النباتات الصحراوية

تعتبر الصحاري أينما وجدت نتاج ظروف الجفاف، وما يترتب على تلك الظروف من نمو نباتات صحراوية تعطي الصحارى ملامحها الحقيقية، ففي الصحاري العربية نطاقات أرضية عارية وذات سطوح صخرية مكشوفة أو ذات ترب ملحية أو ذات هطول مطري يقل عن 25 ملم سنوياً تخلو من أي غطـاء نباتي، إلا أن الملفت للنظر، أن هناك نطاقات أرضية ذات مساحات محدودة جـداً تتخلل الربع الخالي يسودها غطاء نباتي متطـور، وتزود الصحاري العربية النباتات الطبيعية بالضوء والدفيء، وتتركها تنمو في ظل ظروف رطوبة غير موائمة. وعليه، نجد أن نوعـاً مـن تلك النباتات الصحراوية يتحمل الجفاف ، ونوع آخر يقاومه، ونوع ثالث يتحاشاه.

تنتشر نباتات الجفافيات Xerophytic Vegetation في البيئات الصحراوية العربية مستخدمة طرق مختلفة من أجل البقاء في تلك البيئات الجافة، فبعض الجفافيات ينتمي للنوع الأول الذي يتحمل ظروف الجفاف من خلال حصوله على قدر ضئيل من الرطوبة، أما البعض الآخر من الجفافيات فله قدرة على مقاومة الجفاف على النحو الآتي:

-  إما أن تكون ذات جذور طويلة ومتشعبة بغية الحصول على أكبر قدر من الرطوبة المخزنة في التربة.

- اعتماد أنواع منها على الندى.

-  بعض أنواعها ذات أوراق إبرية أو سميكة أو شمعية للحفاظ على الرطوبة المخزنة في خلاياها للحد من ما يفقده النبات بفعل النتح.

 وأهم الأنواع النباتية الصحراوية التي تكيفت مع ظروف الجفاف هو نبـات الصبير الذي له قدرة فائقة على اختزان المياه في سيقانه وجذوره، وأهم الأنواع النباتية

الصحراوية التي تتحاشى الجفاف ، هي الأعشاب القصيرة وذات دورة حياة قصيرة (خلالها تنبت وتنمو وتزهر وتنتج بذورها) في فترة تتراوح ما بين 6 – 10 أسابيع، بعدها تذهب في سبات Dormant لتنمو وتزهر مرة أخرى عقـب هطول المطر في الأوقات القادمة. تعد النباتات الحولية من أهم الأنواع النباتية السائدة في بيئة الصحاري العربية، فتنمو تلك النباتات في موسم واحد ثم تموت وتبقى بذورها في التربة لتنمو مرة أخرى عند عودة ظروف الرطوبة الموائمة، ومن أمثلتها الخباز والخردل والحلبة، كمـا تـسود البيئات الصحراوية العربية نباتات معمرة دائمة تكيفت مع ظروف الجفاف الطويل، وأهمها الأثل، والسنط، والغضى، والقيصوم، والسدر، والحنظل، والرتم، والطرفاء.

  تسود الأدغال في النطاقات التي تهب عليها الرياح المحملة بالرمال، وتتجمع ذرات الرمال حول جذورها لتتكون تراكمات رملية تسمى في شبه الجزيرة العربية " مرباخ " ، أما الأراضي ذات الترب الملحية فيعيش فيها نباتات لها القدرة على تحمـل تركزات الأملاح المرتفعة، ومن أمثلة النباتات الملحيـة تلـك السائدة في شرقي شـبه الجزيرة العربية والتي تدعى بإسم "Rimth" حيـث يستفاد منهـا كـأعلاف للجمـال وبعض الحيوانات الأخرى، وتنمو أشجار الأكاسيا الصحراوية ذات الشكل المروحي والتي يصل ارتفاعها إلى 20 قدم (6م) في تربة رطبة بمحاذات قنوات التصريف المائي في أراضي تمتد من وسط إلى جنوب شبه الجزيرة العربية ،وتفيد ظلال أشجار الأكاسيا الإنسان والحيوانات في اتقاء الحرارة الشديدة في بيئة صحراوية ذات شمس لاهبة.