المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الأطفال والعواطف  
  
1455   03:14 مساءً   التاريخ: 3/9/2022
المؤلف : ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف
الكتاب أو المصدر : سر الطفل السعيد
الجزء والصفحة : ص73 ـ 77
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ـ ما الذي يجري بالفعل؟

في عالم الكبار؛ لا يمكن أن نبقى أو حتى نرغب في السعادة الدائمة. وهذا ما ينطبق على الأبناء أيضاً. فهذا الهدف ليس بالهدف الصحيح. فلو كنت تحاول إسعاد أبنائك طوال الوقت، فسوف تجعل نفسك وإياهم تعساء. إن ما يجب أن نتطلع إليه هو أن نعلم أبناءنا كيفية مواجهة المواقف والتواؤم مع كل المشاعر التي سوف تفرضها عليهم الحياة، إن السعادة هي الهدف، غير أن الشعور بالراحة ومعايشة كل مشاعر الحياة هما الوسيلة لبلوغ هذا الهدف في الكثير من الأحيان.

لقد بقي اكتساب فهم ملائم للمشاعر مفتقدا في ثقافتنا حتى فترة قريبة. فقد تخلصنا لتونا من بعض المفاهيم البالية مثل، (الولد الكبير لا يبكي)، (الفتاة الرقيقة لا تبدي غضبها). هناك بعض جوانب الفهم تبدو ضرورية وهامة الآن تماما مثل استيعاب الكيفية التي تتحرك بها المشاعر. ولحسن الحظ، فقد باتت (الحقائق الخاصة بالمشاعر)، متوفرة الآن لمساعدة كل من الآباء والأبناء على تحقيق الراحة النفسية والحيوية التي تحقق الصحة العاطفية.

ـ ما المقصود بكلمة مشاعر؟

إن المشاعر عبارة عن مجموعات منفصلة من الأحاسيس الجسدية التي تعترينا في مواقف محددة، وهي تتراوح في حدتها من الرقة إلى منتهى القوة. إنها تصاحبنا بشكل دائم، فهي تتدفق وتبزغ كلما استطعنا التعامل مع أي حدث ونحن نواصل مسيرة الحياة. إننا في حالة شعور دائم؛ لأن المشاعر صفة ملازمة للكائن الحي!

هناك أربعة أنواع أساسية من المشاعر وهي: الغضب، والخوف، والحزن والسعادة، أما غيرها من ظلال المشاعر فهي عبارة عن مزيج من هذه الأنواع الأربعة مثل التركيبات اللونية المختلفة التي نؤلفها من الألوان الأساسية: الأحمر والأصفر والأزرق. وهناك الآلاف من التوليفات الممكنة مثل الغيرة التي هي مزيج من الغضب والخوف، أو الحنين الذي هو مزيج مؤلف من السعادة والحزن! إننا بحق كائنات مثيرة للاهتمام!

عندما يكون الطفل حديث الولادة، تكون مشاعره في طور التكوين، ويمكن لأي أب يقظ أن يراقب ابنه في الشهور الأولى وهو ينمي مجموعة من التعبيرات المحددة المنفصلة عن بعضها البعض والتي تعبر عن مشاعره مثل، صرخة الخوف ودموع الحزن، وحمرة الغضب، وضحكة الفرح.

إن الطفل لا يستشعر أي قيود، وإنما يعبر عن مشاعره بشكل طبيعي سهل وهذا ما يجعله يتخلص من المشاعر السلبية. وعلى الرغم من ذلك، فإننا يجب أن نعلم الطفل أثناء مرحلة النمو كيفية التعامل مع مشاعره اجتماعياً وإيجاد متنفس بناء للطاقة القوية التي تخلقها المشاعر.

إن الطفل يعتمد علينا نحن الآباء للحصول على هذه المعلومات، ولحسن الحظ فإنه ليس من الصعب تصحيح مثل هذه المشاعر.

إن تفهم المشاعر ومعرفة سببها وكيفية التعبير عنها وما يمكن تجنبه منها يعتبر السبيل إلى حياة سعيدة مع الأبناء.

ـ لم نملك مشاعر؟

أحياناً ما تكاد تتمنى ألا يكون لك مشاعر؛ وخاصة تلك المشاعر السلبية - مثل الغضب والحزن - التي تسبب الكثير من الألم. لم تزودنا الطبيعة إذاً بهذه الحالات الشعورية القوية؟ إن كلا منها يلعب دوراً كبيراً كما سترى.

فلنتناول الغضب أولاً: تصور أن هناك شخصاً ما - لسبب من الأسباب - لا يشعر أبداً بالغضب. أي أنه قد تربي بشكل أو بآخر على عدم استشعار الغضب! وبينما يكون هذا الشخص واقفاً في أحد الأيام في مرأب السيارات داخل مركز تسوق، تمر سيارة وتقف فوق قدمه مباشرة! لن يكون من هذا الشخص الذي يتمتع بقدرة خارقة على قبول الأشياء دون إحساس بالغضب إلا أن يقف في مكانه حتى ينتهي قائد السيارة من عملية التسوق ثم يعود.

إن الغضب هو ما يدفعنا للدفاع عن أنفسنا، وبدونه سوف نتحول إلى عبيد، إلى أذلاء، إلى فئران! إن الغضب هو غريزة الحرية والحفاظ على النفس.

كذلك الحال مع الخوف. فهو ذا قيمة كبيرة أيضاً. لماذا تقود سيارتك في الجانب الصحيح من الطريق؟ لأن الخوف يمنعك من المخاطرة، إن كنت لا تصدق أن الخوف نافع. تذكر تلك الأوقات التي تكون فيها بداخل سيارة يقودها سائق لا يعرف الخوف! إن الخوف هو ما يدفعنا إلى التمهل، ويجبرنا على التوقف والتفكير وتجنب المخاطر - حتى إن لم يكن عقلنا الواعي قد تبين بعد وجه الخطورة التي نستشعرها.

أما الحزن فهو ذلك الشعور الذي يساعدنا على الشعور بالأسى، وهو بالفعل يخلص نفوسنا من الإحساس بالألم الناتج عن فقدان شيء ما أو شخص ما إن التغير الكيميائي المصاحب للحزن يساعد عقولنا على التحرر من الألم، ومن ثم بدء حياة جديدة. إن الشعور بالحزن وحده هو الذي يمكن أن يساعدنا على تخطي المواقف الصعبة، ومن ثم إعادة التواصل مع البشر والحياة. وهكذا ترى أن المشاعر التالية تعالج الأمور بالشكل المناسب حيث:

(الغضب ... يحررنا).

(الخوف ... يؤمننا). 

الحزن ... يبقي التواصل قائماً مع الأشخاص والعالم.

إن النتائج الثلاث السابقة تعتبر أساسية لسعادتنا. أما الشعور الرابع وهو الفرح فهو ما نشعر به عندما تتحقق هذه النتائج (الحرية، والأمان، والتواصل). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.