المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الجغرافية
عدد المواضيع في هذا القسم 12596 موضوعاً
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية البشرية
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06



توزيع الجماعات البشرية ونظم حياتها- الاسكيمو  
  
2429   04:32 مساءً   التاريخ: 12-6-2022
المؤلف : باسم عبد العزيز عمر العثمان
الكتاب أو المصدر : الجغرافيا الاجتماعية مبادئ وأسس وتطبيقات
الجزء والصفحة : ص 476- 487
القسم : الجغرافية / الجغرافية البشرية / جغرافية السلالات /

توزيع الجماعات البشرية ونظم حياتها- الاسكيمو

الاسكيمو كلمة هندية أمريكية تعني آكلي اللحم النيء أو " الناطقين بلغة غريبة. وهم جماعة متميزة من الناحية اللغوية والحضارية، فضلا عن تفردها سلالية. تسكن المنطقة القطبية الممتدة من شرق جرينلاند عبر شمال کندا وألاسكا إلى سيبيريا، ومن الناحية السلالية يرتبطون بالهنود الأمريكيين، يتميزون بالقامة القصيرة (50-60) بوصة وجوههم عريضة مفلطحة مع بروز عظام الوجنات مع طية العين المغولية والشعر الخشن ولون البشرة الفاتح البني، وتنتمي لغة الأسكيمو إلى أرومة واحدة، لكن لهجاتها تختلف بشكل طفيف، وقد ساهمت الانعزالية في المحافظة على المنظومة اللغوية للأسكيمو، فضلا عن النسق الاجتماعي والعادات والتقاليد. علما بأن مظاهر البيئة الطبيعية ليست متجانسة في مناطق الاسكيمو لذا نشأت العديد من الحضارات المحلية.

ويعيش الاسكيمو في بيئة قاسية معظمها يقع بين دائرتي عرض 60-70 درجة شمالا (الشكل 6). ويختلف الصيف عن الشتاء اختلافا جذرية، ففي فصل الشتاء لا يرى الاسكيمو الشمس لعدة أسابيع، أما في فصل الصيف فإن الذين يعيشون في المنطقة الممتدة عن خط عرض 66.5 شمالا يمكنهم رؤية الشمس طوال النهار والليل، ونتيجة لذلك تختلف درجة الحرارة التي تنخفض إلى ما دون الصفر المئوي طوال فصل الشتاء الذي يستمر لتسعة أشهر، كما تتراوح في بعض الشهور ما بين 30 و50 فهرنهایتي، ولا ترتفع درجة الحرارة فوق درجة التجمد إلا لشهرين أو ثلاثة أشهر فقط والاختلاف بين قبائل الاسكيمو يعتمد على نوعية الحيوان الذي تعتمد عليه في صيدها، والمصدر المميز الذي يعتمد عليه الصيد هو عجل البحر.

وتوجد أنقى أشكال الصيد القطبي عند اسكيمو القطب في شمال جرينلند، حيث تعتمد الحياة على مصادر البحر. أما الحضارة شبه القطبية التي تقع جنوب جزيرة جرينلند وإيرادور وجزر أوليشيان بالقرب من ألاسكا، فيزداد فيها الاعتماد على صيد الأسماك مستخدمين القوارب في ذلك، وهناك جماعات صغيرة تسمى اسكيمو الكاريبو التي تعتمد على الصيد من الحفر الجليدية .

ولدى اسكيمو كندا الذين يقطنون السواحل تنقلات بين الشمال صيفا والجنوب شتاء، وهي المدة الأطول. وفي رحلة العودة يصبح صيد الحيتان هو النشاط الاقتصادي السائد وطريقة الصيد تسمى صيد مابوك Maupok، وتقوم على انتظار الصائد إلى جانب الفتحة التي تتنفس منها الفريسة (عجول البحر)، حيث تأتي هذه الحيوانات إلى الفتحة بانتظام لغرض التنفس. ويساعد الصيادين في ذلك الكلاب التي تستطيع تحديد أماكن تواجد عجول البحر في حالة تغطية الفتحة بالثلوج، ويبقى الصائد مرابطة بجانب الفتحة لغاية مجيء عجل البحر، فيرشقه بالرمح أو الحربة في أنفه، و يستمر انتظار الصائد لمدة زمنية طويلة، تستمر أحيانا إلى يوم أو أكثر، لذا ففي بعض الحالات يستعمل قطعة من العظم تتدلى في الفتحة وتتحرك عندما يمسها أنف الحيوان. فيقوم الصياد باصطياده(1). إن عجل البحر يعد من الحيوانات الثديية التي يعتمد عليها الاسكيمو في المأكل والاستعمالات الأخرى، فالشحوم تستعمل لإشعال النار والحصول على الدفء والنور لأنها لا تعطي دخان، وتؤكل جميع أجزاء عجل البحر بدون طهي، أما في الملبس فتستعمل فروة حيوان الكاريبو لأنها أكثر دفئا وأخف وزنا .

وعندما يطول النهار تبدأ الثلوج في التشقق والانكسار، مكونة قنوات تجري فيها تيارات قوية. وتبدأ عندها الأسر التي كانت تقطن المحلة الشتوية في التحرك استعدادا لصيد الربيع بعد أن تبدأ الثدييات البحرية مع صغارها بالخروج والظهور على الثلوج. وعندما يزداد الدفء، يجوب الصيادون أطراف المياه المفتوحة حيث يصطادون في بعض الأحيان الحيتان. وخلال هذه المدة يبدأ صيد الثور الموسكي الذي أنقرض للإفراط في صيده. وخلال هذا الفصل، تجمع كميات كبيرة من اللحوم والشحوم وتخزن في أكوام مرتفعة وتغطى بالحجارة للحفاظ عليها من الحيوانات.

ويطلق على فصل الصيف فصل السعادة، حيث تأتي قطعان كبيرة من قطعان الكاريبو بسبب وجود نباتات التندرا، وعندها تتجمع عناصر الاسكيمو المتباعدة للقيام بالصيد الجماعي، ويستعمل القوس والسهام. والطريقة الأنجح هي مطاردة الحيوانات إلى خور مغلق أو مستنقع أو بحيرة حيث يسهل صيدها، وفي فصل الصيف يمكن اصطياد بعض الحيوانات الصغيرة كالذئاب والثعالب والأرانب والبط والإوز عن طريق الفخاخ والسهام والنبال، أما الطيور الصغيرة فيمكن صيدها من قبل الأطفال والنساء، ويتم اصطيادها بالشباك. وتخزن الطيور الزائدة في حفر أرضية حتى تتجمد.

وفي سواحل كندا تتوفر أسماك السالمون بكثرة، ويستعمل السنار المعقوف والمستقيم في الصيد، كما تستعمل الشباك والسدود كذلك، ولاسيما في المناطق الأقل عمقا.

وفي أواخر الصيف وحتى الشتاء، تترك حيوانات الكاريبو الأقاليم الساحلية، وتبدأ الثلوج بصفتها الدائمية التي تتواجد في الشتاء. ويوجد دائما وفرة في الطعام المخزون. وتستطيع الأسر أن تعود إلى المكان نفسه مرة أخرى حين يأتي موسم الاصطياد. وتشغل بعض الجماعات الكندية منازل حجرية دائمة في وقت الصيد مما يساعد على استعمالها لعدة اجيال.

وقد طوع الاسكيمو بعض مظاهر البيئة لتلبية احتياجاتهم وبعض طرقهم ملائمة للحياة القطبية، علما أن بيئتهم تنقصها أساسيات مهمة للعيش، لاسيما الأخشاب، فالزحافات تستعمل في النقل وكذلك قارب الكاياك، فضلا عن الملابس الجلدية وأحذية الجليد. وهناك الكلاب المدربة التي تستخدم في الصيد. واستغل الاسكيمو الأحجار والعظام والعاج وجلود الحيوانات في أساسيات حياتهم.

وتستعمل العظام والعاج والقرون في صنع الزحافات عن طريق تجميع عظام فك الحوت، وتصنع الزحافة من قطع متعددة لتكون أكثر ثباتا عند انزلاقها على الجليد. وتجر الزحافة من قبل كلب الزحافة الذي يعد من أشهر وأهم عناصر حياة الاسكيمو، وهو كلب ضخم وقوي ويربى في جميع بقاع الاسكيمو، حيث تستعمل مجموعة من الكلاب يقودها كلب متقدم ببضعة أقدام عن الكلاب الأخرى، وكل كلب يعرف مكانه في الزحافة عن طريق التعود. ويصل عدد كل مجموعة إلى خمسة أو ستة كلاب.

أما قارب الكاياك، فهو وسيلة للصيد عند الاسكيمو خلال فصل الصيف. وهو مصنوع من عظام الحيتان ومبطن بالجلود. أما قارب المرأة فيسمى الأومياك، وهو أكبر حجما من الكاياك، ويستعمل غالبا للانتقال وليس للصيد. وكلا النوعين من القوارب هي من صنع قبائل الاسكيمو.

أما المنازل فتشكل الثلوج موادها الأولية، ويطلق عليه اسم إيجلو gloo، حيث تقطع كتل الجليد بواسطة سكاكين عظمية طويلة، ثم ترص على شكل قبة، وتبني فيه أماكن جانبية للطهي والتخزين، كما يمتد رصيف كبير من الثلوج لغرض النوم ويغطى بالجلود. وتصنع النوافذ من أمعاء عجل البحر، وتبدو على هيئة ثقوب. أما مدخل المنزل فهو عبارة عن نفق صغير يمكن الدخول إليه عن طريق الزحف، وذلك منعا للبرودة. وترتفع الغرفة قليلا عن النفق لمنع تيارات الهواء الباردة. وتغطى جدران المنزل بجلود عجل البحر عن طريق تثبيتها بحبال تخترق الجدران لتكون طبقة عازلة من الهواء، حيث يقوم الأهالي برفع درجة حرارة المنزل من خلال المواقد بشكل لا يؤدي إلى إذابة الجليد.

أما المنازل الدائمة التي يشيدها الاسكيمو على الساحل فهي تختلف عن المنازل السابق ذكرها، إذ أنها تثبت من العظام المقوسة في الأرض لعمق قدم أو أكثر، وتبني في مدخل المنزل. وتكون جدرانها من الحجارة التي يبلغ ارتفاعها خمسة أو ستة أقدام. وتستعمل عظام الحوت كدعائم للمنزل والعظام المقوسة عند المدخل، وتغطى السقوف والجدران والأرضية بجلد عجول البحر، ويدفأ المنزل عن طريق تيار الهواء الداخل من الممر الذي تدفئه المصابيح التي تعتمد على الزيوت المستخرجة من شحوم عجول البحر. ويستعمل في معظم القرى كوخ كبير يستعمل لغرض الاحتفالات وإقامة الطقوس.

وخلال فصل الصيف يستعمل الأسكيمو خياما مصنوعة من جلود حيوان الكاريبو، وتثبت بأعمدة هي عبارة عن عظام الحيتان، والنمط الداخلي يشبه المسكن الشتوي.

أما ملابس الأسكيمو فتصنع من جلود الحيوانات، ورداء المطر يصنع من الجوت Gut، ويخلص الجلد من الدهون بواسطة السكاكين والقاشطات، ويشد إلى عظمتين ليجف، وتقوم النساء بمضغ الأجزاء الداخلية لتخليصها من الدهون المتبقية ولتكون أكثر مرونة. ويرتدي الرجال قمصانا داخلية مصنوعة من جلود الكاريبو والطيور والفراء ويوضع فوقها قميص خارجي مصنوع من جلد الكاريبو أو جلود الدببة ويمتد حتى الركبة. أما النساء فلا يصل البنطلون إلى الركبة. ويرتدي كل من الرجال والنساء أحذية صيفية مصنوعة من جلود عجل البحر، بينما تصنع أحذية الشتاء من جلد الكاريبو.

ويستعمل الاسكيمو أنواع متعددة من المقاشط والسكاكين والمخارز، وأنواع من الأسلحة مثل الفؤوس والسهام. ويعد الرمح أفضل أسلحتهم وأهمها. كما تصنع الأواني المنزلية من العاج والعظام. وأغلب طعام الاسكيمو يؤكل نيئة. وعندما تهدد المجاعة الاسكيمو فإنهم يلتهمون الطيور واللحوم الفاسدة.

وبسبب خطر المجاعة فإن الاسكيمو بإمكانهم الاعتماد على بعضهم، فأي شخص جائع أو غريب بإمكانه أن يأكل من مأكل شخص آخر، والمسألة لا تتعلق بالكرم بل تتعلق بمسالة موت أو حياة، إذ أن الصائد الذي ينجح في اصطياد فريسته ربما لا ينجح في المرة القادمة. كما أن لكل فرد حرية استغلال موارد الطبيعة، فليس هناك غنى أو فقر، وليس هناك تخصص في مجتمع الأسكيمو، وحتى المنازل الثابتة لا ينظر إليها على أنها ممتلكات خاصة، فأي عائلة ممكن أن تشغله إذا كان شاغرة.

وتقوم النساء بتدبير المنزل وصناعة الملابس وجمع الطيور وبعض النباتات والأطعمة البحرية، فضلا عن رعاية الأطفال والطهي، في حين يمتهن الرجال الصيد أو صناعة أدوات الصيد. ويوجد هناك مطبب أو الشامان Shanan الذي يعرف باسم أنجاكوك Angakak، ورغم تأثيره في المجتمع إلا أنه ليس له نفوذ. وعلى الرغم من مهنته يقوم بالصيد من أجل العيش، لأن تخصصه وقتي. ويعتقد الاسكيمو أن للشامان قدرة على طرد الأرواح الشريرة، وأن لهم مواهب خاصة تتعلق بالسحر وعلاقات مع الآلهة. ولكي يصبح الرجل شامان، لابد أن تدخل روح مساعدة إلى جسده خلال احتفالات القرية، فيبدأ بالرقص بعنف إلى أن يسقط في حلبة الرقص ويأخذ بإصدار أصوات غريبة تعبيرا عن الروح، ويحدث هذا في مكان مظلم. وليس هناك تنظيم ديني أو حكومي للأسكيمو، كما تنقصهم التقسيمات الاجتماعية والتنظيمات الحربية.

وتحترم عائلة الاسكيمو الأطفال، ولا تفرقة لديهم بين الذكور والإناث، غير أن قساوة الحياة وصعوباتها دفعتهم إلى التخلص من الأطفال المعوقين والمشوهين والمرضى. وفي أوقات المجاعات تضحي العائلة بالطفل، وتكون الأسبقية للبنات، ونهر الأطفال إذا ما ارتكبوا خطأ، إذ لا يوجد أي نوع من العقاب لدى الاسكيمو. ويلعب الوالدان دورا مهما في تربية الأولاد ومساعدتهم وتعليمهم حتى يبلغوا سن البلوغ الذي يتراوح ما بين 13-15 عاما . ويشيع زواج أبناء العمومة، والاختيار يكون من بين أبناء القرية، وللزوج حرية الاختيار وللزوجين حرية الإقامة في محلة الزوج أو الزوجة. وليس هناك احتفالات أو طقوس عند الزواج، وليس هناك مهور، وقد يحدث تعدد الأزواج أو الزوجات لدى الاسكيمو. كما تشيع ظاهرة الطلاق لديهم لاسيما في حالة عدم الإنجاب.

ومن السلوكيات الاجتماعية لدى هذه القبائل قتل المسنيين والعاجزين، ولاسيما في أوقات المجاعة. وفي حالة الوفاة يسرع الاسكيمو للتخلص من الجثة خوفا من الأشباح بحسب اعتقاداتهم، فيدفن تحت كومة من الأحجار مصحوبا بكل ممتلكاته الشخصية، ويعطى اسم المتوفي إلى مولود جديد. وأحيانا يتركون الجثمان في العراء ويضعون أدوات المتوفي وأسلحته إلى جانبه، ومن عاداتهم ترك الكهول في الكوخ الجليدي وحدهم ليموتوا جوعا. وينظر الاسكيمو إلى القمر نظرة مفعمة بالتقديس، لدرجة يعتقدون معها أن الناس بعد موتهم يمرون بمناطق تقع تحت القمر ليتطهروا من الدنس، وإلى جانب المعتقدات الوثنية عند الاسكيمو، يعتنق القلة منهم المسيحية.

ويمتلك الاسكيمو العديد من القصص البدائية والخرافية التي تتعلق بالأرواح، ويعتقدون بفعالية الأحجبة ويمتلكون أعدادا كبيرة منها، فضلا عن اعتقادهم بتعدد الآلهة. وقد تعرض الاسكيمو للمتاعب والفقر في المناطق الكندية بسبب صيد الحيتان الذي مارسه الرجل الأوربي، كما أنهم تعرضوا للأمراض التي جلبها الأوربيون مثل الأنفلونزا والسل والحصبة والجدري، وكان اسكيمو ألاسكا أول من تعرض لذلك بسبب توغل الرجل الأبيض هناك للبحث عن الذهب. ومن نتائج اختلاطهم بالرجل الأبيض أن تأثر نظامهم الغذائي، فأظهروا اهتماما باستعمال السكر والبن والدقيق والشاي، وأصبح الجميع يشكون من اضطرابات جلدية ومعوية، كما استعملت البندقية العادية، وأوشكت قطعان الكاريبو على الانقراض، وأصبح التاجر عند الاسكيمو هو الحاكم المستبد ودخلت النقود في اقتصادياتهم لشراء البنادق والطعام والطلقات النارية أو الأقمشة.

ويمتاز الاسكيمو بالصداقة اتجاه الآخرين والثقة المتناهية. وقد تمكنوا في ألاسكا من الاتصال بالعالم دون أن يؤدي ذلك للقضاء عليهم، وفي المناطق القطبية الوسطى لم يتأثروا بتأثيرات المدينة الحديثة. وفي جرينلند اختلط الاسكيمو بالرجل الأبيض، وهم الدنماركيون على الأغلب. أما في الآسكا فقد اختلط الاسكيمو بالرجل الابيض والهنود وفي المنطقة القطبية الوسطى مازال الاسكيمو محتفظين بنقاوتهم إلى حد ما(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عبد الله عطوي، الجغرافية البشرية - صراع الإنسان مع البيئة، مصدر سابق، ص 482.

(2) يسري عبد الرزاق الجوهري، دراسات في جغرافية الإنسان الجماعات البدائية، ط1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الاسكندرية، 1979، ص59-82.

 

 




نظام المعلومات الجغرافية هو نظام ذو مرجعية مجالية ويضم الأجهزة ("Materielles Hardware)" والبرامج ("Logiciels Software)" التي تسمح للمستعمل بتفنيد مجموعة من المهام كإدخال المعطيات انطلاقا من مصادر مختلفة.
اذا هو عبارة عن علم لجمع, وإدخال, ومعالجة, وتحليل, وعرض, وإخراج المعلومات الجغرافية والوصفية لأهداف محددة . وهذا التعريف يتضمن مقدرة النظم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط, صور جوية, مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء, جداول), معالجتها (تنقيحها من الأخطاء), تخزينها, استرجاعها, استفسارها, تحليلها (تحليل مكاني وإحصائي), وعرضها على شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط, تقارير, ورسومات بيانية.





هو دراسة وممارسة فن رسم الخرائط. يستخدم لرسم الخرائط تقليدياً القلم والورق، ولكن انتشار الحواسب الآلية طور هذا الفن. أغلب الخرائط التجارية ذات الجودة العالية الحالية ترسم بواسطة برامج كمبيوترية, تطور علم الخرائط تطورا مستمرا بفعل ظهور عدد من البرامج التي نساعد على معالجة الخرائط بشكل دقيق و فعال معتمدة على ما يسمى ب"نظم المعلومات الجغرافية" و من أهم هذه البرامج نذكر MapInfo و ArcGis اللذان يعتبران الرائدان في هذا المجال .
اي انه علم وفن وتقنية صنع الخرائط. العلم في الخرائط ليس علماً تجريبياً كالفيزياء والكيمياء، وإنما علم يستخدم الطرق العلمية في تحليل البيانات والمعطيات الجغرافية من جهة، وقوانين وطرق تمثيل سطح الأرض من جهة أخرى. الفن في الخرائط يعتمد على اختيار الرموز المناسبة لكل ظاهرة، ثم تمثيل المظاهر (رسمها) على شكل رموز، إضافة إلى اختيار الألوان المناسبة أيضاً. أما التقنية في الخرائط، يُقصد بها الوسائل والأجهزة المختلفة كافة والتي تُستخدم في إنشاء الخرائط وإخراجها.





هي علم جغرافي يتكون من الجغرافيا البشرية والجغرافية الطبيعية يدرس مناطق العالم على أشكال مقسمة حسب خصائص معينة.تشمل دراستها كل الظاهرات الجغرافيّة الطبيعية والبشرية معاً في إطار مساحة معينة من سطح الأرض أو وحدة مكانية واحدة من الإقليم.تدرس الجغرافيا الإقليمية الإقليم كجزء من سطح الأرض يتميز بظاهرات مشتركة وبتجانس داخلي يميزه عن باقي الأقاليم، ويتناول الجغرافي المختص -حينذاك- كل الظاهرات الطبيعية والبشرية في هذا الإقليم بقصد فهم شخصيته وعلاقاته مع باقي الأقاليم، والخطوة الأولى لدراسة ذلك هي تحديد الإقليم على أسس واضحة، وقد يكون ذلك على مستوى القارة الواحدة أو الدولة الواحدة أو على مستوى كيان إداري واحد، ويتم تحديد ذلك على أساس عوامل مشتركة في منطقة تلم شمل الإقليم، مثل العوامل الطبيعية المناخية والسكانية والحضارية.وتهدف الجغرافية الإقليمية إلى العديد من الأهداف لأجل تكامل البحث في إقليم ما، ويُظهر ذلك مدى اعتماد الجغرافيا الإقليمية على الجغرافيا الأصولية اعتماداً جوهرياً في الوصول إلى فهم أبعاد كل إقليم ومظاهره، لذلك فمن أهم تلك الأهداف هدفين رئيسيين:
اولا :الربط بين الظاهرات الجغرافية المختلفة لإبراز العلاقات التبادلية بين السكان والطبيعة في إقليم واحد.
وثانيا :وتحديد شخصية الإقليم تهدف كذلك إلى تحديد شخصية الإقليم لإبراز التباين الإقليمي في الوحدة المكانية المختارة، مثال ذلك إقليم البحر المتوسط أو إقليم العالم الإسلامي أو الوطن العربي .