أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-4-2022
1230
التاريخ: 30-3-2022
892
التاريخ: 18-3-2022
3893
التاريخ: 8-3-2022
2825
|
أتبع البحث الإعلامي مراحل تطور المناهج السوسيولوجية السائلة في العلوم الاجتماعية، وخلال المراحل المبكرة من القرن العشرين كانت الدراسات الإعلامية ذات طابع كيفي بطبيعتها، وتهتم اساساً بالقضايا التاريخية والأخلاقية والتشريعية. وقد بدأت مسوح القراءة تأخذ طريقها مع ظهور الطباعة في الثلاثينيات من القرن العشرين، وقد لوحظ أن الاهتمام بالبحث الكمي قد ارتفعت مكانته خلال الأربعينيات والخمسينيات من هذا القرن، وفي سنة 1957 نشر " ولبور شرام" مقالة عن مناهج البحث لدراسات منشورة في دورية Journalism Quarterly في الفترة بين منتصف الثلاثينيات ومنتصف الخمسينيات. وقد وجد أن 10% فقط من هذه المقالات منشورة في الفترة من 1937 – 1942، واعتمدت أساساً على البيانات الكمية، وفي الفترة من 1952 – 1956 جاء نصف المقالات المنشورة ضمن البحوث الكمية(9).
وقد قام كل من "فولكينر Faulkner وسبكتور Spector" بإجراء دراسة مقارنة عن سياسة النشر في خمس دوريات سوسيولوجية كبيرة في الفترة من 1973 – 1978 . تبين أن اثنين منهما عنوانهما American" ."American Journal of Sociology" "Sociological Review يندرج بهما 10٪ من المقالات المنشورة ضمن البحوث الكيفية. ومعنى هذا أن الاتجاه الكمي ظل مسيطراً خلال هذه السنوات، بينما حدث التحول إلى الاتجاه الكيفي مع نمو الاتجاهات النظرية وزيادة الاهتمام بالدراسات الامبيريقية، وتبع ذلك ظهور دوريات جديدة في هذا المجال، اهتمت بعلم الاجتماع التفسيري مثل مجلة الحياة الحضرية Urban Life والتفاعلية الرمزية وعلم الاجتماع الكيفي Qualitative Sociology (10).
وفي مجال الاتصال الجماهيري بدأ الاهتمام بتأسيس مجالات مثل "Media, Culture and Society", "Journal of Communication" و Critical Studies in Mass Communication ". وقد لوحظ خلو هذه المجلات من الدراسات الكيفية. ومن هنا يمكن القول بأنه لم يكن هناك أي اهتمام ملحوظ بالبحث الكيفي في الماضي، ويرجع ذلك إلى تميز المنظور الوضعي خلال هذه الفترة، وقد بدا ذلك واضحاً في مقدمة كتاب لأحد الباحثين المهتمين بدراسة الحقائق الموضوعية عندما قال: " لكي تكون علمياً في أبحاث الاتصال، يجب أن تستخدم بالطبع البحث الكمي". أما الإعتراضات المعاصرة على استخدام المنهج الكمي فقد وردت في كتب عديدة من مناهج البحث، وخصص كل من " ستميل Stempel" و" وستلی Westely " سنة 1981 في مؤلفهما ثلاثة فصول تتحدث عن مناهج البحث الكيفي. واهتم أيضاً "ماكويل Mcquail" سنة 1987 بأهمية استخدام المناهج الكيفية، وعلاوة على ذلك ذهب "اندرسون Anderson" سنة 1987 أبعد من ذلك في كتابة الجديد عن المناهج، حيث خصص نصفه عن المناهج الكيفية(11).
ويرجع بعض الباحثين أسباب تطور الاهتمام باستخدام البحوث الكمية في الدراسات الإعلامية إلى العوامل التالية: (12)
1 - تزايد عدد وسائل الاتصال الجماهيري وانتشارها في جميع أنحاء العالم على نطاق واسع مثل الصحف والراديو والتليفزيون والسينما والأقمار الصناعية وشبكات المعلومات الدولية.
2 - إقبال الجماهير المتزايد على استخدام وسائل الاتصال الجماهيري في حياتهم العلمية والثقافية, إذ أصبحت جزءاً أساسياً من نمط الحياة الثقافية والتعليمية التي لا غنى عنها في الوقت الراهن.
3 - انتشار إنتاج صناعة الإعلام، حيث أصبحت نوعاً من الإنتاج الكبير Mass Production الذي تتميز به الصناعات الحديثة، وهذا ما يتطلب استخدام الإحصاءات بصورة مميزة وأساسية.
4 - تعدد أنواع المادة الإعلامية، واختلاف وسائلها وتنظيمات مؤسساتها، بالإضافة إلى زيادة أعداد المتخصصين في مجال الإعلام أو القائمين على الاتصال مما ينتج عنه آثار عديدة.
وبالإضافة إلى ما سبق يمكن القول أن البحوث الكمية تساعدنا في التعرف على الكثير من المظاهر والعلاقات المفسرة لظاهرة الاتصال ووسائلها المختلفة، وعلى سبيل المثال، نستطيع التعرف على أكبر الصحف العالمية من حيث نسبة توزيعها وعدد قرائها مقارنة بغيرها من الصحف المتداولة في نفس المنطقة من العالم، كما أن استخدام الإحصاء في البحوث الكمية يمكننا من التمييز بين حجم الجمهور الذي يستخدم وسيلة اتصالية دون الأخرى، كما أن دراسة أسباب إقبال الجمهور أو إحجامه عن وسيلة إعلامية تقوم أساساً على استخدام الوسائل الكمية متمثلة في الإحصاءات العددية وهكذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(9) د محمد منير حجاب , أساسيات الرأي العام , دار الفجر للنشر والتوزيع , القاهرة: 2012، ص: 143.
(10) Nicholas W. Jankowski, Nicolas W. & Wester, Fred, The qualitative tradition in social science inquiry: Contributions to mass communication research. In Klaus Bruhn Jensen & Nicolas W. Jankowski (Eds.), A handbook of qualitative methodologies for mass communication research (pp.44-74).: Routledge, London, 1991. P. 71.
(11) Ibid., P: 72.
(12) Ibid., P. 73.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|