المعركة من أجل آتو: التحديات الجغرافية الطبيعية لحملة ألوشن في الحرب العالمية الثانية : وصفت الحرب في جزر ألوشن Aleutian بأنها " الحرب المنسية " (1993 Chandomnet)، و" جبهتنا الخفية " (1944 Gilman)، و" حرب الألف ميل " (1969 Garfield). وكل واحدة من هذه الأوصاف تقود إلى الطبيعة المغمورة لحملة الوشن وتأثيرها الضئيل نسبية خلال الحرب العالمية الثانية. وبالفعل، تنبع هذه الإشارات من عدد زهيد من المنشورات التي تسلط الضوء على صراع الحرب العالمية الثانية الدموي وشبه المجهول، بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان في شمالي المحيط الهادي.

ومن الحقائق غير المعروفة أن إحدى المعارك الاستثنائية على الجزيرة خلال الحرب العالمية الثانية حدثت على الأرض الأمريكية. وبنسبة مئوية من مجموع القوى المعنية، فقد جاءت المعركة في سبيل استعادة آتو Attu في المرتبة الثانية من حيث التكلفة بعد آیو جیها باعتبارها المعركة الأكثر تكلفة في حملة المحيط الهادي (1969 Garfield). ومما جعل هذه المعلومة أكثر غموضا واحتجابا صعوبة تحديد موقع جزيرة آتو على معظم الخرائط. وفي بعض النواحي، لم تكن الحملة برمتها في جزر ألوشن أكثر من معركة هامشية في سياق حرب عالمية، أو حتى حرب في المحيط الهادي. ومع ذلك، فإن المعركة لاستعادة آتو كلفت أمريكا حياة 459 أمريكية، و1148 جريحة، بالإضافة إلى 2100 ضحية أخرى عانوا المرض أو التعرض للأخطار أو الإصابات الناجمة عن أسباب أخرى غير المعارك Hutchison) (1994. والأمر المهم الآخر الذي لا يمكن تجاهله هو ملايين الدولارات التي أنفقت على  البنية التحتية وجموع الأفراد والأسلحة والمعدات الضرورية لاستعادة الجزيرة. ومع أن اليابان استولت في البداية على الجزيرة دونها مواجهة، فقد منیت لاحقا بمقتل 2350 جنديا يابانية وأسر الباقين وعددهم 29 (1994 Hutchison). وخلال حملة ألوشن، تسببت الظروف الجغرافية الطبيعية بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا في صفوف القوات البرية والبحرية والجوية اليابانية والأمريكية. وبالفعل، فإن الموقع النائي والظروف القاسية جعلت الإجراءات الروتينية تحتاج إلى وقت و موارد تزيد على الحد. وفي النهاية، فإن الطبيعة القاسية للبيئة الطبيعية والموقع النسبي حد من فائدة آتو من حيث هي أرض رئيسية، وشكك في منطق التوغل الياباني في المقام الأول. إلا أن المعركة في سبيل آتو أثبتت بوضوح مدى صعوبة القيام بعمليات عسكرية في بيئات وعرة وفي أمكنة نائية من هذا القبيل. ودفعت هذه الحقائق القاسية إلى تغيير مباشر في عقيدة الجيش الأمريكي وأسلحته وزينه ومعداته. يعد هذا الفصل مثالا عن الجغرافيا العسكرية التاريخية الموضحة في إطار عملياتي واستراتيجي (2003 Palka). وهدفي هو وصف أثر البيئة الطبيعية الفريدة والموقع النائي على العمليات العسكرية، والتوسع في شرح بعض الدروس التي تعلمتها المؤسسة العسكرية الأمريكية وطبقتها لاحقا في مكان آخر.