المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Pitch in NigP
2024-05-08
حكم المحرم لو ارسل كلباً فاتلف صيدا.
18-4-2016
تعريف جغرافية الزراعة ومفهومها
12-12-2016
معامل عودة الاتحاد coefficient of recombination
8-5-2018
Change in Temperature
6-9-2020
التنمية بين التغير والتحديث وعناصر النمو الاقتصادي وفوائده
28-1-2020


الطفل الموهوب والاستقرار العاطفي  
  
1454   10:07 صباحاً   التاريخ: 21/9/2022
المؤلف : د. توما جورج الخوري
الكتاب أو المصدر : الطفل الموهوب والطفل بطيء التعلّم
الجزء والصفحة : ص27 ــ 29
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

لقد قيل الكثير في هذا الخصوص ولعل أكثرها شيوعاً هو الاعتقاد بأن الطفل الموهوب عقلياً هو طفل غير مستقر انفعالياً(1)، إذ أن البحوث لم تدل على ذلك لا بل دلت على عكسه فهم أقل عصبية وأكثر قدرة على فهم الأمور وحسن التصرف من الذين هم في مرتبة وسطى من الذكاء. ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد طفل موهوب عقلياً غير مستقر عاطفياً إذ أن البعض منهم كذلك. وعدم استقراره عاطفياً لا يرجع إلى كونه موهوب بل إلى أسباب أخرى شأنه في ذلك شأن أي طفل عادي.

وإذا أردنا تفسير هذه المقولة حول عدم استقرار الأطفال الموهوبين عاطفياً فهذا يرجع إلى ما يألفه الناس عادة حول ما يسمى تصرفاً غير عادي أو غير سوي، فإذا وجدنا طفلاً غير راغب في ممارسة لعبة من الألعاب الرياضية ـ كرة القدم مثلاً - بل أن جل اهتمامه مركز حول تصميم بناء أو القيام بتجربة في مختبر، فإن الناس عامة تعتبره شواذاً أو غير سوي. والأهم من ذلك التساؤل والمقولة التي تفيد بأن الاتزان العاطفي والانفعالي لا يتواجد إلا عند الأطفال العاديين فهو تساؤل ومقولة في غير محلها إذ أنها لا تستند على أي برهان. وخير دليل على ذلك ما قام به فنانون من أعمال خلاّقة وخالدة في مجال الأدب والفن، فوجدوا في تعبيراتهم الفنية مخرجا لما يعانونه من توتر انفعالي. وما بتهوفن وجوخ وسواهم إلا دليل قاطع وبرهان ساطع على صحة ما نقول. ولعل تفسير بعض الآباء (الذين لم يتمكن أطفالهم من الوصول إلى مستوى الموهوبين عقلياً)، بأن طفلهم سوي وأن أولئك الموهوبين هم الشواذ، فكم سمعناهم يقولون: (صحيح أن ولدي ليس موهوباً عقلياً ولكنه إنسان سوي ومتزن في سلوكه وتصرفاته).

وهناك سؤال آخر يفترض فينا أن نجد له جواباً وهو هل صفات الطفل الموهوب محببة إلى الناس بحيث تقربه منهم؟ وهل تحمل هذه الصفات بذور الجاذبية الشخصية المحببة؟

لقد دلت الدراسات والبحوث التي أجريت بهذا الخصوص بأن المجتمع والناس تنظر إلى الطفل الموهوب بعين ملؤها التقدير والمحبة والتقبل، وهذا الاقبال يتناسب طرداً مع مستوى هذا التفوق. ولذلك تجد الناس مقبلين على هذا الطفل إقبالاً ممزوجاً بالإعجاب والتقدير بحيث يغدو حديثهم في حلهم وترحالهم.

ولكن ما مدى تقبل زملاء الطفل الموهوب وأقرانه له في المدرسة وخارجها؟ كان النمط السائد قديماً في أذهان الناس أن الطفل الموهوب مكروه ومنبوذ من قبل أولئك الزملاء. ولكن هذا الظن والاعتقاد في غير محله، ولقد دلت التجارب على أن الأطفال الموهوبين ينسجمون مع زملائهم وأقرانهم في السن، ولكن الخطأ يكمن في وضع قاعدة معينة لتصرف الطفل الموهوب كقول أحدهم مثلاً أن أبني غير محبوب كونه ذكي يبذ أقرانه. وإذا حدث عدم تكيف لبعض هؤلاء الأطفال الموهوبين ضمن بيئة ومجتمع فلا يفترض أن نعزو هذا إلى موهبته وذكائه وعدم تكيفه بل علينا أن ندرس سبب عدم التكيف هذا من جميع جوانبه لنقف على حقيقته.

كل هذا لا يعني أن الطفل الموهوب لا يعاني أحياناً من مشاكل اجتماعية أو سواها من المشاكل. فعلينا والحالة هذه أن ندرس هذه المشاكل بمعزل عن كونه متفوق عقلياً شأنه في ذلك شان الطفل العادي ليس إلا، وإذا أردنا الدخول في عمق الموضوع متحرين عن السبب أو الأسباب لهذه المشاكل فقد نجدها تعود إلى عدم النضج الانفعالي عند الطفل لأن قلة النضج تؤدي إلى القيام بأعمال عدوانية مع أقرانه بسبب اختلافه مع زملائه وأقرانه في الميل أو التفكير.

ويجب أن لا نستبعد تجمع الأطفال الموهوبين في فئة أو تكتل نتيجة تجانسهم العقلي(2). لكننا نبالغ كثيراً إذا اعتبرنا الخوف (نحن معشر المربين)، من ما يجره هذا التكتل إلى خلق نوع من التعالي أو الإستعلاء والإستقواء على الأقران الآخرين بحيث تصعب معالجته. من هنا ننصح البعض إلى رفض فكرة تواجد الأطفال الموهوبين في صف واحد لخوفهم من حدوث ما لا تحمد عقباه. ولكن التجارب أثبتت أن لا خوف من هذا التجمع ـ ولو أن حدوث ذلك أمر ليس مستحيلاً ولكننا إذا تمعنا في الأمر ودرسناه على ضوء التجارب في الواقع نجد أن صداقات الأطفال عادة ما ترتبط بالجيرة، والسكن في الحي الواحد، أو نتيجة لصداقة والديه مع أخرين، وليس بالضرورة أن يكون هؤلاء الأطفال على نفس الدرجة من الذكاء والموهبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ للمزيد: راجع مها زحلوق، التربية الخاصة للمتفوقين، دمشق، منشورات جامعة دمشق، 1992، ص 64 ـ 65.

2ـ جيمس جالجر، سعاد نصر فريد، الطفل الموهوب في المدرسة الابتدائية، 1963، ص36.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.