أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-07-2015
4409
التاريخ: 31-07-2015
5490
التاريخ: 31-07-2015
3634
التاريخ: 31-07-2015
4219
|
الاسم: الحسن عليه السلام
اللّقب: العسكريّ
الكنية: أبو محمد
اسم الأب: علي بن محمد الهادي عليه السلام
اسم الأمّ: حديث
الولادة: 8 ربيع الثاني 232هـ
الشهادة: 8 ربيع الاول 260 هـ
مدّة الإمامة: 6 سنوات
مكان الدفن: العراق / سامراء
النشأة المباركة
عاش الإمام العسكريّ مع أبيه الإمام الهادي 22 سنةً، وتسلّم الإمامة وله من العمر عشرون سنةً. استشهد ولم يتجاوز 28 سنةً من العمر.
ولد الإمام العسكريّ عليه السلام في المدينة، ولكنّه هاجر مع أبيه إلى سامرّاء، بعد أن استدعاه المتوكّل العبّاسيّ. وهناك، عاش الرقابة التامّة للسّلطة على والده، والمظالم الّتي تعرّض لها.
الدور السياسيّ
إنّ ما يميّز إمامة الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام ، أنّها كانت خاضعةً لمضايقات السلطة العبّاسيّة الحاقدة، ورقابتها التامّة، ففي السنوات الستّ من مدّة إمامته، تردّد إلى سجونهم مرّاتٍ عدّةً، كما فكّروا بالتخلّص منه بعيداً عن أعين الناس، وقد باءت هذه المحاولات بالفشل برعاية الله سبحانه.
وبالرّغم من كلّ ذلك استطاع الإمام بسياسته الحكيمة، وسلوكه الراقي، أن يُجهض كلّ هذه المحاولات، ما أكسبه احتراماً خاصّاً لدى أتباع السلطة، بحيث كانوا يتحوّلون من خلال قربهم له إلى أناسٍ ثقاةٍ، ومؤمنين، وحريصين على سلامته عليه السلام . بل أكثر من ذلك، استطاع عليه السلام أن يفرض احترامه حتّى على أشدّ الناس حقداً على أهل البيت عليهم السلام وهو عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير العبّاسيّ آنذاك، الّذي يقول بحقّ الإمام: "لَوْ زالَتِ الخِلاَفةُ عَنْ بَني العَبَّاسِ مَا اسْتَحَقَّها أَحَدٌ مِنْ بَني هاشمٍ غَيْرُهُ لِفَضْلِهِ وَعَفافِهِ وَهَدْيِهِ وَصِيانَةِ نَفْسِهِ وَزُهْدِهِ وَعِبادَتِهِ وَجَميلِ أَخْلاقِهِ وَصَلاحِهِ"[1].
أراد الإمام عليه السلام من خلال علاقته الحذرة بالحكم، أن يفوّت على الحكم العبّاسيّ مخطّطه، القاضي بدمج أئمّة أهل البيت عليهم السلام وصهرهم في بوتقة الجهاز الحاكم، وإخضاعهم للمراقبة الدائمة والإقامة الجبريّة، الّتي تهدف إلى عزلهم عن قواعدهم ومواليهم... فكان الإمام العسكريّ كوالده مكرهاً على التواصل مع السلطة، من خلال الحضور إلى بلاط الخليفة يومَي الاثنين والخميس، حيث استغلّ الإمام عليه السلام هذه السياسة لإيهام السلطة بعدم الخروج على سياستها ليدفع عن أصحابه الاضطهاد والملاحقات، الّتي كانوا يتعرّضون لها من قِبَل الدّولة العبّاسيّة، ولكن من دون أن يعطي السلطة الغطاء الشرعيّ، الّذي يكرّس شرعيتها، ويبرّر سياستها.
ثورة الزّنج
اندلعت ثورة الزنج، بزعامة رجل ادّعى الانتساب إلى أهل البيت عليهم السلام ، نتيجة ظلم السلطة، وانغماسها في حياة الترف، ما جعل الفقر الشديد يسود في أوساط الطبقات المستضعَفة.
وقد أربكت هذه الثورة السلطة وكلّفتها الكثير من الجهد للقضاء عليها. وبالرغم من رفض الإمام للممارسات الّتي قامت بها الثورة بسبب ما ارتكبته من قتلٍ، وسلبٍ، وإحراقٍ للمدن، وسبيٍ للنساء، إلى غير ذلك من الأعمال الّتي تتنافى مع أحكام الإسلام. ولكنه عليه السلام آثر السكوت، ولم يُدِنْ تصرّفاتها، لكي لا تعتبر السلطة الإدانة تأييداً ضمنيّاً لها، وبالتالي لمساهمتها في إضعاف حكم العبّاسيّين، ما يؤدِّي إلى تخفيف الضغط على جبهة الحقّ الّتي كان يمثّلها الإمام عليه السلام ، وفعلاً، انشغلت السلطة عن مراقبة الإمام عليه السلام بإخماد ثورة الزنج.
الدور الرساليّ
تمثّل الدور الرساليّ للإمام في العمل على حفظ الإسلام، ومواجهة الاتّجاهات المنحرفة، وذلك من خلال:
1- الردّ على الشبهات: أثيرت في عصر الإمام العديد من الشبهات حول القرآن الكريم، وقد تمكّن الإمام من القضاء على محاولات التشكيك بالقرآن الكريم، في مهدها. وممّا يُروى أنّه اتّصل بالفيلسوف الكِنديّ، الّذي شرع بكتابة كتاب حول متناقضات القرآن، فأقنعه بخطئه، ما جعل الكِنديَّ يحرِق الكتاب ويتوب.
2- الرد على الصوفيـّة: يشير العديد من الروايات إلى ردِّ الإمام عليه السلام على الصوفيّة وفضح أساليبهم وطريقة تعاملهم مع الناس، وما يمتلكونه من الصفات، وذلك حذراً من إضلالهم للنّاس.
3- الاستمرار في بناء الجماعة الصالحة: بدأ الإمام مرحلةً جديدةً من هذا المشروع، تمثّلت بتحميل الجماعة الصالحة دوراً ومسؤوليَّةً، فكان يشجّع أصحابه على إصدار الكتب والرسائل، بالموضوعات الدينيّة الحيويّة، حيث كان يطّلع عليها وينقّحها. كما عمل على إمداد وتدعيم قواعده ومواليه بكلّ مقوّمات الصمود والوعي، فكان يمدّهم بالمال اللازم لحلّ مشاكلهم، ويتتبّع أخبارهم، وأحوالهم النفسيّة والاجتماعيّة، ويزوّدهم بالتوجيهات، والإرشادات الضروريّة، ما أدّى إلى تماسكهم، والتفافهم حول نهج أهل البيت عليهم السلام ، والتماسهم الطرق كافّة للاتّصال بالإمام عليه السلام رغم الرّقابة الصارمة، الّتي أحاطت به من قبل السلطة.
ويُروى أنّ محمّد بن عليّ السّمريّ، كان يحمل الرسائل، والأسئلة، والأموال، في جرّة السمن، بصفته بائعاً، ويدخل بها على الإمام عليه السلام ، ليرجع بالأجوبة والتوجيهات. وبذلك استطاع الإمام عليه السلام أن يكسر الطوق العبّاسيّ من حوله، ويوصل أطروحة الإسلام الأصيل، إلى قواعده الشعبيّة، ويجهض محاولات السلطة ويسقط أهدافها.
4- التمهيد للغيبة: كان من أهمّ وظائف الإمام التمهيد للغيبة، الّتي ستبدأ بوفاته إلى أن يكتب الله للإمام المهديّ الموعود بالخروج، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
وفي الوقت نفسه، عمل الإمام على أن يحفظ ابنه من الخطر المحدق به من قبل العبّاسيّين، وما يسعون إليه من قتل الإمام مباشرةً عند ولادته، فاعتمد في ذلك الخطوات التالية:
أ- النصوص المبشـّرَة بالولادة، كما جاء في العديد من الروايات عن الإمام، وذلك تثبيتاً لفكرة الغيبة الّتي أشار إليها الأئمّة السابقون، وتقوية لقلوب الشيعة.
ب- الإشهاد على الولادة، الّذي لم يشمل إلّا المحيط الخاصّ بالإمام، وذلك خوفاً عليه من السلطة.
ج- إخبار الإمام للشيعة بولادة المهديّ، مضافاً إلى أمره لوكلائه بأن يعقّوا عن الإمام عند ولادته.
د- تسهيل الارتباط بالإمام الحجـّة بعد وفاته، من خلال الاعتماد على الوكلاء الثقاة، والذين كانوا السفراء بين الإمام وبين الناس.
شهادة الإمام العسكريّ عليه السلام
أدرك المعتمد العبّاسيّ أنّ الخطر بوجود الإمام عليه السلام أكبر من أيّ خطرٍ آخر يمكن أن يواجهه، فأوعز إلى مَن دسّ له السمّ في طعامه. وكانت وفاة الإمام عليه السلام ، في النصف الأوّل من شهر ربيع الأوّل سنة 260 هجريّة. ودفن إلى جانب أبيه الإمام الهادي عليه السلام .
[1] ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، مصدر سابق، ج3، ص535.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|