المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

قيمة الجغرافيا التربوية - القيم الجغرافية
5-3-2020
تعيين الكالسيوم والماغنيسيوم في الماء
2024-02-19
شروط الأولياء على النفس
7-2-2016
Consonants S, SH, CH
2024-03-29
Oscillation and amplification
8-5-2021
من مثلهما والنبي ساقيهما (عليهما السلام)
6-03-2015


كيف تأمر أولادك؟  
  
1228   02:11 صباحاً   التاريخ: 29-3-2022
المؤلف : محَّمد الكَاتب
الكتاب أو المصدر : كيف تُسعِدُ ابناءَكَ وتُربيهُم بِنجاح؟
الجزء والصفحة : ص77 ـ 79
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 1995
التاريخ: 2023-04-20 1329
التاريخ: 11-1-2016 1966
التاريخ: 7-9-2018 1825

يحدث أحياناً كثيرة ان بعض الأباء يريدون أن يحسنـوا بـإخـلاص لكنهم لا يأمنون من الوقوع في هاوية الإساءة بسبب شيء بسيط وهو جهلهم بفن إصدار الأمر.

إن الذي جرت العادة عليه هو ان بعض الآباء ظنوا ان من حقهم إصدار الأوامر كزعيم نصّب نفسه على شعب يأمر فيطاع وينهي فيرتدع.

ونسي هؤلاء ان الأبناء بل والناس جميعاً يرفضـون مـا يصـدر لهم من أوامر بينما لا يمانعون من تنفيذ ما يطلب منهم في صورة (رجاء) أو (تمني) أو ما شابه ذلك.

ويمكنك أن تجرب ذلك، بأن تقول لأحد أبنائك:

إني أتمنى أن تقوم بعمل كذا..

فهو لا شك سيحاول أن يفعل ما طلبته منـه بينما لو أصدرت له أوامرك، فإنه قد يرد عليك بقوله: (لن أفعل). وإذا سألته: لماذا؟

فإنه يجيبك بشيء مبهم غير صحيح، ولربما يقول ويفعل حياء أو خـوفاً منك، وفي واقعة يقول: (لماذا يجب علي إطاعة الأوامر؟)

إننا حين نقرأ القرآن الكريم نجد ان الله تعالى كثيراً ما يصـدر أوامره في صيغة تمني أو ترجي، أو في صيغة (يريد الله) أو أنه يذكر صفات المتقين وعبـاده الصالحين، بدون أن يطلب من الناس مباشرة وبفرض أن يتقـوا..

فكان يحسن الى الناس الإيمان والتقوى، عبر ذلك.

يقول تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}[البقرة: 1 - 3].

 فهو بدل أن يصـدر أوامره قائلاً: (يا أيها الناس آمنوا بالغيب وأقيموا الصلاة وانفقوا).. يصف المتقين بذلك.

أو مثلاً بدل أن يصدر أوامره الاخلاقية يصف عباد الله الصالحين بقوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}..[إلى آخر الآيات].

وهكذا فإنه يجند إليـك صفات المتقين، وعباده الصالحين بهذا الأسلوب الرفيع.

وإذا كان الله ـ وهو جبار السماوات والأرض، لا يصدر مطاليبه دائماً، في صورة أوامر فلماذا تصدر أنت لمن تحتك الأوامر دائماً!!

وحري بك أن تجرب مع أبنائك، فبدل أن تقول لأحدهم: (افعل هذا وذاك) أو (لا تفعل هذا ولا تفعل ذاك) قل: (هل لك في أن تفعل هذا؟) أو (إني أجد ان من الأفضل لك أن تفعل كذا) أو (أتظن ان من الأصـوب أن تفعل ذلك)؟ فإنك بذلك تفسح لهم المجال لكي يتصرفوا من تلقاء أنفسهم وفق ما تحب وتريد.

ذلك لأنه من الممكن أن ينفّذ أبناؤك أوامـرك ولكن إذا صدر لهم الأمر في صورة تمنيات ورجاء، فإنهم حينئذ يندفعون من أنفسهم الى تنفيذه، بينما صدوره في صورة (أمر) يجعلهم ينفذونه، بمقدار، (إسقاط الواجب)، أو (الخوف من العصى).

فالتمنيات تدفع أبناءك، الى الإستجابة لها في إطار (العطاء) بينما الأوامر تدفعهم إلى تنفيذها بمقدار ما يقدم العذر..

وهناك فرق كبير بين العطاء، وبين التنفيذ، فصاحب العطاء يحاول أن يأتي عمله في أحسن ما يكـون، بينما صاحب التنفيذ يحاول أن يأتي عمله بمقدار الواجب فحسب.

ثم ان أسلوب الاقتراحات والتمنيات، يجعل من السهل على إبنك ـ أو على أي شخص آخر ـ أن يصحح. خطأه، لأنه يحتفظ له بكبريائه، ويشيع فيه الإحساس بالأهمية ويسلس قياده، ويدفعه الى الطاعة بدل أن يحفزه الى العناد.

إذن..

لكي تصلح أبناءك، وتؤثر فيهم قدم أوامرك في صـورة اقتـراحـات أو تمنيات وتجنب إصدار أوامرك بصورة مباشرة وجافة.

وتذكر دائماً هذا الأسلوب الجميل الذي دأب عليه بعض الآباء مع أبنائهم، حالما تريد أن تصدر أوامرك، ولا بأس بأن تحفظه نصاً: (ولدي الحبيب إني طالما أبحث عن أفضل الطرق التي تستطيع بها أن تحرز نجاحاً وتقدماً في حياتك.. ولقد وجدت في هذا السبيل أن تقوم بعمل كذا.. ولك خالص شكري على طاعتك لي مسبقاً). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.