أسفل قليلا من ذلك بحيث يمكن استغلال أعلى الصفحة في نشر وحدات كاملة أو عناصر طباعية خاصة بالوحدات المراد إبرازها ولا سيما في نشر حروف العناوين السماوية لبعض الوحدات حيث لا يجوز أن تتساوى هذه العناوين في موقعها مع الوحدات الثابتة المكونة لرأس الصفحة في حال بقائها في أعلى الصفحة، إضافة إلى امكانية احتلال اللافتة لأعلى يمين رأس الصفحة بدلا عن وسطه كما هو متبع في الاتجاهات التقليدية.