النظريات التي تعني بتنظيم المكان وتنميته - نظرية الأماكن المركزية لكرستالر |
2209
05:08 مساءً
التاريخ: 11/9/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-1-2021
6476
التاريخ: 3-8-2019
2419
التاريخ: 14/9/2022
1286
التاريخ: 28-1-2021
1540
|
نظرية الأماكن المركزية لكرستالر :
وضع كرستالر أسس نظريته في النصف الأول من القرن العشرين بعد أن درس واقع حال سهول بفاريا التي تمتاز بالتجانس الطبيعي والبشرى إلى حد ما .
اعتمد كرستالر في وضع أسس نظريته على مبدأين هما :
أولا : الحد الأدنى من السكان الذي يتطلبه أي مشروع اقتصادي يضمن ديمومته واستمراره بحيث يتحقق منه ما يسد تكاليف الإنتاج مع هامش من الأرباح تجعل المستثمر مقتنعا بما يحققه مشروعه هذا . ان هذا يعني أن النشاطات الاقتصادية والخدمية الكبيرة سوف تفتش عن المكان الذي يتوفر فيه عدد من السكان يكفي لتحقيق الأهداف الاقتصادية المتوخاة من إنشائه ، وبالتالي فان المشاريع الاقتصادية والخدمية في مدينة كبيرة لا يمكن أن تستمر في مدينة قليلة الحجم السكاني ، ولهذا فإن مستوى الخدمات في أي مركز للاستقرار البشري يعتمد على مستوى الحجم السكاني فيه .
ثانيا : مدى البضاعة أو الخدمة ويعني به تلك المسافة التي يقطعها السكان الراغبون بالحصول على تلك الخدمة ، فالخدمات من المستوى العالي يمكن أن يقطع السكان مسافة بعيدة لغرض الحصول عليها تنسجم مع أهميتها ، وهكذا تتدرج الخدمات في تواجدها تبعا لمركزية المكان الذي تتواجد فيه تلك الخدمة ، وهذا يعبر عن التنافس المكاني بين مراكز تقديم الخدمات .( عباس ، عبد الرزاق ،1977)
وبناءا على ذلك وفي حالة وجود إقليم جغرافي تتوزع فيه الخصائص الطبيعية بشكل متجانس من حيث الطبوغرافية والتربة والمناخ والموارد المائية وبدون أن يكون هناك عقبات طبيعية تعيق الحركة فيه ، كذلك التجانس في التوزيع الجغرافي للسكان ، وبناءا على هذا الافتراض توصل إلى أن هناك تسلسل هرمي متدرج لمستوى النشاطات الخدمية يتناسب مع الحجم السكاني للمستقرات البشرية في الإقليم، كما انه افترض أن لكل مستوى من مستويات المراكز للمستقرات إقليم يتسع بدرجة تتناسب مع الحجم السكاني ومستوى الخدمات التي يقدمها هذا الإقليم ، ويتخذ الشكل السداسي والذي افترضه في بداية الأمر أنه شكل دائري ولكنة وجد أن في الشكل الدائري يترك مناطق ضل متداخلة بين الأقاليم أو انطقه التأثير ، كما أنه توصل إلى أن كل مركز خدمي يقدم الخدمات إلى ستة مراكز من المرتبة التي تليه من حيث الأهمية وهكذا يستمر الشكل النهائي للتوزيع الجغرافي لمراكز الاستقرار البشري في الإقليم بترا تب سداسي متدرج ومنتظم .
كرستالر في نظريته توصل إلى حقيقة هي أن درجة تمركز الخدمات والسكان تتزايد بشكل متسارع بانتظام لصالح المراكز البشرية الكبيرة ، كما انه اعتمد في افتراضاته على منهج التحليل العاملي وافترض أن جميع العوامل الطبيعية والبشرية ثابتة وجعل المتغير هو نوع ومستوى الخدمات . وعلى هذا الأساس وجد أن التسلسل الهرمي النشاطات الخدمية تبدا بترتيب منخفض على مستوى القرية وخدمات بمستوى أعلى في المدن الصغيرة وخدمات ذات مستوى عالي في المدن الكبيرة وبالتالي حدد سبة مستويات او مراتب للاماكن المركزية مطابقة لسبعة مستويات من الخدمات و الاتي :
وقد توصلت النظرية بناءا على ما ورد في الجدول السابق إلى الحقائق المفترضة الآتية:
11- كلما ارتقى المكان المركزي لرتبة ازدادت المسافة بينه وبين أمثله بمقدار 3
2- كلما ارتقى المكان المركزي رتبة زاد عدد السكان للإقليم التابع له بمقدار3مرات.
3- كلما ارتقى المكان المركزي رتبة زادت مساحة الاقليم التابع له بمقدار 3مرات).
بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي وجهت إلى نظرية الأماكن المركزية لكونها مثالية، حيث لا يمكن أن يكون في العالم إقليم متجانس بنفس الطريقة التي افترضها کریستالر وانتقادات كثيرة اخرى لسنا في صدد ذكرها ولكن من المفيد أن نذكر ايجابيات هذه النظرية وما يمكن أن يستفيد منها المخطط الإقليمي المعني في شؤون التنمية واتي تكمن في :
- إن النظرية توصلت إلى توزيع مكاني متوازن لمراكز الاستقرار البشري إذا ما تحقق فانه يمثل التوزيع المكاني الأمثل للمستقرات البشرية وبالتالي توزيع امثل النشاطات الاقتصادية والاجتماعية في الإقليم ، وفي حالة عدم إمكانية تحقيق ذلك فان أي خطة لتنظيم المكان إذا ما اقتربت نتائجها من الشكل المقترح كلما حققت النجاح يتناسب مع درجة الاقتراب من الشكل المثالي .
- ان التوزيع الوظيفي المتدرج بشكل منتظم وخاصة ما يتعلق بمستويات النشاطات
الخدمية يحقق توازن وظيفي بدرجة عالية من الكفاءة والكفاية لذا فان التخطيط التنمية متوازنة في الإقليم كلما اقتربت اهدافها من الشكل المثالي كلما حققت اكثر نجاحا في نتائجها .
- ان اعتماد النظرية على عامل الخدمات أساسا بعد الافتراض أن جميع العناصر
الطبيعية والبشرية ثابتة ، يعتبر امر مهم لكون الخدمات يحتاجها الإنسان أينما وجد، يختلف عن الصناعة مثلا التي يمكن أن تتواجد في مكان دون آخر، كما أن الخدمات عامل مهم لتطير المستقرات البشرية بكل مراتبها، فضلا عن کون التطور التكنولوجي سيقلل من نسب العاملين في النشاط الصناعي والزراعي فيما يزداد الطلب على الأيدي العاملة في قطاع الخدمات.
- إن اهتمام نظرية الأماكن المركزية في تفسير البنية الاقتصادية - المكانية فنها مفيدة في التخطيط الإقليمي وبرامج التنمية خاصة في مجال تنمية المستقرات البشرية . (الفتوى، د حسن أمين ،1982 )
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|