المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



هل يحقد المؤمن؟  
  
2692   08:38 مساءً   التاريخ: 16-2-2022
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 503-506
القسم : الاخلاق و الادعية / الرذائل وعلاجاتها / الغضب و الحقد والعصبية والقسوة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016 1607
التاريخ: 29-9-2016 1555
التاريخ: 14-2-2022 1955
التاريخ: 29-9-2016 1669

إن من أشد ما ركز عليه الاسلام في بناء الشخصية الرسالية هو تزكية النفس من رذائل الاخلاق، ومن أدران الذنوب؛ ولهذا فقد وجدنا في آثار النبوة كثيراً من الاحاديث تؤكد على وجود تجنب حالة الحقد ووجوب تخليص القلب منه يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : (طهروا قلوبكم من الحقد فإنه داء)(1) بل نهى الإسلام عن كل ما يكون سبباً للحقد ، وحذر من الوقوع فيه كالشحناء والمخاصمة ، والمراء ... واكثر من هذا أراد الاسلام من دعائه ان يحرروا الناس  من عقدهم ؛ ليزيلوا الحقد من قلوبهم يقول امير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لمالك الاشتر النخعي :

(أطلق عن الناس عقدة كل حقد، واقطع عنك سبب كل وتر، وتغاب عن كل ما لا يضح(2) لك ، ولا تعجلن إلى تصديق ساع فإن الساعي (3) غاش وإن تشبه بالناصحين)(4).

والمعنى : افتح القلوب بإحسانك ، وابتعد عن كل ما يثير تشنج الآخرين وتغافل عما لا يعجبك فإن من الحكمة ان يتغافل الإنسان عما لا يستطيع تفسيره او تغيره ، قال الجاحظ في كتاب البيان والتبيين : (قد جمع محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) صلاح حال الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال : صلاح جميع المعايش والتعاشر ملء مكيال : ثلثان فطنة ، وثلث تغافل)(5).

كما جعل الإسلام من صفات المؤمن سلامة القلب من الحسد والحقد والعداوة ... بل تلك أعظم شهادة يقدم به الإنسان على الله تعالى { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء: 88، 89]

وفي التعامل الاجتماعي ينبغي ان يراعي الإنسان حقوقه إخوانه ، فلا يحقد عليهم حتى لو اساءوا إليه ، يقول الإمام الكاظم (عليه السلام) : (إن من واجب حق اخيك ان لا تكتمه شيئاً تنفعه به لأمر دنياه واخرته ، ولا تحقد عليه ، وان أساء ...)(6)

فقوله (عليه السلام) : (ولا تحقد عليه وان أساء) لإيجاد حصانة في النفس تمنع من ترسب الحقد في القلب، ولعله لهذا السبب جعل الإسلام الدعاء للأخ والاستغفار له من المستحبات الاكيدة ؛ لأن الاستغفار له طلب من الله تعالى ، وتوسل إليه أن يطهره مما ارتكب من آثام ، وذنوب ، وتقصير بحق اخوانه ، وبذلك يتقرب إلى قلب الداعي( فإن الإنسان إذا انفتح على اخوانه بين يدي الله ، وأزال من نفسه ما بينه وبينهم من ضغن ونفور فتح الله عليه ابواب رحمته فإن انفتاح المؤمنين بعضهم على بعض ، وتعميق حال التحابب، والتعاطف، والمودة فيما بينهم من مفاتيح رحمة الله تعالى للداعي والمدعو له)(7).

الإسلام حين ترك باب التوبة مفتوحاً جعل من شروط قبولها بعد الإقبال الصادق على الله نزع الحقد من القلب، يقول الإمام الرضا (عليه السلام) لأبي الصلت الهروي : (وتب إلى الله من ذنوبك ؛ ليقبل شهر الله إليك ، وانت مخلص لله عز وجل ، ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها ، ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلا نزعته ...)(8).

إذن من شروط قبول التوبة ان يطهر الإنسان قلبه من الاحقاد والاضغان على الاخوان سواء كان بالاستغفار والدعاء لهم ، او إبراء ذممهم مما علق بها من حقوقه، ليقبل القلب على الله وهو خال من اي رين وشك ، ورغم ذلك كله ومهما واظب الإنسان على مراقبة قلبه ومشاعره وأحاسيسه فإن مشاكل الحياة  الدنيا، والاختلافات التي تقع بين الاخوان قد تعسر الاجواء ، وتثير الغضب والانفعال السلبي، وقد يدخل قلب المؤمن شيء من الحقد على اخيه إلا ان هذا لا يمكن ان يستمر طويلاً فضلاً عن أن يبقى، بل ما في قلب المؤمن من نور الإيمان لابد وان يزيل ما خيم عليه من ظلام الغضب والانفعال فينعشه ويعيده إلى صفاته الاول يقول الامام الصادق (عليه السلام) : (حقد المؤمن مقامه ، ثم يفارق أخاه فلا يجد عليه شيئاً ، وحقد الكافر دهره)(9).

وقال الامام الباقر (عليه السلام) : (والمؤمن يحقد ما دام في مجلسه فإذا قام ذهب عنه الحقد)(10).

ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المتقي : (وعفوه يعلو حقده) .

إذن الحقد قد يصيب قلب المؤمن في حالات معينة ، ولكن بصورة مؤقتة ثم يزول بعد قليل لا سيما إذا استغفر المؤمن لأخيه ، وانا إلى ربه وهذا هو خلق انبياء الله ورسول وأوليائه فهذا الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) رغم ما أوذي من قومه يقول متضرعاً إلى الله : (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) ... ومن قبله خليل الرحمن يقابل تهديد ابيه بالهجران بقوله: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا } [مريم: 47].

وهذا الاستغفار وان كان عن موعدة وعدها اباه إلا انها تعبر عن سلامة القلب من الحقد والضغينة ، ويوسف الصديق (رغم ما لاقى من إخوانه من أذية حملته متاعب جمة لا تنسى ، ولا يمكن أن يمحى من النفس ذكرها إلا انه حين ظفر بهم ، واصبحوا تحت يده ، وفي إمكانه ان ينزل بهم اشد العقوبات، لم يقل لهم إلا كلمة عتاب رقيقة {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ } [يوسف: 89].

وحين احسن منهم الندم والانكسار {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف: 92].

تلك هي النفوس الكبيرة لا تحمل الحقد ، ولا الضغينة ، ولا ترتب عليه اثراً ولهذا رأينا يوسف (عليه السلام) لم يؤاخذ إخوانه الذين أرادوا قتله، ولا وبخهم ولا قرعهم، بل استغفر لهم الله تعالى ، وبشرهم بغفرانه تعالى لهم ، وكأنه يقول لهم :

ولا احمل الحقد القديم عليهم          وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الآمدي ، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 299 .

(2) يضح : يظهر ويتضح ، والماضي وضح.

(3) الساعي وهو النمام بعائب الناس.

(4) نهج البلاغة كتاب : 53.

(5) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 46/289.

(6) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 48/244 .

(7) الشيخ الآصفي ، الدعاء عند اهل البيت (عليهم السلام) : 85.

(8) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 97/73 .

(9) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 75/211.

(10) المصدر نفسه : 78/289.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.