لقد اختلفت تعار يف مفهوم السكن العشوائي، وتنوعت البحوث التي قامت بدراسة هذه الظاهرة على مستوى الباحثين أو المؤسسات الدولية أو المؤتمرات التي عقدت بهدف معالجة هذه الظاهرة، ومعرفة أسبابها ومن هذه المؤسسات كانت منظمة العمل الدولية في جنيف – سويسرا، والتي أعدت دراسة توقعت فيها ان معظم مدن البلدان النامية مع بداية القرن الحالي ستجد نفسها محاطة بالعديد من الاحياء السكنية الفقيرة، المكتظة بالسكان والمتخلفة، حيث المساكن المتصدعة، والتي تفتقر الى التسهيلات الخدمية في مجال الكهرباء أو المياه النظيفة وشبكات المجاري فضلا عن  ضعف الخدمات التعليمية والصحية و صعوبة طرق النقل والمواصلات في هذه المناطق .

 وقد اظهر المؤتمر الدولي  الذي عقد في مكسيكو في شهر آب 1984 آثار النمو السكاني على تطور العمران، وهو امر هام لاسيما في البلدان النامية التي تشهد سكاناَ يلجأون بكاملهم  بشكل لا سابق له في سكن من نوع عشوائي على ابواب المدن الكبرى بسبب الهجرة من الريف الى المدينة غالبا أو بسبب الحروب الخارجية أو الحروب الاهلية التي باتت تتزايد شيئا فشيئا على الارض.

وكذلك اوصى مؤتمر المأوى 1976 بمدينة ( فانكوفر- كندا ) في أن  تركز الحكومات اهتماما على توفير الخدمات للمستوطنات العشوائية واعادة تنظيمها ومدها بالمرافق وربط هذه التجمعات الهامشية بالتنمية القومية .

كذلك اكدت الامم المتحدة في اعلان اسطنبول عام 1996 بشأن المستوطنات البشرية على الالتزام بحق المواطنين في السكن مع الضمان القانوني للحيازة والمساواة في فرص الحصول على مسكن ملائم معتدل الكلفة .

ويعرف المعهد العربي لأنماء المدن ( الاحياء العشوائية ) بأنها مناطق اقيمت مساكنها بدون ترخيص وفي اراضي تملكها الدولة او يملكها آخرون وغالبا ما تقام هذه المساكن خارج نطاق الخدمات الحكومية لعدم اعتراف الدولة بها  .

وقد خرج مركز الامم المتحدة للمستوطنات البشرية بتعريف عن الأسرة في العشوائيات بأنها  مجموعة افراد يعيشون في منطقة حضرية غير مخططة ويفتقرون الى  الأسكان الدائم او مساحة كافية للمعيشة ويفتقرون الى الحصول  على مياه نقية صحية أو الحصول على مرفق صرف صحي ، وعلى حيازة للأرض مأمونة.

وقد عرفت ظاهرة السكن العشوائي واحياء الصفيح التي اقيمت في الرباط عام 1985 بأنها كل سكن يبنى مخالفا للقوانين البنائية والعمرانية، ولا تتوفر فيه شروط السلامة العامة والشروط الصحية ، وهذا يمثل خطراً على السكان وعلى المجتمع، وضرراًً بالمصلحة العامة في مستوى مبانيها أو كثافتها أو ظروف التجهيزات الموجودة بها وغيرها من المعايير الصحية، والفنية المناسبة للسكن السليم، وبهذا يكون سكنا عشوائيا.

كما يعرفها بعض المختصين في مجال الأسكان بأنها تجمعات سكنية غير مخططة لذوي الدخل الواطئ وتكون هذه التجمعات مؤقتة ينتقل بعدها ساكنيها في سكن افضل عند توفر دخل وظروف افضل او قد تكون دائمة لمن لا يجد وسيلة لزيادة دخله او تحسين ظروفه.

نستنج مما سبق ان المناطق العشوائية هي مناطق سكنية عفوية لم تدرج ضمن التخطيط العمراني للمدينة تتكون من اسكان غير مرخص في مناطق محرومة من المرافق العامة والخدمات الاساسية، وقد تعددت صور واشكال هذه المناطق، وانتشرت على اطراف المدن في بادئ، الامر ثم تسربت تدريجيا الى الضواحي ثم الى الداخل وقد نشأت هذه المناطق في غيبة من التخطيط العام للمدن وخروجا عن القوانين المنظمة للعمران .