المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

حد الشكر وحقيقته
26/9/2022
أعمال الوزير رخ مي رع.
2024-05-07
How It Works
2024-09-12
ابن عياش الجوهري
21-8-2016
هبة الله بن الحسين بن أحمد البغدادي
13-08-2015
هل مات الرسول صلى الله عليه واله مسموما ؟ وكيف نفسر الاختلاف في ذلك ؟
2024-07-03


السبب الأساس في قلق الاطفال النفسي هو ما يوجّه لشخصياتهم وعزة النفس لديهم من ضربات  
  
1456   08:47 صباحاً   التاريخ: 23-6-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص59 ـ 60
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

قال علي (عليه السلام): (من كرمت عليه نفسه لم يُهنها بالمعصية)(1).

وقال (عليه السلام): (من هانت عليه نفسه فلا تأمن شرّه)(2).

إن كرامة الانسان وحفظ شخصيته من الامور المسلمة والذاتية التي يعيش الانسان بآمال اكتسابها والحصول عليها من خلال قيامه بمحاولات شتى ونشاطات مختلفة، وكل ذلك هو من أجل الحصول على ما يرضيه عن طريق صيانة نفسه والحفاظ على شخصيته واتزانه، فكلنا يسعى جاهداً في حياته وبشكل دائم للحصول على شأن وقيمة فيحاول الحفاظ عليها إلى حد ما، وكل ما يتعلق بشؤون الانسان من قبيل المحاولات اليومية من تحقيق واعتقاد ومشاعر وسلوك مما يرتضيه الانسان هو من اجل أن يرفعه ذلك درجة ومنزلة. فإن سعى الانسان للحصول على ثروةٍ أكثر أو مقام أرفع فليس ذلك إلا من أجل إرضاء هذا الأمر الفطري والذاتي لديه، فهو حتى عندما يجاهد ويضحي بنفسه تقرّباً الى الله تعالى يشعر بانه قد روى حسن العزة بالنفس لديه، وقد أكد القرآن الكريم على ذلك معتبراً المآل في جميع جهود الانسان ومساعيه هو كرامة الانسان وحفظ شخصيته وعزة نفسه، قال تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[العنكبوت: 6](*)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: (من هانت عليه نفسه فلا ترجَ خيره)، وعلى ذلك فالإنسان المحترم والذي كرمت عليه نفسه لا يصدر منه سلوكاً منحرفاً أبداً والانسان الذي هانت عليه نفسه ويشعر أنه ذليل وحقير لا يأبى عن ارتكاب ي عملٍ قبيح.

وبهذه النظرة يكون منشأ جميع سلوك الاطفال هو عدم المعاملة الانسانية الصحيحة معهم، فإن ردّ الفعل طبيعي وفطري لدى الانسان عندما يشعر بانتهاك كرامته وخدش عزة نفسه أو كل ما يوجب تحقيره، إلا من دس كرامته الانسانية في التراب(3)، وابتعد بسبب إفراطه في الذنوب والمعاصي عن الرحمة الالهية وصار في الحضيض وفي أسفل السافلين(4). .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم: 8730.

2ـ بحار الانوار: ج75، ص375، وقال (عليه السلام): (من كرمت نفسه قل شقاقه وخلافه)، غرر الحكم: 90510.

(*) قال تعالى: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}[الفتح: 10].

وقال تعالى: {وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}[فاطر: 18].

وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ}[محمد: 38].

وقال تعالى: {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }[النمل: 40].

وقال تعالى: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}[الإسراء: 15].

وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}[الجاثية: 15].

3ـ قال تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}[الشمس: 10]، ولا يخفى ان مثل هؤلاء اعتبروا عزة أنفسهم وكرامتهم في التمتع بالشهوات. وهوى النفس، في حال أن عزة النفس هو صيانتها عن المفاسد. فهؤلاء أخطأوا في تشخيص المصداق.

4ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (من هانت نفسه فلا تأمن شرّه)، بحار الانوار: ج 75، ص375، وعن النبي (صلى الله عليه وآله): (لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه)، كنز العمال: ج2، 8231، وعن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ما من رجل تكبّر أو تجبر إلا لذلةٍ وجدها في نفسه)، بحار الانوار: ج73، ص225، وعنه (عليه السلام): (نفاق المرء من ذلّ يجده في نفسه)، ميزان الحكمة: ج10، ص151. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.