أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-5-2017
1773
التاريخ: 2023-12-11
1143
التاريخ: 25-9-2017
5836
التاريخ: 12-1-2016
5777
|
يعتمد الأولياء على بعض الأساليب التربوية الخاطئة حسب اعتقادنا حتى وإن كانت ناتجة عن قصد الخير. يستعملون الأساليب الحادة جداً ويبدلون البيت إلى منطقة عسكرية وأحياناً يتحول إلى سجن ويعتقد بأن الأطفال هم ملك خاص له.
تقترن تربيتهم مع الضرب والشتم والقوة والاستبداد. تنعدم بيوتهم من العطف والصفاء والمودة أو هناك تشابه كثير بين ثكنات الجيش وبين المدرسة، ويتعامل معهم معاملة الأسير التائه والواقع في قيدهم وعليه التبعية المطلقة والعمياء للمربين. ما أكثر القرارات غير المناسبة والتوقعات غير المنطقية للأولياء والتي تفرض على الطفل.
نحاول هنا توضيح بعض الأساليب الموجودة في التربية ونبحث أشكال الاستبداد وطرقه وسنذكر كذلك فوائده واضراره.
أساليب التربية
هناك ثلاثة أساليب تربوية أساسية. ولكل منها خصوصياته ومزاياه.
1ـ أسلوب إعطاء الحرية المطلقة:
وهو الأسلوب الذي يعتمد على إعطاء الحرية للطفل يفعل كل ما يريده (Laisses -Fair) ويطبق هذا الأسلوب في بعض العوائل، وحسب البحوث(1)، في بعض المجتمعات الأولية أو البدائية.
إن كان القصد من ذلك هي الحياة الحيوانية أو المهملة للضوابط والحضارات فإنه لا يسعنا بحث ذلك وإما إن كان الغرض هو حفظ الإنسانية والحضارة من السقوط والانحطاط فإن هذا الأمر صعب جداً تحت هذه الظروف.
2ـ أسلوب الاستبداد: ويجري فيه المربي برنامجه ويطبق أسلوبه التربوي بالاعتماد على الضرب والشتم وإيجاد حطام خانق يطغي عليه ضغط السوط والحرمان يجبرون الأفراد على التبعية التي هي نوع آخر من انواع الحياة الحيوانية والعبودية، قد يكون الأفراد هنا في حالة استسلام لفرد قوي ولكن ذلك سوف لا يدوم على خير له ولا يستمر لصالحه.
3ـ الأسلوب المعتدل: وهو الذي يتوسط الأسلوبين السابقين أي لا يعطي الحرية المطلقة ولا يقيد الفرد بقيود الأسر والعبودية وهذا ما يؤيده العلم والعقل والإسلام الذي هو دين الاعتدال: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة: 137].
الفوائد الظاهرية للاستبداد
بالنظر للآثار السريعة التي يتركها هذا الأسلوب في الوصول إلى المقصد لهذا نرى البعض يعتبره مفيداً ويعتمدون عليه في تربيتهم لو اعتبرنا الموارد التي سنذكرها فوائداً من قبيل:
- وصول المربي إلى غرضه بسرعة فائقة وغير متوقعة أحياناً.
- لا يحتاج معها إلى المجادلة والاستدلال للإقناع في انتخاب خط المشي.
- أعصابه في راحة من البحث والجدال لغرض الإقناع.
- نتيجته قطعية وخالية من الأسباب والعلل والتخلف أو عدم الاطمئنان الى أمر ما
- الأفراد الذين يخضعون لسيطرته في حالة استسلام كاملة وكلامه واجب الطاعة.
- تطبيق النظم والانضباط بصورة كاملة وقطعية.
الأضرار
لهذا الأسلوب أضرار وعوارض جانبية تكون سبباً لعواقب وخيمة ولهذا يعتقد البعض بخطأ هذا الأسلوب ويعتبره أصحاب الرأي أنه خارج عن دائرة الانصاف والعقل. ومن أضراره هي:
- الاعتياد على الطاعة العمياء والاستسلام والذلة.
- تخريب شخصية الطفل بحيث سيكون في المستقبل فرداً ذليلاً وعديم الحيلة.
- يؤدي أحياناً إلى الطغيان والعصيان ويرفض جميع الضوابط والرقابات.
ـ يؤدي به الى الانزواء والسكوت والتسليم والكآبة وعدم الارتياح.
ـ سيصبح فرداً ضائعاً لا ملجأ له وسيقف عن التقدم باتجاه الرشد والنمو.
- مادام الضغط مسلط عليه فهو في حالة استسلام ولكن ما ان يبتعد عنه لحظة نراه يعود إلى حالته الطبيعية كالنابض.
- يؤدي الاستبداد إلى تعلمه والتطبع عليه ولهذا فإن المربي يعتبر شريك هذا الذي يستبد الآخرين اليوم.
التربية والاستبداد
الرؤية الإسلامية تؤدي إلى عدم إمكانية إعطاء الأساليب المستبدة ثمارها وستكون عاجزة عن إيصال الفرد إلى السعادة ولا يمكنها ضمان أسباب السعادة له. تشير التجارب العلمية إلى استحالة الوصول إلى المقام الإنساني الرفيع والكامل من خلال الاستبداد والظلم ولا يمكنه الحصول على الكمالات المعنوية من خلالها. وحتى وإن كانت الصلاة والصوم ناتجة من الضغط والإجبار فإنها سرعان ما ستزول وستكون فاقدة لأي اعتبار من ناحية الأجر، الأسلوب الديكتاتوري للتربية لا تؤيده المذاهب ولا الأنظمة التربوية الموجودة لعدم إمكانية مشاهدة الآثار الإنسانية عليه لأنه طمرت تحته جميع الاستعدادات والرغبات وحتى الأهداف الإنسانية السامية.
يحتاج الطفل إلى الأجواء السليمة والآمنة في سبيل القيام بأموره كالدقة والتخطيط والبرمجة وإظهار النفس وإثبات الوجود والامتناع وحب الاطلاع ومعرفة العلل وإفراغ ذاته من الانفعالات والقوى الإضافية.
يعتقد علماء التربية أنه لا يمكن ظهور قاعدة معينة في الأجواء المتحررة بالكامل أو المحاطة بالاستبداد من كل جانب وكذلك لا يمكن أن تتخذ الملاكات والضوابط شكلها الطبيعي.
كل فرد فيها يسعى إلى التكيف مع الظروف المحيطة به بدون أن يلاحظ وجود الضابطة الأخلاقية والانسانية أو عدم وجودها وكذلك دون أن يملك أي مبرر للاستبداد أو الديكتاتورية.
من هو المستفيد؟
من هو المستفيد من الاستبداد؟ حسب اعتقاد المستبدين هم الأولياء والأطفال كذلك، ونقول بقطع أن الأطفال لا يستفيدون إلا نادراً جداً من ذلك من قبيل تعريضهم لخطر مؤكد لا يمكن إبعادهم عنه إلا بالجبر والقوة.
الأولياء يستفيدون منه لمدة قصيرة جداً لا تتجاوز اللحظات وفي النهاية سيلحق الضرر بهم أيضاً لأن الضغط المستمر يستلزم السيطرة على مفتاح تنظيمه لأن الغفلة عنه لحظة واحدة سيؤدي إلى بداية التعاسة والانفلات(2).
يستنتج الأطفال تدريجياً طريق خلاصهم من ذلك الضغط وذلك عن طريق الشر والأضرار وبهذا سيصبحون بخط والأولياء بخط آخر.
وهناك تحذير شديد اللهجة من التلاعب بهم وتحطيم شخصيتهم وحرمتهم والاستهزاء بها وهتكها لأن ذلك سيضعف من قدراتهم.
ومن الأخطاء الأخرى تفاخر الأولياء أو يكون الدافع إرضاء النفس أو الجهل من تسليط الضغوط على أطفالهم والتسلط عليهم بقساوة وشدة ولا شك أن العاقبة ستكون وخيمة وعكسية.
انفجار العقد
لا بأس ان نذكر هنا، أن أصحاب الأزمات النفسية هم جزء من المرضى والمعقدون والمصابون بالاختلالات العصبية لا علاج لهم سوى إيذاء الآخرين وكذلك أزواجهم وأطفالهم أو الأفراد الذين يقعون تحت أمرهم ويفرغون جميع إحباطاتهم وعقدهم فوق رؤوس الأبرياء، وان تسلقوا هؤلاء إلى أعالي السلطة فنراهم يصبون الغضب والنقمة على رؤوس الناس(3).
يرى هؤلاء شخصيتهم ووجودهم في إطار الظلم والقوة ولا تعرف حياتهم معنى للعفو والمسامحة، ولا يقبلون خطاً من يكون تحت يده إطلاقاً ويعتبرون العفو والصفح من أنواع الضعف. يضفي على حياتهم الكلام البذيء والإيذاء والخشونة والقسوة والأمر والنهي المستمر الحياة مرة بالنسبة لجميع وجوده ولا يفكر لحظة بمستقبل الظلم الموحش. ولا يعتقد باستحالة إدارة المجتمع بالظلم والجور في حين يمكن ذلك مع الكفر، فـ (الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم).
إعطائه إلى دور الحضانة
البعض لا طاقة له في تربية الجيل او الجدال معه لتربيته وقد يعتقد البعض بأنه أعظم من هذا الفعل وأكبر من أن يقضي وقته في تربية الطفل أو الاعتناء بالعجوز الكهل كالأب والأم اللذين وقعا في قبضة الكبر والعجز ولهذا يذهبان بهم جميعاً إلى دور الحضانة إن وجود هذه المؤسسات وهذه الأخلاقيات تحكى عن تخلف حضارتنا ويشير ذلك إلى انه لا زال هناك افراد في عصر الذرة وانفجار العلم لا يمتون إلى الانسانية والأخلاق بصلة وهؤلاء لا يفكرون إلا بأنانيتهم ومملحتهم الشخصية ولذاتهم ومنافعهم.
يعبر هؤلاء عن عواطفهم المتزلزلة والهشة، لا اُمّ ترقّ قلوبهم ولا مرضعة. فيودعونهم في أجواء غير عاطفية وقاسية ومغلقة، لا اهتمام مناسب بالطفل ولا بكبار السن، رغباتهم مهملة قد يؤدي ذلك إلى تشاؤمهم من الحياة ويأسهم منها. ولا يعلم ما هو مستقبلهم وان وجد فانه وخيم ومرّ.
نكات مهمة
يجب أن يتذكر الأولياء:
- الأسلوب الاستبدادي أسلوب جاهل ومصيره إلى الزوال.
- يجب أن تكون هناك أوامر ونواهي وقدرة ولكن بالشكل الذي يكون قابلاً للفهم والقبول.
- يجب أن لا نتوقع تنفيذ الأمر دائماً بسبب السؤال عن العلة ومعرفة السبب لأن الطفل إنسان وله رأي في بعض الأمور.
- لا يجوز التدخل في شؤون الطفل الخاصة لأنه نوع من أنواع القضاء على الاستعداد والرشد.
- السيطرة ضرورية ولكن لا تجرح عزة نفس الطفل لأن ذلك يؤدي إلى الذل والخضوع.
- يعتبر حفظ أمن وهدوء الطفل من المبادئ الأساسية ويجب عدم سلب لذاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ اتوكلاين برك: علم النفس الاجتماعي: فصل الغاية.
2ـ القسر لا يدوم.
3ـ محمد خان القاجاري وعقدة العصبية المستعصية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|