أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-6-2022
1637
التاريخ: 19-6-2016
3214
التاريخ: 11-9-2016
2247
التاريخ: 25/12/2022
1702
|
إن أبرز أخطار التلوث الثقافي، تلك التي تكمن في الأقران من رفقاء السوء، الذين يختلط بهم الطفل في إطار الحي السكني، أو المحيط الاجتماعي العام، أو في محيط المدرسة.
إن جماعة الأقران لها تأثير كبير على الطفل، وهذا التأثير أحياناً إيجابي وأحياناً سلبي، وأكثر ما يتخوف منه الآباء هو الجانب السلبي في علاقة الطفل بالأقران، إذ (ان الأطفال يعيشون في عالمين، عالم يتألف من الوالدين ومن على شاكلتهم من الكبار الراشدين، وعالم آخر من أقران الطفل)(۱).
ومثلما يتعلم الطفل من الوالدين بعض القيم الثقافية والتقاليد، والعادات، فان هذا الـطـفـل يـتـعـلـم ايـضـاً مـن أقـرانـه الـعـديـد مـن الـقـيـم والتقاليد، والمفردات، وأنماط السلوك، وأوجه التقليد في اللعب، والنشاط، حتى الملبس، والذوق، خلال عمليات تفاعل الطفل مع الأقران، فهذا التفاعل يتيح للطفل التزود ببعض المعارف وطرق التصرف، وأشياء لم يتعلمها الطفل من الكبار، وخلال هذا التفاعل يتلقى الطفل من جماعة الأقران بعض العناصر الثقافية، التي تتشكل شيئاً فشيئا ضمن بنيته الثقافية، لتشكل جزءاً أساسياً في هويته الثقافية، - مهما كانت قيمة هذه العناصر – سلبية أو إيجابية – فهي قد أخذت مكانها في فكر الطفل وضميره وعقله وسلوكه..
ومن طبيعة الطفل انه في الغالب يتأثر بما يسود بين الأقران من قيم وعادات، فلو ان هذا الطفل شاهد أحد أقرانه يساعد رجلاً، فانه سرعان ما يقوم بهذا العمل، في المرة التالية التي يصادف فيها أحداً ما يحتاج إلى المساعدة.. ثم ان الطفل في الغالب يرى نفسه من خلال الأقران، ويبدأ يفهم ذاته عبر ذلك، أو أحياناً يتعلم الطفل العدوان من خلال الأقران الذين يميلون إلى العدوانية والقسوة في التعامل مع الأطفال الآخرين..
وفي بعض الحالات يتعود الطفل على نمط معين من السلوك، وعلى نشأة معينة، غير ان هذا الطفل يعاكس هذا السلوك الذي تعلمه من والديه، ويعاكس النشأة التي تعود عليها داخل أسرته، وذلك بتأثير الأقران وفاعليتهم في هذا الطفل، ومثال ذلك (ان والدي الطفل قد يحاولان تعويده على الحرية في التعبير عن عواطفه، وعلى الحنان بأن يسمحا له باللعب بالعرائس، ان هو أراد ذلك، ولكنه ان لعب بالعرائس خارج المنزل، قد يجد ان الأطفال الآخرين يسخرون منه، ويعيرونه أو يعاقبونه على ذلك بوسائلهم الخاصة، وبذلك نجد ان مثل هذا السلوك يتناقض أو يزول، ويتبين الآباء ان جهـودهـم قـوّضها تأثير جماعة الأقران الذين يضطرون الطفل إلى ان يتبع في سلوكه الأنماط التقليدية المألوفة من جنسه)(2).
ومع ان الثقافة البيئية، أو ثقافة المحيط الاجتماعي أو الحي السكني تنعكس على الأقران، فيتصرف هؤلاء الأقران على وفق ثقافة المحيط الاجتماعي، الذي يدور فيه هذا الطفل، إلا ان العديد من الأقران قد اكتسب بعض الظواهر السلبية، أو المفردات الشاذة، أو العادات السيئة، اختلاطه ببيئات أخرى، أو خالط أطفال آخرين خلال سكنه السابق أو خلال بعض الرحلات والسفرات، أو خلال زيارات الأقارب والأصدقاء من مناطق مختلفة.. وكل هذا يؤثر في ثقافة الطفل وفي ثقافة الأقران، لذلك من المفيد معرفة الأقران، والكشف عن سلوكياتهم، قبل انزلاق الطفل في سلوكيات خاطئة، وفي مهاوي القيم الثقافية الشاذة التي اكتسبها من بعض الأقران..
لذا فان للأقران تأثير مباشر في تربية الطفل، وتكوين قيمه الثقافية على مدى مراحل نموه، خاصة بعد مرحلة المدرسة التي تبدأ من خلالها تتشكل العلاقة مع الأقران..
نخلص في تحديد سمات البيئة الثقافية للطفل، ان هذه البيئة تسهم إلى حد كبير في النشأة الاجتماعية، والثقافية.. وان البيئة في التي تحدد سمات ثقافته، ومكونات سلوكه، وتربيته، فمكونات البيئة، وسكان المحيط السكني، من الكبار والصغار ومن الأقران، اضافة إلى ذوي الطفل، كل ذلك يشكل معالم بيئته الثقافية، ومصادر ثقافته في محيطها الاجتماعي..
_______________________________
(1) بول مسن، جون كونجر، جیروم کاجان.
(2) نفس المصدر، ص ٤١٠.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|