انتاج الوقود من اللفت الزيتي

تم العمل في ألمانيا وأوكرانيا على إنتاج مشترك للوقود الحيوي ويشير المسؤولون في وزارة السياسات الزراعية الأوكرانية إلى أن هذا المشروع قد بدأ في نيسان في 2005، علما أن الطلب على مثل هذه الطاقة يزداد يوما بعد آخر للأسباب التالية: لكونه نظيفا بيئيا، ولكونه أرخص من أنواع الوقود الأخرى في وقتنا الحاضر. لقد عمل الألمان على الحصول على الطاقة من اللفت الزيتي منذ سنوات عديدة لتصبح ألمانيا حاليا الدولة الأوروبية الأولى في مجال إنتاج الوقود الحيوي، حيث يزرع هذا المحصول بمساحة تزيد عن مليون هكتار، وتنمو مصانع استخلاص الوقود منه كما ينمو الفطر بعد هطول الأمطار. وقد ازداد الطلب على الوقود بشكل كبير في ألمانيا، وأصبحت زراعة اللفت الزيتي فيها غير كافية لذلك لجأ الألمان للبحث عن شركاء آخرين بما فيهم أوكرانيا. حيث يوجد بين ألمانيا وأوكرانيا أمل كبير في التعاون بينهما. ومع أبريل 2005 دخل المزارعون الألمان من أجل تحديد مجالات أو آفاق التعاون بين البلدين والتوقيع على أولى الاتفاقيات لتتمكن شركات النقل الأوكرانية من تسيير آلياتها على الوقود الحيوي المنتج في أوكرانيا. وتعمل وزارة الزراعة الأوكرانية على زراعة اللفت الزيتي بديلا للنفط: حيث نشرت وزارة السياسات الزراعية الأوكرانية برنامج تطوير إنتاج الوقود الحيوي خلال الفترة حتى عام 2010 ويتبين فيها أن حصة الوقود الحيوي المستخدم سيزداد بنسبة 33%، لكن الخبراء يعتقدون أنه من بذور اللفت الزيتي سيتم إنتاج الزيت بغرض التصدير فقط.

تشير معطيات السياسات الزراعية الأوكرانية إلى أن حاجة المجمع الزراعي الصناعي من وقود الديزل تبلغ 1.8 مليون طن، و 620 ألف طن من البنزين سنويا. كما تشير معطيات الجهات الزراعية المختصة إلى أن المساحة المزروعة باللفت الزيتي في عام 2005 بلغت في أوكرانيا 195 ألف هكتار أي ما يعادل 0.75 % من المساحة الزراعية البالغة 26 مليون هكتار، وكانت الغلة من البذور 260 ألف طن. ووفقا للخبراء فقد بلغ إنتاج أوكرانيا في عام 2004 من الوقود الحيوي 20 ألف طن. وتطمح أوكرانيا من خلال البرنامج المذكور أعلاه زيادة المساحة المزروعة باللفت الزيتي إلى 10% من كامل المساحة الزراعية فيها، وذلك حتى عام 2010، حيث يضمن تحويل 75% من إنتاج اللفت الزيتي إلى وقود حيوي تأمين حاجة القطاع الزراعي من مصادر الطاقة. كما يشير البرنامج السابق إلى ضرورة بناء ثلاثة مصانع لإنتاج الوقود الحيوي حتى عام 2008، و20 مصنعا آخر، حتى عام 2010 باستطاعة لا تقل عن 623 ألف طن / عام. وبهذا الشكل ستزداد حصة الوقود الحيوي إلى 33% من إجمالي حجم الوقود المستخدم.

وأشارت الجهات المالية إلى أن تنفيذ هذا البرنامج يحتاج إلى ميزانية قدرها 12.1 مليون منها 1.03 من ميزانية أوكرانيا والباقي يتم تأمينه من خلال مصادر وطنية وأجنبية. كما تشير الحسابات إلى أن حجم النفقات لبناء مصنع بطاقة 100 ألف طن من الوقود الحيوي/ عام، وبالوقت نفسه تكوين مجمل التكنولوجيا الزراعية اللازمة لزراعة 100 ألف هكتار باللفت الزيتي (لضمان عمل المصنع السابق) حوالي 170 مليون يورو. لذا يعتقد الخبراء بصعوبة تحقيق البرنامج السابق في القريب العاجل، وبالتالي فإنه من المتعذر خلال 2-3 سنوات القادمة بناء المصانع الخاصة بالحصول على الوقود الحيوي من اللفت الزيتي، مما يجعل من وجهة النظر العملية تحويل كامل كمية اللفت الزيتي المنتجة في أوكرانيا إلى زيت اللفت الزيتي الذي يصدر إلى أوروبا، حيث يبلغ سعر الطن منه 600 – 700 دولار، بينما يتم شراء الطن الواحد من البذور في السوق الداخلية ب 200 – 250 دولار/طن. لذا تم في عام 1998 في إقليم فينيتسك في جمهورية أوكرانيا البدء ببرنامج " اللفت الزيتي" من خلال بعض الشركات الزراعية العملاقة التي تقوم بزراعة ثلاثة أنواع من المحاصيل الزيتية، وتعد بمثابة المركز الرئيس لإنتاج زيت اللفت الزيتي في أوكرانيا.

تبرز أهمية زراعة اللفت الزيتي في تلك المنطقة من خلال الأمور التالية:

1- يتم حصاد بذور اللفت الزيتي خلال شهري تموز - آب مما يضمن للشركات تأمين السوق بزيت من بذور المحصول الجديد.

2- تتوافر في المناطق الغربية والوسطى من أوكرانيا الظروف الزراعية المناخية الملائمة من أجل نمو اللفت الزيتي.

3- يعد زيت اللفت الزيتي ذا مجال واسع من حيث استخدامه وذلك بالمقارنة مع عباد الشمس: باعتباره مادة خامة في الصناعات الكيميائية، ومادة خاما لإنتاج الوقود الحيوي.

ووفقا لمعطيات الوكالة الدولية للزيوت في العام الحالي تستمر الأرجنتين بزيادة حجم صادراتها من الوقود الحيوي حيث بلغت الكمية المصدرة منه خلال الربع الأول من عام 2008 حوالي 115 ألف طن.