المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Landau,s Formula
9-9-2019
الصوم المحظور
2024-10-01
الطريقة العلمية في حل المسائل الرياضية -3
15-4-2018
معقدات البلاديوم (II) مع السكارين
2024-04-06
Jürgen Kurt Moser
24-2-2018
وسائل أو وحدات النقل الألي- السفينة - مميزاتها
23-8-2022


الهدف في نقل الهادي(عليه السلام)الى سامراء  
  
3386   04:46 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص515-517
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

لأجل مراقبة الإمام الهادي عن كثب اتّبع المتوكل نفس طريقة أجداده الخبيثة وكان يعد لأن يريح نفسه من ناحية الإمام بأي وسيلة كانت وقد رأينا قبل ذلك طريقة المأمون في مراقبة تحركات الإمام الجواد (عليه السلام)  فقد استطاع أن يراقب تحركات الإمام حتى في بيته من خلال زواج ابنته منه وأن يضبط جميع لقاءات الإمام وسكناته وحركاته

وبعد استشهاد الإمام الجواد واستخلاف الإمام الهادي كان تنفيذ هذه السياسة يبدو ضرورياً للخليفة لأنّه لو أقام الإمام في المدينة بعيداً عن متناول الخليفة لكان ذلك يشكل خطراً كبير على سلطته الطاغية وحينئذ سيجعل أقلّ تقرير حول خطر الإمام المحتمل الخليفة أن يخرج خطته وسياسته تلك إلى حيز التنفيذ كما أقلقت الخليفة رسالة عامله على المدينة بشكل كبير ممّا انتهى إلى نقل الإمام من المدينة إلى سامراء وذلك انّ عبد اللّه بن محمد الهاشمي عامل المدينة قد أقلق الخليفة من نشاطات الإمام السياسية وبيّن له اتساع قاعدته الشعبية غير انّ الإمام الهادي كذّب جميع ادّعاءات عبد اللّه برسالة أرسلها إلى المتوكل وشكا منه إليه وكأكثر سياسي العالم وفي حركة مخادعة ومزدوجة نحّى المتوكل عبد اللّه من عمله من ناحية وأمر كاتبه بأن يكتب رسالة إلى الإمام يعبّر فيها عن مدى حبّه للإمام ولكنّها كانت في الواقع بمثابة أمر بالاعتقال وبطريقة مهذبة وقد جاء في رسالته : بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمّا بعد فانّ أمير المؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقّك مؤثر من الأُمور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح اللّه به حالك وحالهم ويثبت به من عزّك وعزّهم ويدخل الأمن عليك وعليهم يبتغي بذلك رضا ربّه وأداء ما فرض عليه فيك وفيهم فقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد اللّه بن محمد عمّا كان يتولى من الحرب والصلاة بمدينة الرسول إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقّك واستخفافه بقدرك وعندما قرفك به ونسبك إليه من الأمر الذي علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك في برك وقولك وانّك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمر بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك والتقرّب إلى اللّه وإلى أمير المؤمنين بذلك وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك والنظر إلى وجهك فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة ترو إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير كيف شئت فإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحيلك يسيرون بمسيرك فالأمر في ذلك إليك وقد تقدمنا إليه بطاعتك فاستخر اللّه حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من إخوته وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة ولا أحمد له أثرة ولا هولهم أنظر وعليهم أشفق وبهم أبر وإليهم أسكن منه إليك والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته .

ولا شكّ انّ الإمام كان على اطّلاع على ما يبيّته له المتوكل من سوء النية ولكن لم يجد مفرّاً من الذهاب إلى سامراء إذ سيكون رفض دعوته دليلاً على صحّة كلام جلاوزته الساعين به ومثيراً لغضبه ويعطيه الذريعة الكافية لتصعيد الضغوط والمضايقات عليه (عليه السلام) والذي يدلّ على أنّه كان عالماً بسوء نيّة المتوكل وانّه أُجبر على هذه السفرة هي الكلمات التي قالها الإمام بعد ذلك في سامراء: أُخرجت إلى سامراء كرهاً وعلى أي حال استلم الإمام الرسالة ورافق يحيى بن هرثمة إلى سامراء كرهاً .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.