المكافحة الحيوية للحشرات

هي الاستخدام الحديث المتقن للطفيليات والمفترسات لخفض أعداد الآفات الحشرية إلى مستويات أقل من الحدود الاقتصادية الحرجة بطريقة فعالة وثابتة مع الحفاظ على البيئة. وهي تعتمد على الإلمام الجيد بالمعلومات البيئية والبيولوجية لكل من الآفة والعدو الحيوي لها سواء كان طفيل أو مفترس. ويجب أن تكون المكافحة الحيوية في ظل ظروف التلوث البيئي الواضح على رأس قائمة وسائل المكافحة في أي استراتيجية بغرض الإدارة والسيطرة على آفة ما وذلك لعدم تسببها في احداث أي أضرار بيئية بل إنه يمكن عن طريقها تجنب مشاكل التلوث البيئي الناجمة عن المبيدات، علاوة على أنها مأمونه للإنسان والحيوان وهي أيضا اقتصادية غير مكلفة وخاصة على المدى الطويل كما أنها تتميز بالاستمرارية والبقاء حيث تكون نتائجها طويلة الأجل، وأنه لمن المحير أن تدرج المكافحة الحيوية في كثير من الدول النامية ضمن الوسائل البديلة ولا يعطي لها الاهتمام الذي يستحق وقد يرجع ذلك إلى عدة أسباب هي:

أ- إن المكافحة الكيماوية تعد طريقة سريعة وفعالة ومؤثرة تماما على الآفة حيث يكون واضحة أمام القائمين على تطبيقها والمنتفعين بها من رؤية الحشرات المعاملة وقد ماتت وقضي عليها، وهو ما يبرر النفقات الباهظة لتلك الطريقة بل يجعلها الطريقة المفضلة دون غيرها، وعلى النقيض من ذلك فإن المكافحة الحيوية تتم بإطلاق حشرات طفيلية أو مفترسة في البيئة وتكون فعالة ولكن على المدي الطويل حيث لا يمكن رؤية تأثيراتها المباشرة على الآفة، كما إنها متطورة بيئيا ومتميزة اقتصاديا. أما المبيدات الكيماوية فهي تعمل على الإخلال بالتوازن البيئي الموجود وبمكوناته بما فيه من أعداء حيوية، علاوة على ذلك فإن التنوع في المبيدات ذات التأثيرات الفعالة جعلت المكافحة الكيماوية جذابه وجعلت المتخصصين فيها دائما يبحثون عن استنباط وتطوير مبيدات أكثر فاعلية وأفضل تأثيرا.

ب- تحتاج المكافحة الحيوية الى تقنيات دقيقة ويحتاج تطبيقها إلى شروط خاصة ومتابعة دقيقة من الباحثين. ويجب أن توظف كعنصر رئيسي مع الطرق الأخرى في إطار نظام المكافحة المتكاملة.