أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-4-2021
1692
التاريخ: 19-7-2021
1805
التاريخ: 5/12/2022
1067
التاريخ: 12/12/2022
2508
|
- مظاهر السطح :
سطح الأرض هو المجال الذي تتحرك عليه وسائل النقل البري (السيارات والقطارات وغيرها) ولهذا فدور هذا العامل كبير في توزيع شبكة الطرق البرية وحركة وسائل النقل البري في العالم وكثافتها . فكما هو معروف أن تضاريس هذا السطح تختلف من مكان الآخر، فهناك التضاريس السالبة وهي الأراضي المنخفضة بصفة عامة والمتمثلة في السهول والأحواض والأودية، والتضاريس الموجبة وهي الأراضي المرتفعة بصفة عامة والمتمثلة في الجبال والتلال الهضاب والحافات.
إن أثر التضاريس الموجبة على النقل البري سلبي بصفة عامة، فهذه المظاهر تمتاز بالارتفاع وشدة الانحدار، ولهذا للعامل الأخير أثر كبير على وسائل النقل البري من حيث السرعة وحجم الحمولة التي تنقلها كما أن له أثرا على مد الطرق والسكك الحديدية و مدی انتشارها وكثافتها هذا إذا كانت الانحدارات معقولة ، أما إذا كانت شديدة فإن حركة وسائل النقل تتوقف تماما لاسيما القطارات التي يجب ألا تزيد درجة الانحدارات التي تصعدها عن 25 في الألف وإن زادت عن ذلك بنسب بسيطة يحتاج القطار إلى قضيب ثالث مسنن يوضع بين القضيبين الرئيسيين مع عجلة مسننة .
أما إذا زادت الانحدارات بنسب أكبر فإن حركة هذا النوع من وسائل النقل تتوقف تماما، وعند الضرورة تضطر الدول إلى شق الأنفاق عبر السلاسل الجبلية لتمر عبرها القطارات، وهذا ما اتجهت إليه الكثير من الدول في العالم.
إن المناطق المرتفعة والمنحدرة كثيرا ما تعطى الفرصة لوسائل النقل ذات المجهود العضلي (الإنسان والحيوان). لتقوم بدورها في عملية النقل في هذه المناطق ونتيجة لهذا العامل (الانحدار) وعوامل أخرى تتعلق بالارتفاع، تقل كثافة السكان في هذه المناطق، وبالتالي تتبعها قلة في كثافة شبكة الطرق والسكك الحديدية وحركة الانتقال في هذه المناطق، والأمثلة على ذلك واضحة في معظم المناطق الجبلية، كالمناطق التي تمتد فيها جبال الهملايا وجبال الأنديز والروکی، اطلس وغيرها بالإضافة إلى الحافات شديدة الانحدار التي تنتشر هنا وهناك في معظم أنحاء العالم . أما أثر التضاريس السالبة، فهو إيجابي بصفة عامة فهذه المظاهر تمتاز في الغالب بالاستواء أو بانحدار الهيئة التي تساعد على تمهيد الطرق وتعبيدها ومد السكك الحديدية وسهول العالم تبين هذه الحقيقة بوضوح ، ودليلا على ذلك نذكر السهل الأوروبي العظيم وسهول أمريكا الشمالية وسهول آسيا وغيرها فهذه السهول تمتاز بالاستواء أو التموج البسيط مما ساعد على مد الطرق والسكك الحديدية وإنشائها فيها جعلها من أكثر مناطق العالم كثافة في شبكات الطرق والسكك الحديدية .
إن الاستواء وقلة الانحدار في هذه المناطق، إلى جانب عوامل أخرى ممثلة في الظروف المناخية المناسبة إذا وجدت والموقع الجيد المفتوح والكثافة السكانية العالية والأنشطة الاقتصادية المتنوعة، جعلت هذه المناطق كما ذكرنا سابقا من أكثر مناطق العالم التي تتمتع بشبكة كثيفة من الطرق المعبدة والسكك الحديدية، بالإضافة إلى منشآت النقل البري المختلفة التي تقدم خدماتها للوسائل سابقة الذكر وهذه الأسباب هي نفسها التي جعلت منطقة طرابلس السهلية من أكثر مناطق ليبيا كثافة في شبكات الطرق وحركة المرور بعكس المناطق الجبلية في كل من الجبل الأخضر والجبل الغربي.
ومن المظاهر التضاريسية الأخرى التي تمتاز بها المناطق الجافة بالذات، وتؤثر على النقل البري هي الكثبان الرملية الثابتة منها والمتحركة، وهذه الأخيرة - الكثبان المتحركة - أكثر خطرا لأن الأنسان باستطاعته تفادي الكثبان الثابتة ولكن الكثبان المتحركة كثيرا ما تزحف على شبكات الطرق ومنشآت النقل البري المختلفة وتكون سببا مباشرا في الأضرار التالية:
1- قطع الاتصالات بين الكثير من المناطق نتيجة لتوسطها هذه الكثبان أو لإحاطة هذه الكثبان بها.
2- وقوع الحوادث بسبب تراكم الكثبان على الطرق المعبدة والسكك الحديدية . 3 - زيادة تكاليف صيانة الطرق ومراقبتها.
كما أن الأودية الموسمية منها والدائمة لاسيما العميقة منها تؤثر هي الأخرى بدرجة كبيرة في النقل البري بصفة عامة وكثافة شبكة الطرق بصفة خاصة، حيث إن عملية اختراقها تحتاج في الغالب إلى بناء الجسور والكبارى"، وهذا يحتاج إلى تكاليف إضافية يصعب توفيرها في بعض الأحيان على المدى القصير وفي أحيان أخرى حتى على المدى البعيد وبخاصة عندما تكون الدولة فقيرة وهذا يقلل من كثافة شبكات الطرق والسكك الحديدية في المناطق التي تنتشر فيها هذه المظاهر ودراسة هذه الأودية مهمة جدا عند بناء الجسور والكباري" ففي ضوء هذه الدراسة يتم تصميم الجسر من حيث الارتفاع والطول والمادة التي يبني منها الجسر وموقع الدعائم, كما تجب الإشارة إلى أن المستنقعات هي الأخرى تعد من العوامل السلبية التي تعرقل وتعيق تطور شبكات النقل البري في المناطق التي تنتشر فيها, ولكي تعبرها الطرق المعبدة والسكك الحديدية تحتاج إلى تكاليف كبيرة تنفق على عمليات الردم والتقوية.
مما سبق يتضح أن شبكات النقل البري تتأثر بأشكال سطح الأرض من مرتفعات ووديان وسهول ومستنقعات وغيرها سواء المرتفعة والمضرسة والشديدة الانحدار وكذلك الأودية العميقة والكثبان الرملية والمستنقعات لها دور سلبي على شبكة الطرق وخطوط السكك الحديدية ووسائل النقل البري، مما تؤدي إلى تخفيض كثافتها في المناطق التي تنتشر فيها هذه المظاهر التضاريسية أما السهول والأحواض فلها دور ايجابي، يظهر في زيادة أطوال شبكات الطرق المعبدة وخطوط السكك الحديدية وكثافة حركة وسائل النقل البري في المناطق التي تسود فيها، وإذا نظرنا إلى خريطة الطرق المعبدة في ليبيا نلاحظ بوضوح مدى الاختلاف الكبير في كثافة شبكة الطرق، فهي كثيفة في المناطق السهلية الساحلية لاسيما في منطقة طرابلس وما جوارها ومنطقة بنغازي، وتقل كثافتها في المناطق الجبلية الجبل الأخضر والجبل الغربي في الشرق والغرب وبصورة أكبر في المناطق الصحراوية في الجنوب, أخيرا يجب أن ننوه بحقيقة مهمة، تتمثل في التقنية الحديثة والتقدم العلمي الذي توصل إليه إنسان هذا العصر الذي استطاع بواسطته أن يذلل الكثير من الصعاب والعراقيل التي تخلقها مظاهر السطح أمام النقل البري.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|