المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اواني المشركين
2024-10-13
BUTANEDIOL (HO-(CH2)4-OH)
6-9-2017
الكروموسومات / الصبغيات Chromosomes
7-11-2017
سرعة الانسياق drift velocity
23-9-2018
modal subordination
2023-10-13
اللوز المر Bitter almond (Prunus amygdalus var. amara)
2023-04-16


في إطار اللعب والمعاشرة  
  
1186   10:59 صباحاً   التاريخ: 7-8-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص209ـ 214
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

تعليم الحرية والتدريب عليها ممكنة وقابلة للإجراء من قبل الأبوين والمربين وبصورة مختلفة، من جملتها استعمال أسلوب (القدوة)، بالإضافة إلى ذلك استعمال أسلوب التوعية واللعب مع الطفل وذكر القصص له وعن طريق المعاشرة والمجالسة.

أما تطبيق الأساليب المحددة فتكون أحياناً بصورة مباشرة وأحياناً أخرى بصورة غير مباشرة، مرة عن طريق الأبوين ومرة أخرى بواسطة المعلم والمربي، وقد تشترك في ذلك بعض الوسائل الأخرى كالإذاعة والتلفزيون والجرائد والمجلات والخطباء.

نحاول هنا بحث طرق هذه الأساليب وكيفيتها في إطار اللعب والمعاشرة والذي يمكن تطبيقه في جميع العوائل ومن قبل جميع الآباء والأمهات

مسؤولية الوالدين

الزواج والانجاب مسؤولية كبيرة يسأل صاحبها عنها(1)، نفس موضوع الانجاب لا يعني شيئاً أو يعني القليل إلا أن المسؤولية التي يتحملها الأبوان مقابل الأطفال والناس، وبالتالي أمام الله (عز وجل) باعتباره الصاحب الأصلي والمالك الحقيقي للجميع ستكون مسؤولية عظيمة، ومن وظائف الوالدين: الارتباط مع الأطفال وفتح قناة المعاشرة والاستئناس بحيث يكونا كجناحي الطير الذي يضم فراخه تحتها ويسعى للحفاظ عليهم ونموهم. يكتسب الصغار منهم الحرارة ويتعلمون طريقة العيش والتعامل.

يؤكد الإسلام على ذلك: (من كان له صبياً فقد صبا)(2)، وهذا سبب مهم للانسجام والتفاهم ومعرفة الطفل والتربية العملية.

وقد جاء كذلك وجوب تخصيص قسم من الوقت لممارسة اللذات المشروعة وإيجاد الروابط والعلاقات بين أهل البيت(3).

التربية عن طريق اللعب

اللعب وسيلة للتربية ولكن بشرط أن تكون مبرمجة ومخطط لها، يعطي اللعب حرية فكرية للطفل ويسبب تقوية الإرادة واتساع الرؤية. حرية العمل والبيان توصل الطفل إلى العلى، وتشخص منطقة حركته وتجعله مستعداً لاتخاذ المواقف الفكرية في الوقت الحاضر والمستقبل، فما أكثر الملكات والأخلاق الفاضلة التي ظهرت على الطفل من خلال اللعب واكتسبت شخصيته صبغة جميلة ومعالم واضحة، وما أكثر الإرادات المفيدة والمنطقية التي تبدوا للفرد خلال اللعب وتكون سبب للأعمال الإيجابية أو ترك السلبية. اللعب بالنسبة للطفل ليس بالعمل او المهنة وإنما هو قنطرة تربط بين حال عدم النظام وحالة التنظيم، ويفهم الطفل في ظلها مفاهيم العمل والمسؤولية والحرية وظروف الحياة مع الجمع، ويلتفت إلى الأسرار والحقائق المختلفة، ليعلم بعد ذلك ما يجب فعله أو تركه، وما هو الموقف المناسب الذي يتحتم عليه في الظروف الحالية، ويشخص مستوى مقاومته للظروف المختلفة ودرجة تحمله للضوابط والأوامر والنواهي.

اشتراك الأبوان معه في اللعب في الحقيقة تعني أخذ زمام المبادرة لإظهار السلوكية والحالة التي يريد نقلها إلى الطفل، فهم يعلمونه ما يجب فعله في كل ظرف زماني ومكاني وبصورة عملية، الأوامر والنواهي في اللعب تقوم على أساس التزام الطرفين بها وهنا سيجد الطفل نفسه مضطراً للعمل بذلك وسيترك آثاراً عليه ولكن بشرط أن ترافقه محبة الأبوين وعطفهم ورضى الطفل عن ذلك.

اللعب الجماعي

يلعب الأب مع الطفل أو الأم مع الطفل وهذا ما يؤدي إلى البناء والنمو، ولكن هذا الأمر سيكون أكثر تأثيراً في حالة كون اللعب جماعي ويشترك به أكبر عدد ممكن.

يشعر الطفل بين الجماعة بعدم التبعيض، وما يصادفه أحياناً لا يؤدي به الى التعقيد أو الظن بأن الأب يستعمل معه القوة أو الاستبداد عندما يخسر في لعبته.

يطغى على الطفل شعور بأنه مجهول بين الجمع وهذا يساعد على نقل المفاهيم الهادفة إليه في مجال الحرية وحدودها بصورة غير مباشرة، وسيكون الطفل مضطراً لإتقان اللعب عندما يكون هناك، وهذا يلزمه التمرين الأكثر، وعندما يقصد الطفل اللعب الأفضل والحصول على مرتبة مقبولة من الجميع سيكون مرغماً للتنازل عن جزء من حرياته ويصرف النظر عن التجاوز والتسرع والحرية غير المنضبطة، ويعدل عن رغباته اللامحدودة ويركن إلى ضابطة الجمع الحاكمة، وهذا تمرين مهم جداً لنموّه وعامل مساعد على نفوذ التربية إلى ذات الطفل بصورة أسهل وأبسط.

وفي نفس الوقت فإن حالة السرور التي تنتاب روحه ستوفر الإرضية المناسبة لإيجاد العلاقة السلمية بينه وبين الأولياء وتعطيه فرصة تجربة الحرية الجماعية التي يفترض فيها رعاية الضوابط الرائجة بينهم والقبول بالمسؤولية والتكليف وسط المجتمع.

اللعب والإلقاء

يستطيع الآباء نقل مفاهيم جديدة عن الحرية وحدودها من خلال اللعب إلى الطفل، والقاء ما يرونه مناسباً في مجال المنع أو عدم المنع في ذات الطفل، وانتقاد عمله وسلوكه والطلب منه بانتقاد السبيل الذي عين له أو إعلان قبوله أو عدم قبوله بذلك الخط.

انتخاب نوع اللعبة له أهمية بالغة في هذه التربية، وفي السيطرة على الطفل ووضعه تحت الضابطة المرادة، وتفهيمه بصورة عملية أو عن طريق الإلقاء أنه من الضروري أحياناً التجاوز عن المنافع الشخصية في سبيل المنافع العامة لأن ذلك يؤدي إلى الشعور باللذة كذلك عموماً الشيء المهم هنا هو معرفة الطفل حدود حريته والمستوى الذي يجب استعماله من قوته وإمكاناته للارتباط بالجمع، وكيف يسير وكيف يعمل معهم وإلى اي حد يجب عليه الاستمرار معهم، ويفهم علة إطاعته للقانون والنظام وما هي الموارد التي يجب الوقوف عندها لإحقاق الحق، وما هي المناسبات التي يكبح جماح رغباته وأمنياته عندها، والسبب الذي يدعوه إلى تغيير علاقاته.

بعض النكات في اللعب

- يجب أن يتناسب مع سنه ونموه لكي يتعلم الطفل الحدود اللازمة للحرية والمنع.

- إعطاء الحرية شيء حسن ولكن يجب أن لا يفوتنا أن الطفل قبل أن يصبح صاحب فكر وإرادة لا يحق له التحدث عن الاستقلال.

- ليكون الغرض الأساسي من اللعب هو السيطرة على طلباته المتعنتة وتهيئة الأرضية اللازمة لتعديلها.

- يجب أن يكون الطفل ملتزماً في كل لعبة والتزامه نابعاً من فهمه وإرادته، وأن يعلم حد الإمكان داخل إطار النظام.

ـ يجب توضيح موضوع رعاية حقوق الآخرين أثناء اللعب، وأخذ دور الآخرين بنظر الاعتبار.

في المعاشرة

تعتبر المعاشرة من الدروس القيمة بالنسبة للطفل، لأنها ستكون مصدراً للإطلاقات والمعلومات الضخمة وأساليب تربوية مباشرة وغير مباشرة له.

هناك العديد من الموارد التي يمكن طلب راي الطفل فيها ومشورته، ولكن ذلك لا يستمر دائماً وإنما في بعض الأحيان لفتح باب حريته وإعطائه الاعتبار، سيؤدي هذا الأمر الى ظهور الملاحظة لديه وهذا سيمهد أرضية الأمر والنهي التابع لذلك.

تعتبر السفرات الجماعية أمراً مهماً في استئناس الطفل وتعليمه حدود الحرية المراقبة، ومن خلال ذلك وعن طريق أسلوب الإلقاء يمكن في بعض الموارد توضيح حدود التقدم وحدود الحرية وعن طريق العمل في موارد أخرى.

وفي بعض الموارد الأخرى للمعاشرة يمكن تفهيمه حدود الحرية وموارد المنع وذلك عن طريق تهيئة الأرضية اللازمة للمعاشرة مع من هو صالح للقيادة والهداية كالأقرباء والمعلمين ورجال الدين وكل من له صلاحية ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ فإنك مسؤول عما ولّيته.

2ـ تحف العقول: ابن شعبة الحراني، فصل الإمام علي (عليه السلام).

3ـ نهج البلاغة - كلمات قصار حديث382. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.