السبب الأساس في قلق الاطفال النفسي هو ما يوجّه لشخصياتهم وعزة النفس لديهم من ضربات |
1456
08:47 صباحاً
التاريخ: 23-6-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 22/11/2022
1244
التاريخ: 13-1-2018
6602
التاريخ: 9-1-2018
2482
التاريخ: 18-1-2016
2098
|
قال علي (عليه السلام): (من كرمت عليه نفسه لم يُهنها بالمعصية)(1).
وقال (عليه السلام): (من هانت عليه نفسه فلا تأمن شرّه)(2).
إن كرامة الانسان وحفظ شخصيته من الامور المسلمة والذاتية التي يعيش الانسان بآمال اكتسابها والحصول عليها من خلال قيامه بمحاولات شتى ونشاطات مختلفة، وكل ذلك هو من أجل الحصول على ما يرضيه عن طريق صيانة نفسه والحفاظ على شخصيته واتزانه، فكلنا يسعى جاهداً في حياته وبشكل دائم للحصول على شأن وقيمة فيحاول الحفاظ عليها إلى حد ما، وكل ما يتعلق بشؤون الانسان من قبيل المحاولات اليومية من تحقيق واعتقاد ومشاعر وسلوك مما يرتضيه الانسان هو من اجل أن يرفعه ذلك درجة ومنزلة. فإن سعى الانسان للحصول على ثروةٍ أكثر أو مقام أرفع فليس ذلك إلا من أجل إرضاء هذا الأمر الفطري والذاتي لديه، فهو حتى عندما يجاهد ويضحي بنفسه تقرّباً الى الله تعالى يشعر بانه قد روى حسن العزة بالنفس لديه، وقد أكد القرآن الكريم على ذلك معتبراً المآل في جميع جهود الانسان ومساعيه هو كرامة الانسان وحفظ شخصيته وعزة نفسه، قال تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[العنكبوت: 6](*)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: (من هانت عليه نفسه فلا ترجَ خيره)، وعلى ذلك فالإنسان المحترم والذي كرمت عليه نفسه لا يصدر منه سلوكاً منحرفاً أبداً والانسان الذي هانت عليه نفسه ويشعر أنه ذليل وحقير لا يأبى عن ارتكاب ي عملٍ قبيح.
وبهذه النظرة يكون منشأ جميع سلوك الاطفال هو عدم المعاملة الانسانية الصحيحة معهم، فإن ردّ الفعل طبيعي وفطري لدى الانسان عندما يشعر بانتهاك كرامته وخدش عزة نفسه أو كل ما يوجب تحقيره، إلا من دس كرامته الانسانية في التراب(3)، وابتعد بسبب إفراطه في الذنوب والمعاصي عن الرحمة الالهية وصار في الحضيض وفي أسفل السافلين(4). .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ غرر الحكم: 8730.
2ـ بحار الانوار: ج75، ص375، وقال (عليه السلام): (من كرمت نفسه قل شقاقه وخلافه)، غرر الحكم: 90510.
(*) قال تعالى: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}[الفتح: 10].
وقال تعالى: {وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}[فاطر: 18].
وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ}[محمد: 38].
وقال تعالى: {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }[النمل: 40].
وقال تعالى: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}[الإسراء: 15].
وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}[الجاثية: 15].
3ـ قال تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}[الشمس: 10]، ولا يخفى ان مثل هؤلاء اعتبروا عزة أنفسهم وكرامتهم في التمتع بالشهوات. وهوى النفس، في حال أن عزة النفس هو صيانتها عن المفاسد. فهؤلاء أخطأوا في تشخيص المصداق.
4ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (من هانت نفسه فلا تأمن شرّه)، بحار الانوار: ج 75، ص375، وعن النبي (صلى الله عليه وآله): (لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه)، كنز العمال: ج2، 8231، وعن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ما من رجل تكبّر أو تجبر إلا لذلةٍ وجدها في نفسه)، بحار الانوار: ج73، ص225، وعنه (عليه السلام): (نفاق المرء من ذلّ يجده في نفسه)، ميزان الحكمة: ج10، ص151.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|