المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05

الجملة
2024-10-01
مصاديق لقاعدة « الالزام »
16-12-2021
الأغسال المسنونة
2023-06-06
الأحياء السطحية Epiphytes
22-3-2018
Kadomtsev-Petviashvili Equation
21-7-2018
أميّة بن أبي الصلت
24-7-2016


ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﻏﺎﻳﺘﻪ  
  
965   10:35 صباحاً   التاريخ: 7-08-2015
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 174
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها /

 ﻭﻓﻴﻪ ﺃﺑﺤﺎﺙ:

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:

 ﻓﻲ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ﻫﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﻭﻫﻲ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ. ﻓﻘﻮﻟﻨﺎ " ﺭﺋﺎﺳﺔ " ﻛﺎﻟﺠﻨﺲ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ. ﻭﺍﺣﺘﺮﺯﻧﺎ ﺏ " ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ " ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ. ﻭﺑﻘﻮﻟﻨﺎ ﺏ " ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ " ﺍﺣﺘﺮﺍﺯ ﻋﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻮﻻﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ. ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﻛﻮﻧﻪ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﻧﺴﺎﻧﺎ ﻟﻜﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﻧﺴﺎﻧﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻌﺮﻑ.

 

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:

ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﻧﺼﺒﻪ ﺃﻡ ﻻ ﻷﻧﻪ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﺐ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﺻﻼ.

ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﺐ ﻋﻘﻼ ﺃﻭ ﺳﻤﻌﺎ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﺍﻟﺠﺎﺣﻆ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺼﺒﻪ ﻟﻴﻌﻠﻤﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﻳﺮﺷﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺼﺒﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻟﻄﻔﺎ ﻟﻨﺎ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻨﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﺤﺎﺕ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﻟﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮﻳﺔ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻧﺼﺒﻪ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ، ﻷﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺼﺒﻪ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻜﺲ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﺻﻼ.

ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻧﺼﺒﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﻟﻨﺎ: ﺇﻥ ﻧﺼﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟﻄﻒ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻔﻴﺔ، ﻭﻛﻞ ﻟﻄﻒ ﺑﺎﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﺎﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻓﻴﻪ ﻗﺎﺋﻤﺎ، ﻓﻨﺼﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ: ﻓﺈﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﻧﺼﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟﻄﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﺗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﺎﺩﻝ ﻣﻤﻜﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺒﺤﺎﺕ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻜﻞ ﻋﺎﻗﻞ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺩﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﺒﻬﺔ، ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻄﻒ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺮﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻣﺒﻌﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﻧﺼﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟﻄﻒ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ.

ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻨﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﻻ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺼﺒﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻣﻦ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻻﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﺍﺋﺮ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻸﻧﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻓﻲ ﻣﺪﺓ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﺎﻟﻤﻠﻄﻮﻑ ﻓﻴﻪ ﻟﻘﺒﺢ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﺾ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ، ﺇﺫ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻣﻪ ﺭﺍﺟﻌﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﺰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺼﺒﻪ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﺍﺟﺒﺎ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻣﺘﻰ ﻳﺠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺼﺐ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻤﻨﻮﻉ، ﻓﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺧﻔﻴﺔ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻧﺼﺒﻪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻟﻄﻔﺎ، ﻟﻜﻨﻜﻢ ﺷﺮﻃﺘﻢ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻟﻄﻔﺎ ﺗﻤﻜﻴﻨﻪ، ﻓﻌﻨﺪ ﻋﺪﻡ ﺗﻤﻜﻴﻨﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺼﺒﻪ ﻟﻄﻔﺎ ﻓﻼ ﻳﺠﺐ.

ﻷﻧﺎ ﻧﺠﻴﺐ: ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ: ﺇﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻣﻪ، ﻭﻗﺪ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﻧﺼﺒﻪ ﻭﺗﻤﻜﻴﻨﻪ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﻗﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻓﻴﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺑﺪﻝ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺇﻥ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺑﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﻣﻘﺮﺏ ﻟﺤﺼﻮﻟﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺮﺍﺩﺍ ﻟﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻟﻜﺎﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻠﻤﻔﺴﺪﺓ، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺑﻄﻼﻥ ﺫﻟﻚ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺷﺮﻃﺎ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ ﻧﺼﺒﻪ ﻟﻄﻔﺎ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ، ﺇﺫ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﺼﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟﻄﻒ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﺑﺼﺤﺔ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﺤﺎﺕ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﺄﻣﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻣﻦ ﺗﻤﻜﻴﻨﻪ ﻭﻇﻬﻮﺭﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻓﻲ ﻋﻠﺔ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﻫﻲ ﺃﻣﺮﺍﻥ:

(ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ) ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﻟﺠﻮﺍﺯ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺮﺩﻋﻪ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺣﻤﻠﻪ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺿﺪﺍﺩﻫﺎ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ، ﻟﻤﺎ ﺳﻨﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺏ ﻋﺼﻤﺘﻪ




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.