تعددت اسباب ظهور مشكلة السكن العشوائي أو السكن اللاقانوني في مجمل مدن العالم الثالث ولاسيما العواصم منها وذلك نتيجة لعوامل عديدة  منها الاقتصادية ، والسياسية والديموغرافية والظروف الطبيعية مع الاختلاف البسيط في هذه العوامل حسب ظروف كل بلد ويمكن ان نلخص أهم الأسباب التي ادت الى ظهور هذه الظاهرة بما يلي :

اتساع ظاهرة النمو الحضري

يعرف التحضر بانه عملية نمو وتوسع المدن والبيئات الحضرية نتيجة للعديد من العوامل اهمها تزايد نمو سكان المدينة بسبب الزيادة الطبيعية والهجرة المستمرة من الارياف باتجاه المدن وعمليات دمج المناطق خارج المدن وربطها بالمدن وهو أيضا عملية التحول الى حضر أي عملية الانتقال الى المدن والتحول من الزراعة الى غيرها من المهن الشائعة في تلك المدن، وما يرتبط بذلك من تغير في الانماط السلوكية وتختلف البلدان فيما بينها من حيث المراحل التي قطعتها في عملية التحضر لذا ظهرت محاولات لتصنيف ظاهرة النمو الحضري في بعض البلدان العربية على اساس نسبة السكان الحضر الى دول ذات مستوى حضري مرتفع كما هو الحال في (العراق ولبنان)، ودول متوسطة التحضر مثل(الاردن وتونس)، ودول نسبة التحضر فيها منخفضة، اي ان معظم السكان يتركزون في مناطق الريف مثل (اليمن والسودان).

وهناك بعض الباحثين صنف التحضر في الوطن العربي حسب الفترة الزمنية للتحضر فهناك دول عربية مرت بفترات تدريجية وهو ما يعرف بالتحضر القاعدي او التدريجي  وفيه يتم النمو الحضري بصورة تدريجية من خلال قياس المعدل العام للنمو الحضري كماهو الحال في( العراق وسوريا ومصر) وهناك دول تمر بمرحلة التحضر ولكن بصورة بسيطة اي ان النمو الحضري بسيط وبطئ بسبب ضعف اقتصادياتها ويعرف هذا النوع بالنمو الحضري البدائي مثل( اليمن والسودان والصومال) وهناك بعض من الدول تعرضت لتغيرات فجائية  اذ ان النمو الحضري يحدث سريعا بسبب التطورات الاقتصادية وارتفاع مستوى المعيشة و دخول التقنية والتكنولوجيا وهذا ما حدث في معظم دول الخليج العربي عند اكتشاف النفط وقد عرف هذا النوع من التحضر بالتحضر السريع والمفاجئ  .

لقد رافقت ظاهرة النمو الحضري والتضخم الحضري مظاهر عديدة في هذه المدن لعل من اهمها تفاقم معدلات البطالة واتساع رقعة الفقر الحضري والتلوث البيئي ومشاكل النقل فضلا عن  توسع مشكلة السكن، وعدم استطاعة الكثير من الناس الحصول على مساكن مناسبة وهنا بدأت الاحياء العشوائية بالاتساع وخاصة في البلدان النامية بسبب عجزها عن تلبية حاجة سكانها الحضر للمساكن .