أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2021
1694
التاريخ: 30-10-2021
1572
التاريخ: 14/9/2022
2071
التاريخ: 2-11-2021
1612
|
لا يختلف الكاتب التاريخي عن غيره من الكتاب في كيفية تقديم عمله الدرامي من حيث الشكل لأن القاعدة واحدة في أصول العمل الدرامي ولكن الاختلاف يمكن في الموضوع الذي يطرح حيث يذهب هذا الكاتب إلى بطون التاريخ أن كان محليا أو عربيا أو عالميا ليستخلص منه حادثة معينة أو شخصية بعينها فيقدمها في عمل درامي متكامل وهنا لابد من أن يتحمل هذا الكاتب مسؤولية الطرح وليس بالضرورة أن يتبنى الفكرة ولكن من الضروري جدا أن يطرحها من جوانبها العديدة ولا يتقيد بزاوية طرح لكاتب (مؤرخ) معين لأنه يتحمل عبئا ثقيلا في مسئوليته التاريخية لأرضاء قناعات أكبر عدد ممكن من المشاهدين وعلى اوجه الخصوص المتخصصين منهم ويكون ذلك حتما باعتماده أكثر النصوص صدقا وأبعدها انحيازا إلا إذا كان مكلفا يطرح هذه الفكرة أو تلك وفق منظور معين ويستجيب هو لهذا المنظور لتلبية حاجة ما.
ولهذا يتحتم على الكاتب الدرامي التاريخي أن يتخصص أيضا بفروع الكتابة التاريخية:
أ- الكتابة في التاريخ القديم: الذي يبدا من أول الخليقة حتى فجر الكتابة والتدوين في التاريخ.
ب -الكتابة في التاريخ الإسلامي: الذي يبدا منذ فجر الإسلام وارتباطه بالأديان الأخرى وحتى انحسار الدولة العثمانية.
ج- الكتابة في التاريخ الحديث: وهذا الذي يبدأ بانتهاء الدولة العثمانية إلى قيام الدولة الحديثة.
د- الكتابة في التراث: وهذا النوع يتخصص في عادات وتقاليد أو قيم حياتية للمجتمع لتشمل جوانب أخرى بيئية وعلاقات وازياء وغير ذلك من أسواق ومهن وغيرها.
هـ الكتابة في التاريخ المعاصر التي تتناول الحياة الحالية في تفاصيلها .
وهذه التقسيمات أيضا وهمية تجتمع أحيانا في شخص واحد لكن الإبداع يكون الضج
وأوضح عندما يتخصص الكاتب بنوع منها ليناقش ويطرح موضوعا يعرف أبعاده و يستطيع بالتالي الدفاع عن ما كتب إضافة لكونه متخصصا في فن كتابة الدراما التلفزيونية، لأن هذا الموضوع المطروح يحتاج إلى بذل جهد أكبر ووقت أطول للبحث والتقصي والقراءات والاستقراء والاستنباط ليقدم عملا دراميا تلفزيونيا مقبولا وناجحا لاسيما في تاريخنا العربي والإسلامي على وجه الخصوص الذي يحتاج إلى كل ذلك لا أن يطرح الموضوع من منظور أحادي يوقع الكاتب في إشكاليات عديدة إذا ما جاء منطلقا من وجهة نظر واحدة وهي بالتالي لا تمثل إلا نفسها وتتوالى الاعتراضات والملاحظات، لأن التاريخ قد لعبت فيه الأقلام لعبتها، ويمكن أن يكون موضوعا لمقالة صحفية وتنتهي ولكن لا يمكن أن تكون عملا دراميا يكلف المال والوقت والجهد وبالتالي لا يمثل غير وجهة نظر واحدة وزيادة الطين بلة في اختيار موضوع عليه خلافات وفيه اختلافات ويمكن أن تكون عميقة. في تأكيد مغالطات تاريخية أو إعطاء صورة لتجميل ما هو قبيح (من وجهة نظر آخرين في التاريخ. ولكل هذا فإن اختيار الموضوع يشكل أولوية هامة ومن ثم جمع المصادر ودراستها بعين واعية وقلب صاف بعيدا عن الانحياز وتجنب الهواجس العاطفية أو المعلومات الراسخة القديمة ومن ثم مناقشتها بعلمية رصينة بالرغم من أنه غير مسؤول عن إعادة صياغة الموضوع دراميا ولا يتحمل نتائجه لأنه لم يجر عليه التحسينات أو تشويه ما ورد فيه بل استلهمها من كتب التاريخ وجعلها تنطق متحركة لتفصح عن نفسها بتحويلها إلى أجساد تتحرك وتتكلم في بيئة تعيد للمتلقي وقائع مندثرة أو ساكنة بين دفات الكتب، والموضوع المطروح تم اختياره من بين الآلاف من المواضيع التاريخية لكي يعطي بالنتيجة فكرة فلسفية تغني الإنسان المعاصر عن تجربة وتوضح له صورة وتقدم له ماضيه. ولهذا نستخلص القول بأن ليس كل حادثة تصلح أن تكون عملا دراميا أو كل شخصية في كل المجتمعات ولكل الأزمان والتناول يتطلب فطنة عالية وحذر شديد ودراية كافية لما يمكن أن ينقذ العمل الدرامي هذا من أن يقع في شرك سوء الاختيار أو سوء التوقيت، وهذه من الضروريات التي لابد للكاتب أن يكون قد تسلح بها من خلال تجربته وموهبته. وإذا كان صاحب قضية فهو يعرف كيف يقدم قضيته في كيفية التعامل مع بناء أحداث عمله وطريقة التقديم بما يلي
أ- يلزم الحجة على المعترضين بالمؤرخين والكتب الأكثر ثقة.
ب يمثل صدق وحسن النية للقضية.
ج- يبعد عن المجتمع إثارة النعرات أو الضغائن أو العداوة.
د- يحمل في طياته تجربة إنسانية.
هـ- يقترب أو يحاكي المعاصرة في النتائج.
و- تكون بين يديه مصادر متوفرة ومتنوعة. وهذا يجعل النجاح حليف الكاتب ويزيد من مصداقية الفكرة وبالتالي يشكل عامل ثقة مع المتلقي. وهنالك قسمان للكاتب التاريخي:
1- كاتب الأحداث. وهذا يتخصص في تناول الأحداث من حروب وتقلبات المجتمع في الاقتصاد والسياسة والكوارث والآفات أو الحروب وغيرها.. وتقديمها في أسبابها وملابساتها ونتائجها وبالتالي تأثيراتها
2- كاتب الشخصيات، وهذا يتخصص في تناول شخصيات تاريخية في سيرها.. وعطاءها
وتأثيرها سياسية كانت أم فكرية أو مجتمعية. وهذا ما يجعلنا نؤكد وتقول بأن الكاتب الدرامي يجب عليه أن لا يعتمد على إمكانياته لحرفية الكتابة الدرامية وقدرته على الإجادة فيها لكي يخوض في مناقشة مواضيع بعيدة عن اطلاعه ودراساته لأن ذلك حتما سيوقعه بالمحذور، وهذا المحذور هو الفشل وفقدان الثقة ومن ثم فقدان التواصل مع الجمهور إذا لم يجلب عليه أو على المجتمع مشكلة وحتى كارثة لأن الكتابة في التاريخ من أخطر أنواع الكتابة وأعظمها في نفس الوقت. ولكن ليس لكل كاتب لأنها سيف ذو حدين، وهنا يجب أن يبعد قناعاته الشخصية أو أحكامه الخاصة وتصوراته وهي التي تجلب تلك المشكلة. والأكثر من ذلك هو الاستعانة بمؤرخ أو مجموعة مؤرخين أو مختصين لأنه هو الطريق الأنجح مثلما يكون في الكتابة اختصاصات مهنية كالطب والهندسة والشؤون العسكرية والاستعانة بمستشارين من هذه الاختصاصات وأن كانت العملية في المهن غيرها في التاريخ لأنها لا تشكل خطورة وإثارة نعرات أو احتجاجات ولكن من حيث المبدأ الذي انفضا عليه هو أن يكون الكاتب أكثر مصداقية وابعد مسؤولية والتزام اقلها من الناحية الأدبية والأخلاقية ولا يختلف هنا إذا كان العمل قد تناول شخصية أو حادثة ولا بهم أن يكون هنالك أكثر من مختص في أكثر من اختصاص إذا كانت الأحداث تتطلب.
ذلك وهذا ضروري جدا حتى يكون كل واحد منهم مسؤول عن تخصصه يوجه به الكاتب مثلما هي البناية الواحدة التي يتشارك في بناءها عدة مختصين من مهندس مدني إلى كهرباء إلى ديكور وغيرها، ولكن يظل المهندس الأصلي هو المصمم والمنفذ لكي تظهر البناية اقرب إلى التكامل وانسب إلى الجمال وأدنى من الجودة والمتانة، وهذا لا يقلل من شأن الكاتب ولا يستهين بموهبته أن لم يكن عوامل قوة وأسباب النجاح.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|