المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


العوامل الخارجية للسلوك الإجرامي  
  
6270   01:29 صباحاً   التاريخ: 5-7-2022
المؤلف : محمد ابراهيم الدسوقي علي
الكتاب أو المصدر : علم الاجرام والعقاب
الجزء والصفحة : ص 50-60
القسم : القانون / علوم قانونية أخرى / علم الاجرام و العقاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-6-2022 3127
التاريخ: 15-6-2022 1897
التاريخ: 9-7-2022 2478
التاريخ: 6-7-2022 3982

إن العوامل الخارجية للسلوك الإجرامي هي مجموعة الظروف الخارجة عن شخصية الإنسان المحيطة به والمؤثرة في تحديد نوع شخصيته وفي الاتجاه الذي يتخذه سلوكه وهناك من يطلق عليها مصطلح العوامل البيئية والظروف الخارجية ليست بالضرورة كل ما يحيط بالإنسان وإنما يقصد بها الظروف التي من شأنها أن تؤثر في السلوك الإجرامي أي التي لها صلة مباشرة وغير مباشرة بشخص المجرم.

بحيث أن الظروف التي تحيط بالمجرم ولا تؤثر في سلوكه الإجرامي فإنها لا تدخل ضمن هذه العوامل مها كنت درجة صلة المجرم بها.

والعوامل الخارجية تتركز أساسا في العوامل الاجتماعية و الثقافية والاقتصادية

أولا : العوامل الاجتماعية :

تتمثل العوامل الاجتماعية في البيئة الأسرية والبيئة المدرسية وبيئة الأصدقاء

1- البيئة الأسرية :

الأسرة هي من أهم العوامل التي تساهم في تكوين شخصية الإنسان وتؤثر في توجيه سلوكه وكذلك تساعده في تحديد مستقبله وهذا كله راجع الكون أن الأسرة هي أول مجتمع يصادف الإنسان إذ تعتبر المجتمع الوحيد  الذي يعيش فيه الإنسان في طفولته .

وتشمل الأسرة الأب والجد والأم والإخوة والأخوات وللأسرة دور فعال في تحديد تصرفات وسلوك الفرد في المجتمع فدورها قوي وفعال في تحديد تصرفات وسلوك الفرد في المجتمع ولذا فإن الدور يبدأ منذ الميلاد فضلا عن البيئة التي يتلقى فيها الفرد تعاليم دينه ويرتبط فيها بأشخاص تجمعه بهم صلة تمتد إلى أعماق نفسه بحيث تعتبر الأسرة المجتمع الوحيد الذي يختلط به الإنسان في طفولته الأولى فيترسب في شخصيته ما يدور أمامه من أحداث وينطبع في مشاعره ما يتلقاه من قسوة أو حنان وعناية أو إهمال.

لذا فإن دور الأم يتمثل في منح الحنان الطفل ، إذ أن غياب هذا الحنان نتيجة قسوة الأم يولد لدى الطفل شعورا بالظلم ، مما يترتب على ذلك أن يصير عدوانيا ويرتكب في المستقبل أفعال تعد جرائم أما بالنسبة للأب فإنه يعد السلطة الأولى له التي تحدد مدى علاقته بالسلطة الاجتماعية فيما بعد، وقد تؤدي قوة السلطة الأبوية أو ضعفها من الطفل متمردا يرتكب أفعال من شأنها أن تشكل جرائم كما إن قسوة الأب تولد لدى الطفل عقد نفسية ربما تؤدي بسلوكه اتجاه الجريمة وللأخوة كذلك دور فعال فإذا كان الطفل وحيد الأبوين فإنه يتأثر بحنان الأبوين وتسامحهما معه فينشأ مدللا وأنانيا وكسولا .مما يؤدي إلى انحرافه وعدم مقاومته للإجرام .

ويرى جانب من الباحثين في علم الإجرام أن الأسر التي تفرز مجرمين إما مفككة أو فاسدة أو عاجزة  .

2- البيئة المدرسية :

تباشر البيئة المدرسية تأثيرها على تكوين شخصية الفرد فهي إما أن تؤدي للانحراف وقد تعمل على علاج من الانحراف أو تساعد على الوقاية منه .

فإذا كان المعلم أو الأستاذ غير كفئ أو سيء الخلق أو غير محايد في تعامله مع الأطفال فإن هذا قد يؤدي إلى هرب بعض التلاميذ من المدرسة وقد يلجأ بعضهم إلى الانضمام للجماعات الجانحة وقد تعجز المدرسة عن توفير المعاملة الملائمة للتلاميذ ضعفاء الذكاء فينشأ لديهم الشعور بالنقص وكراهية المدرسة والهرب منها وارتكاب سلوك لا اجتماعي :

ولهذا فإن الوظيفة الأساسية للمدرسة هي التربية الفعلية، إلا أنه ينبغي عليها العناية بمشكلات التكيف الاجتماعي لدى التلميذ وذلك عن طريق مواجهة الآثار السلبية التي أوجدتها في نفس الأسرة ، وهنا تقوم المدرسة بمواجهة القيم التي تتعارض مع قيم المجتمع ومن أهداف المدرسة تنمية شخصية التلميذ عن طريق تغيير سلوكه وشعوره وفكره بما يتفق مع أهداف التربية المبتغاة .

وترجع أهمية المدرسة في الوقاية من الجرائم التي ترتكب من طرف الأحداث إلى كونها أنها أصبحت المكان الذي يمكن فيه اكتشاف الميول الإجرامية لهم ولذلك يوصي الخبراء بتوفير الخدمات الاجتماعية والنفسية على طول العام الدراسي للكشف عن الأحداث الذين تظهر عليهم المشكلات السلوكية وعلاجهم في وقت مبكر.

3- بيئة الأصدقاء :

تؤثر بيئة الأصدقاء الذين يرتبط بهم الفرد على سلوكه وتصرفه حيث أن تأثير الأصدقاء ينمي لديه الاستعداد والميول الذي لم يكن لديه من قبل . وهذا يتوقف على مدى تجاوب الشخص وتكوينه النفسي والشخصي ، ولهذا يكون تأثير الأصدقاء على الشخص قوي لأن الفرد يأخذ من صفات أصدقاءه الكثير فإذا كانت الصفات إجرامية يسيطر عليه سلوك الجريمة إما إذا كانت عكس ذلك فقد تؤدي إلى تقويم سلوكه إلى الأحسن وقد يؤثر الفرد في أصدقاءه ، فيقلدون أخلاقه وطباعه فبيئة الأصدقاء التي تشمل المجرمين المعتادين فإن ذلك قد يؤدي إلى تكوين عصابات إجرامية ، وقد يتمثل الأصدقاء في النوادي الرياضية وجمعيات النشاط الاجتماعي التي تسجل انخفاضا في نسبة الإجرام في المدن أو القرى الموجودة فيها .

وهناك أسباب أخرى تساعد في هذا التأثير أهمها سوء معاملة الأسرة للحدث أو فقرها وكذلك المعاملة السيئة التي يتلقاها الحدث في المدرسة توجهه نحو عصبة الأصدقاء كما يؤدي فشله الدراسي إلى نفس الطريق والانضمام إلى عصبة الأصدقاء تجعل من الحدث مرتبط عاطفيا بها كما يشعر كذلك بالراحة النفسية ومن هنا ينشا التجاوب بين هؤلاء الأفراد الذين يلجأون إلى الجريمة للحصول على المال كذلك تمضية أوقات فراغهم في الأماكن التي تقربهم من الإجرام .

4- المسكن:

اختيار المسكن إلى حد كبير يؤثر على مستوى الاجتماعي والاقتصادي فوجود المسكن في حي رفيع المستوى وأضوائه على عدد  الحجرات كاف من الحجرات وتوفر الشروط الصحية فيه من تهوية وإضاءة ومياه سيكون له انعكاس طيب على نفسية ساكنيه ، وان توافر مسكن بكل هذه الشروط يتطلب وجود دخل اقتصادي مرتفع للأسرة أما في حالة انخفاض دخل الأسرة فان السكن انعكاسا لذلك المستوى حيث تحضر الأسرة للإقامة في مسكن متواضع قد تنعدم فيه وسائل الترفيه أو يؤثر على سكينه فيه الأبناء تربية غير صحية حيث تكثر فيه النزاعات والألفاظ البذيئة وعدم احترام الوالدين والإخوة.

كما يؤثر على تحصيلهم الدراسي إذ كانوا ملتحقين بالمدارس، ويؤدي المسكن الضيق إلى حرمان الفرد من ممارسة هواياته وفضاء أوقات فراغ مما يجعله يمكث خارج البيت لفترات طويلة باحثا عن الراحة خارج دلك السكن وقد يقع الأولاد او البنات في العديد من المشكلات نتيجة خروجها المتكرر . إضافة إلى ذلك فان ضيق المنزل قد يدفع الى عدم الفصل بين الصغار والكبار في النوم والازدحام في حجرة واحدة.

وفي بعض الأحيان تسكن مجموعة من الأسر مسكن واحد على الرغم من كثرة عددها وتنشا خلافات عديدة وتفقد العلاقات طابع الخصوصية ، كما يشجع على ارتكاب جرائم .

5- التلفاز

يرى بعض الباحثين أن بعض الأقلام تعمل على بث روح الجريمة حيث يصور المجرم بصوره بشكل يثير الإعجاب بشخصيته أو الأفلام العاطفية التي تثير الغرائز وتسخر من بعض العادات والتقاليد والمثل العربية الأصيلة ، وتؤدي إلى الاستهتار بهذه العادات ، وهذه الأفلام ترسم للمجرمين المناهج التي يتبعونها.

ورغم إن بعض البحوث دلت على اعتراف الأحداث بالتأثير بما شاهدوه من أفلام على سلوكهم الإجرامي إلا أن هناك بالطبع أخرون شاهدوا هذه الأفلام ولم يرتكبوا أي سلوك إجرامي. نستطيع أن نقول في ضوء ذلك إن المشاهدة تؤدي إلى الانحراف إذا كانت تلقى استعدادا نفسيا لدى الفرد أو إذا كانت ظروفه البيئية المحيطة مما يشجع أو يبعث على مثل هذا السلوك

ويوجه كثير من علماء النفس والاجتماع والتربية والآباء والأمهات كثيرا من الاتهامات إلى التلفاز فيقال انه يساعد على نمو السلبية واللامبالاة ويضعف من قوه إبصار المشاهد ويلهيه عن القراءة والاطلاع

التصور الإسلامي للانحراف :

بعد أن استعرضنا أسباب الانحراف وارتكاب الجريمة من وجهة النظر الاجتماعية فيمكن أن نستعرض التصور الإسلامي للانحراف وارتكاب الجريمة على النحو التالي:

أولت الشريعة الإسلامية عناية خاصة بالأحداث وكفلت لهم عددا من الحقوق الخاصة التي تتيح لهم النمو بشكل سليم من جميع النواحي الجسمية والاجتماعية والنفسية بشكل يتوافق مع الفطرة والطبيعة التي فطر الله الإنسان عليها وقد تجلت هذه العناية في جانبين أحدهما وقائي والآخر علاجي:

أ- الجانب الوقائي:

1- حسن اختيار الزوجة : قد اهتم الإسلام بالمولود قبل مجيئه من خلال حسن اختيار الأم حيث تعتبر الموجه الأول له وصلاحها يعتبر مؤشر مهم لصلاح الأبناء فيما بعد.

2- اختيار الاسم الحسن له : بعد مجيء الطفل يقرر الإسلام أنه لابد أن يختار الأب اسم حسن يشعره بالفخر والاعتزاز بين أقرانه ويشعره بأنه له قيمة داخل المجتمع يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من حق الولد على الوالد أن يحسن أدبه ويحسن اسمه "

3- حقه في الرعاية والإنفاق : ويشمل ذلك توفير ما يحتاج إليه الطفل من غذاء وكساء ومأوی وخدمات طبية ونفقة تعليمه إلى غير ذلك مما يحتاجه الطفل إلى أن يبلغ سنا يقدر فيها على الكسب. وتكون هذه الرعاية واجبة على الأب فإذا كان ليس له أية أجبر وراثه على نفقته على قدر ميراثهم منه ويهدف الإسلام من توفير هذه الحاجات الأساسية إلى إبعاد الطفل عن الضياع والحاجة لكي ينمو في جو نفسي و اجتماعي متوافق ويتمتع بنو عقلي وجسمي سليم وهذه من العوامل الأساسية التي تبعده عن الانحراف

4- حقه في التربية والتعليم : نظرا لأهمية التربية في تنشئة الطفل فقد أوجبها الإسلام على والديه أو من يقوم مقامهما

5- حق العدل بينه وبين أخوته : أوجبت الشريعة الإسلامية على الوالدين أو من يقوم مقامهما العدل بين الأبناء في الأمور المادية وفي الحب والتودد إليهم فلا يحل لهما تفضيل بعض الأولاد على بعض لما يترتب على ذلك من زرع العداوة والحقد والحسد ومن هنا وجب العدل بين الأبناء في كل المعاملات ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " تقوا الله واعدلوا في أولادكم ". والإسلام بهذا العدل في المعاملة يحمي الطفل من كل صور الاضطراب في نموه الشخص والانفعالي والاجتماعي.

ب- الجانب العلاجي:

لم تكتف الشريعة الإسلامية بكفالة هذه الحقوق الطفل والحدث بل إنها عملت على تحديد المصادر والمنابع المساعدة على الانحراف والجنوح وعملت على معالجتها والحد من تأثيرها على الفرد ومن ضمن هذه المصادر التي قد تدفع للانحراف ما يلي:

1- الفقر: يعتبر الفقر عام" من عوامل البؤس والحرمان والشقاء، ومنعا للحقد والحسد وللتأثيرات السيئة التي يحدثها الفقر على النفس البشرية فقد عالج الإسلام مشكلة الفقر بمجموعة من الحلول منها:

أ- التكافل : حيث ربط جميع المسلمين برباط الأخوة وأقام هذه الأخوة على النصرة والتعاون ، قال تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويأتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " (التوبة، آية 71)

ب- الزكاة : وهي عبادة مالية اجتماعية تطهر النفس من الشح والبخل والحرص وحب المال. وعندما ينال الفقير حقه من الغني تطهر نفسه من الحسد والضغينة فإن الإحسان يزال الأحقاد ويقضي على بواعث البغضاء ويجعل الناس أخوة متحابين رحماء متعاطفين. والزكاة تعالج مشكلة الفقر علاجا حاسم" حيث تقارب بين الطبقات دون أن تزرع في النفوس الأحقاد والضغائن.

2- التفكك الأسري : إن الرباط والوفاق الأسري عامل هام في تنشئة الأبناء تنشئة سوية وذلك لما يحيطهم به من شعور بالطمأنينة والأمن والرعاية والاهتمام لذلك حرص الإسلام على وضع الشروط والمبادئ الخاصة في الزواج وحدد واجبات وحقوق كلا الزوجين حتی يسود التفاهم والوفاق بينهما مما ينعكس بالتالي على الأبناء ولما للانفصال بين الزوجين من آثار سيئة على الأبناء فقد جعله الإسلام أبغض الحلال عند الله حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق

3- رفاق السوء : تشكل جماعة الرفاق تأثير على تكوين الأنماط السلوكية لدى الحدث والذي على ضوئه تتشكل شخصيته. لذلك فقد حث الإسلام على ضرورة اختيار الرفاق الصالحين واجتناب مرافقة أصدقاء السوء

ثانيا : العوامل الثقافية :

يقصد بها عنصر المستوى الحضري لكل المجتمعات و المنحصرة في عدة أبعاد منها المستوى التعليمي للفرد، نظرة المجتمع للجريمة ، القيم العقائدية أو الدينية و كذا أساليب التقدم العلمي، فالمستوى التعليمي مثلا له تأثير كبير في الحث أو الحد من الجريمة وعلى وجه الخصوص عدم احترام القوانين ، يقول لومبروزو في هذا المضمار "إن التعلم يوسع نطاق الفهم ، الخبرة وقد يكون سببا في ارتفاع الجريمة أو انخفاضها ".

 

أما فيما يخص نظرة المجتمع للجريمة فهناك عدة وجهات نظر للمجتمع للجريمة منها مجتمع يستنكر الجريمة - ومجتمع غير مبال بالجريمة - ومجتمع يستحسن الجريمة . أما فيما يتعلق بالقيم العقائدية و الدينية : فإن الأشخاص الذين لا يؤمنون بالعقائد الدينية و لا تحكمهم ضوابط و قوانين عقائدية يرتكبون عدة جرائم . وأخيرا أساليب التقدم العلمي والمتمثلة في الاختراعات التكنولوجية التي اخترعتها بعض الدول المتقدمة ، الإعلام ، الأسلحة ، المواد الكيميائية هذه كلها قد تكون سببا أو دافع لارتكاب الجريمة .

3- العوامل الاقتصادية :

هناك ثلاث أنواع من الجرائم لها علاقة بالعوامل الاقتصادية وهي جرائم ، الاعتداء على الأموال و على الأشخاص و جريمة العرض . فمثلا جريمة الاعتداء على الأموال التي ترتكب لإشباع حاجات معينة يفتقر إليها الفرد مثل المأكولات و الملابس ...... إذا كانت ظروفه الاقتصادية لا يمكنه من إشباع حاجاته بطريقة مطابقة للقانون ولكن يكون الدافع الارتكاب بعض جرائم المال هو استغلال الظروف ، كذلك في فترة الحروب أو في زيادة الأسعار الرسمية تكثر جرائم النصب والاحتيال ، بينما نجد بعض الجرائم خاصة الاعتداء على المال ترتكب لتحقيق المزيد من الرفاهية كما هو الحال بالنسبة للرشوة التزوير و خيانة الأمانة .

أما جريمة العرض فالعوامل الاقتصادية تلعب دور ملحوظ في جرائم العرض بصفة دائمة وخاصة في حالات الرخاء أو الأزمة . فحيث تتحسن الظروف الاقتصادية و ينتقل الناس بين النوادي و المنتزهات و دور اللهو و قد يفرط الأشخاص في شرب الخمور و تعاطي المخدرات هذه الأمور و غيرها مجتمعة تسهل في إقامة علاقات مشبوهة وغير شرعية وتعتبر هذه العلاقات اعتداء على العرض.

إذن من نافلة القول أن التحولات الاقتصادية تلعب دورا هاما في التغير الاجتماعي عموما وفي ظهور عدة جرائم ، ومن أمثلة التحولات الاقتصادية نذكر تحول المجتمعات الإنسانية من مجتمعات زراعية إلى مجتمعات صناعية و التحول إلى الصناعة يترتب عليه التركيز العمراني في المدينة و هجرة أهل الريف إليها ومما لا شك فيه أن التحولات الاقتصادية على مدى التاريخ كان لها عدة نتائج جوهرية في التبادل التجاري ، كذلك في نشأة التجمعات البشرية في المدينة كذلك في التوزيع الطبقي في المجتمعات الصناعية و كذا تعقد مشاكل الحياة و أخيرا في ارتفاع المستوى المعيشي . أما التقلبات الاقتصادية المتعلقة بالأسعار و الدخل و التغيرات المفاجئة التي تصيب الظواهر الاقتصادية من حين إلى آخر هذه الأخيرة تعرض المجتمع برمته لأزمات قاسية حيث لا يستطيع إشباع حاجياته فيلجأ إلى ارتكاب بعض المخالفات التي كثيرا ما تتحول إلى جرائم .

هناك ظاهرة اقتصادية لا تقل أهمية في ظهور الجرائم وهي الفقر و البطالة و أثرهما في الإجرام فالفقر هو عجز الإنسان على إشباع حاجاته الأساسية و ذهب عديد العلماء إلى حد القول :" الفقر هو السبب الوحيد في الجريمة ".




هو قانون متميز يطبق على الاشخاص الخاصة التي ترتبط بينهما علاقات ذات طابع دولي فالقانون الدولي الخاص هو قانون متميز ،وتميزه ينبع من أنه لا يعالج سوى المشاكل المترتبة على الطابع الدولي لتلك العلاقة تاركا تنظيمها الموضوعي لأحد الدول التي ترتبط بها وهو قانون يطبق على الاشخاص الخاصة ،وهذا ما يميزه عن القانون الدولي العام الذي يطبق على الدول والمنظمات الدولية. وهؤلاء الاشخاص يرتبطون فيما بينهم بعلاقة ذات طابع دولي . والعلاقة ذات الطابع الدولي هي العلاقة التي ترتبط من خلال عناصرها بأكثر من دولة ،وبالتالي بأكثر من نظام قانوني .فعلى سبيل المثال عقد الزواج المبرم بين عراقي وفرنسية هو علاقة ذات طابع دولي لأنها ترتبط بالعراق عن طريق جنسية الزوج، وبدولة فرنسا عن طريق جنسية الزوجة.





هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم كيفية مباشرة السلطة التنفيذية في الدولة لوظيفتها الادارية وهو ينظم العديد من المسائل كتشكيل الجهاز الاداري للدولة (الوزارات والمصالح الحكومية) وينظم علاقة الحكومة المركزية بالإدارات والهيآت الاقليمية (كالمحافظات والمجالس البلدية) كما انه يبين كيفية الفصل في المنازعات التي تنشأ بين الدولة وبين الافراد وجهة القضاء التي تختص بها .



وهو مجموعة القواعد القانونية التي تتضمن تعريف الأفعال المجرّمة وتقسيمها لمخالفات وجنح وجرائم ووضع العقوبات المفروضة على الأفراد في حال مخالفتهم للقوانين والأنظمة والأخلاق والآداب العامة. ويتبع هذا القانون قانون الإجراءات الجزائية الذي ينظم كيفية البدء بالدعوى العامة وطرق التحقيق الشُرطي والقضائي لمعرفة الجناة واتهامهم وضمان حقوق الدفاع عن المتهمين بكل مراحل التحقيق والحكم , وينقسم الى قسمين عام وخاص .
القسم العام يتناول تحديد الاركان العامة للجريمة وتقسيماتها الى جنايات وجنح ومخالفات وكما يتناول العقوبة وكيفية توقيعها وحالات تعددها وسقوطها والتخفيف او الاعفاء منها . القسم الخاص يتناول كل جريمة على حدة مبيناً العقاب المقرر لها .