أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
9833
التاريخ: 12-08-2015
12717
التاريخ: 12-08-2015
5163
التاريخ: 12-08-2015
2399
|
ذهب الكوفيون إلى أن "إنسان" وزنه "إفعان", وذهب البصريون إلى أن وزنه "فعلان" وإليه ذهب بعض الكوفيين.
أما الكوفيون:
فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا ذلك لأن الأصل في "إنسان: إنسيان" على "إفعلان" من النسيان، إلا أنه لما كثر في كلامهم وجرى على ألسنتهم حذفوا منه الياء التي هي اللام لكثرته في استعمالهم، والحذف لكثرة الاستعمال كثير في كلامهم، كقولهم: "أيش" في "أي شيء" و"عم صباحا" في "أنعم صباحا" و"ويلمه" في "ويل أمه", قال الهذلي:
ويلمه رجلا تأبى به غبنا ... إذا تجرد لا خال ولا بخل(1)
ص170
وقال الآخر:
ويلمه مسعر حرب إذا ... ألقي فيها وعليه الشليل(2)
والذي يدل على أن "إنسان" مأخوذ من "النسيان" أنهم قالوا في تصغيره "أنيسيان" فردوا الياء في حال التصغير؛ لأن الاسم لا يكثر استعماله مصغرا كثرة استعماله مكبرا، والتصغير يرد الأشياء إلى أصولها، فدل على ما قلناه.
وأما البصريون:
فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا: إن وزنه "فِعْلان" لأن "إنسان" مأخوذ من "الإنس" وسمي "الإنس" إنسا لظهورهم، كما سمي "الجن" جنا لاجتنانهم أي: استتارهم، ويقال: "آنست الشيء" إذا أبصرته، قال الله تعالى: {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا} (3) أي: أبصر، وكما أن الهمزة في "الإنس" أصلية, ولا ألف ونون فيه موجودتان, فكذلك الهمزة أصلية في "إنسان" ويجوز أن يكون سمي "الإنس" إنسا؛ لأن هذا الجنس يستأنس به ويوجد فيه من الأنس وعدم الاستيحاش ما لا يوجد في غيره من سائر الحيوان، وعلى كلا الوجهين فالألف والنون فيه زائدتان؛ فلهذا قلنا: إن وزنه "فعلان".
ص171
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين:
أما قولهم: "إن الأصل في "إنسان: إنسيان" إلا أنهم لما كثر في كلامهم حذفوا منه الياء لكثرة الاستعمال، كقولهم: "أيش" في "أي شيء" و"عم صباحا" في "أنعم صباحا" و"يلمه" في "ويل أمه" قلنا: هذا باطل؛ لأنه لو كان الأمر كما زعمتم لكان يجوز أن يؤتى به على الأصل، كما يجوز أن نقول: "أي شيء، وأنعم صباحا، وويل أمه" على الأصل، فلما لم يأت ذلك في شيء من كلامهم في حالة اختيار, ولا ضرورة دل على بطلان ما ذهبتم إليه.
وأما قولهم: إنهم قالوا في تصغيره "أنيسيان" قلنا: إنما زيدت هذه الياء في "أنيسيان" على خلاف القياس، كما زيدت في قولهم: "لييلية" في تصغير "ليلة" و"عشيشية" في تصغير "عشية", وكقولهم على خلاف القياس "مغيربان" في تصغير "مغرب" و"رويجل" في تصغير "رجل" إلى غير ذلك مما جاء على خلاف القياس، فلا يكون فيه حجة؛ والله أعلم.
ص172
__________
(1) البيت للمتنخل الهذلي من قصيدة يرثي بها ابنه أثيلة, والمعنى: تأبى أن تلحق بها غبنا أي: ضعف رأي، والخال: الخيلاء, أي: لا كبر فيه ولا بخل, انظر ديوان الهذليين 2/ 34.
(2) مسعر حرب: موقد حرب، أي: بطل حرب, يسعرها كلما ركدت.
والشليل: الدرع الصغيرة، غلالة تلبس تحت الدرع.
(3) سورة القصص: الآية 28.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|