المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
توظيف الأموال في المجالات الاقتصاديّة الكبرى
13-02-2015
ما يحرم على المجنب
2024-10-15
تفسير الآية (1-6) من سورة الفرقان
4-9-2020
The configuration properties of D-glucose.
20-7-2018
لم يكن التشيع موجودا في زمن النبي
12-1-2017


الاعواض  
  
792   01:10 صباحاً   التاريخ: 9-08-2015
المؤلف : الشيخ الطوسي
الكتاب أو المصدر : الاقتصاد
الجزء والصفحة : ص 89
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / اللطف الالهي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015 492
التاريخ: 5-07-2015 1461
التاريخ: 9-08-2015 657
التاريخ: 9-08-2015 370

أﻭﻝ ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﻊ [ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ]  ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻭﺗﺒﺠﻴﻞ. ﻓﺒﻜﻮﻧﻪ ﻧﻔﻌﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻨﻔﻊ، ﻭﺑﻜﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻀﻞ ﻭﺑﺨﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻭﺗﺒﺠﻴﻞ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ. ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻞ ﺃﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻛﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭﺍﻷﺿﺎﺣﻲ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﺑﺈﺑﺎﺣﺔ ﻛﺈﺑﺎﺣﺔ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻓﺈﻥ ﻋﻮﺽ ﺫﻟﻚ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻋﻮﺽ ﻟﻜﺎﻥ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﻣﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻷﻟﻢ، ﻷﻥ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺤﺴﻨﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻓﻲ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﺤﺴﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺟﻤﻊ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﻮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﺟﻮﺑﺎ ﺃﻭ ﻧﺪﺑﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺽ ، والاعتبار على ما بيناه.

ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺒﻴﺤﻪ ﻓﻮﺟﻪ ﺣﺴﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻄﻒ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﺍﺑﺢ، ﻷﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻄﻒ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﻄﻒ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﺍﺑﺢ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻠﻄﻒ. ﻭﻗﻴﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻭﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻪ ﺑﺎﻷﻛﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎﻭﻱ ﻳﺨﺮﺝ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺒﺜﺎ، ﻭﻣﺘﻰ ﺃﻟﺠﺄ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺿﺮﺍﺭ ﺑﺤﻲ ﻓﻌﻮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻥ ﺍﻻﻟﺠﺎﺀ ﺁﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻹﺑﺎﺣﺔ. ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺘﻰ ﺃﻟﺠﺄ ﺑﺎﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﺑﺎﻟﺸﻮﻙ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻟﺠﺄﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻓﺎﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﺠﺊ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﻠﻬﺮﺏ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻬﺮﺏ، ﻷﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺻﻼ ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻟﺠﺄﻩ، ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻠﺠﺊ ﻫﻮ ﻭﻗﻮﻑ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ. ﻓﺮﻛﻮﺏ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺴﻨﻪ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻤﺒﻴﺢ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺴﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﻤﺆﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻒ ﻭﻏﻴﺮﻩ. ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﺰﻣﻪ ﻟﻠﺰﻣﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺩﻓﻌﻨﺎ ﺳﻴﻔﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻟﻴﺠﺎﻫﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﺘﻰ ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻟﻤﺎ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩﻳﻦ ﻭﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﺍﻟﻌﻮﺽ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﺢ ﻣﻨﺎ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﻣﺎ ﻏﺼﺒﻪ ﺍﻟﻐﺎﺻﺐ، ﻷﻧﻪ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﻦ ﻗﺪ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ. ﻭﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﻜﻦ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻭﺍﺟﺐ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻳﺘﻘﻞ ﻋﻨﻪ.

ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻔﻀﻞ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻭﺍﺟﺐ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ، ﻟﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻭﺍﺟﺒﺔ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺽ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻧﻔﺴﻪ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺫﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻭﻣﺪﺣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻨﺎ ﻟﻪ ﻣﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻤﺪﺡ. ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺮﻁ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻗﻼ، ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻋﻮﺍﺽ، ﻷﻧﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ، ﻭﻣﻦ ﺃﻟﺠﺄ ﻏﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺿﺮﺍﺭ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﺿﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ، ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﻠﺠﺊ ﺑﻨﻔﺴﻪ. ﻭﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻃﻔﻼ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺣﺘﻰ ﻫﻠﻚ ﻓﺎﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺿﻊ ﺩﻭﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷﻧﻪ ﺑﺘﻌﺮﻳﻀﻪ ﻟﻠﻬﻼﻙ ﻛﺄﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻬﻼﻙ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺬﻣﻪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻷﻧﻪ ﺑﺘﻌﺮﻳﻀﻪ ﻟﻠﻬﻼﻙ ﻛﺄﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﺘﺼﻒ ﻟﻠﺸﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ(1)، ﻓﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻗﻼ.

ﻭﺍﻟﻌﻮﺽ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﻘﻄﻌﺎ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﺣﺴﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻮﺽ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺣﺴﻨﻪ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻣﻨﻘﻄﻊ. ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﺈﻥ ﺃﻣﻜﻦ ﺗﻮﻓﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﺇﻥ ﺗﺄﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻌﻞ ﺑﻪ ﻣﻔﺮﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻻ ﻳﺤﺲ ﺑﻔﻘﺪﻩ ﻓﻴﻐﺘﻢ ﻟﻪ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﺻﺢ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﺍﻻﺣﺒﺎﻁ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﻋﻨﺪ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺽ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻘﻄﻊ. ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻞ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﺬﻟﻚ، [ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﺬﻟﻚ]. ﻭﻛﻞ ﻋﻮﺽ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻪ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺅﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﺃﺳﻘﻄﻪ ﺑﻬﺒﺔ ﺃﻭ ﺇﺑﺮﺍﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻘﻂ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺣﻘﻮﻗﻪ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺅﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻠﻴﺲ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﺈﺳﻘﺎﻃﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻓﻰ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻟﻤﺤﺠﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﻹﺳﻘﺎﻁ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ، ﻓﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻹﺳﻘﺎﻁ. ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻻﺑﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻪ.

________________

(1) ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺑﺤﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ 7 / 245 ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ " ﻳﻨﺘﺼﻒ ﻟﻠﺠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ ".

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.