أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-07-2015
3743
التاريخ: 29-07-2015
3497
التاريخ: 30-5-2022
1819
التاريخ: 2023-04-17
3234
|
لأجل مراقبة الإمام الهادي عن كثب اتّبع المتوكل نفس طريقة أجداده الخبيثة وكان يعد لأن يريح نفسه من ناحية الإمام بأي وسيلة كانت وقد رأينا قبل ذلك طريقة المأمون في مراقبة تحركات الإمام الجواد (عليه السلام) فقد استطاع أن يراقب تحركات الإمام حتى في بيته من خلال زواج ابنته منه وأن يضبط جميع لقاءات الإمام وسكناته وحركاته
وبعد استشهاد الإمام الجواد واستخلاف الإمام الهادي كان تنفيذ هذه السياسة يبدو ضرورياً للخليفة لأنّه لو أقام الإمام في المدينة بعيداً عن متناول الخليفة لكان ذلك يشكل خطراً كبير على سلطته الطاغية وحينئذ سيجعل أقلّ تقرير حول خطر الإمام المحتمل الخليفة أن يخرج خطته وسياسته تلك إلى حيز التنفيذ كما أقلقت الخليفة رسالة عامله على المدينة بشكل كبير ممّا انتهى إلى نقل الإمام من المدينة إلى سامراء وذلك انّ عبد اللّه بن محمد الهاشمي عامل المدينة قد أقلق الخليفة من نشاطات الإمام السياسية وبيّن له اتساع قاعدته الشعبية غير انّ الإمام الهادي كذّب جميع ادّعاءات عبد اللّه برسالة أرسلها إلى المتوكل وشكا منه إليه وكأكثر سياسي العالم وفي حركة مخادعة ومزدوجة نحّى المتوكل عبد اللّه من عمله من ناحية وأمر كاتبه بأن يكتب رسالة إلى الإمام يعبّر فيها عن مدى حبّه للإمام ولكنّها كانت في الواقع بمثابة أمر بالاعتقال وبطريقة مهذبة وقد جاء في رسالته : بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمّا بعد فانّ أمير المؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقّك مؤثر من الأُمور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح اللّه به حالك وحالهم ويثبت به من عزّك وعزّهم ويدخل الأمن عليك وعليهم يبتغي بذلك رضا ربّه وأداء ما فرض عليه فيك وفيهم فقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد اللّه بن محمد عمّا كان يتولى من الحرب والصلاة بمدينة الرسول إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقّك واستخفافه بقدرك وعندما قرفك به ونسبك إليه من الأمر الذي علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك في برك وقولك وانّك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمر بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك والتقرّب إلى اللّه وإلى أمير المؤمنين بذلك وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك والنظر إلى وجهك فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة ترو إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير كيف شئت فإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحيلك يسيرون بمسيرك فالأمر في ذلك إليك وقد تقدمنا إليه بطاعتك فاستخر اللّه حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من إخوته وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة ولا أحمد له أثرة ولا هولهم أنظر وعليهم أشفق وبهم أبر وإليهم أسكن منه إليك والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته .
ولا شكّ انّ الإمام كان على اطّلاع على ما يبيّته له المتوكل من سوء النية ولكن لم يجد مفرّاً من الذهاب إلى سامراء إذ سيكون رفض دعوته دليلاً على صحّة كلام جلاوزته الساعين به ومثيراً لغضبه ويعطيه الذريعة الكافية لتصعيد الضغوط والمضايقات عليه (عليه السلام) والذي يدلّ على أنّه كان عالماً بسوء نيّة المتوكل وانّه أُجبر على هذه السفرة هي الكلمات التي قالها الإمام بعد ذلك في سامراء: أُخرجت إلى سامراء كرهاً وعلى أي حال استلم الإمام الرسالة ورافق يحيى بن هرثمة إلى سامراء كرهاً .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|