أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-06
1000
التاريخ: 2-11-2021
1839
التاريخ: 6-11-2021
2729
التاريخ: 3-11-2021
1549
|
كتابة الدراما التعليمية تختلف اختلافا جوهريا عن باقي أنواع الكتابة الدرامية لأنها لا تتحمل الاجتهاد والتغيير ولا تخضع الرأي أو مزاج، فهي قواعد ربما تكون ثابتة ومعلومات محددة لا يمكن العدل عنها، وهذا ما يجعل الأمر أكثر صعوبة لاختيار الطريقة الأنسب التي يمكن أن تقدم به المادة التعليمية بصياغة درامية. فالكاتب هنا متخصص في حقل من حقول العلم أو المعرفة وفي نفس الوقت فهو كاتب درامي وهذا يجعله أن يلتزم التزاما حرفيا أحيانا بالمادة المطروحة من جهة وبالمعالجة الدرامية المناسبة من جهة أخرى لكي يستطيع أن يوصل المادة إلى الفئة المعنية بالمادة، وتكون المهمة اصعب عندما توكل إلى كاتب درامي غير متخصص بتلك المادة أو ذلك المجال وبالتالي سيعتمد على مصادر وخبراء أو مستشارين يلازمونه في مرحلة الكتابة إذ يزود بالمادة العلمية المطلوب طرحها دراميا ويقوم هو في اختيار الأسلوب الأنجح لتقبل المادة أو يكون الأسلوب أيضا من اختيار المختصين وبذلك تكون المادة والأسلوب من اختيار غيره فلا يمكن أن يكون أوفر حظا من الكاتب المتخصص الذي لديه كل المفاتيح دون الحاجة إلى خبير أو مستشار. ومن ثم فأن الخبير والمستشار لا يملك التصور الكافي لما سينتهي إليه هذا النص بعد خضوعه للعمليات الإنتاجية ولا يوفر له درجة من النجاح اعتماده على أصحاب الخبرة.
فالكاتب الدرامي المتخصص في اللغة ويريد أن يطرح موضوعا تعليميا يكون أكثر قربا من المتلقي من ذلك الكاتب غير المتخصص. فالكاتب التعليمي لابد وأن يكون كاتبا ومعلما في نفس الوقت ولابد لهذا المعلم أن يعرف اقصر الطرق لإيصال درسه للفهم المطلوب والتأثير المتوخى من خلال معرفته باستخدام التقنيات والإمكانات التي تسهل عليه ذلك. وهذا يتطلب أيضا أن يكون الكاتب مستوعب لمحيطه الذي يعمل فيه عارفا للحرفيات المتوفرة والإمكانات المتاحة وكيفية التعامل معها لكي تتواءم ومعالجة الموضوع المطروح والتي غالبا ما تكون مادة جافة أو غير مستساغة تحتاج إلى قدرة عالية للتعامل معها لتقديم عمل درامي مقبول لكسر ذلك الجمود والتخفيف من هذا الجفاف، وخلق أجواء من الإبهار والدهشة للتواصل ومن ثم استقراء مدى الاستجابة من قبل الفئة المتلقية حـب السن أو الثقافة أو المهنة أو الانتماء الاجتماعي، مثل البرامج الدرامي التي تعتمد على وسائل إيضاح أو الأشياء غير المتوفرة للعيان مثل المكروبات أو الخلايا المجهرية أو الكواكب وغير ذلك، وأن الميزانية تلعب دورا هاما في إمكانية تحقيق الهدف مثلما يكون دور المخرج فعالا بعد ذلك وعدم إجباره للبحث عن البدائل واضطراه للتنازل عن التصورات وهذا بالنتيجة سيؤثر على إبداع الكاتب وتخليه عن رسم الكثير من الصور وتركه للعديد من التصورات المطلوبة لتوفير عملا دراميا ناجحا. ولا يمكن أن يقدم نصا قادرا على الإقناع والمتابعة التي هي طريق النجاح ودافعا له. ويمر هذا العمل مرور الكرام يضيع فيه كل ذلك الجهد والوقت والمال أو أن يكون مؤثرا يعني المجتمع عن العديد من المدرسين والمدارس ويوفر وسيلة تعلم مشوقة لا تحتاج إلا الجلوس في المنازل لمتابعتها، كتعلم لغة أجنبية على سبيل المثال أو قواعد اللغة العربية أو البرامج الصحية أو الإرشادية في جميع الحقول الحياتية. تتحول إلى حكاية وعلاقات ناس أو حيوانات يتحدثون ويتحركون في أجواء تتوفر فيها عوامل الإقناع والشد لتقديم دروسا يستفيد منها الملايين من الناس في آن واحد ودون عناء. مما جعل الكثير من المؤسسات العلمية والثقافية وغيرها، رسمية كانت أو أهلية تتفق وكتاب الدراما لتقديم ما تريد تقديمه من برامج لنشر وعي جماهيري واسع مستغلة هذا الجانب من الإبداع وتوفر جهاز التلفزيون وانتشاره لتشجيع المجتمع على حالة ما أو الابتعاد عن أمر معين في حملات تخصص لها الميزانيات التي تستحقها، كحملة مكافحة الأمية أو مكافحة الجريمة أو الوقاية من مرض معين ومكافحة آفة زراعية وغير ذلك.
واختيار هذا الأسلوب (الدراما) في مجتمع مثل مجتمعنا على وجه الخصوص مطلوب وذلك لنقص الوعي وانتشار الأمية والتخلف الذي تعاني منه وعدم مواكبة العالم في تطوره التكنولوجي والعلمي. ولان الدراما من أكثر أنواع البرامج التلفزيونية قربا من اهتمامات الناس بما لها من صفة في محاكاة تفاصيل الحياة اليومية لهم، ولا تأتي المعلومة من مصدر عالي وجاف كما هي طريقة التدريس ومحاولة إقحام هذه المعلومات بتلك الطريقة. لهذا فإن هذا الكاتب يجب أن يأخذ بنظر الاعتبار ما ذكرناه وإذا كان غير متخصص عليه أن يدرس و يبحث ويناقش مع المختصين كل صغيرة وكبيرة لكي يستطيع أن يقدم نصا دراميا تعليميا ناجحا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|