المكافحة الطبيعية

قد يتأثر تعداد الأفراد داخل المجتمع بالعوامل الفيزيقية مثل (الحرارة والرطوبة والتربة والماء والضوء والتضاريس والجفاف والاشعاع)، وهي التي تحدد الكثافة العددية للنوع في الزمان والمكان المعينين وكذلك تحدد الإطار العام للمحتوى البيئي. أما العوامل الحيوية فتنظم عدد الأفراد، فإذا كانت الظروف الطبيعية ملائمة يحدث نمو سريع للأعداد وتكون العوامل المحددة لهذا النمو هي العوامل الاحيائية مثل كمية ونوع الغذاء المتوافر والتنافس والمكان والتطفل والافتراس والأمراض. اما إذا كانت الظروف البيئية غير مناسبة فيكون دور الاعداء الحيوية محدود وذلك لتأثرها بهذه الظروف القاسية فتقل كفاءتها. وعلى ذلك فالمكافحة الطبيعية تشمل مجموعة العوامل الطبيعية التي تحد من انتشار الآفة أو تقلل اعدادها دون تدخل الانسان وتعتمد على التوازن الطبيعي بين الكفاءة الحيوية للآفة من جهة وعناصر المقاومة البيئية المختلفة من جهة أخرى كالآتي:

1- العوامل المناخية:

أ- الحرارة والرطوبة: وهما عاملان متلازمان اذ يعتبر الجو الدافئ (24-28 م) متوسط الرطوبة (70 - 75 ٪) هو أنسب الظروف الملائمة لحياة كثير من الحشرات بينما يكون الجو الدافئ الرطب أو الحار الشديد الجاف غير ملائم للحشرات.

ب. ضوء الشمس: يقف نشاط بعض الحشرات في ضوء الشمس المباشر مثل الفراشات في حين تنشط أنواع أخرى في الضوء مثل أبو دقيقات وقد يكون لحرارة الشمس العالية أثر فعال في القضاء على بعض الأطوار غير الكاملة الموجودة بالتربة عند تعرضها لأشعة الشمس.

ج- الرياح: تؤثر على توزيع وانتشار كثير من الحشرات من مكان لآخر فالرياح الشديدة تقضى على كثير من الحشرات الصغيرة والرهيفة مثل المن كما تشتت العواصف الشديدة اسراب الجراد الصحراوي المهاجرة كما تتوقف بعض الحشرات عن الطيران إذا وصلت سرعة الرياح إلى حد معين.

د- المطر: بعض الحشرات لا تطير أثناء هطول المطر وتؤدي الأمطار الغزيرة إلى القضاء على الحشرات الصغيرة الرهيفة الموجودة على سطح الأوراق (المن). كما أن الأمطار تؤدى إلى غلق المسافات البينية لحبيبات التربة فتموت الحشرات او الاطوار غير الكاملة التي تعيش في الانفاق.

2- العوامل الطبوغرافية:

تؤثر العوامل الطبوغرافية على حياة الآفات من نواحي مختلفة فالمسطحات المائية الكبيرة مثل المحيطات والحواجز الطبيعية تحد من انتشار الحشرات كما تمنع البحيرات والمجاري المائية الكبيرة انتقال الحشرات غير القادرة على الطيران كذلك تعمل سلاسل الجبال العالية كحواجز طبيعية تعوق انتقال الحشرات من مكان إلى آخر.

3- عوامل التربة:

لطبيعة التربة تأثير غير مباشر على حياة الحشرات من خلال تأثيرها على نمو العوائل النباتية بها وكذلك درجة خصوبتها، كما أن لها ايضا تأثير مباشر على حياة الحشرات كعدم ملاءمتها للمعيشة فيها خصوصا تلك التي تمضي كل أو بعض اطوارها في التربة فتعيق كثيرا من نموها.

4- العوامل الحيوية:

للحشرات أعداء حيوية طبيعية مثل المفترسات والطفيليات ومسببات الأمراض وتقضي هذه الأعداء الحيوية على جانب كبير من أفراد الآفة الحشرية دون تدخل الانسان كذلك تعتبر الطيور عامل مهم جدا في القضاء على نسبة كبيرة من الآفات الضارة إذ أن من المعروف أن نسبة كبيرة من غذاء بعض الطيور تكون من الحشرات، ولذا فإن حماية الطيور النافعة مهم ولو أن بعضها غير مرغوب فيه لتغذيته على المحصولات كما أن كثيرا من الزواحف والثديات الصغيرة والسمك تتغذى على الحشرات وتصاب بعض الآفات بأمراض تسببها أنواع من الفطر والبكتريا والفيروس والبروتوزوا، والتي استخدمت كعامل مساعد في مكافحة العديد من الآفات.