المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



وضع الكلام  
  
1676   10:41 صباحاً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ص16-18
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

لمّا توفّي النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، وقع الخلاف بين أصحابه في الخلافة والإمامة، وما تمكّنوا من حفظ توحيد الكلمة كما كانوا عليه في حياته ( صلى الله عليه وآله ) .

ثمّ إنّ حزب أبي بكر ـ الخليفة الأَوّل ـ وإن غلبوا في ذلك الوقت على أخذ السلطة التنفيذية، وعزل مخالفيهم عن تدبّر الأُمور ، إلاّ أنّ النزاع لم يرتفع به ، بل أصبح من أهم العوامل المؤثّرة في شؤون المجتمع الإسلامي ، فهو الأساس لتشعّب المسلمين إلى فرقتين : الشيعة وغيرها ، وهو البذر لحروب الجمل والصفين والنهروان وكربلاء وغيرها ، وهو المحور للاختلاف في القوة التشريعية ، فتشتّت المذاهب والآراء في الأُصول والفروع .

وممّا وسّع هذا الاختلاف خروج طاغية الشام على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد قتل عثمان ، فإنّه بغى واستكبر فصار من المفسدين ، ومن سوء الاتّفاق أنّه علا أمره ، واستولى على ما أراد ، فأتاح الأمر لمَن بعده من آل أمية ، الذين هم شر قبائل العرب (1) ، وأنّهم أبغض الأحياء أو الناس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (2) ، فآلَ الأمر إلى انعزال عترة النبي من السلطة التعليمية والإرشادية أيضاً ، بعدما افتقدوا السلطة التنفيذية والإجرائية . والناس على دين ملوكهم . فقام أُناس ـ لا صلاحية لهم ـ في المجامع الدينية العلمية ، وتصدّوا لتدريس الأُصول وتطبيق الفروع ، وكلّما دخلت أُمّة لعنت أُختها ، وكأنّ القرآن ينظر إليهم حيث يقول : {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [القصص: 41]. وبما أنّه لم يكن لهم ميزان علمي ، ولا أصل موضوعي ، ولا قانون كلي ، تكثرت آراؤهم وتباينت أنظارهم ، فاتّسعت الخوارج ، وتولّدت المرجئة ، وتكوّنت المعتزلة ، وقامت الجبرية (3) ، وظهرت الأشعرية وهكذا .

كل ذلك ؛ لعدم مرجع لائق ديني يلم شَعث المسلمين ، ويدير الحوزة العلمية .  وقد حكي (4) أنّه لمّا قيل لابن أبي العوجاء تلميذ الحسن البصري ( 21 ـ 110هـ ) : لِمَ تركت مذهب صاحبك  الحسن ـ ودخلت فيما لا أصل له ( أي الزندقة ) ؟ أجاب : إنّ صاحبي كان مخلِطاً ، كان يقول طوراً بالعدل وطوراً بالجبر ، وما أعلمه أعتقد مذهباً دام عليه ... فإذا كان هذا حال الحسن ـ وهو من دعائم هذه الطريقة وأساطين هذه المدرسة ـ فما حال غيره ؟!

وقد قيل في حقّه أيضاً (5) : إنّه كان يلقى الناس بما يهوون ، ويتصنّع للرئاسة ، وكان رئيس القدرية ، وكان يبغض علياً ، ويُنقل حبّه له أيضاً ، فإذا كان المصدر للمعارف الدينية أمثاله فما ظنّك بالمتعلّمين والمقلّدين ؟

ولذا اخترع واصل بن عطاء ( 80 ـ 131 هـ ) مذهب الاعتزال ؛ حينما ألقى مسألةً بسيطة على أُستاذه ـ الحسن هذا ـ فعجز عن إقناعه ، وقد علا أمر المعتزلة في المسائل الكلامية ، فإنّ مطالبهم أقرب إلى الأحكام العقلية في الجملة ، وربّما استفادوا من الفلسفة اليونانية لتصحيح مبانيهم ، وللفلسفة المذكورة تأثير كبير في علم الكلام وتشتّت آراء المتكلمين .

وأمّا مخالفو المعتزلة فلم يكن لهم القوة في الكلام ، حتى خالف علي بن إسماعيل أبو الحسن الأشعري ( 260 أو 270 ـ 330 على قول ) في مسألة ـ نذكرها مع جوابها في موطنها المناسب من هذا الكتاب ـ أُستاذه المعتزلي محمد بن عبد الوهاب المعروف بأبي علي الجبائي ( 235 ـ 303 هـ ) ، فرجع عن مذهبه حينما لم يفهما حلّ المسألة ، فتاب الأشعري من القول بخلق القرآن ، والعدل ، وعدم رؤية الله بالأبصار ، ونحوها ممّا عليه أُستاذه (6) ! وسعى في تدوين تلفيقات سلفه حتى سُمّي المذهب باسمه ، وله أقوال عجيبة ربّما تصادم الضرورة كما تقف عليها في هذا الكتاب .

قال معين الدين الأيجي الشافعي (7) ، واعلم أنّه ـ أي الأشعري ـ قد يرعوي إلى عقيدة جديدة بمجرّد اقتباس قياس لا أساس له ، مع أنّه منافٍ لصرائح القرآن وصحاح الأحاديث ... إلخ .

وهكذا خلفَ من بعدهم خلف أضاعوا الحق ، واتّبعوا الميول والأهواء ، وابتعدوا عن السفينة المنجية المحمدية ، إلاّ القليل ممّن استقاموا على الطريقة الوسطى ، فالتزموا العترة الهادية عن بكرة أبيهم ، فانقادوا في كلّ عصر لإمامه من أئمة آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وأخذوا عنهم الأُصول والفروع .

ونبغ منهم في كلّ عصر رجال أفذاذ وأعلام هداة ، وأَوّل مدرسة تخرّج فيها هؤلاء الجهابذة الإسلاميون ، هي مدرسة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (8) ، وهذا كتاب نهج البلاغة بين يديك وهو يدلّك على حقيقة الحال ، ففيه أسرار التوحيد ، وخفايا التنزيه ، ومزايا المعارف الاعتقادية ، وكليات القوانين الاجتماعية ، والسنن الأخلاقية ، والرسوم السياسية وغيرها .

ثمّ اتّسعت هذه المدرسة واشتهرت في عصر الإمامين العظيمين : الباقر والصادق (عليهما السلام ) حتى عدّوا المتدرّسين فيها إلى أربعة آلاف ، وقد تخرّج فيها الأكابر المتبحّرون والعلماء الكاملون ، أمثال هشام بن الحكم ، ومؤمن الطاق ، ويونس وزرارة ، وكثير من أقرانهم ، فتحمّلوا من علوم آل نبيهم ، وروّجوا ما تنوّر به المجامع العلمية الإسلامية والعالمية .

والمذاهب المتقدّمة (9) حيث لم تتمكن من مقاومة هذه المدرسة في ميدان العلم والفضيلة، قابلتها بالظلم والتعدّي والافتراء ؛ فلذا نُسب إلى بعض هؤلاء الكاملين القول بالتشبيه ، وإلى آخر منهم القول بالتجسّم ، وإلى ثالث الاعتقاد بحدوث صفات الله ، وهكذا ، بل جعل لكل من هؤلاء المنقادين لإمامهم الصادق ( عليه السلام ) مذهب على حدة ! ولم يزل هذا الوضع المشؤوم إلى يومنا هذا ، يوم النور والتفكير ، فما من كتاب من هؤلاء الجماعة المتقدمة ، إلاّ وفيه أباطيل منسوبة إلى الشيعة وهم براء منها ، وكم وقع عليهم الظلم والعدوان :

وكان ما كان ممّا لست أذكرُه     فظنْ خيراً ولا تسألْ عن الخبرِ

والله الهادي ... وقد تحصّل ممّا سطّر ـ إن لم تغلب العصبية على العاقلة ـ أنّ الأقدمين في علم الكلام وغيره من العلوم الشرعية هم الإمامية ؛ لأنّهم أَوّل مَن شرعوا في التأليف والتدوين ، فما في جملة من الكلمات من نسبة المسائل إلى المعتزلة أو الأشاعرة ، ثمّ نسبة المتابعة والموافقة إلى الإمامية ؛ إمّا جهل أو عناد ، بل كثيراً ما يُهمل نقل أقوالهم لجهات غير خفية على الخبير . ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين .

_______________________

(1) قال ابن حجر في تطهير الجنان واللسان / 30 : إنّه حديث حسن .

(2) وفي نفس المصدر : قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين .

(3) قُتل رئيسهم جهم بن صفوان في آخر مُلك بني أُميّة كما في الملل والنحل .

(4) بحار الأنوار 3 / 33.

(5) رجال المامقاني 1 / 270.

(6) لاحظ فهرست ابن النديم / 271.

(7) إحقاق الحق 1 / 100.

(8) قال ابن النديم في الفهرست / 263 : أَوّل مَن تكلم في مذهب الإمامة علي بن إسماعيل بن ميثم التمّار ، وميثم من أجلّة أصحاب علي ( رضي الله تعالى عنه ) ولعلي من الكتب كتاب الإمامة ، كتاب الاستحقاق . أقول : قد سبق علياً غيره ، فلاحظ مقدمة وسائل الشيعة المطبوعة حديثاً ؛ حتى تعلم أنّ الشيعة ابتدأوا بتدوين الكتب من بدو ظهورهم .

(9) قال الشهرستاني في أوائل مِلله ونحله : أمّا رونق علم الكلام فابتداؤه من الخلفاء العباسية هارون وغيره ، وانتهاؤه من الصاحب بن عبّاد وجماعة من الديالمة . وقيل : أَوّل مَن تكلّم في علم الكلام أبو هاشم ابن محمد بن الحنفية .

 

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.