المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


كيف يطلب المرء ما يريد من الناس؟  
  
1724   10:56 صباحاً   التاريخ: 5-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 352 ـ 354
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

لما كانت الحياة قائمة على التعاون والتكامل والتكميل فإن كل فرد فيها لا بد وأن يحتاج إلى الآخرين، وأن يطلب منهم القيام بعمل ما، ومن طبيعة الناس أنهم متفاوتون في تقبلهم للأوامر والمطالب، فمنهم من لا يريد أن يؤمر، بل يحب أن يُلتمس منه، أو أن يرجى في القيام بعمل معين، ومنهم من لا يمانع في الإستماع إلى الأوامر، وله قابلية الإستجابة إليها، إلا أن غالبية الناس ـ على ما يبدو ـ لا تفضل الأوامر المباشرة، لأنهم يحسون أنها تنال من شخصياتهم، وتمس كبرياءهم، ويفضلون أن تقدم لهم الأوامر والمطالب في صورة التماسات، أو رجاءات، أو اقتراحات، أو تمنيات، أو أمال، أو ما شابه ذلك.

وعلى سبيل المثال:

إن موظفا، لا مانع لديه أن يلبي الطلبات والأوامر، إذا كان قد تلقاها من مدیره، أو من غيره، في صورة التماس، أو رجاء، بل إنه بهذا الأسلوب ينطلق في تأديتها ويندفع، ولكنه قد لا يكون مستعداً لتنفيذ الأوامر المباشرة، أو قد ينفذها من وراء أنفه.

ومن هنا فإن مراعاة الطبيعة البشرية والجانب النفسي للشخص الآخر، من أهم الأمور والمسلكيات في التعامل، مع الناس، ومنه الطلب منهم ـ في أي موقع من المواقع، وفي أي مؤسسة من المؤسسات.

وهناك الكثير من التعبيرات الحسنة في هذا المجال، قد تجعل الطرف الآخر يقوم بالأعمال المرجوة منه، من تلقاء نفسه، ومثال تلك التعابير: (التمس منك أن تقوم بكذا وكذا)، (التمس منك أن تساعدني في كيت وكيت)، (أرجو لو تقوم بكذا وكذا)، (اقترح أن تفعل كذا وكذا)، (أتمنى أن تفعل كذا وكذا)، (آمل أن تقوم بكذا وكذا)، (من المفضل أن تفعل كذا وكذا)، (ما رأيك أن تقوم بكذا وكذا)، (هل لك أن تصنع كذا وكذا)، (أتوسم فيك أن تقوم لي بكذا وكذا).

ولو ان المرء استخدم عقله جيداً وذوقه الكلامي، لتوصل إلى الكثير من العبارات اللطيفة التي تعطي مفهوم الطلب والأمر للآخرين من أجل أن يقوموا بالأعمال المرادة منهم، ولكن بصورة فنية غير مباشرة، ولا غرابة إذ وجد كثيرون من الناس يندفعون للقيام بالأعمال، بإشارات، أو رموز كلامية فنية، تقدر شخصياتهم، وتحفظ كرامتهم، وتراعي مشاعرهم.

ثم ان أسلوب الإلتماسات، والرجاءات، والاقتراحات، والتمنيات، والآمال، يسهل على الطرف الآخر أن يصحح خطأه، فيما إذا كان مخطئاً، لأنه يحتفظ له بشخصيته، ويشيع فيه الإحساس بالاهمية، ويسلس قياده، ويدفعه إلى التعاون والموافقة، بدل أن يحفزه إلى المشاكسة والعناد.

ويمكن للمرء أن يجرب بنفسه هذا الأسلوب، كأن يقول لشخص يعرفه: أتمنى لو تساعدني في عملي هذا، أو بأسلوب يشابه هذا الأسلوب، فإنه سيهب في مساعدته راغباً، أما لو طلب منه ذلك في صورة أمر مباشر، فقد لا يستجيب له، وربما يرد عليه بقوله: ومن أنت حتى تصدر أوامرك إليّ؟.

وفضلا عن أن غالبية الناس لا تفضل استقبال الأوامر المباشرة، فإن قسماً منهم لا يستسيغ استقبالها أمام جمع من الناس، لأن الأمر المباشر أمام المجموع قد يحدث تأثيراً لا ايجابياً أكبر منه بشكل ثنائي. وكقاعدة: إن نوع معدن الإنسان، وطبيعته البشرية، وحالته النفسية هي التي تحدد طريقة الطلب منه، وان الأفضل هو استعمال الطلب بأسلوب غير مباشر.

فلكي يجعل المرءُ الناس يندفعون إلى الأعمال التي يرجوها منهم، او يقترحها عليهم، لا يصدرن لهم الأوامر المباشرة، وليطلب ما يريده منهم في صورة التماس، أو رجاء، أو اقتراح، أو تمني، أو أمل، أو ما شاكل ذلك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.