أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2021
1872
التاريخ: 23-7-2019
1346
التاريخ: 5-11-2021
1539
التاريخ: 16-11-2021
1858
|
النباتات السامة كمواد طاردة للحشرات
استخدم الإنسان منذ فترة بعيدة بعض أنواع النباتات بعد تجفيفها كمواد طاردة أو قاتلة للحشرات الضارة، وقد دفع هذا الاستخدام البدائي الباحثين بعد التطور العلمي الذي شهده العالم إلى محاولة استخلاص وتشخيص المواد الفعالة في تلك النباتات والتي يعزى لها التأثير الطارد أو القاتل للحشرات، إذ وجدت فيها مركبات كيميائية لها فاعلية عالية، كطاردات، أو مانعات للتغذية، أو منظمة للنمو.
يعتقد أن المكونات السامة في النبات تشكلت كوسيلة دفاعية ضد الحشرات والكائنات الدقيقة، وإن تأثيرها السمي في الحيوانات وبخاصة الثديية منها هو تأثير عارض، حيث تحدث التأثيرات السمية لتلك الحيوانات بعد التغذي بها. عرفت هذه السموم منذ فترة طويلة، وأعطيت أسماء مشتقة - في الغالب من الاسم العلمي للثبات مثل الهيدرين (Hederin)، الموجود في نبات اللبلاب، الذي اشتق من الاسم العلمي للنبات (Hedera helix)، أما البعض الآخر فهو خليط من مركبات عدة، بينما لم يتم تعيين بعض المكونات السامة بشكل دقيق.
ومن أهم المركبات السامة في النباتات القلويدات (Alkaloids)، والغليكوزيدات (Glycosides)، والمواد المهيجة (Chemical irritants)، ومولدات الحساسية (Allergens)، والأوكسالات (Oxalates) والفينولات (Phenols)، والنترات والنتريت (Nitrates and nitrites)، والعوامل المسببة للتحسس الضوئي (Photosen sitizing agents)، والمواد العفصية (Tannins).
دور المستخلصات النباتية في مكافحة الحشرات
أثبتت العديد من المستخلصات النباتية فاعليتها في مكافحة بعض الحشرات، فمثلا أظهر المستخلص المائي لبذرة الكرفس (Apium graveolens) فاعليته في طرد اليرقات والأطوار الكاملة للبعوضة المسببة لحمى الضنك والحمى الصفراء (Aedes aegypti). كما أظهرت المستخلصات الإيثانولية لورقة نبات البطاطس (Solanuarn trilobatiam) فاعلية في طرد بعوضة الأنيفولس (Anophieles steplienis) الناقلة للملاريا وتم خفض نسبة إنتاج البيض من 18 حتى 99 %، في حين حققت المستخلصات المائية الأوراق ولب الثمار ونواة البذرة لنبات نخلة الصحراء (Balanites aegyptiaca) القضاء على يرقات بعوضة (Culer pipiens) بشكل أقل مقارنة مع مستخلصات الجذور والقلف ٪۱۰۰، وذلك بعد ثلاثة أيام من المعاملة عند التركيز ۰٫۱ ٪. كما يحتوي المستخلص المائي لبذور نبات النيم على مادة الأزاديراتشين (Azadirachtin)، ويحتوي الفلفل الحار على الكابساسين (Capsaicin) وجميعها يمكن استخدامها بالرش على البادرات للمساعدة على حمايتها من الحشرات. كذلك استخدام البعض الآخر على الحشرات لطردها أو لمكافحتها كزهرة الأقحوان لاحتوائها على (Pyrethrins) ونبات الكواسيا (Bitter wood) لاحتوائها على (Quassin).
أهم النباتات المستخدمة في المكافحة
من أشهر النباتات المستخدمة لقتل وطرد بعض الحشرات ما يلي:
* نبات العشر
يستخلص من أزهار وأوراق وسيقان نبات العشر (Calotropis procera) مركبات ذات سمية عالية، مثل: ثلاثي التربينات (Triterpenoids)، ثلاثي التربين (Triterpenes)، قلويدات (Alkaloids)، الجليكوزيدات قلبية (Cardinolides)، الجليكوزيدات (Glycosides)، ستيرولات نباتية (Phytosterols)، مواد راتنجية (Resin)، المادة اللبينة (Plant latex).
كما ثبتت فاعلية استخدام الزيت المستخلص من الأجزاء الهوائية لنبات العشر كطارد ومبيد للحشرات في مجموعة من الأبحاث.
* نبات العرعر
يستخلص من أوراق وسيقان وثمار نبات العرعر (.Juniperus sp) مركبات كيميائية هامة، مثل: جليكوسيدات (Glycosides)، استرولات (Sterols) ألفا وبيتا بينين (Alpha-pinene، Beta-pinene) - مواد مذيبة- ، بنزين ألكيلي (
p-Cymene)، مجموعة من التربينات - زيوت أساسية (Myrcene. Limonene. e-Caryophyllene. DeltaCadinene. Germacrene B. Camphene, Sabinene Terminolene. Delta-3-carene) ، خلات بورنيل (Bornyl acetate) مادة عطرية إضافة إلى ذلك الزيوت الأساسية (Essential oils).
ثبتت فاعلية استخدام الزيت المستخلص من الأجزاء الهوائية لنبات العرعر كطارد ومبيد للحشرات في مجموعة من الأبحاث، وفيها تم استخلاص مركبات فعالة ذات سمية عالية.
* نبات اللافندر
يعد نبات اللافندر (.Lavandula sp) من مصادر الزيوت الأساسية النباتية التي تحتوى على المركبات المتطايرة والتي لبعضها فعالية تجاه العديد من المسببات المرضية للإنسان والحيوان والنبات بالإضافة إلى فعاليتها تجاه الحشرات وغيرها من الآفات كمواد طاردة وقاتلة ومانعة للتغذية، كما تتميز معظم هذه المركبات بانخفاض سميتها للثدييات. ومن أمثلة المركبات الرئيسة في مستخلص الزيت الخاص للنبات: الكارفور (Camphor)، مجموعة من التربينات منها: (Fenchone Eucalyptol) . (Fenchyl Alcohol) و (Borneol، Beta-Pinene). وتحتوي أجزاء النبات المختلفة من سيقان وزهور وأوراق على نسب متقاربه إلى حد ما من الزيوت الأساسية، وظروف النمو هي المحددة لهذه النسب.
كما ثبت أن زيت اللافندر يكون ساما إذا تم حقنه بنسب عالية، وذلك لوجود عدة مركبات.
* شجرة النيم
تحتوي شجرة النيم على مادة فعالة تسمى الأزاداختين (azadirachtin) وتوجد بنسب مختلفة في أجزاء الشجرة، تتركز في الثمار والبذور. تحتوي الأوراق على مادة فعالة هي ثلاثي الثريبونت (triterpenoids)، والتي لها تأثير سام على الحشرات وتستخدم في مكافحة الآفات الزراعية.
لشجرة النيم تأثير طارد للحشرات، منها المن، والبعوض والبق والبرغوث والذباب ودودة القطن، يظهر هذا التأثير بعد امتصاص الحشرات لخلاصة الأزهار أو الأوراق وتصاب الذكور بالعقم، وتفوح روائح من الأزهار منفرة للحشرات، ولا تؤثر على الإنسان ويؤثر مستخلص النيم على فاعلية إنتاج الجيل الثاني للحشرات، فتقل إنتاجية البيض، ومعدل خصوبته، كما يستخدم أيضا لمكافحة الآفات الزراعية (كالسوس والخنافس والجراد والديدان) بفعل المواد الفعالة فيه، فتكون النتيجة ابتعاد الآفات عنه لعدم قبولها، كما تبتعد الطيور أيضا نتيجة المذاق المر لهذه المواد.
بالإضافة لذلك تؤثر شجرة النيم على الاتساق الهرموني للآفات خاصة هرمون النمو (Juvenile hormone) وتكون النتيجة إيقاف مرحلة انسلاخ اليرقات، وتعطيل النمو وتنتهي حياة الحشرة، ولا يتأثر المحصول بذلك ويستخدم مستخلص الأوراق والثمار في مكافحة آفات بعض المحاصيل، مثل: الشعير والأرز لمدة تمتد لعدة أشهر، وثبتت فاعلية النيم ضد الكثير من الحشرات والمركبات الفعالة للنبات يتم استخلاصها بسهولة بدون استعمال آلات حديثة.
وفي تجربة سابقة لعدد من الباحثين في الهند تم قطع بعض أغصان نبات النيم وألقوا بها في مزارع نبات الأرز، وكانت النتيجة اختفاء يرقات حشرة البعوض الناقلة لمرض الملاريا، وقل على إثرها انتشار المرض بين المزارعين، بالإضافة إلى زيادة نسبة انتاجية محصول الأرز في الوقت نفسه، حيث أدت المعالجة بنبات النيم إلى قتل بعض الآفات الزراعية، وزيادة خصوبة التربة.
* الأقحوان الذهبي
يحتوي نبات الأقحوان الذهبي (Acnnella oleraceal) على مركبات كيميائية هامة، والجزء الأكثر أهمية الذي يعطي النبات طعمه المميز هو: مركب ألكيل اميد وخاصة ((2E,6Z. 8E)-N-isobutyl-2,6,8- decatrienamide) أو ما يعرف بالسبیلانثول (Spilanthol) الذي يعرف بتأثيره على العصب مثلث التوائم (العصب القحفي الخامس) وكذلك تأثيره المحرض لإفراز اللعاب بسبب خصائص الزيت الراتنجي جامبو الذي يعتبر الخلاصة المركزة للنبات.
بالإضافة للمركب الفعال سبيلانثول، فإن النبات يحتوي على أيزوبيوتيل أميد
((2E)-Undeca-2-en-8,10-diynoic acid isobutyl amide)
ومزيجا من التريتربينات 2E,7Z,9E)-Undeca-2,7,9-trienoic acid isobutyl amide) وتجدر الإشارة أنه قد تم عزل وتصنيع هذه المركبات بشكل كامل كيميائيا.
تعد خلاصة النبات التي يتحصل عليها من أزهاره الغضة والمعالجة بالهيكسان ذات فعالية واضحة ضد حشرة الزاعجة المصرية (Aedes aegypti) - بعوضة الحمى الصفراء - وضد يرقات هليكوفيريا (Helicoverpa zea) وصغار عث الذرة.
كما أثبت مركب سبيلانتول فعالية قوية ضد البعوض بقيمة مطلقة قاتلة، يعبر عنها بالرقم ( 100 LD100) خلال 24 ساعة بتركيز مقداره 12٫5 ميكروغرام/ مل والذي أظهر نسبة قاتلة، بتركيز 25,6 ميكروغرام/ مل. وأظهر مزيج مركبات السبیلانثول قدرته على إنقاص وزن وحجم يرقات عث الذرة بنسبة ٪66 ، بعد ستة أيام من استعماله بتركيز 250 ميكروغرام /مل.
الفوائد البيئية للنباتات السامة
استخدم العالم المبيدات الكيميائية والأسمدة المخلقة لسنوات طويلة، ليحافظ على مختلف أنواع المحاصيل المزروعة، سواء في الحقول والمخازن من الآفات الحشرية والأمراض، وقد وصل الأمر إلى حد الإسراف والاستخدام المفرط لهذه الكيميائيات فبدأت آثارها السيئة في الظهور متمثلة في انتشار أمراض خطيرة مثل السرطان والالتهاب الكبدي، والفشل الكلوي، لذلك انتبه العالم في العقود الأخيرة إلى مغبة الانزلاق في هذه الهاوية وأيقن أن هذه المبيدات لم تحل أي مشكلة، وأن الاستخدام المباشر لهذه المواد شديدة السمية بطرق مختلفة مثل الرش بالطائرات والرش الكلي للأشجار في بساتين الفاكهة أدى لاختلال التوازن الأحيائي بين الآفات والأعداء الحيوية، حيث أدى ذلك لقتل الأعداء الحيوية التي كانت تقوم بعملية التوازن مع الآفات الموجودة، مثل: طيور أبوقردان والهدهد التي كانت تتغذى على يرقات الديدان المختلفة فتساهم في القضاء عليها.
كما أظهرت الدراسات أن استخدام المبيدات الكيميائية والإسراف فيها أدى إلى ظهور آفات جديدة لم تكن مؤثرة اقتصاديا من قبل، مثل العنكبوت الأحمر والذي ظهر في ستينيات القرن الماضي كافة اقتصادية نتيجة استخدام مبيدات ديدان اللوز في القطن، فقتلت الأعداء الحيوية فاختل على إثرها التوازن البيئي، فظهر العنكبوت الأحمر كآفة خطيرة على العديد من المحاصيل الحقلية وكذلك محاصيل الخضروات
والفاكهة.
كما أن الأهم والأخطر من كل هذا هو تضرر الأرض والبيئة، والتي تضررت أيما ضرر من جميع النواحي، مع أن هذه البيئة تبعا للمقولة الأفريقية الشهيرة وأننا لم نرث البيئة من آبائنا وأجدادنا ولكننا استعرناها من أبنائنا وأحفادنا، كما أن الإفراط في استعمال المبيدات والأسمدة أدى إلى تدهور تركيب التربة، وانخفاض خصوبتها، وتقليل حيويتها، وزيادة الملوحة بها وتدهور البيئة الطبيعية والمسطحات الطبيعية.
وبناء على ما سبق تم التوجه نحو بدائل أكثر أمانا، ومنها: المبيدات الطبيعية (مبيدات من أصل طبيعي كالنباتات، والفطريات والبكتيريا) لما تتميز به هذه المبيدات الطبيعية عن المصنعة بعدم ثباتها في البيئة لفترة طويلة وعدم قابليتها للتخزين في أجسام الثدييات وعدم تراكمها في مكونات البيئة الأساس وعدم أو قلة سميتها للثدييات، والكائنات النافعة (وغير المستهدفة في غالبية الأحوال).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|