النمو Growth

يعرف النمو عند العامة بأنه زيادة في الحجم ، اما عند المختصين بعلوم الحياة فهو صفة مميزة في الكائنات الحية جميعها ، وهو ظاهرة معقدة تتضمن مفاهيم عدة ، بعضها كمي Quantitative وبعضها الاخر نوعي Quantitative، فالنمو من الناحية الكمية هو زيادة غير عكسية في حجم الخلية او النسيج او العضو او الكائن الحي وهو مصحوب عادة بزيادة في كمية البروتبلازم والوزن الجاف ، اما من الناحية النوعية فإنه يتضمن كل التغيرات التركيبية التي تصاحبه ، وتجدر الاشارة الى ان الزيادة غير العكسية في الحجم ينبغي ان تكون دائمية ، فإنتفاخ الخلية في الماء لا يمثل نموا إذ يمكن ببساطة اعادة الخلية إلى وضع اخر باستخدام محلول مركز مناسب ، وقد لا يوافق حدوث النمو زيادة في الحجم إذ هناك زيادة في كمية البروتوبلازم.

يمكن تقسيم النمو على ثلاثة اطوار هي :-

1- تكوين الخلايا الجديدة عن طريق الانقسام الخيطي Mitosis وانقسام الخلية Cell division.

2- اتساع الخلايا الجديدة Expansion او كبر حجمها Enlargement.

3- تميز الخلايا المتسعة وانتظامها على شكل انسجة ناضجة في العضو النامي.

إن هذه الاطوار غير المفصولة عن بعضها بخطوط واضحة او حادة ، وانما يبزغ كل طور من الطور الذي يليه مما يعني ان هذه الاطوار في عملية مستمرة.

يصاحب النمو عادة تغيرات في الشكل والتركيب وفي الفعاليات الفسلجية (وتدعى هذه التغيرات بالتميز Differentiation). فالخلايا الناتجة عن الانقسام في القمم المرستيمية تصبح بعد حين خلايا مختلفة عن بعضها وعن الخلايا المرستيمية. فيصبح بعضها عن النضج خلايا حشوية ويصبح بعضها الاخر  أليافا او قصيبات وهكذا ...

في القمم المرستيمية تنمو الخلايا الجديدة في البداية على شكل نمو بلازمي Plasmatic growth (أي بناء البروتوبلازم). اما الخلايا التي تبقى مرستيمية فتتم فيها عملية مضاعفة الكتلة مباشرة بعد الانقسام. وتمر الخلايا مصحوب بتكوين الفجوات Vacuolation وبناء جدار الخلية ، ويتصف كذلك بتباطؤ الاتساع او الاستطالة مما يسود الاختلاف في تكشف الخلايا.

وبخصوص طور الاتساع او الاستطالة فإنه يحدث نتيجة كل من ترخية الجدار الخلوي الميسرة هرمونيا Hormone-mediated wall loosening والزيادة في ضغط الانتفاخ Turgor pressure (( ويدعى كذلك بالضغط المائي Water pressure او الضغط الهيدروستاتي ( ضغط التوازن  المائي ) Hydrostatic pressure)) الذي يمنح الجدار القدر على التمدد. ويعتقد ان الهرموتات النباتية تنشط او تزيد من افراز انزيمات ترخية جدار الخلية ( او انزيمات التدلل المائي للجدار Wall hydrolyses) ، ومع ذلك فإن الجدران الراخية لا يمكنها التمدد إلا في حالة انتفاخ الخلية. ويصل ضغط الانتفاخ نتيجة سحب الخلية او النسيج الماء عندما تكون الظروف التنافذية Osmotic Conditions مناسبة لحدوث هذه العملية ( أي عملية سحب الماء ). وفي هذا المجال فإن الهرمونات ( مثل حامض الجبرلين Gibberellic acid وحامض الاندول استيك Indo1e-3-acetic acid) يمكنها زيادة نشاط الخلايا في سحب الماء ومن ثم زيادة ضغطها الانتفاخي.

بينما تزداد كمية المكونات البروتوبلازمية الاساسية ( مثل الانزيمات والاحماض النووية ) خلال النمو في الخلايا جميعها فإن هناك اختلافات نسبية في كمية انزيمات معينة مما يؤدي إلى تكوين خلايا مختلفة في فعالياتها الايضية. ويحدث تكوين الجدار في الخلايا كلها ، وعلى الرغم من ذلك فان التميز يستمر مع اختلاف في النمط Patterns ، والمدى Extent، والتركيب الكيمياوي لمواد الجدار الجديدة، مما يعني انه على الرغم من حدوث النمو في الخلايا جميعها إلا ان هذه الخلايا تظهر لاحقا اختلافات على مستوى شكل الجدار وتركيبه الكيمياوي. وعند النضج تتميز الخلايا إلى خلايا حية واخرى ميتة، وتنمو الخلايا والانسجة الحية الناضجة وتعمر وتموت. وهذه العمليات جميعها تندرج تحت مفهوم  التكشف Development .

ومع ان العمليات متداخلة إلا انه يمكن الفصل بين النمو والتميز في المجال التجريبي إذ من الممكن في التجارب تثبيط التميز باستعمال كيمياويات مثبطة مع السماح للتمو بالاستمرار. ويمكن القول تحت أي نظام تكشفي ان النمو والتميز في تنافس متبادل فهناك ظروف تشجع على النمو وتكبح التميز. وبالعكس ، فالنبات المعرقل نموه نتيجة نقص الماء قد يظهر درجة معجلة من التميز الخلوي على وفق ذلك يمكن تعريف النمو بأنه " بناء البروتوبلازم المصحوب بتغير في الشكل وبزيادة في كتلة النظام النامي ". إذ ان الزادة في الكتلة الكلية قد تكون اضعاف المادة في كتلة المكونات البروتوبلازمية الاصلية، وعلى هذا الاساس يمكن قياس النمو على مستويات مختلفة بدءا بمستوى خلية وانتهاءا بمستوى الكائن الحي ، على ان النمو على مستوى اكبر من الخلية يتضمن التضاعف الخلوي (زيادة في عدد الخلايا) ونمو الخلية معا.