يستخدم المنهج العلمي في تحقيق أغراضه ثلاثة عناصر أساسية:

1- الإنسان بطاقاته الأخلاقية والعقلية والفيزيقية.

2 - المعمل بأدواته في الملاحظة والتجارب على نماذج مصغرة ومبسطة.

3-  المنهج أو مجموعة القواعد اللازم أتباعها للحصول على عائد أفضل.

وفي الواقع لم يحدث ذلك على نحو بسيط فقد وجد على مدى العصور ملاحظات قيمة ومن المؤكد أنه قد وجد مجربون قبل أن يتكون المنهج التجريبي وكذلك رياضيون حاولوا إقامة نظريات الطبيعة قبل تعميم هذه الأخيرة بوقت طويل، ولم يتطور المنهج دون صعوبات فقد كان تحرر العلم من قيوده القديمة مصحوبا بردود فعل عنيفة، ثم بعد ذلك بوقت طويل استمرت ردود الأفعال هذه تقل شيئاً فشيئاً من جانب أولئك الذين يرون في العلم مجالاً يتخطى دائماً قدراتهم ومكتسباتهم

 فالتجارب أصبحت أكثر دقة وتعقيداً لذلك  يجب ان نقيم وزن وأهمية الملاحظة على الموضوع الملاحظ فقد يحدث عندما نقوم بملاحظة ظاهرة ما فإننا نجد أن المنهج العقلي يبدو أكثر ضرورية لتفسيرها كما يجب أن يكون هناك اعتبار للملاحظين وهم في حالة الملاحظة نفسها

• التجارب الإلكترونية (التجارب عبر الإنترنتOnline Experiments: ):

فتحت شبكة الإنترنت الدولية إمكانيات جديدة في مجال الدراسات التجريبية، وقد سبق علماء النفس غيرهم من العلماء في العلوم الاجتماعية في الاستفادة من الإنترنت في مجال إجراء الدراسات التجريبية فمثلاً في عام 2004 أجريت أكثر من 150 دراسة في مجال علم النفس عبر الإنترنت وقد بدأ الباحثون في مجال الدراسات الإعلامية بزيادة الاعتماد عليه في المستقبل القريب

ب - مزايا إجراء التجارب عبر الإنترنت:

قدم ريبس Reips (2000) قائمة تتضمن المميزات الرئيسية للتجارب عبر الإنترنت

1- تساعد في الوصول إلى عينة كبيرة ومتنوعة جغرافيا بما في ذلك الوصول إلى أفراد لا يسهل إشراكهم في التجارب المعملية مثل كبارالسن.

2-  أن العينة الكبيرة التي يمكن التطبيق عليها عبر الإنترنت تزيد من القوة والدلالة الإحصائية للنتائج.

3-  يمكن لأي فرد الاشتراك في التجربة في أي وقت على امتداد اليوم وعلى مدار الأسبوع كله.

 4- لا يتطلب الأمر وجود الباحث.

5- تعد أقل تكلفة لأنها لا تتطلب مكاناً لإجراء التجارب أو معدات  خاصه أو إشراف باحثين 86

 6-  تعد أكثر راحة بالنسبة إلى المبحوثين لأن التجربة هي التي تذهب إليهم وليس العكس.

7-  لا يوجد مجال لحدوث تحيز الباحث Experimenter Bias,

ج - عيوب إجراء التجارب عبر الإنترنت

1 - صعوبة التحكم في الظروف المحيطة بمشاركة المبحوثين في التجربة.

2 - يمكن أن يشارك المبحوث في التجربة أكثر من مرة أى أن ذلك يفتح مجالاً للغش وهذا يؤثر في مصداقية النتائج.

3-  لأن المشاركين هم الذين يتطوعون من تلقاء نفسهم للمشاركة فإن المهتمين بالموضوع هم فقط الذين يشاركون في التجربة.

4- عدم وجود باحثين مع المبحوثين للإجابة عن استفسارتهم بخصوص أسلوب إجراء التجربة أو التعليمات المصاحبة لها.

5 - تزداد المشكلات التقنية في حاله التجارب عبر الإنترنت.

6-  تزداد نسبة التسرب من التجربة في حالة الإنترنت مقارنة بالتجارب العلمية.

د. اختيار المشاركين في التجارب الإلكترونية:

توجد عدة طرق يمكن أن يستخدمها الباحثون لجذب المشاركين في التجارب الإلكترونية ومنها

1 - إرسال بريد إلكتروني لمجموعة تمثل الجمهور المستخدم من التجربة يطلب منهم المشاركة في التجربة.

2-  وضع دعوة للمشاركة على بعض المواقع ذات الصلة بموضوع البحث.

3- وضع إعلانات متحركة بعرض الصفحة Banners على بعض المواقع ذات الصلة بموضوع البحث.

4- وضع التجربة على بعض محركات البحث المعروفة مثل ياهو  أو جوجل بحيث إذا استخدم أي فرد أي كلمة مفتاحية مرتبطة بالموضوع الخاص بالتجربة ستظهر له التجربة.

5- وضع وصلة أو لينك للتجربة على بعض المواقع ذات الصلة بالتجربة بحيث إذا ضغط عليها الفرد فتحت له التجربة.

هـ - صدق التجارب الإلكترونية: Validity of Online Experments

تثير بعض التجارب الإلكترونية عدداً من الإشكاليات الخاصة بالصدق الداخلي والخارجي على النحو التالي:

أولا  الصدق الداخلي :

1. التاريخ: المقصود به الأحداث التي تحدث خلال فترة إجراء الدراسة فإذا كانت التجارب المعملية التقليدية تستغرق عدة ساعات أو أيام فإن التجربة عبر الإنترنت تستغرق أسابيع وقد تصل إلى أشهر وهذا يزيد من احتمالية تأثير ذلك على النتائج.
2.  التسرب: يسهل على المشاركين في التجارب الإلكترونية التسرب من التجربة، وعدم استكمالها بدرجة أكبر من التجربة التقليدية، وهذا يؤثر في النتائج، ومن ثم في الصدق الداخلي للتجربة.
3.  تحيز الباحث: نظراً لعدم تواجد الباحث مع المبحوثين فإن احتمال وجود هذا النوع من التحيز يكون غالباً من التجارب الإلكترونية على عكس التجارب التقليدية

ثانياً  الصدق الخارجي :

يذهب كثير من الباحثين مثل ريبس Reips ومولر Muller وجاكوبسون Jakobson وشوارزر Schwarzer إلى أن عينات التجارب الإلكترونية تقترب مع الوقت ومع زيادة مستخدمي الإنترنت إلى التقارب مع العالم الواقعي ومن ثم تصبح العينات أكثر تمثيلا للمجتمع، ويوصى بعض الباحثين بجمع بيانات عن الخصائص الديموغرافية للمبحوثين لتحديد سمات المجتمع الذي يمكن تعميم النتائج عليه وتشير كثير من الدراسات إلى أن نتائج التجارب الإلكترونية تتسق مع نتائج التجارب المعملية التقليدية.

     وإجمالا يمكننا القول أن الصدق الخارجي يعد من أهم مزايا التجارب الإلكترونية ولكن هذه الميزة يحد منها أن التجارب الإلكترونية تجذب الأفراد الأكثر اهتمامه، ثم لا توجد طريقه للتأكد من صدق إجابات المبحوثين فيما يتعلق ببياناتهم الديموجرافية مثل: السن، والنوع، أو إذا كانوا يجيبون بمفردهم أو بمساعدة آخرين.