تفسير الآيات [252 الى 253] من سورة البقرة
المؤلف:
محمد جواد البلاغي
المصدر:
الاء الرحمن في تفسير القران
الجزء والصفحة:
ج1, ص225-226
12-06-2015
3015
قال تعالى : {تِلْكَ
آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252) تِلْكَ
الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ورَفَعَ
بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وأَيَّدْناهُ
بِرُوحِ الْقُدُسِ ولَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ
مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ ولكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ
ومِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ولَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا ولكِنَّ اللَّهَ
يَفْعَلُ ما يُرِيدُ } [البقرة : 252، 253] .
{تِلْكَ} اي
قصص الأمور المذكورة {آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ} يا
رسول اللّه {بِالْحَقِ} وعلى
حقيقتها بالوحي الإلهي {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} من
اللّه الى الناس لتخرجهم من الظلمات الى النور {تِلْكَ
الرُّسُلُ} انثت الاشارة باعتبار الجماعة {فَضَّلْنا
بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} إياه
وفضله بتكليمه له كموسى ورسول اللّه.
فقد ورد مستفيضا عن الصادق (عليه
السلام) ان التغير الذي يعتريه (صلى الله عليه واله وسلم) عند الوحي انما هو عند
تكليم اللّه له بدون توسط جبرائيل كما روى مسندا في محاسن البرقي وعلل
الشرائع وتوحيد الصدوق وإكمال الدين وامالي الشيخ.
بل ان أحاديث المعراج عن رسول اللّه
(صلى الله عليه واله وسلم) ناطقة بأن اللّه كلمه وناجاه وناداه كما في تفسير القمي
وبصائر الدرجات وعلل الشرائع وامالي الصدوق وامالي الشيخ بأسانيدهم عن الكاظم والصادق
والباقر وامير المؤمنين وابن عباس كما روى اهل السنة ذلك في حديث المعراج {وَرَفَعَ
بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} المعجزات {الْبَيِّناتِ
وأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} جبرئيل
{وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ} ان يلجئ عباده على عدم الكفر والعصيان له ووافق ذلك
حكمته لفعل فانه هو القادر القاهر و{مَا
اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ} من
أممهم {مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ
الْبَيِّناتُ} ولم يكن ذلك لأجل خفاء الحق على
احد الفريقين {وَلكِنِ اخْتَلَفُوا} بسبب
اتباع الهوى من بعضهم {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ} باللّه
وبما جاءه من البينات {وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} واتبع
هواه فاقتتلوا {وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا} ولكن
ليجزي المؤمنين جزاء المجاهدين في نصر الحق {وَلكِنَّ
اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ} مما يقتضيه اللطف والحكمة.
الاكثر قراءة في تحليل النص القرآني
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة