أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016
1995
التاريخ: 2023-04-20
1329
التاريخ: 11-1-2016
1966
التاريخ: 7-9-2018
1825
|
يحدث أحياناً كثيرة ان بعض الأباء يريدون أن يحسنـوا بـإخـلاص لكنهم لا يأمنون من الوقوع في هاوية الإساءة بسبب شيء بسيط وهو جهلهم بفن إصدار الأمر.
إن الذي جرت العادة عليه هو ان بعض الآباء ظنوا ان من حقهم إصدار الأوامر كزعيم نصّب نفسه على شعب يأمر فيطاع وينهي فيرتدع.
ونسي هؤلاء ان الأبناء بل والناس جميعاً يرفضـون مـا يصـدر لهم من أوامر بينما لا يمانعون من تنفيذ ما يطلب منهم في صورة (رجاء) أو (تمني) أو ما شابه ذلك.
ويمكنك أن تجرب ذلك، بأن تقول لأحد أبنائك:
إني أتمنى أن تقوم بعمل كذا..
فهو لا شك سيحاول أن يفعل ما طلبته منـه بينما لو أصدرت له أوامرك، فإنه قد يرد عليك بقوله: (لن أفعل). وإذا سألته: لماذا؟
فإنه يجيبك بشيء مبهم غير صحيح، ولربما يقول ويفعل حياء أو خـوفاً منك، وفي واقعة يقول: (لماذا يجب علي إطاعة الأوامر؟)
إننا حين نقرأ القرآن الكريم نجد ان الله تعالى كثيراً ما يصـدر أوامره في صيغة تمني أو ترجي، أو في صيغة (يريد الله) أو أنه يذكر صفات المتقين وعبـاده الصالحين، بدون أن يطلب من الناس مباشرة وبفرض أن يتقـوا..
فكان يحسن الى الناس الإيمان والتقوى، عبر ذلك.
يقول تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}[البقرة: 1 - 3].
فهو بدل أن يصـدر أوامره قائلاً: (يا أيها الناس آمنوا بالغيب وأقيموا الصلاة وانفقوا).. يصف المتقين بذلك.
أو مثلاً بدل أن يصدر أوامره الاخلاقية يصف عباد الله الصالحين بقوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}..[إلى آخر الآيات].
وهكذا فإنه يجند إليـك صفات المتقين، وعباده الصالحين بهذا الأسلوب الرفيع.
وإذا كان الله ـ وهو جبار السماوات والأرض، لا يصدر مطاليبه دائماً، في صورة أوامر فلماذا تصدر أنت لمن تحتك الأوامر دائماً!!
وحري بك أن تجرب مع أبنائك، فبدل أن تقول لأحدهم: (افعل هذا وذاك) أو (لا تفعل هذا ولا تفعل ذاك) قل: (هل لك في أن تفعل هذا؟) أو (إني أجد ان من الأفضل لك أن تفعل كذا) أو (أتظن ان من الأصـوب أن تفعل ذلك)؟ فإنك بذلك تفسح لهم المجال لكي يتصرفوا من تلقاء أنفسهم وفق ما تحب وتريد.
ذلك لأنه من الممكن أن ينفّذ أبناؤك أوامـرك ولكن إذا صدر لهم الأمر في صورة تمنيات ورجاء، فإنهم حينئذ يندفعون من أنفسهم الى تنفيذه، بينما صدوره في صورة (أمر) يجعلهم ينفذونه، بمقدار، (إسقاط الواجب)، أو (الخوف من العصى).
فالتمنيات تدفع أبناءك، الى الإستجابة لها في إطار (العطاء) بينما الأوامر تدفعهم إلى تنفيذها بمقدار ما يقدم العذر..
وهناك فرق كبير بين العطاء، وبين التنفيذ، فصاحب العطاء يحاول أن يأتي عمله في أحسن ما يكـون، بينما صاحب التنفيذ يحاول أن يأتي عمله بمقدار الواجب فحسب.
ثم ان أسلوب الاقتراحات والتمنيات، يجعل من السهل على إبنك ـ أو على أي شخص آخر ـ أن يصحح. خطأه، لأنه يحتفظ له بكبريائه، ويشيع فيه الإحساس بالأهمية ويسلس قياده، ويدفعه الى الطاعة بدل أن يحفزه الى العناد.
إذن..
لكي تصلح أبناءك، وتؤثر فيهم قدم أوامرك في صـورة اقتـراحـات أو تمنيات وتجنب إصدار أوامرك بصورة مباشرة وجافة.
وتذكر دائماً هذا الأسلوب الجميل الذي دأب عليه بعض الآباء مع أبنائهم، حالما تريد أن تصدر أوامرك، ولا بأس بأن تحفظه نصاً: (ولدي الحبيب إني طالما أبحث عن أفضل الطرق التي تستطيع بها أن تحرز نجاحاً وتقدماً في حياتك.. ولقد وجدت في هذا السبيل أن تقوم بعمل كذا.. ولك خالص شكري على طاعتك لي مسبقاً).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|