أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-03
82
التاريخ: 11-6-2022
954
التاريخ: 12-6-2022
1347
التاريخ: 2024-11-04
67
|
قبائل الماساي(1)
بغية التنوع في دراسة المجتمعات البشرية تم اختيار قبائل الماساي التي تحتل الجزء الأوسط من المرتفعات الاستوائية إلى الشرق من بحيرة فكتوريا. وتشكل نطاق يبلغ عرضه 480 كم. ويشق هذه المرتفعات الأخدود الإفريقي العظيم من الشمال إلى الجنوب، ويبدأ من بييرا جنوبا في موزنبيق ثم يمتد شمالا مخترقة ملاوي وتنزانيا وكينيا وإثيوبيا، ثم يتسع ليشمل منخفض البحر الأحمر كله. ومن أشهر جبال الأخدود جبل كلمنجارو (أكثر من 6400 متر وجبل كينيا 5800متر). وتظهر فوهات البراكين في قلب الأخدود الذي يحتوي على بحيرات مغلقة .
لقد بلغ وطن الماساي أعظم اتساع له في الجزء الأخير من القرن الماضي، إذ امتدت حدوده من جبل الجون في الشمال خط عرض 1 شمالا إلى خط عرض 5 جنوبا، وشملت كل الأخدود فيما عدا الجنوب الأقصى وما حوله من هضاب، في خط غير منتظم يسمى المنحدرات السفلى لجبال جون وكينيا وكلمنجارو.
ومن الناحية المناخية، فدرجة الحرارة لا تختلف إلا قليلا من شهر إلى آخر، إذ تتراوح بين 60-65ف (15.5 - 18.3 م) والأمطار انقلابية، وفترات سقوطها قصيرة، وفترات الجفاف طويلة، لذا فكمية الأمطار الساقطة لا تزيد على 100سم، باستثناء المواضع العالية من حافات الأخدود ومنحدرات المخاريط البركانية في الشرق. ويسقط القسم الأكبر من الأمطار في إبريل ومايو، ويمتد فصل الجفاف على المناطق القليلة الارتفاع لمدة أربعة أشهر من يونيو إلى سبتمبر.
إن هذا المناخ جعل القسم الأكبر من وطن الماساي مرعى مدارية واسع النطاق، وتختلف نوعية النباتات فيه بحسب كمية الأمطار، ففي المناطق التي تقل أمطارها عن 75سم تنمو الحشائش القصيرة التي يبلغ طولها ربع متر، وتزداد الحياة النباتية بازدياد كمية الأمطار. ويغير من رتابة المنظر عادة ظهور أشجار وشجيرات شوكية. وتجف هذه الحشائش خلال فصل الجفاف الطويل متحولة إلى قش أصفر داكن، وتبدو الأرض قاحلة. وعند الصعود إلى الهضاب تزداد كمية الأمطار، فتنمو السفانا العالية التي يبلغ طولها أكثر من متر، تتخللها أشجار السنط السامقة (10-15 متر)، وأشجار الباوباب التي تمتاز بخزنها الماء في جذورها الطويلة. وفي أشهر الجفاف سرعان ما تذبل الحشائش وتجف وتصبح غذاء للحيوانات. وتزداد الأمطار مرة أخرى في المستويات العليا لتبلغ أكثر من 125 سم فتزداد الحياة النباتية غنى، ويقصر فصل الصيف وتظهر مراعي الجبال الخضراء طول السنة، يزينها ويزيدها غنى نمو كثير من النباتات المزهرة. وإذا ما بلغنا مستويات تتراوح 3000-3600 متر كما في سلسلة جبال ابردار التي تقع إلى الشرق من بحيرة نيفاشا وتبلغ قممها 3600 متر فوق سطح البحر، وهضبة ماو إلى الغرب من تلك البحيرة (وتتراوح ارتفاعاتها 2600-3600 متر)، تزداد كمية الأمطار على 150 سم وتنمو غابات جبلية مطيرة كثيفة من الشربين والأرز والتين البري، ويغطي أرضها بساط کثيف من النباتات التحتية، يجعل اختراقها صعبة. واستنادا إلى تنوع الحياة النباتية، نجد قبائل الماساي تنتقل في أشهر الجفاف من مراعي الأخدود التي جفت إلى المراعي الغنية في الجبال العالية .
____________
(1) عبد الفتاح محمد وهيبة، جغرافية الإنسان، دار النهضة العربية، بيروت، 1971، ص 286-297.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|