أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
1240
التاريخ: 4-3-2019
950
التاريخ: 4-3-2019
975
التاريخ: 23-10-2014
1156
|
خلقة الارض و كل ما فيها ينطق بكونها ملائمة للحياة , تدور حول نفسها فيكون في ذلك تتابع الليل و النهار.
وتدور حول الشمس فيكون في ذلك تتابع الفصول، الذي يؤدي بدوره الى زيادة المساحة الصالحة للسكنى فيها ، و يزيد من اختلاف الأنواع النباتية. و لهذا الدوران حساب دقيق لا يزيد ولا ينقص، لان زيادته أو نقصانه عما هو عليه الآن لا يسمح بقيام الحياة ..
ويحيط بها غلاف غازي يشتمل على الغازات اللازمة للحياة، و يمتد حولها الى ارتفاع يزيد على (500) ميل، ويبلغ هذا الغلاف من الكثافة درجة تحول دون وصول ملايين الشهب القاتلة يوميا إلينا منقضة بسرعة ثلاثين ميلا في الثانية، وهذا الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض يحفظ درجة حرارتها في الحدود المناسبة للحياة، ويحمل بخار الماء من المحيطات الى مسافات بعيدة داخل القارات، حيث يمكن ان يتكاثف مطرا يحيي الارض بعد موتها. والمطر مصدر الماء العذب، و لولاه لا صبحت الارض جرداء خالية من كل اثر للحياة المتحضرة.
ويمتاز الماء بخواص مهمة تعمل على صيانة الحياة في المحيطات و البحيرات و الانهار، ولا سيما في المناطق التي يكون شتاؤها قارصا وطويلا، فالماء يمتص كميات كبيرة من الاوكسجين عند ما تكون درجة حرارته منخفضة. و يطفو الجليد المتكون في البحيرات و الانهار على سطح الماء لخفته النسبية فيهيئ بذلك الفرصة لاستمرار حياة الكائنات التي تعيش في الماء في المناطق الباردة ... وعند ما يتجمد الماء تنطلق منه كميات كبيرة من الحرارة تساعد على صيانة حياة الاحياء التي تعيش في البحار.
اما الارض اليابسة فهي بيئة ثابتة لحياة كثير من الكائنات، فالتربة تحوي العناصر التي يمتصها النبات و يتمثلها و يحولها الى انواع مختلفة من الطعام يفتقر إليها الانسان و الحيوان، و يوجد كثير من المعادن قريبا من سطح الارض، مما هيأ السبل لقيام الحضارة.
ولو ان الأرض كان قطرها ربع قطرها الحالي لعجزت عن احتفاظها بالغلافين الجوي والمائي اللذين يحيطان بها، ولصارت درجة الحرارة فيها بالغة حد الموت.
أما لو كان قطرها ضعف قطرها الحالي لتضاعفت مساحة سطحها، واصبحت جاذبيتها للأجسام ضعف ما هي عليه، و انخفض- تبعا لذلك- ارتفاع غلافها الهوائي، وزاد الضغط الجوي من كيلوغرام واحد الى كيلوغرامين على السنتيمتر المربع، ويؤثر كل ذلك أبلغ الاثر في الحياة على سطح الارض، فتتسع مساحة المناطق الباردة اتساعا كبيرا، وتنقص مساحة الاراضي الصالحة للسكنى نقصا ذريعا، و بذلك تعيش الجماعات الانسانية منفصلة أو في أماكن نائية يتعذر بينها الاتصال.
ولو كانت قشرة الارض اسمك مما هي بمقدار بضع أقدام لامتص ثاني اوكسيد الكاربون والاوكسجين ولما أمكن وجود النبات.
ولو ازيحت الارض الى ضعف بعدها الحالي عن الشمس لنقصت كمية الحرارة التي تتلقاها من الشمس الى ربع كميتها الحالية، وقطعت الارض دورتها حول الشمس في وقت أطول، وتضاعف تبعا لذلك طول فصل الشتاء، وتجمدت الكائنات الحية على سطح الارض.
ولو نقصت المسافة بين الارض و الشمس الى نصف ما هي عليه الآن لبلغت الحرارة التي تتلقاها الارض أربعة أمثالها اليوم، وتضاعفت سرعتها المدارية حول الشمس ولصارت الحياة على سطح الارض غير ممكنة.
وحتى ميل الكرة الارضية الذي يقدر بزاوية قدرها 23 درجة انما كان لدواع دعت إليه، اذ لو كانت الكرة الارضية غير مائلة لكان القطبان في حالة غسق دائم، و لصار بخار الماء المنبعث من المحيطات يتحرك شمالا وجنوبا، مكدسا في طريقه قارات من الجليد.
وهكذا أصبحت الارض- بحجمها وبعدها عن الشمس وسرعتها في مدارها- تهيئ للإنسان أسباب الحياة. فهل كان ذلك كله محض مصادفة؟؟.
أما التربة فانه عالم يفيض بالعجائب، و لعل من أبرزها تلك العلاقات المتشابكة العديدة التي لا يمكن ان تكون قد تمت الا عن تصميم و ابداع. فلننظر الى التربة لكي نرى كيف تنتج من عوامل التعرية، و قد قسمت نواتج هذه العوامل الى اقسام : فهنالك الطبقة المتخلفة السفلى تعلوها الكتل المتخلفة ثم تأتي فوق ذلك طبقة التربة. وجميع الطبقات السابقة تنتج من عملية التفتيت و التكسير التي تسببها عوامل التعرية.
وللتربة اهمية حاصة بالنسبة لنا لأنها مصدر المواد الغذائية الرئيسة التي يحصل عليها النبات في اثناء نموه، كما انها ضرورية لتثبيت النباتات الارضية فوق سطح الارض.
فعند ما تتعرض الصخور النارية لعوامل التفتت تزول عنها تدريجيا القواعد القابلة للذوبان في الماء مثل الكلسيوم و الماغنيزيوم و البوتاسيوم، و تبقى اكاسيد السليكون و الألومنيوم و الحديد مكونة الغالبية الكبرى من التربة، ولا يصحب هذه العملية انخفاض كبير في المنسوب الفوسفوري، بينما يترتب عليها عادة ارتفاع في نسبة النيتروجين.
و يؤدي تحلل عناصر السليكات الاصلية بتأثير عوامل التفتت هذه الى تكون الصلصال، و من الخواص الكبرى للصلصال قدرته على تبادل الايونات الموجبة، اذ تمكنه هذه الخاصية من الاحتفاظ بالقواعد القابلة للذوبان و اللازمة لنمو النبات.
أما بالنسبة للنيتروجين فحسبنا ان نعرف ان من مصادره الرئيسة هذا البرق الذي يظن كثير من الناس انه ليس اكثر من وسيلة من وسائل التدمير، و لكن التفريغ الكهربي الناتج عن البرق يؤدي الى تكوين اكاسيد النيتروجين التي يهبط بها المطر أو الثلج الى التربة و يستفيد منها النبات. و تقدر كمية لنيتروجين التي تحصل عليها التربة بهذه الطريقة في صورة نيترات بما يقرب من خمسة أرطال للفدان الواحد سنويا، و هو ما يعادل ثلاثين رطلا من نيترات الصوديوم، و هذه كمية تكفي لبدء نمو النباتات.
ويلاحظ ان كمية النيتروجين الذي يثبته البرق تكون في المناطق الاستوائية اكثر منها في المناطق المعتدلة الرطبة، و هذه بدورها تزيد على الكمية التي تتكون في المناطق الجافة الصحراوية. ومن ذلك نرى ان النيتروجين يوزع على المناطق الجغرافية المختلفة بصور متفاوتة تبعا لمدى احتياج كل منطقة منها لهذا العنصر المهم. فمن الذي دبّر كل ذلك؟!
ثم ان هذه العجائب التي يغص بها الكون كمنحنيات التوزيع و دورة الماء في الطبيعة و دورة ثاني أوكسيد الكاربون فيها، وعمليات التكاثر العجيبة، و عمليات التمثيل الضوئي، ذات الاهمية البالغة في اختزان الطاقة الشمسية، و ما لها من اهمية بالغة في حياة الكائنات الحية، و هذا الانتظام في ظواهر الكون، والعلاقات السببية، و التكامل و التوافق و التوازن التي تنتظم سائر الظواهر و تمتد آثارها من عصر الى عصر. ان هذه العجائب هل قامت على أساس التخبط و الصدفة؟!.
وهذه الجزيئات البسيطة التي ليس لها صورة معينة و ليس بينها فراغ، و قد نشأت منها ملايين من الكواكب و النجوم والعوالم المختلفة لها صور معينة وأعمار محددة تخضع لقوانين ثابتة، هل وجدت صدفة؟؟
وهذه العناصر الكيمياوية المعروفة التي بلغ عددها نيفا و مائة هل لاحظ الانسان مقدار ما بينها من أوجه التشابه و الاختلاف؟ فمنها الملون و غير الملون، وبعضها غاز يصعب تحويله الى سائل أو صلب، وبعضها سائل، وبعضها صلب يصعب تحويله الى سائل او غاز، وبعضها هش والآخر شديد الصلابة، وبعضها خفيف والاخر ثقيل، وبعضها موصل جيد و الاخر رديء التوصيل، و بعضها مغناطيسي- والاخر غير مغناطيسي، و بعضها نشيط و الآخر خامل، وبعضها يكون أحماضا والاخر يكون قواعد، وبعضها معمر والاخر لا يبقى الا لفترة محدودة من الزمان. ومع ذلك فإنها جميعا تخضع لقانون واحد هو «القانون الدوري».
ان الفرق بين ذرة عنصر معين و عنصر آخر يرجع الى الفرق في عدد البروتونات والنيوترونات التي بالنواة.
والى عدد وطريقة تنظيم الالكترونات التي في خارج النواة، وعلى ذلك فان ملايين الانواع من المواد المختلفة سواء كانت عناصر أم مركبات، تتألف من جزئيات كهربية ليست في الواقع الا مجرد صور او مظاهر من الطاقة. والمادة بوصفها متكونة من مجموعات من الجزيئات و الذرات، والجزيئات و الذرات ذاتها، والالكترونات و النيوترونات التي تتألف منها الذرات، والكهرباء والطاقة ذاتها، انما تخضع جميعا لقوانين معينة، بحيث يكفي عدد قليل من ذرات أي عنصر للكشف عنه و معرفة خواصه.
فهل تم كل ذلك مصادفة؟ وهل وجدت القوانين والسنن الكونية من تخبط المادة وعشوائيتها؟؟.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|