المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



العقل  
  
2416   01:38 صباحاً   التاريخ: 30-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 63 ـ 66
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

قال تعالى: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة: 269].

وقال الإمام علي (عليه السلام): (العقل أقوى أساس)(1).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له) (2).

يكفي في الإشارة إلى عظمة العقل، أنه أول وأحسن وأكرم مخلوق خلقه الله - سبحانه وتعالى ـ وهو مخلوق روحاني، وأن الدين يقوم عليه. ولبالغ ضرورته للإنسان، فإن الله - سبحانه وتعالى ـ جعل من المهمات الأولى في رسالات الأنبياء، إثارة دفائن عقول الناس لكي يستضيئوا بها في حياتهم، ويسيروا على هديها.

قال الإمام الباقر (عليه السلام): (لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر. فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي، ما خلقت خلقاً أحسن منك، وإياك آمر وإياك أنهي، وإياك أثيب وإياك أعاقب)(3).

إن العقل ـ كمال الدين ـ مثله كمثل النبراس الذي يضيء في وسط البيت وفي ثناياه، فإذا ما انطفأ، بات الساكنون في دُجُنّة الظلام.

ومن هنا فإن الذين يجيدون استعمال عقولهم ـ وفي الوجوه الصالحة ـ هم الذين يعمر حياتهم النور والضوء، بينما الذين لا يجيدون استعماله، ويمارسون خلاف ما يأمر ويهدي إليه، يعيشون في متاهات الضلال والضياع، وهم مدعوون للعودة إلى عقولهم واستعمالها في الوجوه الصالحة. بل يمكن القول إن قسماً من المشكلات التي يصطدم بها الإنسان في الواقع الخارجي، هي بـسبب غياب العقل، أو سوء استعماله.

والعقل هو أساس الدين، بل الدين نتيجة للعقل، کما تذكر الأحاديث الشريفة: (الدين والأدب نتيجة العقل)(4). وإذ أن الدين قائم على العقل، فإن العقل بدوره يحتاج الى الدين والأدب، وإلا فإن العقل إذا لم يتحل بالدين والأدب، فانه يصبح وسيلة استعمال في الوجوه غير الصالحة. وهذه من المشكلات الرئيسية، بل هي أخطر الأزمات الحضارية التي يعيشها الإنسان في العصر الحديث، إذ العقول تستعمل ولكن دون مراعاة قيد (الوجوه الصالحة)، التي يوجه إليها الدين والأدب. وإذا فقد العقل قيد (العمل في الوجوه الصالحة)، صح القول بأنه عطل أو اسيء استعماله، أو لم يستعمل مطلقاً.

إن العقل أساس لكل أمر صالح، وهو الأساس الراسخ الذي يجب أن يبنى عليه كيان الإنسان وشخصيته وجميع أعماله وتصرفاته في الواقع الخارجي، وهو الأساس لكل خير، وحق، وصلاح، وفضيلة.

قال الإمام علي (عليه السلام): (العقل صلاح كل أمر)(5).

وكل خطوة يخطوها الإنسان في الحياة هي بحاجة الى استعمال العقل. ومن العقل تأتي الحكمة التي هي وضع الشيء في موضعه، وبه تسبر أغوارها وتستخرج. ومن العقل تأتي الأخلاق الفاضلة، والعادات الحسنة.

وبالعقل يعبد الله ويطاع وتحسن معاملته، وبه تعقل النفس وتلجم، وتحسن معاملتها. وبه تحسن معاملة الناس، وعليه يقوم صرحها.

ويسأل السائل: لِمَ كان العقل أساساً أولياً لمعاملة الناس؟. وكيف يكون ذلك؟. وتكون الإجابة على ذلك كالتالي: من البدائة الأولية أن شخصية الإنسان تقوم على العقل، إذ هو قوامها ونظامها الذي بدونه ترتبك وتضطرب وربما تنهار. فالكل منا قد شاهد المجانين أو المتخلفين عقلياً، ورأى بأم عينه كيف يتصرفون، ولأنهم فقدوا العقل، أو أصيبوا باختلال فيه، فقد باتت شخصياتهم مرتبكة مضطربة تفتقد القوام والنظام، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، كلنا يرى بعينه كثيراً من الذين يسيئون العمل والتصرف، مع أنهم يمتلكون العقل السليم. وسوء تصرفهم نابع اما من جهلهم، وإما من مخالفتهم لهدى العقل المؤدب. وما أكثر الذين يمتلكون العقل، ويسيئون استعماله بتوظيفه في غير الوجوه الصالحة.

إن فاقد العقل معذور، لأنه لا عقل له، والجاهل بإمكانه أن يتعلم ويسير على هدى العقل، ولكن كيف يعذر من يمتلك العقل ويتصرف ويمارس خلافه؟

وحيث أن معاملة الناس تمثل جزءاً كبيراً لا يستهان به من أمور الإنسان وتصرفاته، وأن هذه الأمور والتصرفات لا يصلح حالها إلا باستعمال العقل، فإن معاملة الناس ـ بدورها ـ لا تصلح ولا تحسن إلا باستعماله أيضاً. إذ أن العقل هو الذي يضمن إنصاف الإنسان من نفسه، وإنصاف الآخرين يحفظ حقوقهم وعدم التعدي عليها، وهو الذي يضمن حب الإنسان لأخيه الإنسان، واحترامه ووده له، والتزام الآداب والأخلاق الحسنة في التعامل معه، وبالتالي إحسان معاملته.

يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله): (رأس العقل ـ بعد الدين ـ التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر)(6).

إن مقدمة العقل، التزام الدين، لأن الدين هو الذي يضمن له أن يكون قويماً ومؤدباً، إذ الدين هو القانون والنظام والمنهج الإلهي، فإذا شذ العقل عنه، لم يضمن استقامة العقل نفسه، وبات على طريق الانحراف. ولضرورة حسن التعامل مع الناس وأهميته، اعتبره الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) مقدمة العقل بعد الدين، معبراً عن ذلك بالتودد، وهو التقرب من الناس وإظهار الحب المخلص لهم. كما اعتبر اصطناع الخير إلى الأبرار والفجار حجة عليهم لكي ينيبوا إلى حديقة الدين والعقل.

ويقول الإمام علي (عليه السلام): (رأس العقل ـ بعد الإيمان ـ التحبب إلى الناس)(7).

وهكذا فإن الله - سبحانه وتعالى ـ حينما خلق العقل بهذه العظمة، فإنه ـ جل وعلا ـ خوله دوراً يتلاءم وعظمته، بجعله أساساً وقواماً ونظاماً تقوم عليه حياة الإنسان وجميع أموره، ومصيره في الدار الآخرة.

فلكي يضمن الإنسان صلاح جميع أموره، ومنها: حسن تعامله مع الناس، واجبه أن يقيمها على أساس العقل، واستعماله في (الوجوه الصالحة).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر.

(2) بحار الأنوار، ج1، ص94.

(3) أصول الكافي، ج1، ص26.

(4) الغرر والدرر.

(5) المصدر السابق.

(6) بحار الانوار، ج74، ص401.

(7) المصدر السابق، ج1، ص131. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.