نظرية المدينة الحدائقية

ظهرت في لندن فكرة المدن الحدائقية للمخطط الانجليزي " إبنزر هوارد " عام 1898 ، نتيجة لما لمسه من قبح المدن الصناعية و ازدحامها بالسكان و نموها غير المنتظم ، وقد فكر هوارد في مدينة خالية من المشاكل تقدم لسكانها الخدمات والراحة إذ كان الاعتقاد السائد قبل هوارد أنه لا يوجد في مجال المدن أو القرى إلا أحد احتمالين: المدينة بكل مقوماتها وأنشطتها التجارية والصناعية والسكنية وكثافتها السكانية وحياتها الاجتماعية المفككة ، القرية بمقوماتها الطبيعية وما فيها من هدوء الريف وجمال الطبيعة ونقاء الطقس وترابط الحياة الاجتماعية.

إلا أن هوارد رأي إمكانية مزج المدينة و القرية في مدينة حدائقية ليتخلص من سلبيات كل منها ، وكانت الدوافع لهذه الفكرة هي ما فرضته الثورة الصناعية آنذاك على العمران الأوروبي والأمريكي من توسع مفرط وتلوث بيئي ، فاقترح تخطيط كل مدينة لتمثل مجتمعا متكاملا اجتماعية واقتصاديا وثقافية ، وأن يتوفر لسكانها الخدمات الأساسية وأن تكون الأرض ملكية عامة لجميع السكان بدون تخصيصها للأفراد ، وسميت هذه المدينة بالمدينة الحدائقية أو الريفية أو الحياة السليمة أو مدينة الغد الحدائقية.

وكمثال تطبيقي للنظرية " مدينة ولوين الحدائقية " Walwyn Garden أسسها هوارد في عام 1920، تقع في شرق إنجلترا ، تخطيطها له أهمية عالمية ، حيث أصبحت لها قاعدة تجارية قوية تجلب التوظيف الكثير للمنطقة ، وحافظت على المجال والانسجام المعماري في البنايات الجديدة، أسلوبها الرئيسي هو العمارة الجورجية وتشمل حزاما أخضر حول المدينة وتشمل بحيرات أيضا.