أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2016
1344
التاريخ: 9-08-2015
960
التاريخ: 9-08-2015
1145
التاريخ: 5-3-2018
1255
|
هذا باب لا يحصى كثرة ...
روى أخطب خوارزم من الجمهور، بإسناده إلى ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن الرياض أقلام، والبحر مداد، والجن حساب، والإنس كتاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب (1)...
فمن يقول عنه رسول الله صلى الله عليه وآله مثل هذا، كيف يمكن ذكر فضائله؟
لكن لا بد من ذكر بعضها، لما رواه أخطب خوارزم أيضا، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها، غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
ومن كتب فضيلة من فضائله، لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتاب رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله، غفر الله الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله، غفر الله الذنوب التي اكتسبها بالنظر.
ثم قال: النظر إلى علي عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته، والبراءة من أعدائه (2).
وقد ذكرت في كتاب: " كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ":
أن الفضائل إما قبل ولادته، مثل ما روى أخطب خوارزم، من علماء الجمهور، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم، فقال: الحمد لله، فأوحى الله تعالى إليه حمدني عبدي، وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك، قال: إلهي فيكونان مني؟ قال: نعم يا آدم، إرفع رأسك، وانظر، فرفع رأسه، فإذا مكتوب على العرش: " لا إله إلا الله، محمد نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة، من عرف حق علي زكا وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت بعزتي وجلالي: أن أدخل الجنة من أطاعه، وإن عصاني، وأقسمت بعزتي: أن أدخل النار من عصاه وإن أطاعني " (3).
والأخبار في ذلك كثيرة.
وأما حال ولادته، فإنه ولد يوم الجمعة، الثالث عشر من شهر رجب،
بعد عام الفيل بثلاثين سنة، في: " الكعبة ". ولم يولد فيها أحد سواه قبله ولا بعده (4).
ولرسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثون سنة، فأحبه رسول الله صلى الله عليه وآله حبا شديدا.
وقال لها (فاطمة بنت أسد): اجعلي مهده قرب فراشي.
وكان صلى الله عليه وآله يلي أكثر تربيته، وكان يطهر عليا في وقت غسله.
ويوجره اللبن عند شربه، ويحرك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويحمله على صدره ورقبته، ويقول: هذا أخي، ووليي، وناصري، ووصيي، وزوج كريمتي، وذخري، وكهفي، وصهري، وأميني على وصيتي، وخليفتي.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحمله دائما، ويطوف به في جبال مكة، وشعابها، وأوديتها، رواه في بشارة المصطفى من الجمهور (5).
وأما بعد ولادته، فأقسامها ثلاثة: نفسانية، وبدنية، وخارجية.
أما النفسانية فينظمها مطالب:
الأول: الإيمان (6). وبواسطة سيفه تمهدت قواعده، وتشيدت أركانه (7)، وبواسطة تعليمه الناس حصل لهم الإيمان أصوله وفروعه (8).
ولم يشرك بالله طرفة عين (9).
ولم يسجد لصنم (10)، بل هو كسر الأصنام لما صعد على كتف النبي صلى الله عليه وآله (11).
روى أحمد بن حنبل: أنه أول من أسلم، وأول من صلى مع النبي صلى الله عليه وآله (12).
وفي مسنده: أن النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة: أما ترضين: أني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما (13).
وحديث الدار (14) يدل عليه أيضا.
الثاني: العلم والناس كلهم عيال عليه في المعارف الحقيقية، والعلوم اليقينية، والأحكام الشرعية، والقضايا النقلية، لأنه كان في غاية الذكاء، والحرص على التعلم (15)، وملازمته لرسول الله صلى الله عليه وآله، وهو أشفق الناس عليه، لا ينفك عنه ليلا ولا نهارا، فيكون بالضرورة أعلم من غيره (16)..
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في حقه: " أقضاكم علي (17) "، والقضاء يستلزم العلم والدين.
وروى الترمذي في صحيحه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " أنا مدينة العلم وعلي بابها " (18).
وذكر البغوي في الصحاح: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " أنا دار الحكمة وعلي بابها".
وفيه (أي في حقه)، عن أبي الحمراء، قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في زهده، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (19).
وروى البيهقي بإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (20).
مصدر العلوم كلها علي (عليه السلام)
وأيضا: جميع العلوم مستندة إليه.
أما (الكلام وأصول الفقه) فظاهر، وكلامه في النهج يدل على كمال معرفته في التوحيد والعدل، وجميع جزئيات علم الكلام والأصول.
وأما (الفقه): فالفقهاء كلهم يرجعون إليه.
أما الإمامية فظاهر.. وأما الحنفية، فإن أصحاب أبي حنيفة أخذوا عن أبي حنيفة، وهو تلميذ الصادق عليه السلام.
وأما الشافعية، فأخذوا عن محمد بن إدريس الشافعي، وهو قرأ على محمد بن الحسن، تلميذ أبي حنيفة، وعلى مالك، فرجع فقهه إليهما.
وأما أحمد بن حنبل، فقرأ على الشافعي، فرجع فقهه إليه.
وأما مالك، فقرأ على اثنين: أحدهما: ربيعة الرأي، وهو تلميذ عكرمة، وهو تلميذ عبد الله بن عباس، وهو تلميذ علي عليه السلام، والثاني: مولانا جعفر بن محمد الصادق (21).
وكان الخوارج تلامذة له (22).
وأما (النجوم): فهو واضعه (23).
وكذا (علم التفسير)، قال ابن عباس: حدثني أمير المؤمنين في باء " بسم الله الرحمن الرحيم "، من أول الليل إلى الفجر، لم يتم (24).
و (علم الفصاحة) إليه منسوب، حتى قيل في كلامه: إنه فوق كلام المخلوق، ودون كلام الخالق، ومن كلامه تعلم الفصاحة، وقال ابن نباتة: (حفظت من كلامه ألف خطبة، ففاضت ثم فاضت) (25).
وأما (المتكلمون)، فأربعة: معتزلة، وأشاعرة، وشيعة، وخوارج.
وانتساب الشيعة معلوم.
والخوارج كذلك، فإن فضلاءهم رجعوا إليه.
وأما المعتزلة، فإنهم انتسبوا إلى واصل بن عطاء، وهو تلميذ أبي هاشم عبد الله، وهو تلميذ أبيه محمد بن الحنفية، وهو تلميذ أبيه علي.
وأما الأشاعرة، فإنهم تلاميذ أبي الحسن علي الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وهو من مشايخ المعتزلة (26).
وأما (علم الطريقة)، فإن جميع الصوفية، وأرباب الإشارات والحقيقة، يسندون الخرقة إليه (27).
و(أصحاب الفتوة)، يرجعون إليه، وهو الذي نزل جبرائيل ينادي عليه يوم بدر: " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " (28).
وقال النبي صلى الله عليه وآله: " أنا الفتى، ابن الفتى، أخو الفتى " (29): أما أنه الفتى، فلأنه سيد العرب، وأما أنه ابن الفتى فلأنه ابن إبراهيم الذي قال تعالى فيه: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } [الأنبياء: 60](30) ، وأما أنه أخو الفتى، فلأنه أخو علي، الذي قال جبرائيل فيه: لا فتى إلا علي.
رجوع الصحابة إلى علي (عليه السلام)
وأيضا جميع الصحابة رجعوا إليه في الأحكام، واستفادوا (31) منه، ولم يرجع هو إلى أحد منهم في شئ البتة.
وقال عمر بن الخطاب، في عدة مواضع: (لولا علي لهلك عمر) (32)، حيث رده عن خطأ كثير.
وفي مسند أحمد بن حنبل: لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يقول: سلوني إلا علي بن أبي طالب (33).
وفي صحيح مسلم: " أن عليا قال على المنبر: " سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن كتاب الله عز وجل، فما من آية إلا وأعلم حيث نزلت، بحضيض جبل، أو سهل أرض (34)، سلوني عن الفتن، فما فتنة إلا وقد علمت كبشها، ومن يقتل فيها " (35).
وكان يقول: سلوني عن طرق السماء، فإني أعرف بها من طرق الأرض (36).
وقال علي (ع): علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب من العلم، في كل باب ألف باب (37).
وقضاياه العجيبة أكثر من أن تحصى. كقسمة الدراهم على صاحبي الأرغفة (38).
وبسط الدية على القارضة، والقامصة ، والواقصة (39).
وإلحاق الولد بالقرعة، وصوبه النبي صلى الله عليه وآله (40).
والأمر بشق الولد نصفين، حتى رجعت المتداعيتان إلى الحق (41).
والأمر بضرب عنق العبد، حتى رجع إلى الحق.
وحكمه في ذي الرأسين بإيقاظ أحدهما (42).
واستخراج حكم الخنثى (43).
وأحكام البغاة. قال الشافعي: عرفنا حكم البغاة من علي (44).
وغير ذلك من الأحكام الغريبة، التي يستحيل أن يهتدي إليها من سئل
(أي عمر) عن الكلالة والأب فلم يعرفهما، وحكم في الجد بمائة قضية كلها بعضها بعضا (45).
الثالث: الإخبار بالغيب.
وقد حصل منه في عدة مواطن:
فمنها: أنه قال في خطبة: " سلوني قبل أن تفقدوني، فو الله لا تسألونني عن فئة تضل مائة، وتهدي مائة إلا نبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة، فقام إليه رجل فقال له: أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر؟
فقال: والله لقد حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله بما سألت، وإن على كل طاقة شعر من رأسك ملكا يلعنك، وإن على كل طاقة شعر من لحيتك شيطانا يستفزك، وإن في بيتك لسخلا يقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، ولولا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرت به، ولكن آية ذلك ما نبأت به من لعنك وسخلك الملعون ".
وكان ابنه في ذلك الوقت صغيرا، وهو الذي تولى قتل الحسين (عليه السلام) (46).
وأخبر بقتل " ذي الثدية " من الخوارج، وعدم عبور الخوارج النهر، بعد أن قيل له: قد عبروا (47).
وعن قتل نفسه (48).
وبقطع يدي جويرية بن مسهر، وصلبه، فوقع في أيام معاوية (49).
وبصلب ميثم التمار، وطعنه بحربة عاشر عشرة، وأراه النخلة التي يصلب على جذعها، ففعل به ذلك عبيد الله بن زياد عليهما اللعنة (50).
وبقطع يدي رشيد الهجري، ورجليه، وصلبه، ففعل ذلك به (51).
وقتل قنبر، فقتله الحجاج (52).
وبأفعال الحجاج التي صدرت عنه (53).
وجاء رجل إليه، فقال: إن خالد بن عرفطة قد مات، فقال عليه السلام: إنه لم يمت، ولا يموت، حتى يقود جيش ضلالة صاحب لوائه حبيب بن جمار، فقام رجل من تحت المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين، إني لك شيعة ومحب؟ فقال: من أنت؟ فقال: أنا حبيب بن جمار، قال:
وإياك أن تحملها، ولتحملنها، وتدخل بها من هذا الباب، وأومئ بيده إلى باب الفيل.
فلما كان زمان الحسين عليه السلام، جعل ابن زياد خالد بن عرفطة على مقدمة عمر بن سعد، وحبيب بن جمار حتى دخل من باب الفيل (54).
وقال للبراء بن عازب: يقتل ابني الحسين وأنت لا تنصره، فقتل الحسين (عليه السلام)، فلم ينصره (55).
ولما اجتاز بكربلا في وقعة صفين بكى، وقال: " هذا والله مناخ ركابهم، وموضع قتلهم، وأشار إلى ولده الحسين وأصحابه (56).
وأخبر بعمارة بغداد (57).
وملك بني عباس، وأحوالهم.
وأخذ المغول الملك منهم (58).
وبواسطة هذا الخبر سلمت الحلة، والكوفة، والمشهدان من القتل في وقعة هولاكو، لأنه لما ورد بغداد كاتبه والدي، والسيد بن طاوس، والفقيه ابن أبي المعز، وسألوا الأمان قبل فتح بغداد، فطلبهم، فخافوا، فمضى والدي إليه خاصة، فقال: كيف أقدمت قبل الظفر؟ فقال له والدي:
لأن أمير المؤمنين عليه السلام أخبر بك، وقال: " إنه يرد الترك على الأخير من بني العباس، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدأ ملكهم، جهوري الصوت، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع له راية إلا نكسها، الويل الويل لمن ناوأه، فلا يزال كذلك حتى يظفر ".
والأخبار بذلك كثيرة:
الرابع: في الشجاعة.
وقد أجمع الناس كافة على أن عليا عليه السلام كان أشجع الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله، وتعجب الملائكة من حملاته.
وفضل النبي صلى الله عليه وآله قتله لعمرو بن عبد ود على عباده الثقلين، ونادى جبرائيل: " لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي ".
وروى الجمهور أن المشركين كانوا إذا أبصروا عليا في الحرب عهد بعضهم بعضا (59).
الخامس: في الزهد.
لا خلاف في أنه أزهد أهل زمانه، طلق الدنيا ثلاثا، قال قبيصة بن جابر: " ما رأيت في الدنيا أزهد من علي بن أبي طالب، كان قوته الشعير غير المأدوم، ولم يشبع من البر ثلاثة أيام " (60).
قال عمر بن عبد العزيز: " ما علمنا أن أحدا كان في هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله أزهد من علي بن أبي طالب " (61).
وروى أخطب خوارزم، عن عمار بن ياسر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " يا علي، إن الله تعالى زينك بزينة لم يزين العباد بزينة هي أحب إليه منها، زهدك في الدنيا، وبغضها إليك، وحبب إليك الفقراء، فرضيت بهم أتباعا، ورضوا بك إماما، يا علي، طوبى لمن أحبك وصدق عليك، والويل لمن أبغضك، وكذب عليك. أما من أحبك وصدق عليك فإخوانك في دينك، وشركاؤك في جنتك، وأما من أبغضك وكذب عليك، فحقيق على الله: أن يقيمه يوم القيامة مقام الكاذبين " (62).
السادس: لا خلاف في أنه كان أسخى الناس، جاد بنفسه فأنزل الله في حقه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207].
وتصدق بجميع ماله في عدة مرات (63).
وجاد بقوته ثلاثة أيام (64).
وكان يعمل بيده حديقة ويتصدق بها (65).
السابع: في استجابة دعائه.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد استسعد به، وطلب تأمينه على دعائه يوم المباهلة، ولم تحصل هذه المرتبة لأحد من الصحابة (66).
ودعا على أنس بن مالك، لما استشهد به على قول النبي صلى الله عليه وآله " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فاعتذر بالنسيان، فقال: اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببياض لا تواريه العمامة، فبرص (67).
ودعا على البراء بالعمى، لأجل نقل أخباره إلى معاوية، فعمي (68).
وردت عليه الشمس مرتين لما دعا به (69).
ودعا في زيادة الماء لأهل الكوفة، حتى خافوا الغرق، فنقص حتى ظهرت الحيتان فكلمته، إلا الجري، والمار ما هي، والزمار، فتعجب الناس من ذلك (70).
وأما حسن الخلق: فبلغ فيه الغاية، حتى نسبه أعداؤه إلى الدعابة (71).
وكذا الحلم: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة (ع): إني زوجتك من أقدم الناس سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما " (72).
القسم الثاني: من فضائله البدنية.
وينظمها مطلبان:
الأول: في العبادة.
لا خلاف أنه (عليه السلام) كان أعبد الناس، ومنه تعلم الناس صلاة الليل، والأدعية المأثورة، والمناجاة في الأوقات الشريفة، والأماكن المقدسة (73).
وبلغ في العبادة إلى أنه كان يؤخذ النشاب من جسده عند الصلاة، لانقطاع نظره عن غيره تعالى بالكلية (74).
وكان مولانا زين العابدين عليه السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، ويدعو بصحيفة، ثم يرمي بها كالمتضجر، يقول: " أنى لي بعبادة علي عليه السلام "؟ (75).
قال الكاظم عليه السلام: " إن قوله تعالى: {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ } [الفتح: 29] ، نزلت في أمير المؤمنين (76) وكان يوما في صفين، مشتغلا بالحرب، وهو بين الصفين يراقب الشمس، فقال ابن عباس: ليس هذا وقت صلاة، إن عندنا لشغلا، فقال علي عليه السلام: " فعلام نقاتلهم، إنما نقاتلهم على الصلاة؟ " (77).
وهو الذي عبد الله حق عبادته، حيث قال: ما عبدتك خوفا من نارك، ولا شوقا إلا جنتك، ولكن رأيتك أهلا للعبادة فعبدتك (78).
المطلب الثاني: في الجهاد.
وإنما تشيدت مباني الدين، وتثبتت قواعده، وظهرت معالمه بسيف مولانا أمير المؤمنين، وتعجبت الملائكة من شدة بلائه في الحرب (79).
ففي غزاة (بدر) وهي الداهية العظمى على المسلمين، وأول حرب ابتلوا بها، قتل صناديد قريش، الذين طلبوا المبارزة، كالوليد بن عتبة، والعاص بن سعيد بن العاص، الذي أحجم المسلمون عنه، ونوفل بن خويلد، الذي قرن أبا بكر وطلحة بمكة قبل الهجرة، وأوثقهما بحبل، وعذبهما (80)، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله، لما عرف حضوره في الحرب:
" اللهم اكفني نوفلا "، ولما قتله علي عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه (81) فلم يزل يقتل في ذلك اليوم واحدا بعد واحد، حتى قتل نصف المقتولين، وكانوا سبعين، وقتل المسلمون كافة، وثلاثة آلاف من الملائكة المسومين النصف الآخر (82).
وفي غزاة (أحد) انهزم المسلمون عن النبي صلى الله عليه وآله، ورمي رسول الله صلى الله عليه وآله،، وضربه المشركون بالسيوف والرماح، وعلي يدافع عنه، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وآله بعد إفاقته من غشيته، وقال: ما فعل المسلمون؟
فقال: نقضوا العهد، وولوا الدبر، فقال: اكفني هؤلاء، فكشفهم عنه، وصاح صائح بالمدينة: قتل رسول صلى الله عليه وآله، فانخلعت القلوب، ونزل جبرائيل قائلا: " لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي "، وقال للنبي صلى الله عليه وآله: يا رسول الله، لقد عجبت الملائكة من حسن مواساة علي لك بنفسه، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما يمنعه من ذلك، وهو مني وأنا منه؟ ورجع بعض الناس لثبات علي (عليه السلام)، ورجع عثمان بعد ثلاثة أيام، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لقد ذهبت بها عريضا (83).
وفي غزاة (الخندق) أحدق المشركون بالمدينة، كما قال الله تعالى:
{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ } [الأحزاب: 10] ، ونادى المشركون بالبراز، فلم يخرج سوى علي، وفيه قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) عمرو بن عبد ود.
قال ربيعة السعدي: أتيت حذيفة بن اليمان، فقلت: يا أبا عبد الله، إنا لنتحدث عن علي ومناقبه، فيقول أهل البصرة: إنكم لتفرطون في علي، فهل تحدثني بحديث؟ فقال حذيفة: " والذي نفسي بيده، لو وضع جميع أعمال أمة محمد صلى الله عليه وآله في كفة منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله إلى يوم القيامة، ووضع عمل علي في الكفة الأخرى، لرجح عمل علي على جميع أعمالهم "، فقال ربيعة: هذا الذي لا يقام له ولا يقعد، فقال حذيفة:
يا لكع، وكيف لا يحمل، وأين كان أبو بكر، وعمر، وحذيفة، وجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يوم عمرو بن عبد ود، وقد دعا إلى المبارزة، فأحجم الناس كلهم ما خلا عليا، فإنه نزل إليه فقتله، والذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله إلى يوم القيامة (84).
وفي يوم الأحزاب تولى أمير المؤمنين قتل الجماعة (85).
وفي غزاة " بني المصطلق " قتل أمير المؤمنين مالكا وابنه، وسبى جويرية بنت الحارث، فاصطفاها النبي صلى الله عليه وآله (86).
وفي غزاة " خيبر " كان الفتح فيها لأمير المؤمنين عليه السلام، قتل مرحبا، وانهزم الجيش بقتله، أغلقوا باب الحصن، فعالجه أمير المؤمنين عليه السلام، ورمى به، وجعله جسرا على الخندق للمسلمين، وظفروا بالحصن، وأخذوا الغنائم، وكان يقله سبعون رجلا، وقال عليه السلام:
" والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية، بل بقوة ربانية " (87).
وفي غزاة " الفتح " قتل أمير المؤمنين عليه السلام الحويرث بن نقيذ بن وهب بن عبد بن قصي، وكان يؤذي النبي صلى الله عليه وآله، وقتل جماعة، وكان الفتح على يده (88).
وفي غزاة " حنين " حين استظهر النبي صلى الله عليه وآله بالكثرة، فخرج بعشرة آلاف من المسلمين، فعاينهم أبو بكر، وقال: لن نغلب اليوم من قلة، فانهزموا بأجمعهم، ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله سوى تسعة من بني هاشم، فأنزل الله تعالى: {ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [التوبة: 25، 26] ، يريد عليا، ومن ثبت معه، وكان يضرب بالسيف بين يديه، والعباس عن يمينه، والفضل عن يساره، وأبو سفيان بن الحارث يمسك سرجه، ونوفل وربيعة ابنا الحارث، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، وعتبة، ومعتب ابنا أبي لهب، من وراء ظهره عليه السلام، فقتل أمير المؤمنين (عيه السلام) رئيس القوم، وجمعا كثيرا، فانهزم المشركون، وحصل الأسر (89).
وابتلى بجميع الغزوات، وقتال " الناكثين "، و " القاسطين "، و " المارقين " (90).
وروى أبو بكر الأنباري في أماليه : أن عليا (عليه السلام) جلس إلى عمر في المسجد، وعنده ناس، فلما قام عرض واحد بذكره، ونسبه إلى التيه، والعجب، فقال عمر: " حق لمثله أن يتيه، والله، لولا سيفه لما قام عمود الإسلام، وهو بعد أقضى الأمة، وذو سبقها، وذو شرفها "، فقال له ذلك القائل: فما منعكم يا أمير المؤمنين عنه؟ فقال: " كرهناه على حداثة السن، وحبه بني عبد المطلب " (91).
وحمله سورة البراءة إلى مكة، وكان النبي صلى الله عليه وآله أنفذ بها أبا بكر، فنزل عليه جبرائيل، وقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: لا يؤديها إلا أنت أو واحد منك (92).
وفي هذه القصة، وحده كفاية في شرف علي وعلو مرتبته بأضعاف كثيرة على من لا يوثق على أدائها، ولم يؤتمن عليها.
وهذه الشجاعة مع خشونة مأكله، فإنه لم يطعم البر ثلاثة أيام، وكان يأكل الشعير بغير إدام، ويختم جريشه لئلا يؤدمه الحسنان عليهما السلام (93).
وكان كثير الصوم، كثير الصلاة (94)، مع شدة قوته، حتى قلع باب خيبر، وقد عجز عنه المسلمون (95)، وفضائله أكثر من أن تحصى.
القسم الثالث في الفضائل الخارجية
وفيه مطالب:
الأول: في نسبه:
لم يلحق أحد أمير المؤمنين عليه السلام في شرف النسب، كما قال (عليه السلام): " نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد " (96)، قال الجاحظ: وهو من أعظم الناس عداوة لأمير المؤمنين (عليه السلام): صدق علي في قوله: (نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد)، كيف يقاس بقوم منهم رسول الله صلى الله عليه وآله؟
والأطيبان علي وفاطمة، والسبطان الحسن والحسين، والشهيدان حمزة، وذو الجناحين جعفر، وسيد الوادي عبد المطلب، وساقي الحجيج عباس، وحليم البطحاء أبو طالب؟، والنجدة والخيرة فيهم؟، والأنصار من نصرهم، والمهاجرون من هاجر إليهم ومعهم، والصديق من صدقهم، والفاروق من فرق الحق والباطل فيهم، والحواري حواريهم، وذو الشهادتين لأنه شهد لهم، ولا خير إلا فيهم، ولهم، ومنهم، وأبان رسول الله صلى الله عليه وآله أهل بيته بقوله: " إني تارك فيكم الخليفتين: كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى أهل الأرض، وعترتي وأهل بيتي، نبأني اللطيف الخبير:
أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ".
ولو كانوا كغيرهم لما قال عمر، لما طلب مصاهرة علي: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي.
فأما علي فلو أوردنا لأيامه الشريفة، ومقاماته الكريمة، ومناقبه السنية، لأفنينا في ذلك الطوامير الطول، العرق صحيح، والمنشأ كريم، والشأن عظيم، والعمل جسيم، والعلم كثير، والبيان عجيب، واللسان خطيب، والصدر رحيب، وأخلاقه وفق أعراقه، وحديثه يشهد لقديمه (97).
____________
(1) رواه في المناقب بسنده عن مجاهد، عن ابن عباس، كما في ينابيع المودة ص 121، وفي لسان الميزان ج 5 ص 62 (ط حيدر آباد دكن)، وكفاية الطالب ص 252.
ويؤيده ما رواه في الصواعق ص 72، ونور الأبصار ص 81، والمستدرك ج 3 ص 107 من أنه لم يرد في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان، ما روي في فضل علي بن أبي طالب.
وقال الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 253: قال الحافظ البيهقي : وهو أهل كل فضيلة ومنقبة، ومستحق لكل سابقة ومرتبة، ولم يكن أحد في وقته أحق بالخلافة منه.
(2) رواه في المناقب بسنده عن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن جعفر الصادق عليه السلام، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (ع)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، كما في ينابيع المودة ص 121، وكفاية الطالب ص 251، وقال: رواه الحافظ الهمداني في مناقبه، والحمويني في فرائد السمطين.
(3) رواه في المناقب، بسنده عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، كما في ينابيع المودة ص 11، ورواه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 141.
(4) قال الحاكم في المستدرك ج 3 ص 483: وقد تواترت الأخبار: أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة، وقال الحافظ الكنجي الشافعي، في كفاية الطالب ص 407: ولم يولد قبله، ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه، إكراما له بذلك، وإجلالا لمحله في التعظيم. ورواه في الفصول المهمة ص 12، ونور الأبصار ص 76، وفي كنوز الحقائق ص 188 وأسد الغابة ج 4 ص 31 قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي.
(5) رواه حسن بن المولوي الدهلوي الهندي، المتوفى (1300) في كتابه: تجهيز الجيش ص 110 مخطوط، كما في إحقاق الحق ج 5 ص 56، ورواه العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج 35 ص 9.
أقول: في مفاده روايات كثيرة فمن أراد التتبع فليراجع: ذخائر العقبى ص 86، والسيرة الحلبية ج 1 ص 268، وفي هامشه سيرة زيني دحلان ص 176 و 269، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 250، ومسند أحمد ج 4 ص 437، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 106، وحلية الأولياء ج 1 ص 66، ولسان الميزان ج 6 ص 114.
(6) وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله تقدم وسبق علي في الإسلام والإيمان للناس كلهم، ومن جملة مصادره: أسد الغابة ج 4 ص 16 و ج 5 ص 520، والإصابة، وفي هامشها الاستيعاب ج 2 ص 507، ج 3 ص 27، ج 5 ص 170 و 171، وفيض القدير ج 4 ص 358، والرياض النضرة ج 2 ص 287
(7) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ضربة علي في يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين "، وفي أكثر الروايات: أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة "، راجع: المواقف ص 617 (ط. إسلامبول)، ونهاية العقول في دراية الأصول للفخر الرازي ص 114 مخطوط، وإحقاق الحق ج 6 ص 5، تاريخ آل محمد لبهجت أفندي ص 71، ومستدرك الحاكم، وتلخيصه ج 3 ص 32، وتاريخ بغداد ج 13 ص 19، وينابيع المودة ص 95 و 137 وفي ذخائر العقبى ص 92: نادى رسول الله صلى الله عليه وآله بأعلى صوته: يا معاشر المسلمين، هذا أخي، وابن عمي، وختني، هذا لحمي ودمي، وشعري، وهذا أبو السبطين:
الحسن، والحسين، سيدي شباب أهل الجنة، هذا مفرج الكروب عني، هذا أسد الله، وسيفه في أرضه على أعدائه، على مبغضه لعنة الله، ولعنة اللعانين، والله منه برئ، وأنا منه برئ، فمن أحب أن يبرأ من الله ومني فليبرأ من علي وليبلغ الشاهد الغائب، ثم قال:
إجلس يا علي قد عرف الله لك ذلك. أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة.
وقال ابن أبي الحديد، في شرح نهج البلاغة ج 4 ص 444: وأما الخرجة التي خرجها يوم الخندق إلى عمرو بن عبد ود، فإنها أجل من أن يقال جليلة، وأعظم من أن يقال عظيمة، وما هي إلا كما قال شيخنا أبو الهذيل، وقد سأله سائل: أيما أعظم منزلة عند الله، علي أم أبو بكر؟ فقال: يا ابن أخي والله لمبارزة علي عمرا يوم الخندق، تعدل أعمال المهاجرين، والأنصار، وطاعاتهم كلها، تربي عليها، فضلا عن أبي بكر وحده.
(8) ينابيع المودة ص 66 و 148، وذخائر العقبى ص 78، وأسد الغابة ج 4 ص 22، وتفسير ابن كثير ج 9 ص 306 (ط بولاق مصر).
(9) كفاية الطالب ص 123، وتاريخ بغداد ج 14 ص 155، وفي فضائل الخمسة ج 1 ص 158، عن قصص الثعلبي ص 238 و 357.
(10) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 166، وقال: أخرجه ابن سعد، ونور الأبصار ص 76.
(11) وقد أشرنا في السابق إلى جملة من مصادره. وليراجع أيضا: الرياض النضرة ج 2 ص 200، وتفسير الكشاف عند قوله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ} [سبأ: 49] الآية، وتاريخ بغداد ج 13 ص 302، ومستدرك الحاكم ج 3 ص 5.
(12) وفي المسند ج 4 ص 318 وسنن البيهقي ج 6 ص 206، وخصائص النسائي ص 2، وكنز العمال ج 6 ص 156 و 395، والإصابة وفي هامشه الاستيعاب ج 5 ص 170 و 171 ومجمع الزوائد ج 9 ص 102، ومستدرك الحاكم ج 3 ص 499.
(13) مسند أحمد ج 5 ص 26 وكنز العمال ج 6 ص 53 و 153 و 397، ومجمع الزوائد ج 9 ص 114، وأسد الغابة ج 5 ص 530.
(14) وقد أوردنا في تفسير قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] عدة من مصادره، وراجع أيضا: السيرة الحلبية ج 1 ص 381، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 263 و 281.
(15) كفاية الطالب ص 197 و 224، وأسد الغابة ج 4 ص 22. وقد تواتر عنه عليه السلام قوله: سلوني قبل أن تفقدوني.
(16) كفاية الطالب ص 199 و 224، والصواعق المحرقة ص 76
أقول: ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وآله من المتواترات، ومما لا يرتاب فيه إلا الجاهل بالتاريخ الإسلامي.
(17) مجمع الزوائد ج 9 ص 114، والاستيعاب في هامش الإصابة ج 3 ص 38، بطرق متعددة، والرياض النضرة ج 2 ص 198 وحلية الأولياء ج 1 ص 65 و 66.
(18) أقول: من جملة مصادرها: صحيح الترمذي ج 2 ص 299، ومصابيح السنة ج 2 ص 275، والتاج الجامع للأصول ج 3 ص 337، وكنز العمال ج 6 ص 401، وكنز الحقائق ص 43، ومستدرك الحاكم ج 2 ص 126، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 320، وأسد الغابة ج 4 ص 22. أقول: لا يرتاب في تواترها إلا معاند مغرض.
(19) رواه في ينابيع المودة ص 121، وابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 ص 429 عن مسند أحمد، وسنن البيهقي، وقال: إنه صححه، والتفسير الكبير ج 8 ص 81.
(20) كنز العمال ج 1 ص 226، والرياض النضرة ج 2 ص 218، وكفاية الطالب ص 122 والفصول المهمة ص 21، وشرح المقاصد ج 2 ص 299.
(21) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 6، ومطالب السؤل ص 28، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 337، وأسد الغابة ج 4 ص 23.
(22) شرح المقاصد ج 2 ص 222: وشرح كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة ص 71 (ط القاهرة)، وإحقاق الحق ج 8 ص 33.
(23) ينابيع المودة ص 66 و 75، ومطالب السؤل ص 28، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص.
(24) السيرة الحلبية ج 2 ص 207، وفي هامشه سيرة زيني دحلان ج 2 ص 11، وينابيع المودة ص 70 و 408، وشرح النهج ج 1 ص 6
(25) شرح نهج البلاغة ج 1 ص 6 و ج 2 ص 99 و 128
(26) شرح نهج البلاغة ج 1 ص 6 و ج 2 ص 99 و 128
(27) شرح نهج البلاغة ج 1 ص 6 و ج 2 ص 99 و 128
(28) وقد ذكرنا عدة من مصادره. وهذا مما لا يرتاب فيه إلا معاند مغرض.
(29) رواه السيد عبد الله شبر في مصابيح الأنوار ج 2 ص 295، وروى تفسيره عن معاني الأخبار، عن الصادق (ع)، عن النبي صلى الله عليه وآله.
(30) أقول: رجوع هذه الطوائف إليه عليه آلاف التحية والثناء، ليس إلا كونه مؤسس هذه العلوم، وطريقة استدلالها.. وهو السناء والنور الإلهي، ومصباح العلم الأحمدي وإن خالفوه في أمور خطيرة، وأحكام كثيرة، استحسنوها بآرائهم، وقاسوها بمقاييسهم، ومعنى الرجوع إليه كونه هو الأصل والأساس في أمرهم، وهو لا يستدعي الموافقة، في كل شئ، كانتساب المليين إلى أنبيائهم، مع أن أهل الضلال والبدع، ومنهم بعض طوائف المسلمين، ينتسبون إلى دين النبي صلى الله عليه وآله، ويرجعون في علومهم إلى علي (عليه السلام) حسبما يدعون، مع أن أكثر فرقهم في ضلال بعيد، مثلا نجد الصوفية ينتسبون إلى النبي صلى الله عليه وآله بالإسلام، وإلى علي بعلم الطريقة، مع أن براءتهما من عقائدهم الخرافية، وأعمالهم الشنيعة، كالشمس في رابعة النهار.
(31) ممن رجع من الصحابة إليه: أبو بكر عند مجيء معشر اليهود إليه، وفي فتح الروم، وقتال أهل الردة، وفي موارد أخرى. (راجع: الرياض النضرة ج 2 ص 129، وذخائر العقبى ص 80 و 97، وقال: أخرجه ابن السمان، وكنز العمال ج 3 ص 99 و 301 والطبقات المالكية ج 2 ص 41)
ولرجوع عثمان إليه (ع) في مسائل كثيرة (راجع: تفسير ابن كثير ج 9 ص 185 " ط.
بولاق مصر "، والموطأ ج 2 ص 93، و ج 3 ص 43، ومسند أحمد ج 1 ص 104، ومسند الشافعي ص 442). ولرجوع غيرهما من الصحابة إليه كعائشة، ومعاوية، وعبد الله بن عمر، (راجع: مسند أحمد ج 1 ص 96 و 100 و 113، وصحيح مسلم في كتاب الطهارة، وسنن البيهقي ج 5 ص 149 و ج 1 ص 272، وفيض القدير ج 3 ص 46، والرياض النضرة ج 2 ص 195.
(32) أقول: قد تواتر عن عمر بن الخطاب ثناؤه عليه بهذا اللفظ وغيره، عند نجاته من الهلاك، بإرشاد علي عليه السلام، ومن جملة مصادره: كنز العمال ج 1 ص 154، وذخائر العقبى ص 82، وفيض القدير ج 3 ص 356، ومستدرك الحاكم ج 1 ص 457، والاستيعاب في هامش الإصابة ج 3 ص 39.
(33) ينابيع المودة ص 74 وأسد الغابة ج 4 ص 22، والصواعق المحرقة ص 76 وذخائر العقبى ص 83.
(34) تهذيب التهذيب ج 7 ص 337، وكنز العمال ج 1 ص 228، وحلية الأولياء ج 1 ص 65.
(35) ينابيع المودة ص 73 وشرح نهج البلاغة ج 2 ص 178 و 508.
(36) مطالب السؤل ص 26، وينابيع المودة ص 66.
(37) ينابيع المودة ص 71 و 73 و 76 و 77، عن المناقب، وابن المغازلي، وفتح الملك العلي 19.
(38) ذخائر العقبى ص 84 والصواعق المحرقة ص 77.
(39) القياس في الشرع الإسلامي لابن تيمية ص 76 (ط. القاهرة)، والسنن الكبري ج 8 ص 112
(40) مستدرك الحاكم ج 2 ص 207، ومسند أحمد ج 4 ص 273، وابن ماجة، وأبو داود في سننهما.
(41) كنز العمال ج 3 ص 179 والغدير ج 6 ص 174، وبحار الأنوار ج 40 ص 252
(42) الارشاد للشيخ المفيد، وبحار الأنوار ج 40 ص 257
(43) نور الأبصار ص 71 ومناقب أحمد الخوارزمي ص 60، ومطالب السؤل ص 13
(44) كتاب الأم ج 4 ص 233 في باب: الخلاف في قتال أهل البغي.
(45) لعل الصحيح: كلها يناقض بعضها بعضا. فراجع: السنن الكبرى للبيهقي ج 6 ص 245،
أقول: قال الفضل في المقام: ما ذكره (أي مؤلفنا العلامة) من الأقضية والأحكام التي قضى فيها أمير المؤمنين فهو حق، لا يرتاب فيه، وهذا شأنه، ومشتهر به..
(46) شرح نهج البلاغة ج 2 ص 488 و ج 1 ص 208، رواه عن كتاب الغارات لابن هلال الثقفي، والرجل المقصود هو سنان بن أنس النخعي.
(47) مروج الذهب ج 2 ص 405 و 406، والكامل لابن الأثير ج 3 ص 174 و 175، وشرح نهج البلاغة ج 1 ص 203 و 305
(48) لسان الميزان ج 3 ص 439، وأسد الغابة ج 4 ص 35، ومنتخب كنز العمال ج 5 ص 59، ومسند أحمد ج 1 ص 156
(49) شرح نهج البلاغة ج 1 ص 210، ومناقب المرتضوي ص 278
(50) شرح نهج البلاغة ج 1 ص 210، ومناقب المرتضوي ص 278
(51) مناقب المرتضوي ص 267 وشرح نهج البلاغة ج 1 ص 211
(52) مناقب المرتضوي ص 251.
(53) منتخب كنز العمال ج 5 ص 454، والبداية والنهاية ج 6 ص 237، وشرح نهج البلاغة ج 1 ص 209، وابن منظور في لسان العرب.
(54) شرح النهج ج 1 ص 208، ومقاتل الطالبيين ص 71
(55) شرح النهج ج 2 ص 508 وأرجح المطالب ص 282، ومناقب المرتضوي ص 251
(56) شرح النهج ج 2 ص 508 وينابيع المودة ص 216 ودلائل النبوة ص 509، وذخائر العقبى ص 97، ونور الأبصار ص 117
(57) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب، كما في بحار الأنوار ج 41 ص 125.
(58) شرح النهج ج 2 ص 125 و 241، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 358.
(59) وقال الفضل في المقام: شجاعة أمير المؤمنين أمر لا ينكره إلا من أنكر وجود الرمح السماك في السماء، أو حصول درع السمك في الماء، مقدام إذ الأبطال تحجم، لباث إذ الملاحم تهجم، وهما مما يسلمه الجمهور.
(60) بحار الأنوار ج 40 ص 333، وفي ينابيع المودة ص 147، وشرح النهج ج 1 ص 16 و 17، ونهاية ابن الأثير ج 3 ص 353، عن غيره.
(61) مناقب آل أبي طالب، وبحار الأنوار ج 40 ص 320، ومذهب أهل البيت القاضي القضاة في حلب ص 264، رواه عن تذكرة الخواص، لسبط ابن الجوزي.
(62) كنز العمال ج 6 ص 159، وينابيع المودة ص 218، ومناقب ابن المغازلي ص 121، وشرح النهج ج 2 ص 429، رواه عن حلية الأولياء، ومسند أحمد.
(63) أحكام الأوقاف ص 10 (ط القاهرة)، على ما في إحقاق الحق ج 8 ص 591
(64) قدمنا جملة من الروايات الواردة في ذلك، في تفسير سورة: هل أتى، فراجع...
(65) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 441، والسمهودي في وفاء الوفاء والسنن الكبرى ج 6 ص 160.
(66) وهذا متواتر عند المسلمين، وقد قدمنا جملة من مصادره، في تفسير آية المباهلة.
(67) معارف ابن قتيبة ص 251 وذخائر العقبى ص 97، وأسد الغابة ج 3 ص 321، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 361، ج 4 ص 388.
(68) أرجح المطالب ص 681، ومحمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤل.
(69) ينابيع المودة ص 137 والخوارزمي في المناقب.
(70) مطالب السؤل ص 47، وبحر المناقب ص 22، ومناقب المرتضوي ص 309
(71) شرح نهج البلاغة ج 1 ص 8.
(72) كنز العمال ج 6 ص 153 و 392، ومسند أحمد ج 5 ص 26
(73) مطالب السؤل ص 16، وينابيع المودة ص 150، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 9، وكفاية الطالب ص 398.
(74) مناقب المرتضوي ص 364
(75) ينابيع المودة ص 150، وشرح نهج البلاغة ج 1 ص 9
(76) شواهد التنزيل ج 2 ص 180.
(77) رواه الديلمي في الارشاد.
(78) بحار الأنوار ج 41 ص 14، ورواه ابن ميثم في شرحه لنهج البلاغة ج 1 ص 81.
(79) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 380، وقال الفضل في المقام: ما ذكر من بلاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في الحروب مع رسول الله صلى الله عليه وآله فهذا أمر لا شبهة فيه.
(80) تاريخ الخميس ج 1 ص 403
(81) السيرة الحلبية ج 2 ص 171، وفي هامشها سيرة زيني دحلان ج 1 ص 392، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 342.
(82) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 8، وقال: إذا رجعت إلى مغازي محمد بن عمر الواقدي، وتاريخ الأشراف ليحيى بن جابر البلاذري، وغيرها علمت صحة ذلك.
وليراجع أيضا: نور الأبصار ص 86
(83) تاريخ الطبري ج 2 ص 197، وشرح نهج البلاغة ج 3 ص 380 و 397، وينابيع المودة ص 64، وابن المغازلي في المناقب.
(84) شرح نهج البلاغة ج 4 ص 344، ينابيع المودة ص 95 و 137، المواقف لعضد الدين الإيجي ص 617 (إسلامبول).
(85) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 41، وتاريخ الخميس ج 1 ص 487
(86) السيرة الحلبية ج 2 ص 280، وتاريخ الخميس ج 1 ص 474، ورواه الشيخ المفيد في الارشاد، كما في بحار الأنوار ج 20 ص 289.
(87) السيرة الحلبية ج 3 ص 37، وفي هامشها سيرة زيني دحلان ج 2 ص 201، ومسند أحمد ج 6 ص 8، وشرح نهج البلاغة ج 1 ص 4.
(88) تاريخ الكامل ج 2 ص 169، وتاريخ الخميس ج 2 ص 92.
(89) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 25، والسيرة الحلبية ج 3 ص 109، وتفسير الخازن ج 2 ص 225.
(90) الناكثون هم: أصحاب الجمل: طلحة، والزبير، وعائشة، وأتباعهم. والقاسطون هم:
أصحاب صفين: معاوية وأتباعه: " (القاسطون: أي الجائرون) والمارقون: أصحاب:
النهروان.
(91) ورواه ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 3 ص 115
(92) وقد قدمنا جملة من مصادره، وراجع أيضا التفسير الكبير ج 15 ص 218، وتفسير الخازن ج 2 ص 215، وذخائر العقبى ص 69 والفصول المهمة ص 22 وأحكام القرآن للجصاص ج 3 ص 77.
(93) شرح النهج ج 1 ص 8 و 181، وينابيع المودة ص 143 إلى 146، وذخائر العقبى ص 107، والاتحاف للشبراوي ص 25.
(94) شرح النهج ج 1 ص 9 وينابيع المودة ص 150
(95) تاريخ بغداد ج 11 ص 324 (ط القاهرة)، ولسان الميزان ج 4 ص 196 وينابيع المودة ص 38.
(96) منتخب كنز العمال ج 5 ص 94، وذخائر العقبى ص 17، وقال: أخرجه الملا..
(97) قال الفضل بن روزبهان في إبطال نهج الحق: ما ذكر من كلام الجاحظ صحيح، لا شك فيه.
وقريب من قول الجاحظ ما حققه تفصيلا ابن أبي الحديد عند شرح قوله (ع): " لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد، شرح النهج ج 1 ص 45.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|