أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
2260
التاريخ: 25-7-2016
2044
التاريخ: 24-8-2021
2143
التاريخ: 12/12/2022
1269
|
ضمن التوعية التدريجية للطفل حول اسرار الحياة نسعى إلى استثمار عوامل الهداية وعوامل المنع في مجال التربية ونلزمه رعاية أصولها وضوابطها. حقاً هو أن الأفراد يحتاجون إلى معرفة الهدف لحركتهم في المسير ولهذا فان هذا العامل يلعب دور بادئ الحركة(1)، ولأجل الحيلولة دون عن عمل ما يحتاجون إلى موقف معين(2)، وهذا الأمر يقع في إطاري التشويق والعقوبة بمعناهما العام.
الطبع المتحرر والمتطفل للطفل لا يجعله يستسلم أمام المسائل والتيارات المخالفة والأوامر، وكذلك لا يمكننا أن نجعله بالخط الذي نبغيه في جميع الموارد عن طريق اللسان الطيب واللغة اللطيفة، وهنا يجب أن يلعب المربي دور الجراح، يجري العملية الجراحية من جانب ومن جانب آخر يضع المرهم.
مسألة قطع الرابطة
من العوامل المفيدة هنا استعمال أسلوب قطع الرابطة، وهو قطع العلاقة العاطفية وصلة الحنان لمدة قصيرة، الطفل يعيش عالمه في كنف أبيه وأمه ومع المحيطين به وهو مستأنس فرح بذلك.
يرغب أن يقبله أولياؤه دائماً وأن يشبعوه من حنانهم وعطفهم، ينتعش بخطابه في حضورهم ويتلذذ من سماع تأييدهم ورؤية حسن استماعهم.
الصد عنه يعني قطع العلاقة معه لفترة قصيرة لكي يشعر بأنه لا يمكنه أن يكون حر كما يشاء ويفهم بأن الأولياء لا يقبلانه مع أعماله الخاطئة ولهذا يجب عليه أن يعيش ساكتاً معزولاً، وهنا سيشعر الطفل لا محال بثقل ذلك عليه.
في النظام التربوي الاسلامي يستعمل هذا الأسلوب قبل مرحلة الضرب لأنها أكثر ملاءمة من هذا.
جاء رجل إلى الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، يشكو أخلاق ابنه وقال أنا أضربه فقال له الإمام (عليه السلام): (لا تضربه واهجره ولا تطل)(3).
ومثال ذلك أيضاً في مسألة علاقة الزوجين في البيت: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}[النساء: 34].
موارد وشروط قطع الرابطة
أصل موضوع قطع العلاقة مقبول في الإسلام ولكن بشرط أن يكون لذلك تأثير، أي يستعمل لصرفه عن الخطأ وإلا فإن كان في ذلك تحقيق أمنيات الطفل وزيادة حدود حريته من خلال هذا القطع فانه يصبح من غير المناسب استعمال هذا الأسلوب. يجب أن لا يستمر القطع فترة طويلة، أي يجب أخذ بنظر الاعتبار الحجم النفسي له وقدرته على التحمل. أقصى فترة للطفل الصغير ساعة واحدة والكبار ثلاثة أيام حسب الأوامر والسنن الإسلامية والباقين تتراوح مدة قطع الرابطة بين هذين الفترتين.
عند لزوم ذلك يكون القطع مع الطفل من قبل نفر واحد وعلى الأكثر نفرين وأما الباقين يحافظون على علاقتهم به، الرؤية القرآنية تؤكد على الأولياء في المبادرة في فتح باب تلك العلاقة مع الطفل الأصغر، وكما نعلم أن الباري تعالى هو المبادر الأول في فتح باب العودة والرجوع إلى عبده: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[البقرة: 37]، وأن طلب العفو وأعلن ندمه فيجب علينا قبول ذلك: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، وكذلك الحال إن أناب عن خطأه وتاب لأن الله، تعالى تواب غفور: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا}[النساء: 16].
المؤاخذة
في بعض الحالات يمكننا عرض الطريق المناسب والحل للفرد وكذلك كيفية رعاية الضوابط ومن ثم نطلب منه تطبيق ذلك وبعدها نراقب الوضع ونرى هل يقدم على ذلك أم لا، وعند تخلفه نستفسر منه عن ذلك ونحاسبه، هذا الأسلوب مناسب بالنسبة للطفل المميز والبالغ إلى الحد الأدنى للسبعة الثانية من عمره وما بعده، ويفهم معنى الأمر والنهي ويشخص الحسن من القبيح ويمضي مرحلة العبودية والطاعة(4).
المؤاخذة أو الحساب له موقعية خاصة في النظام التربوي الإسلامي وهي من أساليبه المهمة وقد ورد في مواضع متعددة في القرآن. يؤاخذ الباري تعالى الناس بذنوبهم: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[آل عمران: 18]، وأحياناً يبتليهم بأنواع العذاب: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأنفال: 42]، ولا يستجيب دعاءهم: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 268].
التهديد
يمكن استعماله لتنظيم حرية الطفل وأساسه قائم على تخويف الطفل من وقوع أمر يخشاه، التهديد يعجل من الوصول إلى الهدف وكذلك من المنع عن الطريق الذي يسلكه وعدم السماح له بالتحلل والفوضى، ولكن لهذا الأسلوب عوارض جانبية تدعوا الأولياء من التقليل في استخدامه قبل هذا الأصل أيضاً في النظام التربوي الإسلامي، ولكن استعماله يقتصر على الأفراد الذين يميلون إلى الرذيلة ويرفضون الحق والقانون.
التهديد يؤدي بهم الى الوقوف عند مفترق الطرق، طريق يحقق رغباته وأمانيه ولكنه يؤدي به إلى العذاب الشديد والطريق الآخر هو تحقيق الأماني تحت شعار لا نبالي من وقوع اي شيء او حدوثه، عادة الأفراد الذين يتعرضون إلى تهديد شديد سوف ينتخبون الأول بلا شك.
بعض النكات في التهديد
ـ يجب السعي لاستعمال أسلوب آخر غير التهديد لإصلاح سبيل الطفل، وفي نفس الوقت لا ننكر آثاره المفيدة في ذلك.
- يجب الالتفات إلى عمر الطفل والقدرة الفكرية له وإلى ماضيه العاطفي والنفسي لأن الأطفال يختلفون في درجة تحملهم.
- يهدد الأبوان بشيء أحياناً غير قابل للوقوع مثل: قطع الإذن، ولهذا يجب الاجتناب عن تلك التهديدات التي لا اساس لها.
- بعض التهديدات قاسية جداً مثل حبس الطفل في غرفة مظلمة مع علمنا بأنه يستوحش من ذلك.
- يجب أن لا يؤثر على الرابطة الصميمية، وأن يعلم الطفل بأنه مستحق لهذه العقوبة.
آثار الخوف
إن التخويف غير المناسب يترك آثاراً رديئة على الطفل وفي بعض الأحيان يؤدي إلى ما لا يمكن إصلاحه أو جبره. كالتخويف من الأماكن المظلمة أو الحيوانات المؤذية ولكن بشرط وقوع ذلك حتماً.
يمكن أن يؤدي الحبس في الغرفة المظلمة إلى توقف قلبه أو أن إلقاء شيء يشبه الأفعى في عنق الطفل يسبب أضرار كثيرة منها تحطيم الوضع الروحي والنفسي للطفل.
تؤدي بعض أساليب التخويف إلى تحطيم شخصية الطفل وإلى الكآبة وإلى القضاء على جميع قواه الدفاعية وكذلك استعداداته وخصوصاً إن كانت ضعيفة بالأساس ولا تساعد على مقاومة المشاكل التي تواجهه.
قد ينتج من هذا الأسلوب التربية المنحرفة والطغيان والعصيان وفي بعض الأحيان يؤدي إلى القسوة والانتقام الذي يترك آثاراً وخيمة على مستقبل الطفل.
أغلب أنواع القساوة والخشونة نابع من التخويف المستعمل في فترة الطفولة وكذلك الحال بالنسبة للهروب من البيت أو التشاؤم واليأس..
ترك المحيط
من أجل سد الطريق أمام تحلل أو وقاحة واستهتار الطفل نلجأ إلى إفراغ المحيط في بعض الموارد، ويحصل ذلك عن طريق قطع روابط المحيطين واعتراضهم عليه وإشعاره بعدم رضاهم على أعماله وأنه ناقص الأدب والأخلاق.
ترك المحيط وإفراغه من قبل المحيطين به يمكن أحياناً اجراؤه بأسلوب ملائم وطيب بحيث لا يقترن مع السخط وقطع الرابطة من جهة ومن جهة أخرى يؤدي الغرض بوعيه وفهمه لأخطائه مثلاً نقول له: لكوننا لا نرغب سماع حديثك غير المؤدب لهذا نترك الغرفة ولا نعود لها حتى تصلح أفعالك الخاطئة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ المفهوم الكلي للتشويق.
2ـ المفهوم الكلي للعقوبة.
3ـ المجلسي بحار الأنوار: ج104، ص99، نقل عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام).
4ـ وعبد سبع سنين، الطبرسي، مكارم الأخلاق ص255.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|