قال تعالى : {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ } [البقرة : 29] قصد ، وكل من فرغ من شئ وعمد إلى غيره فقد استوى إليه ، وعن ابن عباس صعد أمره ، وقوله : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] أي استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ كذا في الخبر أو استولى كما يقال : استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق ، و {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} [النجم : 6] يعني جبرئيل عليه السلام استقام على صورته الحقيقية دون الصورة التي كان يتمثل بها كلما هبط بالوحي ، وكان يأتيه بصورة الآدميين فأحب رسول الله صلى الله عليه وآله أن يراه في صورته التي جبل عليها فاستوى له {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا} [الشمس : 14] أي أرجف الأرض بهم ، يعني : حركها فسواها عليهم ، وقيل : فسوى الأمة بإنزال العذاب صغيرها وكبيرها بمعنى ساوى بينهم ، و {سَوَاءَ السَّبِيلِ} [البقرة : 108].

وسط الطريق ، وقصد الطريق ، ومثله {سَوَاءِ الصِّرَاطِ} [ص : 22] {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت : 10].

تمام ، مثله {إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} [آل عمران : 64] أي ذات استواء لا تختلف فيها الكتب السماوية .

ومثله {صِرَاطًا سَوِيًّا} [مريم : 43] و {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ} [البقرة : 6] أي ذو استواه ، وقيل اسم وضع موضع مستو ، والصراط السوي : الدين المستقيم ، وسوى إذا كسر أوله وضم : قصر وإذا فتح : مد كقوله {إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} [آل عمران : 64] و {مَكَانًا سُوًى} [طه : 58] وسوى أي وسطا بين الموضعين تستوي مسافته على الفريقين {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ} [الحجر : 29] أي عدلت خلقته وأكملتها وهيأتها لنفخ الروح فيها {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر : 29] معناه أحييته وليس ثم نفخ ولا منفوخ فيها وإنما هي تمثيل ، و {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ} [الإسراء : 38] السيئة : الخصلة التي

تسوء صاحبها عاقبتها ، وسيئه بإضافة سئ إلى ضمير كل أي اثمه وذنبه ، و {سَوْءَةَ أَخِيهِ} [المائدة : 31] فرج أخيه ، و {ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا } [مريم : 10] أي وأنت سوى من غير بأس ولا خرس ، و {سِيءَ بِهِمْ } [هود : 77] فعل بهم السوء ، و {سُوءُ الْحِسَابِ} [الرعد : 18] أن يؤخذ العبد بخطاياه كلها لا يغفر له منها شئ ، و {سُوءُ الدَّارِ} [الرعد : 25] النار تسوء داخلها ، والسوء : مصدر الشر ، وسوء الفعل قبحه ، و {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} [الإسراء : 7] أي ليجعلوا وجوهكم تبدوا آثار المساءة والكآبة ، و {كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} [الروم : 10] والسواى : يعني النار ، كما أن عاقبة الذين {أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس : 26] والحسنى يعني الجنة {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} [النساء : 78] يعني جدب {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ} [الرعد : 6] أي العقوبة ، وأصل السيئة : سيوءه فقلبت الواو ياء وأدغمت ، و {مَطَرَ السَّوْءِ} [الفرقان : 40] الحجارة .